أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!














المزيد.....


أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



-1-
أعجب من تشاؤم بعض العَلْمانيين لمستقبل البلدان المحررة من ربقة الدكتاتورية القروسطية الطاغية كتونس، ومصر، وليبيا، وقريباً سوريا واليمن وباقي البلدان العربية، لاحتمال تولي الإسلاميين المعتدلين الحكم.
وأعجب من خوف وخشية بعض الليبراليين البلهاء من تولي الإسلاميين المعتدلين الحكم.
فقد دعونا من على هذا المنبر، ومن على منابر أخرى، وفي مناسبات مختلفة، أن من مصلحة العَلْمانية والليبرالية والحداثة في العالم العربي أن يحكم الإسلاميون، منها مقال ("بانتظار الإخوان ليحكموا"، 10/3/2011) وغيره من المقالات.
-2-
فلماذا نريد ذلك؟
لعدة أسباب منها:
1- أن الشارع العربي لن يقتنع بجدوى الإسلاميين المعتدلين في الحكم، إلا إذا جرَّب الإسلاميين المتطرفين والمتعصبين، كما تم في إيران.
2- نأمل أن يتخلّى كافة الإسلاميين المعتدلين الذي سيتولون الحكم عن يمينيتهم المتطرفة – إن وجدت - ويقفون من الإسلام موقف الاعتدال، ويحكمون بعدل الإسلام، وليس بتطرفه المصطنع، والمبتلى به.
3- أن الإسلاميين المعتدلين هم أفضل الحكام لعالم ديني كالعالم العربي. فالعَلْمانية الغربية والحداثة الغربية ما زالتا بعيدتين عن التطبيق الفعلي على أرض الواقع العربي، في ظل الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية العربية الحاضرة.
4- إن الإسلاميين المعتدلين - إن حكموا - فإنهم سيحدّون من الفساد، والسرقة، ونهب المال العام. فهم لن يقطعوا دابر كل هذا، فلا حكم في التاريخ قطع دابر الفساد والسرقة ونهب المال العام نهائياً. ولكن الحكم الصالح، والراشد، يُخفف، ويحُدّ ويحصر الفساد، والسرقة، ونهب المال العام في أضيق نطاق ممكن.
5- إذا حكم العَلْمانيون الحداثيون الليبراليون - يوماً - العالم العربي أو أجزاء منه، فلن يخرجوا عن عدالة الإسلام، ولا يخرجوا عن سماحة الإسلام، ولا يخرجوا عن مساواة الإسلام. وهي كلها مبادئ تقود إلى الحكم النزيه، والرشيد، والصالح، دون تعصب أو تحيُّز. فهؤلاء العَلْمانيون الحداثيون الليبراليون ليسوا ملحدين ولا كفاراً. وليسوا شيوعيين، ولا أشراراً. وليسوا ديجوليين أو ريجانيين، أو تتشاريين. وليسوا من أتباع ماركس، أو لينين، أو ماوتسي تونج، أو هتلر، أو فرانكو.. الخ. إنهم من هذا الوطن. ومن هذه الثقافة. ومن هذه الأرض، ومن هذا الشعب. وهو يعلمون تماماً ما ينفع وطنهم وشعبهم وما يضره. ولن يأتوا لهذا الوطن ولهذا الشعب بما سوف يضره، ويكدره، ويخسره، وإلا فقدوا كل شيء، وإلى الأبد.
وهم أخيراً يريدون الربح لا الخسارة.
6- إن العَلْمانيين والحداثيين الليبراليين، يريدون من الإسلاميين المعتدلين، أن يصلوا إلى الحكم بالصدق وعدم الكذب، وبالخطط الاقتصادية الواقعية والسليمة وليس بالشعارات الرومانسية الدينية العاطفية، وبالواقعية السياسية التي تراعي حقوق الإنسان، وتحترم القرارات الدولية.
-3-
إن العَلْمانيين والحداثيين الليبراليين يريدون أوطاناً وشعوباً تحكمها العدالة والمساواة والتسامح، بكامل قيمها، وصدقها، بغض النظر من سيكون الحاكم أبيض كان أم أسود، إسلامياً كان أم غير إسلامي، رجلاً كان أم امرأة.. الخ. فصناديق الاقتراع الشفافة هي الحكم. فلا اعتراض لنا – مثلاً – على فوز "حزب النهضة" التونسي، ما دامت هذه إرادة الشعب التونسي، دون زيف أو تزوير للانتخابات، ودون استخدام الشعارات الدينية، أو المال السياسي، أو غير ذلك من الضغوط غير المشروعة.
-4-
وهم لا يسعون ولا يتوقون إلى الحكم، إلا عندما تفرغ الساحة السياسية من الحكام العادلين، الذين يطبقون العدالة والمساواة والتسامح، وتسود السلطة الأمنية والظلم والفساد، ويبدأ الحكام بتسجيل أرضي الدولة والوطن باسمهم، ومصادرة أموال تبرعات المحسنين بمليارات الدولارات لحسابهم الخاص، ويفلتون إيدي الزعران، والقبضايات، والشبيحة، وأفراد عائلات الأخوال، والأقارب، وأهل الزوجات والعشيقات، في أموال الوطن ومشاريعه.
-5-
فأهلاً.. بالإسلاميين المعتدلين أينما حكموا، ومتى حكموا.
وأهلاً بهم، وهم ينبذون التعصب، والعنف، والاستيلاء على الحكم، بقوة السلاح.
وأهلاً بهم، وهم ينالون الحُكم بالحكمة، والموعظة الحسنة، وبالحق.
وأهلاً بهم، وهم يحكمون بالعدل، ومخافة الضمير، والشعب.
وأهلاً بهم، وهم ينأون عن استعمال الشعارات الدينية العاطفية، لكسب تأييد الناخبين.
وأهلاً بهم، وهم ضد استعمال المال السياسي لاستمالة وشراء ذمم، وضمائر، وأصوات الناخبين.
وأهلاً بهم، أناساً لا ملائكة مُرسَلين من السماء.
وأهلاً بهم، وهم حكاماً يتداولون السلطة، وليسوا خلفاء الله على الأرض.
وأهلاً بهم، وهم يصادقون من يصادقهم، ويعادون من يعاديهم فقط.
وأهلاً بهم، وهم يدركون تمام الإدراك، ويعون تمام الوعي، بأنهم يعيشون في القرن الحادي والعشرين، وليس في القرن السابع أو الثامن الميلادي. وأنهم يعيشون في عصر ثورة المعلومات والاتصالات، وفي عصر الثورة الصناعية الثالثة، وليس في عصر الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدلوا.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة!
- أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام
- لن نسكت أبداً بعد اليوم
- من الزيتونة الى الأزهر ومن باب العزيزية الى درعا
- قوة الأنظمة العربية في قهر شعوبها!
- التعديلات الدستورية الأردنية بين الدولة والشارع
- من هي -المرجعيات العليا-.. في ليلة القبض على المليار دولار؟!
- الكبائر يرتكبها الكبار ويقع فيها الصغار!
- كيف استطاع الهاشميون حكم الأردن أكثر من 90 عاماً؟!
- البحث عن الضرورة وصفي التل
- (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!
- مهزلة التعديلات الدستورية الأردنية
- الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية


المزيد.....




- جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف ...
- الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر ...
- -كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ ...
- بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد ...
- توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ ...
- دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
- هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد ...
- تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
- لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
- الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!