أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - التحرّر الفكري














المزيد.....

التحرّر الفكري


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أود أن أطرح هذا الموضوع للمزيد من الوعي نحو التحرّر الفكري الذي قد يعتبره الكثير أنه انحلال أخلاقي خاصةً من وجهة نظر دينية وبالأخص عندما تكون صاحبة المقالة امرأة، وجهة النظر الضيّقة هذه لا تقتصر على المتديّن فقط، بل تشمل الملحدين واللادينيين، ليس الكل، إنما البعض، الذي لم يتحرّر بعد من الكثير من الجوانب الأخرى من التحرّر الفكري التي سأعرضها وفق ما أراه وبإيجاز.

الاختلاف يبدو جليًا حتى بين المتحرّرين من الدين، والتحرّر من الدين هو مجرّد عنصر من عناصر التحرّر الفكري، أما العناصر أو الجوانب الأخرى فإحداها التحرّر من العادات والتقاليد، إنه من السهل أن يتحرّر المرء من الدين، ولكن الغالبية العظمى تظل تؤمن بإتباع عادات وتقاليد المجتمع، التي لها سيطرة على عقل المرء وتبقى جذورها متوغّلة لدرجة يصعب عليه التخلّص منها، ومن يحرّر فكره منها يُتهم بنقصٍ في عقله. التحرّر من العادات والتقاليد لا يعني أن نتمشّى عراة أو نشرب الخمر حتى نفقد الوعي لارتكاب الجرائم، ولا يعني عدم احترام ومراعاة شعور الآخرين، إنما نتحرّر بدرجة متّزنة لا نحرم أنفسنا من ممارسة حقوقنا، وفي الوقت نفسه نحفظ حقوق ومتطلبات مجتمعنا بدرجة تُلزم من حولنا احترامنا من خلال سلوكنا وأسلوب حياتنا.

الجانب الآخر من التحرر الفكري هو التحرّر من التعصّب القبَلي، مرّة أخرى تجد المتحرّر من الدين يظل متعصبًا لعشيرته، ويتضح ذلك حتى بين الملحدين في المدوّنات، وكأن هناك معركة دامية بين الشامي والخليجي، والعربي وغير العربي، فيدخل الطرفين في نقاش عقيم أساسه تعصّب كل منهما لقومه وفئته، على أنه العرق الأفضل على الإطلاق.

اللا انتماء لا يعني عدم الوفاء والولاء للوطن، إنه تحرير الفكر من قيود التعصّب للقوميّة، فليس هناك دماء نبيلة وأخرى وضيعة، كلنا نحيا على الكرة الأرضيّة، فكيف لبُقعة من الأرض أن تُنجب أفرادًا ذوي دماء أرقى وأنبل من سواهم؟ إننا نكون للرقي والأصالة مثالاً عبر مواقفنا، عندما نكون الأكثر تهذيبًا وطيبة في تعاملنا مع الآخرين.

ثم ننتقل إلى جانب آخر من التحرّر، جانب يمس كل منا، كرجل أو امرأة، وهو التحرّر من الجنس الذي ننتمي إليه، أعني أن يتحرّر الرجل من ذكورته والمرأة من أنوثتها، وهذا لا يعني أن تسترجل الأنثى و"يستأنث" الرجل. التحرّر هنا، يدفع الرجل في أحيانٍ كثيرة الدفاع عن موقف المرأة وبالمقابل تدافع المرأة عن موقف الرجل، وكأنهما واحد، لأنهما إنسان. التعصّب للجنس الذي ننتمي إليه انتهى عهده، فكلّما وضعت المرأة في ذهنها أنها أنثى أو أنها تنتمي لجماعة النساء، فإنها تكون أبعد ما يمكن لنفس الرجل، ولا يجد الرجل حاجته منها سوى ما يخص جسدها، لأنها لا تفهم عقله، والعكس بالعكس من ناحية علاقة الرجل المتمسّك والمتعصّب لرجولته بالنسبة للمرأة.

بعد أن يتحرّر المرء من الدين والعادات والتقاليد والتعصب لجنسه، يبقى التحرّر من الذات، والتحرّر من الذات من أصعب الأمور، أن ترى نفسك بعيون الآخرين، أن تكون لديك القدرة على تقييم ذاتك وإجراء التعديلات عليها، وهذه مرحلة تأتي في آخر مطاف التحرّر الفكري، عندما يكون المرء قادرًا على كبح جماح نفسه من التعصّب لموقفه، خاصةً عندما يرتكب أحدنا خطأً ويدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه ولكنه يصر على أنه لم يُخطئ، فالاعتراف بالخطأ برأيه يدل على الضعف، وهذا عامل مؤخّر لتطوير الذات.

إن كل جانب من جوانب التحرّر الفكري يستحق تفصيلاً في مقالة منفردة، ففي هذه المقالة البسيطة بكلماتي، جمعت كل ما يدور في ذهني حول أنواع التعصّب ومن ثَم تحرير الفكر منه وبصورة مختصرة، وربما هناك جوانب أخرى لم أذكرها. إن للقارئ مطلق الحرية للمشاركة وإضافة ما لديه.

والهدف من طرح هذا الموضوع المتشعّب والكبير، أن نسعى لنكون أكثر تسامحًا وتفهمًا لبعضنا الآخر ونحيا بحب وسلام.



#فرح_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن بيتي
- لا أدرية أنا
- الملحد المتناقض


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرح نادر - التحرّر الفكري