أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟















المزيد.....


هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن انطلقت الحركات الاحتجاجية والانتفاضات الشعبية في الدول العربية ضد نظمها الاستبدادية والقمعية الجائرة , راح السيد طيب رجب أردوغان, رئيس وزراء تركيا, يتجول في عدد من الدول العربية داعياً ومروجاً في مصر وتونس وليبيا إلى الأخذ بنموذجه الإسلامي العلماني. وحين غادر مصر احتج الأخوان المسلمون والسلفيون وبقية قوى الإسلام السياسي المتزمتة على أردوغان واعتبروا الخطب التي ألقاها بهذا الصدد تدخلاً فظاً في الشأن المصري الداخلي لا يجوز له ذلك! ولكن رحب به آخرون باعتباره يجمع بين الإسلام وبين الموقف العلماني من عدد من المسائل التي يرفضها المتزمتون والمتطرفون والإرهابيون من قوى الإسلام السياسي مثل الموقف من المرأة ومن الحجاب أو ارتداء العباءة أو جواز فتح محلات بيع الخمور أو الحق في فتح نوادي ليلية أو حرية العبادة لغير المسلمين ...الخ من الأمور, إضافة إلى أهم قضية في العلمانية هي فصل الدين عن الدولة, فالدين لله والوطن للجميع.
بهذا القدر يمكن القول بأن موقف أردوغان مقبول ويمكن أن يساهم في تحسين أوضاع الدول العربية. ولكن هل هذه هي العلمانية أم أن نواقص أساسية يعاني منها النظام السياسي التركي في الوقت الحاضر والتي تعتبر أحد الأسباب التي تمنع الاتحاد الأوروبي من قبول تركياً عضواً فيه. إنه الموقف من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والامتناع عن الاعتقال الكيفي ورمي الناس بالسجون دون وجه حق بسب الاختلاف في الرأي.
إن العلمانية بمعناها السليم تعني الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الفرد واحترام حقوق القوميات وحق تقرير المصير, واحترام الرأي والرأي الآخر جزء أساس من حقوق الإنسان ومن الحريات العامة والديمقراطية وهي جزء من العلمانية, إضافة إلى احترام جميع الأديان والمذاهب الدينية وعدم التدخل من جانب الدولة في شؤونها أو الإساءة إليها وصون حق الفرد في العبادة وأداء الطقوس الدينية والمذهبية. إن فصل الدين عن الدولة يدخل ضمن العلمانية ويساهم في توفير المبدأ الأساس لدولة المجتمع المدني, دولة المواطنة الحرة والمتساوية وليس دولة الهويات الدينية والطائفية, ومن هنا نشأت القاعدة السليمة "الدين لله والوطن للجميع". وهذا يعني رفض التمييز بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية بل احترام كل المواطنات والمواطنين والمساواة بينهم والأخذ بالكفاءة في تعيين الفرد, امرأة كانت أم رجلاً, في دوائر الدولة والوظائف العامة وفي غيرها.
هل يمارس النظام السياسي التركي الراهن هذه المبادئ؟ إن النظام السياسي التركي لا يمارس كل ذلك بل يمارس بعضه ويتجاوز على أهم وأبرز تلك المبادئ الواردة في لوائح شرعة حقوق الإنسان الدولية والعهود والمواثيق المقرة, وهو الذي يجعلنا نؤكد بأن النظام السياسي التركي أعرج, يمشي على رجل واحدة ولا يجوز الاستمرار بذلك, إذ أنه وبوضعه الحالي لا يصلح أن يكون نموذجاً للدول الأخرى ما لم يسع إلى تغيير سياساته السلبية والخاطئة والخطرة في عدد من المسائل نشير إلى أربع جوهرية منها:
** في الموقف من حقوق الإنسان وحق الفرد في تبني الرأي الفكري والسياسي الذي يؤمن به دون أن يلاحق أو يعتقل أو يسجن أو يعذب. تركيا تمارس باستمرار ومارست في الآونة الأخيرة اعتقال 50 شخصية سياسية وعلمية واجتماعية في تركيا بتهمة التعاطف مع حزب العمال الكردستاني, ومنهم المدافع عن حقوق الإنسان وصاحب دار نشر تركية السيد رجب زاراقولو وابنه دينز بتهمة التعاطف مع الكُرد أو بسبب إلقاء محاضرة علمية لأحد المواطنين الكُرد, على سبيل المثال لا الحصر. (راجع جريدة برلينر تسايتونگ, العدد HA 55 بتاريخ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 ص 1 ). إن تحريم الاعتقال الكيفي وملاحقة أصحاب الرأي الآخر ينبغي أن يحرم بشكل مطلق.
** في الموقف من حقوق القوميات في تركيا, فتركيا ذات القوميات المتعددة ترفض منذ عقود حقوق هذه القوميات, وخاصة حقوق الشعب الكردي الذي يشكل نسبة مهمة من بنية سكان الدولة التركية وله إقليمه الكردستاني, وترفض الاعتراف بحقه في تقرير مصيره. وأكثر من هذا, فهي ترفض حتى حقه في المطالبة بحقوقه المشروعة وبالتالي تفرض على الكُرد في تركيا النضال وربما حمل السلاح للمطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة وتخوض الحرب ضده وبالتالي تتسبب في خسارة المزيد من الأرواح البشرية في صفوف الشعبين وتتحمل خسائر مالية هائلة وتساهم في زيادة تخلف المنطقة, المتخلفة أصلاً بسبب التمييز الطويل الأمد, التي يجري فيها القتال بل ويتم التجاوز على حدود دولة جارة هي العراق بذريعة وجود مقاتلين كرد من كردستان تركيا في الأراضي العراقية. في حين أنهم يدركون أن حل المسألة الكردية أمر ممكن وفي إطار الدولة التركية, ولكن من واجبهم أولاً وقبل كل شيء الاعتراف بوجود هذا الشعب وحقوقه المشروعة والتفاوض مع ممثليه للوصول إلى الحلول العقلانية. فالسلاح والحرب لا يعالجان أي مشكلة بل يعقدان المشكلات القائمة أكثر فأكثر ولا يسمحان بالجلوس والتفاوض لحل المشكلات.
** في الموقف من أتباع الديانات والمذاهب الدينية, إذ ما تزال تركيا تميز بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية, كالأرمن وعموم المسيحيين أو إزاء العلويين أو إزاء الإيزيديين الذين اجبروا على ترك تركيا والهجرة إلى الدول الأوروبية. وهو أمر لا يجوز القبول به ولا يسمح لتركيا أن تكون نموذجاً لدولة إسلامية علمانية صحيحة ومعبرة عن الحياة المدنية للمجتمع.
** في الموقف من حق الإنسان أو الجماعات في تشكيل تنظيمات مجتمع مدني, ومنها منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية, على وفق المبادئ التي تؤمن بها تلك الجماعات. وهو الذي يواجه بصعوبات كبيرة في تركيا حتى الآن.
إن تركيا يمكن أن تكون نموذجاً حسناً حين تتخلى عن التعصب القومي والفكري والسياسي وحين تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان وحقوق القوميات وعدم التمييز بين البشر على اساس القومية او الدين أو المذهب أو ممارسة الاعتقال والملاحقة القضائية ضد أصحاب الرأي الآخر, أما الآن فلا.
1/تشرين الثاني/نوفمبر 2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق
- ألا تغذي مصادرة الإرادة والحريات العامة الحقد والكراهية والر ...
- تحية حب وابتهاج للشعب الليبي, هل سيكون مصير بشار الأسد مثل م ...
- مهمات كبيرة تواجه مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في الع ...
- ثورة مصر الحرة تتعرض لمحاولة اغتيال جديدة!
- الأفضل قيام الدولة الوطنية المستقلة على أساس المواطنة الحرة ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- نداء استغاثة عاجل: إلى متى سيستمر النظام السوري بارتكاب جرائ ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- رسالة مفتوحة إلى الصديق الفاضل الشيخ صباح الساعدي المحترم
- المالكي وطريقته الفجة بالاستهانة بأرواح الناس ضحايا النخيب!
- هل يرقص المالكي على فوهة بركان ؟
- هل سيكون المزيد من العراقيات والعراقيين مشاريع قتل جديدة؟ وم ...
- الشعب السوري يقارع الدكتاتورية الفاشية والعالم يتفرج !!
- العلم العراقي الراهن غير دستوري, فما العمل؟
- الإرهابيون المجرمون يرتكبون جريمة جديدة بحق رجال كربلاء !!!
- هل المالكي يغامر بحياته السياسية ومستقبله في العراق؟
- برلين تعمل على بناء جسور الحوار والتفاعل بين الثقافات: المهم ...
- شهيد جديد على طريق النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومطالب ...


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟