أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الله أكبر امرأة!!















المزيد.....

الله أكبر امرأة!!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 20:19
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما سمع محمدٌ بأن الفرس ولوا ابنة كسرى عليهم قال قولته المشهورة: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة, وهذه النظرة هي من الأسباب التي أدت إلى نظرة المجتمعات العربية الإسلامية للمرأة وهي نظرة كلنا يعرفها بأنها نظرة دونية, وقد انعكست على المرأة سلبا في كل العقود التي مضت حتى هذه اللحظة, حيث يصرخ رجال قريتنا(الله أكبر مَره)!!كلما شاهدوا امرأة تصنع لهم صنيعاً من عمل يديها مستغربين قدرتها وفنها وتقليدها لبعض الأعمال التي لا يفلح فيها إلا الرجال, وكلما رأوا امرأة تقود طائرة أو قيطارا يصرخون بكل ما أوتوا من قوة ومن عزمٍ هكذا:(الله اكبر امرأة! مره!)

حتى اليوم الثقة في المرأة ضعيفة جدا,وهنا لا يبدو الحديث عن ثقة الزوج بزوجته فيما يتعلق بالخيانة الجنسية ولكن الثقة هنا تتعلق بإعطاء المرأة دوراً في المهن الهندسية والطبية كأن تكون مثلا طبيبة أو مهندسة, فمن هذه المنطلقات الثقة في المرأة بين ضعيفة جدا ومتوسطة ومعدومة على الخالص ,وتكاد أن تلاحظ تلك الثقة الضعيفة حتى في المجتمعات الراقية و(الهاي هاي...هاي هاي هاي) ومجتمعات (الواو..... واو.... وشكراً لإلك) المتقدمة أو التي تعتقد بأنها أكثر تقدماً من غيرها وتلك الثقة نجد أضعفها في أكثر البلدان تخلفاً ومن الممكن ملاحظتها في المجتمعات العربية المتأخرة حضاريا عن مجتمعات الهاي هاي,وهي مجتمعات قروية تُعرف من خلال مجاملاتها:(شكرا يا خالي) (وأهلا وسهلا بالعموم) وخصوصا في البيئة المنحطة التي أنا فيها ومنها,فلا يكاد أحدٌ أن يرى امرأة إلا وتملكه العجب العُجاب,فيقول صارخاً من دهشته وتعجبه: الله اكبر!!معقول(مره)..!!..امرأة مهندسة؟امرأة طبيبة؟؟ امرأة مذيعة؟؟؟ وأذكر أنني حين كنت أعمل في أعمال البناء سنة 1988م كان المعلمون الذين أتعلم عندهم لا يكادوا أن يصدقوا بأن تشرف على أعمالهم امرأة مهندسة وكانوا يحاولون التهرب منها, وكانت إذا أدارت لهم ظهرها سلقوها بألسنة حداد بجملة:(الله أكبر مره؟)وكانوا يفتحون فاهم هكذا وينسونه مفتوحا للذباب من دهشتهم وهم يقولون(الله أكبر مره)أي (امرأة)!!!.

وكانوا يستغربون من المرأة إذا كانت لديها القدرة على قيادة باص نقل كبير الحجم وطبعا هذا الكلام أو هذه الصورة وهذا المشهد كان فقط على شاشة التلفزيون, وقبل 10 عشر سنوات بث التلفزيون الأردني برنامجا عن امرأة تقود (بكم-بكب) خضره وتشتغل عليه سائقة, وبرنامجا آخر عن امرأة لديها منشار حجر نظيف,طبعا بثه التلفزيون وأثار فضول المواطن كشيء غريب أو ككائن غريب محدود الإمكانيات وفجأة تجاوز المألوف والمعتاد على مشاهدته من قبل جميع المشاهدين فكان وما زال الناس يندهشون ويصرخون بكلمة الله أكبر حين يشاهدون امرأة تعمل شرطية تقبض على رجال العصابات وتطارد بسيارتها الخاصة أو بسيارة الشرطة لصا سطى على متجر, وكنت وأنا في مقتبل العمر أشاهد رجالا يبصقون على شاشة التلفزيون أو على الممثل الذي تقبض عليه امرأة فكانوا يبصقون عليه هكذا ويتخيلونه وكأنه جالس أمامهم وليس تمثيلا وبودهم لو يضربونه ضربا مبرحاً:(أخ أتفه عليك من زلمه ساقط وردي,مره!!!مره تضربك في إجرها وتوقعك على الأرض):الله أكبر مره!!!!!!!.

وأكثر شيء يدهشني هو تصرفات أهلي والمجتمع الذي أعيش به تجاه المرأة ذات الحِراك الاجتماعي والنقابي المهني, فهم يندهشون جدا إذا رأوا امرأة تقود سيارة أو تتسلق شجرة أو تلعب في الملاعب أو تشارك في بطولة سباق السيارات أو سباق الخيول طبعا هذه المشاهد من سباق الخيل والسيارات كانت فقط على شاشة التلفزيون, وأذكر في بداية الثمانينيات إلى نهاية التسعينات من القرن العشرين عندما شاعت أفلام العنف والعصابات كيف كان الناس يقومون من مكانهم معبرين عن دهشتهم حين يرون امرأة تضرب رجلا وتلوي ذراعه وترديه أرضاً أو حين يرون امرأة تلعب(كاراتيه أو تكونده), وكانوا ينادون على بعضهم وهم يقولون:"ألله وأكبر (مره)!!! امرأة ضربت الرجل وكسرت يده!!!..الله أكبر!! هذي لو كانت زلمه كان شو عملت؟", وكانوا يتطاولون على كل امرأة تقود سيارة في الشارع العام رغم أن القانون عندنا في الأردن لا يمنع المرأة من ركوب الدراجة أو السيارة أو الخيل أو ركوب زوجها في أوقات الذروة , ومع كل هذا كانوا إذا رأوا امرأة تقود سيارة ,كانوا فورا يطلقون تعليقات عليها بذيئة ومسيئة هكذا وبالصوت العالي وبالجرم المشهود وخصوصا الأطفال كانوا يركضون خلف السيارة وهم يقولون لها ما سمعوه من الكبار وما علمهم أن يقولوه للمرأة الرجال كبار السن حيث كانوا يصرخون خلفها بهذه الجملة(شوفير بلا إير!!) يعني بدون قضيب.

وفي الثمانينيات من القرن الذي أفل كان التلفزيون الأردني يبث مسلسلا اسمه(الرجل الحديدي) وقصته عبارة عن رجل مصنوع من الفولاذ والفيلم من الإنتاج الأمريكي وكانت للرجل الحديدي(استيف أوستن) قدرات عالية جدا من حيث الشم والإبصار والحركة والجري....إلخ , وبعد أن انتهى عرض المسلسل عاد إلينا الإنتاج الأمريكي بمسلسل آخر وبعنوان(المرأة الحديدية) كتعبير من التلفزيون والإنتاج الأمريكي على مساواة المرأة بالرجل وكان كل الرجال يفتحون فاهم وهم يرون امرأة حديدية قوية كل هذه القوة فقد كانت قدرات إبصارها أكثر من قدرات إبصار الصقور وحاسة شم أقوى من حاسة شم الكلاب البوليسية وكان سمعها أقوى من سمع الخفافيش وكانت قادرة أن توقف وتحرك بيديها آلية ثقيلة بوزن 20طون وتستطيع بيدها إيقاف سيارة وهي تمشي بسرعة 100كيلو متر في الساعة, وكانت لها قدرات ركض بما يكفي للسباق مع سيارة (فراري), وكانت لها قدرات على القفز عاليا مسافة 100 متر, وكنت أنا يومها ولدٌ يافع مثل كل الناس أستهجن وأستغرب وأستعجب جدا, وكان رجال قبيلتنا يقولون صارخين( الله أكبر والله ما هو معقول!!...معقول وحده مره شخاخه عندها كل هذه القوة)!!..... الله أكبر امرأة بقوة 100حصان!! الله أكبر(الله أكبر طعجت (أثنت)قضيب الفولاذ بيدها.

وكانوا في الثمانينيات من القرن المنصرم يتفاجأون وأحيانا لا يثقون بالمركز الصحي حين يكون الطبيب امرأة فكانوا يخرجون من العيادة الطبية وهم يضربون الكف على أخوه ويتمتمون(الله أكبر-مره-امرأة دكتوره!!هذي لو كانت رجلا كان شو عملت أو كان شو صارت!!!.











#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات رجل محطم
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الله أكبر امرأة!!