باسم النبريص
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 07:39
المحور:
الادب والفن
(مقعد)
مقعَد
من خشبٍ ماهونيٍّ أسود
جلبتْهُ أمي من سوق الجمعة
وعليه قماشٌ برسومِ أسودٍ سبعة.
مقعد
أرجُلُهُ الأربعُ
تتوجَّعُ
من ذكرى ما مرَّ عليها من جُلاَّس!
مقعد
في أول خدمته كم كان يحبُّ الضيف
وخصوصاً في أسمار ليالي الصيف
أما الآن
لو حطَّ عليهِ دوريّ مُجْهَد
لتأذى منه كما لو كان السعدان!
مقعد
أسمعُهُ في صمت الغرفة يتنهّد
فأُربّتُ كتفيه الناحلتينِ وأهمسُ : لا باس!
ها أنتَ الآن بغرفةِ مكتبتي
مرتاحٌ ـ مِلكٌ. تتأملُ أحوالي
فيما أتأملُ ـ والليلُ الطويلٌ ـ
أحوالَ وأهوالَ الناس!
(هباء)
لكأنّ شيئاً لم يكن!
لكأننا جئنا من التيه الهباءِ
وسوف نمضي مرّةً أخرى
إلى التيهِ الهباء!
لكأنَّهُ حُكْمُ الزمن
مذ كانَ
دائرةً تدورُ ببائسيها
مرةً تلقيهمو أرضاً
ومرّاتٍ فضاء!
لا حكمةً نرقى مراقيها
ولا درساً نعيهِ
ولا نداء!
فانهض أيا قابيلَ
من ذرّاتِ قبرِكَ
كرّرِ الخطأَ المقدّسَ يا أبانا
وانتعش فينا
فما زلنا البنينَ الأوفياء
لتراثِكَ الدامي ولُعبتِكَ الحَجَرْ
من أوّلِ الدنيا إلى أبدِ العماء!
#باسم_النبريص (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟