ربطة العنق الكافرة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    

منذ عشرات السنين ورجال الدين يقودون المسلمين كما يقود مدرب السيرك حيواناته اثناء وبعد التدريب وخلال العروض "السيركية".
وكما يحدد مدرب السيرك قواعد التدريب لهذه الحيوانات يحدد رجال الدين ومن كل المذاهب القواعد الخاصة بهم.
وهذه القواعد لاتتعدى الخطوط الحمراء وهي:
لانقاش،الاستماع فقط،عدم طرح الاسئلة الكثيرة،ممنوع مايسمى بالديمقراطية في الحوار فهي صناعة غربية،الانقياد نحو مايقوله رجل الدين حتى ولو كان على حساب حياة المسلم وهكذا.
ولم يقتصر الامر عند الاجتهادات والتفسيرات الدينية بل تعدى الامر الى حشرمبادىء الشريعة الاسلامية في امور مضحكة يعلنها على الملأ من يدفع اكثر، وليس بعيدا حكايات بول البعير وبول الرسول وارضاع الكبير وضرب الزوجة في عصيانها في الذهاب الى الفراش و...والخ.وقد وجدت الكثير من هذه "المسخرات" صداها عند العامة وادى تطبيق بعضها الى وفيات عديدة كما حدث في الجزائر،موريتانيا، مصر والصومال وغيرها.
ولكن هناك ممارسات ليس لها تفسير بالمرة،فالامتناع عن استعمال ربطة العنق في السلك الحكومي الايراني اصبح مألوفا جدا.
لماذا؟
ذكر لي احد الايرانيين المقيمين خارج ايران منذ زمن بعيد ان ملالي ايران هم الذين اصدروا فتوى بتحريم ربطة العنق على اعتبار انها من استعمالات الشيطان الاكبر الذي يريد تصديرها الينا.
ويضحك هذا المهاجر الايراني قائلا:انهم يعرفون ان الشيطان الاكبر لايلتفت الى ربطة العنق فلديه ماهو اهم من ذلك.
وقليلا من اقداح العقل نرى المسوؤل في هذه الحكومة المذهبية او الطائفية:
ان الذي يلبس البدلة السموكن وهي صناعة غربية ان لم تكن الصناعة الامريكية المفضلة دائما.
حذاؤه مستورد من مصانع الشيطان الاكبر او من فروعه في بلاد الكفار.
خيوط جوربه منتقاة من مصانع اولاد الشياطين.
قميصه الحريري مستورد خصيصا له من بلاد المشعوذين الذين توجب عليهم الجزية لانهم من اهل الذمة.
ملابسه الداخلية صنعت خصيصا لعلية القوم ومكتوب عليها صنعت في سويسرا وهي الواقع منتجات اسرائيلية.
اذن هو يخرج الى قومه او امام الناس بملابس منتجة باجمعها في بلاد الشياطين"لعنة الله عليهم" ولكنها في نظر الملالي حلال في حلال اذا لم يلبس ربطة العنق.
وانتقلت عدوى هذه الفتوى كما انتقلت غيرها الى معظم المسوؤلين او الذين في سدة الحكم بالعراق حتى يتمنى المشاهد حين يخرج احدهم عليه ناطا من قناة فضائية الى اخرى وهو يتقمط بدلته بدون ربطة عنق الا يتكلم في السياسة .
وبات مألوفا في العراق الان ان تعرف الى اي وطن ينتمي هذا" المتأبط" بدلته دون ربطته وتجاوز بعض الناس ذلك حين الاستماع اليه في القنوات الفضائية الى حساب عدد "الاكاذيب" التي سوف يلقيها على مسامعهم.
لست متجنيا على احد ولكن الذي لايحّكم عقله ويقاد مثل حيوانات السيرك لا يلاقي احترام الاخرين ولأنه كذلك فهو يسعى مثل الاطفال الى اثارة الصخب والضجيج من حوله وكأن حاله تقول "انا هنا".
ومابين الضجيج والصخب خيوط رفيعة تلتف على مخه لغسله وترفع في وجهه العصا"اسكت ياولد".

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات