أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - برافو للمفكر الصهيوني غولدستون














المزيد.....


برافو للمفكر الصهيوني غولدستون


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 16:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تنتهِ قصةُ القاضي اليهودي الجنوب إفريقي غولدستون بعد، فأنا أتابع ملفه من البداية، وكنتُ أتمنى أن ينتهي ملفه حتى أصدره في كتاب، غير أن أخباره لم تنقطع بعد، ولا أعرف متى ستنتهي أخباره!
إنه رئيس لجنة التحقيق الدولية وصاحب تقرير غولدستون المشهور الذي اعتبر أن ما قامت به إسرائيل من جرائم في عملية الرصاص المصبوب على غزة أواخر عام 2008 يرقى على مستوى جرائم حرب!
وما إن أُعلنَ التقرير حتى شنَّت إسرائيل عملية( الهجوم المصبوب الثاني) على غولدستون، وبدأت العملية بنزع هويته يهوديته، واعتباره قاضيا تعود أصوله إلى جنوب إفريقيا، ثم حرموه من حضور احتفال بتدشين حفيده في الكنيس، ثم طاردته الجاليات اليهودية في المنفى، وطالب الحاخامون بمقاطعته قولا وفعلا!
فهام على وجهه كما وصفه أحدُ أصدقائه، ولم يجد مفرا من إعلان ندمه على ما ارتكبه في حق أبناء جلدته، فكتب مقالا في النيويورك تايمز وأعرب عن أسفه وتراجعه عن تقريره، وقال:
" لو كنتُ أعرف ما عرفته اليوم، لما كنتُ قد كتبتُ التقرير"!!
غير أن توبته لم تكن توبة (نصوحا) ولم يغفر له البابُ العالي، السياسي والديني في إسرائيل ما ارتكبه في حق أبناء جلدته، حتى بعد مقاله.
ولما أحسَّ بالإحباط، عاد من جديد ليُكفِّر عن أخطائه في حق إسرائيل، فقرر أن يعود إلى الجذور ليصبح فيلسوفا ومفكرا وقاضيا صهيونيا بجدارة!!
فنشر مقالا سياسيا وفلسفيا وفكريا ثانيا في النيويورك تايمز هذا اليوم 1/11/2011 جاء فيه:
مَن يقُلْ إن إسرائيل أباراتيد أي ( معزلا عنصريا)، هو شخصٌ مفترٍ وكاذبٌ وفاسدٌ وشرِّير، حتى ولو كان يساريا إسرائيليا!
ولم يكتفِ (المعذَّب في الأرض) غولدستون بذلك، بل إنه من منطلق خبرته القانونية الطويلة ناقشَ قضية(جدار الفصل العنصري)، ليبرز قدرته على تطويع القوانين لنصرة (الجدار) المٌفتَرى عليه!!
وقال عن الجدار المسكين!!:
إنه ليس جدارا للفصل ، بل حاجزٌ بريء !! ضد الإرهاب والإرهابيين، حتى ولو غضب الفلسطينيون منه، فلإسرائيل حق الدفاع عن نفسها بكل الطرق، بسبب ما تتعرض له من اعتداءات مجرمي الضفة وغزة!
وحيث أن الأمر هو كذلك، فالجدار إذن قانووووووني، وفق الشرعة الدولية!!
ولم يصمتْ بعد هذا التخريج القانوني البارع، وليته صمتْ!!، بل أضاف مناقشا وضع العرب في إسرائيل وقال القاضي البارع المفوَّه:
" إن العرب في إسرائيل يُعاملون بديموقراطية، فهم يملكون حق التصويت، ولهم أحزاب سياسية، ولهم أعضاء في الكنيست، ولهم قضاة في المحاكم العليا، وعندما يمرضون يتلقون العلاج الذي يتلقاه اليهود، وفضلا عن ذلك فهم يرقدون بجوار اليهود جنبا إلى جنب!! ياللروعـــــــــة!!
وأخيرا تمكَّن غولدستون من كشف الحقائق على أصولها، واستطاع أن يرى العالم كله بعين أبناء عمومته، فهل سيُعاد النظر في قرار إقصائه من اليهودية، وفق خطوتي المذهب الديني اليهودي، ندوى وشريما؟!
ففي العزل الأول(ندوى) يُحرم المنبوذ من التعامل مع كل اليهود ، ويمتنع اليهود من الكلام معه أو أن يبيعوا له شيئا، أو يشتروا منه!
أما العزل الثاني(شريما) فيطرد من الدين اليهودي في طقوس دينية معقدة تنتهي بتجريده من ملابسه، والسير فوقه ولعنه، كما فعلوا بالفيلسوف أريل كوستا في القرن السادس عشر!
أما نحن فسوف نظلُّ عقودا أخرى طويلة على الأقل، نتفرج على ما يجري، بدون أن نتدخل – للأسف- لإنقاذ بعض من (يغامرون) لنصرة قضايانا العادلة!
فقد أدمَّنا تقليدا عربيا بائسا يتمثل في ترك أنصارنا يواجهون مصيرهم المحتوم، عقابا لهم على نُصرتهم لحقوقنا، واسألوا أنفسكم :
أين روجيه غارودي، والمرحوم إسرائيل شاحاك، وأين المرحوم يهودا ماغنس،وحتى الصحفية المخضرمة هيلين توماس، وعشرات ممن لا نعرف أسماءهم؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قباقيب وحرق وسحل
- خطاب العرش السلطاني (6)
- وعاد الماشيح شاليت
- حروب الفايروسات الرقمية
- ثلاث صور لغلعاد شاليت
- أنشودة للقدس في عيد المظال
- شيفرة التراث الفلسطيني
- ألا نخجل؟!!
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!
- هنيئا لأوباما بتقدير ممتاز
- سوبر عنصرية
- الصراف الآلي المدرع
- وجاء دور النقب
- دليل سلاطين العرب
- ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - برافو للمفكر الصهيوني غولدستون