أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عريقات - نفاق المرء من ذله .















المزيد.....

نفاق المرء من ذله .


محمود عريقات

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 19:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


نفاق المرء من ذله .
نحن في زمان اصبحت فيه كلمة الحق جريمة لا تغتفر , و اضحى النفاق سمة حسنة عند الكثير من البشر , اذا بذل البعض ساعة في التفكير احتسبها اخرون ساعة في معصية الله ! لان اهمال العقل امسى الصفة الرئيسية للمواطن الصالح ؟! و التبعية و التقليد كذلك من صفات الانسان المخلص ؟! فلماذا نفكر و يوجد من يفكر لنا ؟! و حقوقك ليست بالضرورة حق لك !! انما هي ما يجوز ان يتصدق بها عليك احد المسؤولين ؟! هذه و غيرها من صفات منافقي هذا العصر , الذين اقل ما يقال عنهم انهم زيادة على هذا العالم , هم و من ينافقونهم يعشقون المجادلة , يجيدون النميمة و نفوسهم دنيئة , يدعون انهم كلهم لهم نفس الاسلوب في التفكير و هذا دليل على ان لا احد منهم يفكر , يدعون الحرص و لا يعلمون ان الحرص اضر هامات الرجال , هم كما قال عنهم القذافي الرجل ذكر , فهو يولد و جنسه ذكر اما الرجولة فهي اكتساب و هم لا يملكون ايا من خصائصها , يعارضون دون معرفة السبب , لمجرد المعارضة , يرددون الكلام كالببغاء مع فارق بسيط و هو ان الببغاء طائر غالي الثمن و هم ثمنهم بخس , الحقيقة دائما تؤلمهم لانهم تعودوا على الاوهام , من صفاتهم الحرص و الحسد و الكبر و لا يدركون انها اصول الشر , فالكبر منع ابليس من السجود لادم عليه السلام و الحرص اخرج ادم عليه السلام من الجنة و الحسد حمل ابن ادم على قتل اخيه , لا يدركون ان طلب الحوائج يكون بعزة النفس لان بيد الله وحده قضاؤها , يقيسون النجاح بالموقع الذي يتبوءه المرء في حياته و لا يعلمون ان مقياس النجاح هو بالصعاب التي يتغلب عليها المرء , يبنون حوائط حول انفسهم تحميهم من فيضان الحياة و لا يدركون ان العاقل من يصنع قاربا يعبر به هذه الحياة , يصيبهم الذعر عند المصيبة و لا يدركون ان الشمس لا تظلم من ناحية الا و تضيء من ناحية اخرى , يؤاخون الاحمق لمصلحة ما و لا يفقهون ان الاحمق عندما يريد ان ينفعهم فانه يضرهم , و ينسون ان من يلوذ بالملذات هو المجازف و ينال الحسرات الجبان , بتصرفاتهم جعلوا من انفسهم عظما فاكلته الكلاب , اغبياء لا يدركون ان لكل شيء جوهر و جوهر الانسان العقل و جوهر العقل الصبر , غاب عنهم ان الانسان هو ما يؤمن به , فبماذا يؤمنون ؟! نسوا او يتناسوا ان طلب الخير يكون من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها باق و لا يطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق , و هم يناصرون بطونا جاعت ثم شبعت -هذا ان شبعت- فاي خير يطلبون ؟! هم و اسيادهم نسوا ان الشيء الوحيد الثابت في هذه الدنيا هو التغيير , و لا يبقى على حاله الا رب الكون عز و جل , اخذوا من الغراب ثلاثا : غرابة الطبع و عدم الالفة و اعتلال المشية , و لم ياخذوا من الصقر بعد النظر و عزة النفس و الحرية , او من النحل سمو الهمة و نفع الاخرين , او من الهدهد الشموخ و الامانة , اصدق وصف لهم ما قاله الاحنف بن قيس : ان عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو اجسامهم و تصغر عقولهم , يصعب عليهم قول الحق , فكلمة الحق تقف دائما في الحلق لانها كبيرة , هم كما يقال في العامية :طلطميس ما بعرف الجمعة من الخميس , يتباهون هم و اسيادهم بالاهتمام بالامور الكبيرة -كما يدعون - و لا حاجة لازعاج انفسهم و ارهاق عقولهم -هذا ان وجدت- بصغائر الامور-كما يدعون - و غاب عنهم ان فقدان المسمار اضاع الحدوة و فقدان الحدوة اضاع الحصان و فقدان الحصان اضاع الفارس , هم لا راي لهم و الذي لا راي له راسه كمقبض الباب يستطيع ان يديره كل من يشاء و كيفما يشاء , هم كمن يحاول ان يجعل من نفسه حذاء يصلح لكل الاقدام , سئل احد الحكماء : اي عز يكون بالذل متصلا فقال العز في خدمة السلطان , و هذا هو العز الذي يتمنون , قيل ان الطفولة فترة من العمر يعيش فيها الانسان على حساب غيره , و هم يعيشون على حساب غيرهم , فهم اطفال , نسوا قول الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام :بئس الزاد الى الميعاد العدوان على العباد , هم كالمنشار لا يحقق ذاته الوضيعة الا و هو يقص غيره , غاب عنهم ان الانسان لا لحمه يؤكل و لا جلده يلبس فما فيه غير حلاوة اللسان , هم اناس هانت عليهم نفسهم بقدر ما عظمت عندهم منفعتهم , صدق من قال : هناك صداقات لا تنتهي : صداقة المراة بمراتها و صداقة الكاتب و القارىء بكتابه و صداقة المنافق بحذاء من ينافقه , الانسان بلا مبادىء كساعة بلا عقارب , و هذا حالهم . هذا بايجاز بعض صفات منافقي هذا الزمان , اورته هنا عن تجربة شخصية مع امثال هؤلاء , لمصلحة انية انانية ذاتية يحنون ظهورهم , و يعجبون بعد ذلك لماذا ركب الناس عليها كما يركب الرجل على الدابة , و في المقابل لا يحصلون الا على الوعود التي في معظمها كاذبة . فهنا في جمهورية الصين الشعبية يتبع بعض الافراد العاملين في السفارة الفلسطينية اسلوب فرق تسد مع الطلاب و ذلك بمساعدة بعض الطلبة الواهمين و الطامعين بالحصول على بعض المكاسب , و صنف بعض افراد السفارة انفسهم كالانبياء ؟!! و كلامهم كالكتب السماوية ؟!! كلام منزل لا يحق لاحد التشكيك به او نقده!! و منافقيهم كالاولياء الصالحين !! مهمتهم التنظير و الترويج لكلام هؤلاء المنزل و المنزه من الخطاء !! سب الذات الالهية و التهكم على الدين الحنيف قد يكون عند بعضهم مكروه !! و لكن نقد احدهم و لا اقول شتمه يعتبر في ملتهم هذه خروج على الشرع و على العرف و يناقض بشدة تقاليد العرب و يعتبرونه دمار للعادات بل و خيانة وطنية توجب القصاص !! هؤلاء اناس تفكيرهم تحت مستوى البطن فقط , ففوق مستوى البطن التفكير يعتبر من الكبائر ! و للحق اقول ان عقولهم هي من اغلى العقول في العالم فهي غير مستعمله و لم يسبق لهم استخدامها , و هم بذلك فرحين ! اعتقدوا ان الله لن يحاسبهم ! و نسوا ان الله لا يحاسب فاقد العقل و لكن يحاسب من لم يستخدم عقله , فالله اكرم العلماء , فالعلماء ورثة الانبياء , و نسوا قول الرسول عليه الصلاة و السلام : يدخل الجنة من حفظ ما بين فكيه و ما بين فرجيه , و لكن هذا لا يعرفونه في ملتهم , و قد قال احد الحكماء عن امثال هؤلاء : سامحهم فهم يعتقدون ان عادات قبيلتهم هي قوانين طبيعية , صدق الشاعر حين قال :
قوم اذا جالستهم *** صدئت بقربهم العقول ,
لا يفهموني قولهم*** و يدق عنهم ما اقول ,
حجتهم ما قاله خطيب منافق حين سئل لماذا تتقلب مع كل الظروف ؟ فقال : هكذا خلق الله القلب متقلبا , فثباته على حالة واحدة مخالفة لارادة الله ! . و ليعلم الجميع انني لست الافضل و لكن لي اسلوبي , و ساظل دائما اتقبل راي الناقد و الحاسد , فالاول يصحح مساري و الثاني يزيد من اصراري .
د. محمود عريقات .



#محمود_عريقات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عريقات - نفاق المرء من ذله .