أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - احفادنا سامحونا .. فقد اضعنا دجلة والفرات














المزيد.....

احفادنا سامحونا .. فقد اضعنا دجلة والفرات


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


ياأحفادنا العطاشى:
اوصيكم بارضكم خيرا،ففي زمانكم لن تجدوا بلاد الرافدين الا في كتب التاريخ،وحين تصطفون في طابور الصباح سيطلع عليكم رجل اشيب ويقول لكم:
كان ياماكان في سالف العصر والاوان حوض يحيط ببلاد جميلة اسمه حوض الرافدين هجم عليه الاخوان قبل الاغراب فسدوه بالحواجز عن اجدادكم، وعاش اجدادكم على مياه السواقي ولم يعودوا يلطموا على الامام الحسين الذي مات عطشانا بل ظلوا يبكون على انفسهم حتى جفت المآقي ويبست الدموع في الاحداق ونشف الالسن وبات الرضيع يبكي عطشانا، ولم تنفع صلوات الاستسقاء فقد كان الشيطان واقفا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه ان يصلي، ولم يكونوا يقووا على صده فقد كانت قربته ملآى بالماء الرقراق واجدادكم ينظرون اليه بعيون كسيرة.
ويكمل الاشيب: لانريد النحيب على الماضي ايها الاولاد الشجعان فستتعلمون في هذه المدارس كيف تشقون الترع كما فعل اجدادكم في الصين ومصر.. ستتعلمون كيف تنقلون مياه الآبار الى بيوتكم.. لن ندّرسكم التاريخ فكله مزور ومغشوش، لاتقرأوه ابدا فالذي يقرأه يتعلم اول ما يتعلم الكذب على الاخرين.
وبصوت اشبه بالنحيب يكمل:لاتغرنكم قولهم وصيحاتهم بانكم أحفاد القعقاع وصلاح الدين ونبوخذنصر وحمورابي.. ولا تتباهوا في حضارات بابل وأكد فتاريخكم انتم تصنعوه بعيدا عن اولئك المهرجين الذين يصيحون من لا اصل لافرع له ومادروا ان الاصل سارق غشاش باع وطنه ومياه وطنه من اجل حفنة من الدولارات... حسنا كونوا انتم الفرع وظلوا انتم الفرع فالفخر كل الفخر ان تكونوا فروعا وتشقوا فروعا من الآبار، فواهيل ان ذلك لاعظم اجرا من ان تنتحبوا على ماض تكالبت على اجدادكم فيه كل من كانت له سلطة القوي على الشريف.
يقلب الاشيب ورقة في دفتره البني ليقول:عاش اجدادكم فقراء حد النخاع اذ قالوا لهم ان الفقر ليس بالعيب وظلوا صامدين حتى رأوا اطفالهم يموتون عطشى في واد كانوا يسموه وادي الرافدين وارض السواد.
قالوا لهم ماذا نفعل وقد اكل الذئب يوسف وراح في غياهب الجب،ولكن اباه يعرف جيدا ان اخوته رموه في الجب حقدا وكراهية.
قلّب ثلاث صفحات مرة واحدة وهو يقول:رأى الناس في بلاد الكفار مايعانيه اجدادكم فارسلوا الرسل الى تركيا لكي ترحم هؤلاء القوم وقالوا لهم خذوا جزءا من دجلة والفرات ولكن لاتأخذوه كله، ولم تنفع الصيحات ولا التوسلات وذهبت كل المساعي ادراج الرياح.
وكانت لبلاد اجدادكم ايها الاحفاد جارة تدعي الاسلام ويسموها جمهورية ايران الاسلامية سعت هي الاخرى لاقامة السدود على كل الانهار والروافد وصبت بدلها فضلاتهم ومياه مبازلهم وفي اذاعاتهم وصحفهم يقولون اننا نريد تحرير المسلمين من الظلم والقهر والعازة.
ايها الاحفاد الاعزاء:
ظل اجدادكم يتلقون الطعنات من كل صوب وكان احد هذه الصويبات من جارة كانت تسمى الكويت،بلد ثرية انعم اهba عليها بالخير الطافح واشترط عليهم ان يحتكموا الى العقل فيما يفعلوه ولكنهم لم يفعلوا بل تعاونوا مع جارة بلاد اجدادكم الاخرى وتسمى سوريا من اجل ارواء صحرائها بمياه دجلة والفرات بعد ان اقاموا عليهما السدود والحوجز ورفعوا في ذلك الوقت شعارا:سنميتكم بالعطش كما فعلتم بالامام الحسين .
ومنذ ذلك الوقت احفادي الاعزاء واجدادكم الذين لم يصبروا على ضيم،صبروا حتى كلّت سيقانهم تعبا وهم يتطلعون الى كل عابر سيبل عله ينبئهم بانهم غير مصدقين فقد كان من المرعب ان يصدقوا ان الرافدين.. ان دجلة والفرات يصبحان جزءا من اوراق هذا الدفتر الذي اقرأ منه اليكم.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حدث في بغداد العرجاء بعد داحس والغبراء
- ربطة العنق الكافرة
- يما ترى انكسرت الشيشة
- اسئلة الحوار المتمدن
- الكذابون اخوان الشياطون
- وحش الطاوة
- استقبال المعزين بمناسبة وفاة الحكومة العراقية
- العراق يصّدر التجارب الانسانية في عجائب البله والانانية
- يابعد عيني يابت كاصد
- عبادة الاوثان البشرية
- مسرحية من ثلاثة فصول غير مفهومة
- ظلمة ودليلها الله
- القائد الضرورة محمود أحمدي نجاد
- مراهقون في سوق النخاسة
- ولاتنابزوا بامريكا ياقبانجي
- الامير نايف والسيد النائب وبينهما حسين
- طراطيش كلام مع اعتذار شديد اللهجة
- هذا تالي عمرك يانجيفي تصرف لنفسك عيدية وتسرق
- أهذا هو اسلامكم ياأصحاب العمائم والسكسوكه؟
- راشد يزرع... راشد يلطم


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - احفادنا سامحونا .. فقد اضعنا دجلة والفرات