محمد حسن محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 22:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف اثنان من ممعني النظربموضوعية في أن الغرب ولاسيما أمريكا المعاصرة ، تتخذ مواقف نفعية(ديماغوجية) لايهمها فيها المبادئ في مقابل حرصها على ما يحقق مصالحها ، وهذا وجه التناقض بين شعوب العالم المكافحة من أجل حريتها وكرامتها وبين السياسة الأمريكية ، مهما حاول بعضهم تلميع صورة السياسة الأمريكية ، وهذا التناقض هو الذي يسود اليوم على عموم العالم الغربي في مواقفه المعلنة الواضحة أو المبطنة المستورة .
والسياسة الأمريكية أمام هذا التناقض التي هي أعرف الناس به ، تتخذ اسنراتيجية أبرز ما يحكمها هو ركوب الموجة ، اذا لم تستطع الوقوف بوجهها وإيقافها. وسياسة ركوب الموجة هي التي تحكم الموقف الأمريكي اليوم أمام موجة( الربيع العربي) التي تأخذ - أول ما تأخذ - بخناق أتباع العم سام.
ولعل أبرز مظاهر هذا السلوك هو الإسلام الأمريكي الذي تسوقه اليوم دولة العم سام . لمواجهة اليأس المستشري في العالم العربي الإسلامي من كل الأنظمة التي ترفع شعارات معاصرة تمتد من الشرق الى الغرب.
ففي ردة فعل جارفة اتجه الشعب العربي المضطهد من نظمته التي تصادر حريته وكرامته ، في موجة عارمة نحو الإسلام ، بعد أن يئس من هذه الأنظمة وكل العهود التي قطعتها على نفسها. ..وما كان أمام أمريكا وهي تعجز عن الوقوف أمام هذه الموجة ، الا أن تركبها لكي توجهها حيث تريد هي ، كي تخدم مصالحها ....يساعدها في ذلك ، ان الإسلام كنظام سياسي اجتماعي اقتصادي لم يجد تطبيقه الفعلي على أرض الواقع ، وبقي فكراً تأملياً في أذهان المصلحين الإسلاميين في شتى توجهاتهم ، وقد عجزت كل المحاولات ،برغم جذرية بعضها ، عنم تقديم المثال اتعملي الحسي الحي للنظام الإسلامي .، ذلك النظام الذي تسوده القيم الإسلامية الأصيلة ، ورافق الإنحراف سنوات الإسلام الأولى عندما اختار الله (عزوجل) نبيه (ص) الى جواره ...
لم تستطع كل المحاولات الإصلاحية قديماً وحديثا ، أن تجسد مثالاً حياً للحكم الإسلامي كما رسمه نبي الإسلام(ص) ووضع الأسس التي تضمن استمراره على يد مؤتمنين اختارهم ليتموا مسيرته ، إذ سرعان ما أبعد هؤلاء عن دفة الحكم ، فانتحوا أركانهم المنعزلة ليرمموا البناء الفكري للإسلام. ولم يجد بناؤهم الفكري أرضاً خصبة لينمو فيها ، بعد أن نمت العوالق والطفيليات حوله ، لتمتص رحيقه وتتركه بناء أجوفاً معلقاً بالسماء ، لا روح واقعية فيه .
وبرغم كثير مما نظّر له مفكرو الإسلام ، لم يستطيعوا أن يقنعوا الناس بما نظّروا له، لأن الجانب النظري لوحده عاجز عن الإقناع ، ما لم يسنده واقع ينظق به ويعيش فيه الناس ، ليلمسوا آثاره على الواقع ... وللحدبث صلة.
#محمد_حسن_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟