أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نورا أبو عسلي - ختان الروح














المزيد.....

ختان الروح


نورا أبو عسلي

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 16:59
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


صم بكم عمي .. يجلدون الأزهار بسياطهم و يشرحون بلا رحمة أجساد الخدج ..
أصوات صرخات في الظلام تعلو من كل مكان .. أصوات تشبه الضياع.. لا شيء أستطيع سماعه سوى صوت الدموع الصارخ .. و انين خافت من وجوه مزقها الالم لسنوات و سنوات .. لا شيء يخفي ذلك الضجيج .. لا صوت أجراس الكنائس و لا صوت الآذان !
أحتاج للعودة الى بيتي الدافئ الآن مهما كان صوتهما عاليا ..
أمد يدا مضرجة بكل المخاوف و اليأس .. الى مكان ما في الأعلى .. علي ألمس ضوءا أو أجد ورقة توت واحدة فقط تخفي عورات قاتلي .. عله يرحم كل تلك العذابات .

في الصباح يوم عطلة الأسبوع .. كانت فاطمة, الفتاة الجميلة, تلعب في الحي مع بقية الأطفال .. لكنها تعثرت فوقعت و أدمت قدمها .. بكت فاطمة من الألم .. وهرعت مسرعة الى المنزل بسبب خوفها من منظر ركبتها النازفة ..
أحست فاطمة برغبة ملحة بالبكاء عند رؤية أمها .. و اتجهت مسرعة شاكية .. نظرات من الألم و الحزن المفبركة كانت قد رمقت بها فاطمة أمها جراء جرح ركبتها في محاولة منها لاستعطافها ..
تسرع الأم لمداواة ركبة ابنتها موبخة إياها بكل عنف البشر و التي شعرت من خلاله الفتاة بأنها اقترفت جرما ما .. لكنها تغمر امها بكل قوتها لخوفها منها و هي تمسح دموعها بكل براءة الدنيا ..

دق جرس باب البيت حوالي الساعة الرابعة بعد العصر .. تركض فاطمة الصغيرة لكي تفتح الباب ..
و إذا بالخالة أخت الأم و الجارة أم أحمد .. صديقات أم فاطمة المفضلات, و تسرع فاطمة للنداء على امها لكي تستقبل الضيوف و لكي تعلمها بمجيئهم ..
عند رؤية النساء لفاطمة يضحكن ضحكات خفيفة و يتهامسن بصوت خافت مخافة أن تسمع فاطمة الكلام ..
و تأتي الأم و لكنها اليوم عند رؤيتها للضيوف تبدو خائفة و مرتبكة قليلا .. كانت قد أعدت لهن مائدة طعام شهية .. لم تفهم فاطمة ذات السنوات الخمس السبب وراء تلك العزيمة .. و أكملت لعبها بدميتها المفضلة في غرفتها ..
قاربت الساعة على السادسة مساءا .. و النساء لا تزلن في الصالة يتبادلن الحديث غير المفهوم بسبب بعد الصالة عن غرفة فاطمة ..
و فجأة تفتح الام باب غرفة فاطمة و لون وجهها لم يعد كما كان في الصباح تبدو عليها ملامح الخوف الشديد و الفزع لما سيحدث ..
تنتفض فاطمة من مكانها و تدخل النسوة مسرعات غير آبهات بالأم الواقفة عند باب طفلتها .. و يمسكن بفاطمة بكل قسوة الأرض فتخاف الصغيرة و تبدأ بمحاولة الافلات منهن .. لكن دون جدوى
يأخذن فاطمة الى السرير و يغلقن الباب و تبدأ فاطمة بالصراخ استنجادا و الأم واقفة عند الباب تحاول اقناع ابنتها بالتوقف عن الصراخ و تؤنبها بعنف أن تصمت ..
و تأتي النسوة بمشرط حاد جدا و فاطمة تصرخ و تحاول الاستنجاد بأمها التي لا تتوقف عن مطالبتها لفاطمة بالسكوت و التوقف عن الصراخ بقسوة ..
تشد النسوة أرجل الفتاة مباعدات بينهما و يحاولن قص أعضائها بكل قسوة مجحفة .. صرخات من الألم المدوي يعتصر قلب فاطمة .. و يملأ الدنيا قهرا و عذابا مدويا ....

أحس الكون بصرخات الطفلة ... تأخرت الشمس ساعات في الغياب و هي تنظر فاطمة ..
لم يعد هناك من حاجة للبكاء .. انتهت العملية بفشل ناجح .. حول كل فرح العصافير عند رؤية فاطمة الى أصوات للغربان ..

لم تقدر فاطمة على المشي بعد تلك الحادثة خارج المنزل .. رغم مرور العديد من الأطفال أصحاب فاطمة على بيتها للسؤال عنها و عن سبب عدم مجيئها الى الحي منذ ذلك اليوم .. إلا انها فقدت كل رغبة للفرح البريء و رمت كل ألعابها من شباك الغرفة .. و غابت عن المدرسة لشهر كامل ..
لم نعد تقدر فاطمة على محادثة امها .. أحست بأن هناك فارق من الزمن الكوني بين روح أمها و روحها الآن ..
في كل يوم .. كانت فاطمة تعيد شريط ذلك اليوم المشؤوم في رأسها و تبكي ألما أبديا ..
تبكي وجعا و كأنها جندي خرج للتو من معركة مات فيها كل رفاقه في الكتيبة .. قتلتهم أيادي غدر لا تعرف الرحمة .. قتلتهم كلهم نيران صديقة !



#نورا_أبو_عسلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنات ما بين الاسلام المتطرف و السياسيات الأمريكية من جهة ...


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نورا أبو عسلي - ختان الروح