|
هل يندثر المسلمون ؟؟!
صلاح يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 18:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تدور هذه الأيام حمى مشاركة الإسلاميين في الانتخابات واللعبة الديمقراطية، وهي مرض عارض وخطير وضار جدا بالمجتمع ومستقبل الشعوب، ذلك أن للديمقراطية عناصر ومكونات مهمة لا ينبغي إغفالها، منها مثلاً ضرورة الإيمان والاعتراف بوجود الآخر، وهو ما يعرف بالتعددية، والحقيقة الساطعة أن الإسلاميين يعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس أما باقي البشر فهم كفار وأنجاس وملاعين، بمعنى آخر أن الأحزاب الإسلامية عبارة عن أحزاب عنصرية فاشية يتوجب حظرها رسمياً كما حظرت ألمانيا الحزب الفاشي النازي، وليس إشراكها في اللعبة الديمقراطية التي لا تؤمن هي نفسها بها !
كذلك فإن الإسلاميين لا يؤمنون ببنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لأنها بنود وتعاليم يهودية صهيونية ماسونية وتتعارض مع مباديء الإسلام، بينما جميع الدساتير العلمانية الديمقراطية تعترف بهذه الوثيقة دون تحفظ !
من جهة أخرى فإن الديمقراطية بالنسبة للإسلاميين مجرد استفتاء للقفز على السلطة لمرة واحدة وبعدها يتم تحريم الانتخابات، لأن الاستفتاء على حكم الإسلام كفر وضلال وبدعة !! بعد حكم الإسلاميين تتم مصادرة الحريات الشخصية والعامة ويتم تحجيب النساء بالقوة والتكفير، فالمرأة غير المحجبة عاصية لله ورسوله ومصيرها النار وبئس القرار ! في ظل حكم الإسلاميين تتم ملاحقة الناس المختلفين فكرياً أو عقائدياً معهم ولدينا حكم الردة الذي يطبق في جميع البلاد الإسلامية بطرق وأشكال مختلفة منها الاغتيال والتصفية الجسدية كما حدث مع فرج فودة وحسين مروة ومهدي عامل وغيرهم، أو بالاغتيال المعنوي من خلال أحكام بالسجن مع الأشغال الشاقة كما حدث مع المصري كريم عامر والمصري أيمن يوسف منصور الذي حكمت عليه محكمة مصرية قبل أيام بالسجن والأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الإسلام، وهي تهمة غير موجودة إلا في عرف الإسلاميين والدول الإسلامية، ذاك أن انتقاد الأديان لا يعد تهمة في جميع بلاد العالم الحر بل يقع ضمن حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير عن الرأي ! كذلك لا يستبعد اللجوء إلى مستشفى الأمراض العقلية لأجل اغتيال معنوي حاد وعاجل مثلما حدث مع بعض المفكرين والشعراء ومثلما حدث مع الشاعر المصري المبدع نجيب سرور !!
في السودان تجري محاكمات المرتدين على قدم وساق:
139 محاكمة بتهمة الردة في السودان http://www.zoal.org/vb/showthread.php?p=139989
فهل وصل الإسلاميون إلى مرحلة لا يمكن علاجها ؟! وهل يمكن اعتبار الإسلاميين جزءا من اللعبة الديمقراطية حقاً ؟؟! وما الحل إذا كانت عملية حظرهم مستحيلة حيث تعرضوا للسجن والملاحقة والتهجير ولم يغيروا من أفكارهم ولا من معتقداتهم الخطيرة ؟؟!
1) يقول الفيلسوف بيرتراند راسل (أكبر تحدى يواجهه أي مفكر هو طرح المشكلة بطريقة تسمح بالوصول إلى حل )، وعليه فإن الاستمرار بتشخيص الحالة السياسية للأحزاب الإسلامية ليس هو الحل، بل يجب التفكير عميقاً في حقيقة المشكلة التي يعاني منها العالم العربي أو الذي تم تعريبه بالقوة.
الجهل والغباء هما السبب:
تأملوا هذا المنشور الذي يتم توزيعه بكثافة بين ملايين المسلمين على الإنترنت منذ العام 2001 والمتعلق بأحداث الحادي عشر من سبتمبر !
معلومة في غاية الاستغراب
11 سبتمبر
سبحان الله
... أحداث 11من سبتمبر 2001
نعلم أن المركز الذي دمر يوم 11 سبتمبر 2001 يقع في نيويورك في شارع جرف هار وهذا الاسم ذكر في القرآن الكريم في سورة التوبة.
قال تعالى : " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين" ( 108 – 109 ) سورة التوبة.
تقع هذه الآية في الجزء ( 11 ) وهو يوم الانهيار ورقم السورة ( 9 ) وهو الشهر الذي وقع فيه الانهيار و عدد كلمات السورة ( 2001 ) وهي السنة التي وقع فيها الحادث و رقم الآية ( 108 – 109 ) وهما رقما البرجين.
قال سبحانه .. [ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ ] [فصلت:53]
=========== أخي المسلم رجاءا انشرها و لا تتركها تقف عندك
لنرى معاً حجم الأكاذيب التي يعتمد عليها مؤلف المنشور السابق.
أولا المنطقة التي يقع فيها البرجان اسمها Ground Zero وليس " جرف هار " إذ لا يوجد في نيويورك منطقة أو شارع بهذا الاسم كما يوضح غوغل إيرث، وإليكم الحقيقة من ويكيبيديا: http://en.wikipedia.org/wiki/World_Trade_Center_site كان من الممكن الاكتفاء بهذه الحقيقة لتكذيب المنشور برمته، ولكن لنكمل الفاجعة الكبرى، حيث يعتمدون على القرآن وهو مرجع متوفر لدى جميع المسلمين، ونقصد عدد كلمات سورة التوبة البالغ 2506 وليس 2001 كما أراد الكذاب مؤلف الدعاية الإيمانية، وإليكم الحقيقة من ويكيبيديا أيضا: http://en.wikipedia.org/wiki/World_Trade_Center_site لابد من الإشارة إلى أن المنشور السابق رغم تفاهته والأكاذيب التي تكون منها، إلا أنه يتم توزيعه في منتديات الإسلاميين وصفحاتهم على الفيس بوك، معتمدين على حقيقة أن العقل الناقد معدوم لدى الناس وأنهم جاهزون للتصديق فقط وهو ما يحدث فعلا، فإذا نحن أمام مشكلة مستعصية لا حل لها إلا بالاستمرار في نشر التنوير الذي يفكك المسلمات الدينية ويبين تهافتها.
بدون القضاء على هذا الفكر العنصري القائم على القمع والاستغباء والتجهيل لن تنهض الشعوب ولن تحل مشاكل الاقتصاد والتنمية، وسوف يزداد القمع ومصادرة الحريات الخاصة والعامة، وسوف تزداد عمليات تكفير وقتل أصحاب الديانات الأخرى والملحدين واللادينيين، وسوف تتحول الأرض الإسلامية إلى جحيم لا يطاق.
إن على الشعوب الإسلامية والعربية أن تستوعب مفردات الحرية والتنمية والحداثة والعلم والتقدم والتطور، أما في حالة استمر نشر التخلف والجهل والأكاذيب الدينية وفي حال استمرت مطاردة العقول المفكرة ومحاصرة أصحاب الرأي الحر والمستقل واضطهاد وقمع المرأة والطفل - فإن العالم الإسلامي ( كفكر وثقافة واقتصاد ومجتمع ) سيواجه الانهيار والاندثار المحتوم تماما كما لندثرت ثقافات وحضارات غابرة، هذا إن صح أن نطلق على الغباء والهمجية حضارة !
#صلاح_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا عمال العالم صلوا على صلعم !!
-
الإسلاميون والغرب والربيع العربي !!
-
الإسلام والحريات الشخصية
-
جائزة نوبل لدعم الإرهاب !
-
أنا والله والملائكة !
-
لماذا الإسلام تحديداً ؟!
-
هل كان محمد على خلق عظيم حقاً ؟!
-
هل انتهت الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك ؟!
-
عن مصادر الشريعة الإسلامية
-
ضلع الإسلام في مجزرة النرويج
-
عودتي إلى الحوار المتمدن
-
هل ثمة تحقير للإسلام في الحوار المتمدن ؟؟!
-
متى يتوقف صلاح يوسف عن نقد الإسلام ؟!
-
ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
-
تأملات في العقل الإسلامي
-
الخوف أهم عوامل الإيمان
-
اعبدوا الإنسان !
-
جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
-
المدافعون عن الإجرام
-
رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من
...
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|