أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد اللهاليه - الوجه الآخر للديمقراطية الليبية














المزيد.....

الوجه الآخر للديمقراطية الليبية


زياد اللهاليه

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 12:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



حينما انطلقت شرارة الربيع العربي وانتشرت كالهشيم في النار في العديد من الدول العربية أثلج هذا الواقع العربي الجديد الصدور وأعاد إلى الأمة العربية الثقة والاعتزاز بالنفس وبالكرامة المسلوبة وعزز ثقة الشعوب بقدرتها على التغيير وصناعة المستقبل وأثبتت الثورة التونسية والمصرية النموذج الديمقراطي الحقيقي والأمثل للتغيير وكانت محطة الهام لشعوب العالم وان التغيير لا يمكن أن يأتي بوصفة من الخارج أو من على ظهر دبابة وعلى الشعوب أن تعارض التدخل الأجنبي في التحول الديمقراطي للشعوب لأنه تحول وتطور ذاتي نابع من التطور الثقافي والاجتماعي للمجتمع والتحول الديمقراطي هو تحول وأمر داخلي بحت والتدخل الخارجي الأجنبي لا يمكن أن يأتي إلا وفق مصالح وأجندات اقتصادية وسياسية وعلى الشعوب أن تدفع ثمن تلك الفاتورة من ثوابتها الوطنية والقومية ومن ثرواتها الاقتصادية ووفق شروط الداعم أو من باب حمل ورد الجميل

اعتقد أن ما يطلق عليها الديمقراطية الليبية الحديثة بنيت على حمام من الدم وعلى جثث الآلاف من القتلى والجرحى والأشلاء المتناثرة وعلى الدمار الهائل الذي طال الحجر والبشر لقد فاجأت الثورة الليبية الجميع في عسكرتها وتحولها من ثورة ديمقراطية سلمية إلى حملها السلاح ولجوئها إلى الخارج في عملية التحول واعتقد ان النظام الدكتاتوري لمعمر ألقذافي قد سعي إلى إخراج الثورة عن مسارها الديمقراطي والأخلاقي من اليوم الأول وكان أجدر بالثورة وقيادتها أن لا تسمح باستدراجها نحو الهاوية

اعتقد أن ما حصل للطاغية ألقذافي ونجله من قتل وتمثيل بالجثث وإعدام المئات من أنصاره ليس من أخلاقيات وأبجديات الثورات الديمقراطية البيضاء ولا من أخلاقيات الإسلام وليس من الربيع العربي بشئ لقد كانت صور مقززة بكل المعايير ومن اصدر أوامر قتل ألقذافي أي كان سواء الناتو ام القيادة السياسية للثورة كان أجدر بها أن تعتقله وتقدمة إلى محاكمة عادلة تستطيع من خلالها أن تفتح العديد من ملفات اختفاء المعارضين السياسيين والمليارات من الدولارات الموجودة في الخرج والتي انتهي ملفها بمقتل القذافي وملف النفط والثروات المهدورة والأموال التي صرفت على إثارة النزاعات والانقلابات الخارجية وغيرها من الملفات التي أراد من اصدر إعدام القذافي ان ينهي ويخفي تلك الملفات إلى الأبد وتحديدا أن قيادة الثورة الليبية هم من رموز النظام السابق فرئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل ، ومحمود جبريل ،وعبد الرحمان شلقم صاحب فكرة تفكيك وتسليم البرنامج النووي الليبي للولايات المتحدة مرفق بأسماء العلماء الذين عملوا فيه وصاحب فكرة تعويض ضحايا طائرة لو كربي وصاحب فكرة الانفتاح على الشركات الغربية وأيضا عبد الفتاح يونس احد أركان النظام السابق وغيرهم من الذين تغيروا بتغير المرحلة.
نحن ندرك جيدا قوة البطش والتنكيل الذي مارسه نظام القذافي من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات ونهب للثروات , وجر البلاد الى حرب أنهكت البلاد واستنزفت المقدرات وتجاوز كل الخطوط الحمر بحق شعبه وهذا ليس مبرر للتعامل بالمثل ومن وقفوا إلى جانب القذافي هم في النهاية أبناء ليبيا ولا يوجد قانون او ديانة في العالم تكفر هؤلاء وتخرجهم من الملة ويحرموا من الدفن في مقابر المسلمين وان يدفنوا في الصحراء وفق فتوى مفتي ليبيا الصادق الغرياني

إن هذا التحول لا يبشر بمستقبل أفضل لليبيا وان العصبية القبلية وسياسة الثأر والانتقام وعدم التسامح في ضل غياب الدولة والقانون هي من افقد الثورة الليبية بريقها وافقدها نشوة الانتصار فالاحتفال بالانتصار والتحرير كان أفضل بكثير لو بقي معمر القذافي حيا ليشهد على الديمقراطية الحقيقية لأحفاد عمر المختار وليشهد العالم المحاكمة العادلة لطغاة القرن الواحد والعشرين ولكن الثورة أبت إلا أن تلطخ ذاتها ومستقبلها السياسي بحمام دم سيبقى ملاصق لها ويلاحق قياداتها مدى التاريخ وما طلب رئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل من الناتو بقاء قواتهم حتى العام القادم الا دليل على الوجه الغير سوي للمرحلة المقبلة

على الليبيين تشكيل لجنة وطنية لتحقيق في الانتهاكات التي حصلت من كل الأطراف المعارضين والمؤيدين وتقديمهم إلى محاكم عادلة لينالوا جزاء ما اقترفوه بحق أبناء شعبهم ومحاسبة من اقترف تلك الجرائم

أن التحول من نظام شمولي ديكتاتوري بوليس قمعي إلى نظام ديمقراطي كامل يحتاج إلى فترة زمنية مرتبطة مدتها الزمنية بالمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلد وهي تختلف من بلد إلى آخر فالتحول الديمقراطي بحاجة إلى عملية تربوية ثقافية والى مؤسسات تربوية قادرة على أن تؤسس لمرحلة جديدة واعتقد أن أمام الشعب الليبي وقيادته السياسية العديد من الملفات التي بحاجة إلى حلول عاجلة وعلى رأسها ملف الجرحى وعلاجهم وملف حمام الدم الذي سال وتسويته وملف والمفقودين وجمع السلاح وإعادة الأعمار وملف تقسيم الكعكة الليبية بين شركات النفط متعددة الجنسيات وتشكيل الحكومة المؤقتة ............ الخ من الملفات

والبديل عن التصالح والتحول التدريجي للديمقراطية السقوط المبكر في أتون حرب أهلية وقبلية اثنيه تؤدي إلى تقسيم ليبيا إلى كنتونات او صومال جديد



#زياد_اللهاليه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن العربي ورياح التغيير
- المفاوضات المباشرة بين الواقع والوهم
- صراع الشرعيات الفلسطينية بين الوهم والواقع
- احياء المنظمة والمصالحة الفلسطينية من أولوياتنا بعد فشل المف ...
- سحب تقرير غولدستون دليل على التخبط السياسي
- قمة الدوحة العربية اللاتينية قمة الضعفاء أم الأقوياء ؟
- قراءة في نتائج الحرب على غزة
- لغزة صرخة غضب
- محرقة غزة والأرض المحروقة
- محاكمة سعدات محاكمة سياسية بامتياز
- لغة الحذاء ابلغ من لغة الرصاص
- اوباما والسيناريوهات القادمة
- حوار القاهرة بين التفاؤل والتشاؤم
- أي العبثيات عبثيه المقاومة ام المفاوضات ؟
- جورج حبش كان قائد بحجم الوطن وقائدا استثنائيا
- من نتائج لقاء المأزومين إلغاء حق العودة وتعديل الحدود ويهودي ...
- ظاهرة الحوار المتمدن شكلت ظاهرة إعلامية خارجة عن نطاق سيطرة ...
- مؤتمر انابوليس بين الوهم وأولوية الوحدة الداخلية
- مبادرة للحوار مقدمة إلى السيد محمود عباس وحركة حماس
- هل حماس امتداد للخط التكفيري ؟؟


المزيد.....




- مصر تصدر بيانا جديدا بشأن -سفينة ميناء الإسكندرية-
- زلة -القمامة-: هل قدّم بايدن الرئاسة لترامب على طبق من ذهب؟ ...
- ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158
- من سيحسم الفوز بمقعد رئيس أميركا الـ47؟
- اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص ...
- وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على ...
- يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024 ...
- المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا ...
- جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد ...
- الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد اللهاليه - الوجه الآخر للديمقراطية الليبية