أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!















المزيد.....

مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 09:02
المحور: حقوق الانسان
    


لم يكن ـ مايكل نبيل سند ـ مصاب بأي عارض من عوارض الأهلية , فلم يكن سفيهاً أو معتوهاً , أو مجنوناً , وحينما صدرت أقواله من بينات عقله الواعي , حادت هذه الأقوال عن مسار الغفلة , لأن العقل الفردي لـ مايكل نبيل سند , كان حاضراً علي الدوام ولم يتخاصم مع إرادة القول الناتجة عن تحمل إرادة الفعل بمردوداته العقلية .

مايكل نبيل سند المسيحي القبطي , بمصريته المفرطة حد البذخ الوطني , هو ذاته بعقله المفرط حد البذخ العقلي , الذي لم تتحمل بذخه عقول هربت من الواقع بحقيقته المؤلمة وسكنت كهوف الصمت بإرادتها المنفردة مستلسمة لشروط السلامة والأمن الفردي بدعاوي أقل مايقال عنها أنها ردة عقلية , تركت آثارها السلبية علي المجتمع المصري في مناخ ثورة أراد لها الطغاة الجدد أن تحدث لها ردة ثورية لتصطدم مع العقل المصري , الهارب بطبيعته إلي مستوي متدني دعي للإستقرار والأمن المفقودين طوال فترات طويلة من تاريخ المصريين , باسباب راجعها إلي الدولة المركزية صانعة الإستبداد المحتمي بالأذرع الدينية والأذرع الأمنية , والعسكرية منها , بإعتبارهم أدوات خشنة في مظهرها السياسي , وناعمة في مضمونها الإجتماعي المحول للمجتمع إلي مايشبه جبلاية قرود , همها الوحيد هو البحث عن الفول السوداني , وأصابع الموز , والتحرك بغوغائية منتظمة داخل إطار مجتمع تحول بإرادة الطغيان وأذرعه الإجرامية , إلي مشابه حقيقي لجبلاية القرود بحدود الأسر الإجتماعي والسياسي .

لم يقبل ـ مايكل نبيل سند ـ أن يكون قرداً في هذه الجبلاية , سواء في مستويات القردة العليا , أو السفلي , أو الإنسان البدائي الأول , أو ماتم التعارف عليه بإنسان الغابة , ولكن إحتمي ـ مايكل نبيل سند ـ بقيم الشرف العقلي والكرامة الإنسانية , ليعلن عن رأيه الحر بصراحة أزعجت المجلس العسكري , وأزعجت معه التيارات الدينية والقومية والجميع وقفوا منه علي مساحات تكاد تكون متساوية في الرفض والعداء ..
مايكل نبيل سند , شاب نابه مثقف , تري في ملامحه الوداعة , ولكنها تخبيء التحدي , والذي يظهر في كلماته بوعي عرضه للمخاطر , وعرض أسرته لنوبات متكررة من الحزن والأسي الفظيع لما آل إليه مصيرـ مايكل نبيل سند ـ .
رفض ـ مايكل نبيل ـ المحاكمة العسكرية , ورفض حضور جلسة المحاكمة , وكذلك فعل محامي ـ مايكل نبيل سند ـ , وبالرغم من عدم الحضور , حضر محام لم يوكله ـ مايكل نبيل سند ـ , وانتدبته المحكمة العسكرية , وطلب عرضه علي مستشفي الأمراض النفسية , للكشف علي قواه النفسية , في جريمة يعاقب من أجلها , وهي ليست بالجريمة وإنما من قبيل النقد السياسي , وكان الجدير به أن تتم مناقشته الممارسات التي تمت في ميادين الثوار, لا أن يؤخذ بجريمة نقده المجلس العسكري , وتوجيه سهام نقده لتصحيح مسار الثورة المصرية , والبحث في مدي صحة الإنتقادات والوقوف علي مدي صحتها , والتحقيق فيها , وهذا مالم يتم , والذي تم هو محاكمته عسكرياً للعيب في الذات العسكرية المتوهمة , التي أراد المجلس العسكري أن تكون فوق النقض , وحتي فوق النقد , بإعتبار مايمارسه المجلس العسكري من ممارسات سياسية تقبل مشاركة المواطنين المصريين , بإعتبارهم هم أصحاب التفويض الحقيقي شكلاً ورسماً وموضوعاً, وواقعاً محتوماً ناتج عن نضالاتهم الثورية في تسليم قيادة الوطن المصري , والمواطنين المصريين للمجلس العسكري لينوب عنهم قي تحمل المسؤلية تجاه الوطن والمواطنين المصريين , إلا أن المجلس العسكري , وكأنه يريد تفعيل تفويض المخلوع اللص السفاح القاتل ـ مبارك ـ وكأنه لايرتضي بتفويض الثوار الذين منهم ـ مايكل نبيل سند ـ , المسيحي المصري , النابه عقلياً ..

ـ مايكل نبيل سند ـ , بعرضه علي مستشفي الأمراض النفسية , يمثل الإستمرار في الردة العقلية ومحاربة أصحاب الرأي والفكر في مصر , وكأن عرض ـ مايكل نبيل سند ـ علي مستشفي الأمراض النفسية بمثابة عرض لغالبية المصريين علي تلك المستشفي النفسية , وهم ليسوا بالعته أو السفه أو الغفلة أو الجنون , والحقيقي أن من يريدهم كذلك هم سدنة الطغيان والفساد والإستبداد المتحول إلي صور وأشكال مقيتة مجرمة تعمل ضد مصر وتطارد كرامة المصريين العقلية .

ومن صور الكرامة العقلية التي تظهر كرامة المصريين عقلياً , تبدو الصورة العقلية الكاملة الكرامة للدكتورة ـ بسمة عبد العزيز ـ مدير الإعلام والتثقيف بالأمانة العامة للصحة النفسية ، وتمسكها بالبيان الذي أصدرته ، لرفض إحالة ـ مايكل نبيل سند ـ إلى مستشفى الصحة النفسية بالعباسية ، رغم إحالتها للتحقيق وتبرؤ وزارة الصحة من البيان الذي أصدرته بشموخ وعزة وكرامة .

وقالت في عزة نفس وشموخ عقلي " ما دفعني لإصدار هذا البيان هو الميراث السيئ في تاريخنا لإستخدام المرض النفسي والعقلي كوسيلة للإغتيال المعنوي لبعض الشخصيات، وهو ما حدث لإسماعيل المهداوي ، الكاتب الماركسي والمعارض لنظام عبد الناصر، والذي تم إدخاله مستشفى العباسية لمدة 17 عاما ، وكذا الشاعر نجيب سرور، وقد فزعت من احتمالية أن يكون الأمر نفسه يتكرر مع مايكل .. لقد كنت أدافع بهذا البيان عن سمعة الطب النفسي وعن سمعتنا كأطباء".
ومن أروع الكلمات التي وردت ببيان الرائعة الدكتورة ـ بسمة عبد العزيز ـ , والتي سيسجلها التاريخ بحروف من نور أن : إحالة النشطاء السياسيين وأصحاب الرأي إلى المستشفيات النفسية بدعوى تقييم قواهم العقلية هو أمر خطير وغير مقبول ، يعيد إلى الأذهان الحقبات المظلمة من تاريخ الإنسانية ، حين كان يتم الزج بالمخالفين للنظام السياسي والمجتمعي السائد في المستشفيات النفسية بغرض عزلهم عن المجتمع ووصمهم فيما بعد بضعف الإدراك والبصيرة وبالتالي تشويه آرائهم وتسفيهها حتى بعد ثبوت سلامتهم. .
ـ مايكل نبيل سند ـ ليس مجنوناً , أو معتوهاً أو سفيهاً , ولم يكن غافلاً عما صدر منه بمدونته علي الإنترنيت , فغالبيتنا خشي أن يصرح بما صرح به مايكل نبيل سند , ولكن الشرف العقلي والكرامة العقلية كان لهما السبق لديه , بينما جبنا نحن , وخشينا علي أنفسنا من المحاكمات والحبس المتيقن , فكان هو أسبق منا في الشرف والكرامة العقلية .. لأنه ليس معتوهاً , والعته والسفه والجنون , والغفلة تعرف طريقها إلي أصحابها المتخاصمون مع الشرف والكرامة الإنسانية , والرافضون للغة العقل , والساجدون علي عتبات الوصايات السياسية والدينية علي حد سواء ..

تحية لـ مايكل نبيل سند , تحية الكرامة والشرف العقلي , مع أمل بأن يتم الإفراج عنه في أقرب وقت ممكن , فالأمم التي تخشي النقد , لاتقوي علي مجابهة الحياة !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!
- تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...
- الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...
- مسؤلية نظام : مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد بالأسكند ...
- تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية
- ليس بوذياً !!
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الزهيري - مايكل نبيل سند , ليس معتوهاً !!