أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - قباقيب وحرق وسحل














المزيد.....

قباقيب وحرق وسحل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 23:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يا أبناء يعرب، لماذا أعدتم لي صورة التمثيل بجثث الأموات؟
لماذا أحبطتموني، وأنا المشجعُ لثوراتكم، الراعي لربيعكم العربي؟
لماذا مثَّلتم بجثة الغابر القذافي؟
ولماذا أسدلتم الستار على جرائمه بهذه الطريقة البشعة؟
لماذا حولتموه من سفَّاح مجرم قاتل، إلى ضحية وجثة مسكينة تستدر العطف والشفقة من الناس؟
لماذا أرجعتمونا قرونا طويلة، لا لنتذكر بساطة العرب وكرمهم، وعبقرياتهم، وأثرهم في حضارة العالم، بل لنتذكر أحداث الإجرام والقتل والسحل والتمثيل بالجثث؟
أنا أعرف بأن تاريخ كل الأمم مملوء بأحداث فظيعة، غير أن أكثر الأمم استفادتْ من تجاربها، وعدَّلتْ مسارها،وعلَّمتْ أبناءها كيف يصنعون من تاريخهم السالف حضارة وعدلا ورفعة، حضارة أساسها الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة.
يا أحفاد موقعة ذي قار، لماذا جعلتموني أسترجع طريقة موت محمد بن أبي بكر في زمن الخلفاء الراشدين، بسبب مشاركته في مقتل الخليفة عثمان، على يد الوالي معاوية بن حديج، فبعد أن قتله طعنا، وضع جثته في جوف حمار، ثم أشعل فيها النار!!
يا أبطال اليرموك كيف جعلتموني أستعيد واقعة مقتل نابغ عالمي، كان يستحق جائزة نوبل، لو بقي حيا بيننا، فبدلا من أن نبني له الصروح التي تخلده، جعلنا الخليفة المنصور في القرن السابع الميلادي يأمر (الحاقد) والي البصرة سفيان المهلبي بالتخلص منه!!
ولم يكتفٍ بقتله بل،قال لأصدقائه قبل أن يقتله بفخر:
" والله لأقتلنَّه قِتلةً لم يسبقني إليها أحدٌ من قبل!!
فأمر بلسانه أولا فقُطع، ثم بدأ يقطع أطرافه جزءا جزءا، ثم يشويها أمامه،ويطعمه منها كأبشع قتلة في التاريخ، لأنه شتم أمَّ المهلبي واتهمها بالفسوق"!!!!!
يا أبنا يعرب بن قحطان الشجاع المغوار، لماذا أعدتم لي صورة الأحداث المأساوية التي جرتْ في عصر بني العباس في القرن السابع الميلادي، حين أقدم أبو العباس السفاح على جريمة كبرى، وهي نبش قبور بني أمية وصلبهم وحرقهم: فقد جاء في كتاب الكامل لابن الأثير،ومروج الذهب للمسعودي:
" نُبش قبرُ معاوية ويزيد فلم يجدوا فيهما سوى الرماد، وكذلك عبد الملك وسليمان، فأخرجوا عظامهما وأحرقت العظام، أما جثة هشام بن عبد الملك فهي الوحيدة التي كانت ( تصلح) لأن تُجلد ثمانين جلدة، ثم تصلب منتنة"!!
ولم يكتفٍ السفاح بذلك بل إنه أعطى الأمان للأمويين ساكني يافا بفلسطين، ودعاهم للغداء فلبوا، وما إن ظفر بهم حتى قتلهم بالأعمدة، ثم فرش فوقهم وتناول ( ألذَّ) وجبة طعام في حياته وهو يسمع أنينهم"!!
أيها العرب الأقحاح أبناء عدنان الهمام، كيف سمحتم بأن تُقْتَلَ أبرز نساء التاريخ، التي حَمتْ مصر من غزو الأعداء في القرن الحادي عشر، واخفتْ موتَ زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، حتى لا تهتزَّ معنويات الشعب، ونجحت في صد الغزاة، وحكمت مصر شهرين، وسيرتْ شؤون الدولة بكفاءة!!
كيف سمحتم لضرتها أم علي وأعوانها المماليك أن يقتلوها بالقباقيب، نعم بالقباقيب، ولم تكن هناك كاميرات لتصور لنا مرحلة ما بعد القباقيب!!ّ
يا وارثي مجد صلاح الدين الأيوبي، وصولا إلى الزعيم جمال عبد الناصر، لماذا أعدتم لي صورةً،كنتُ أظُنُّ أنني نسيتها مذ كنت في العقد الأول من عمري، وهي صورة زعيم عراقي راحل تولى منصب رئاسة الوزارة أربع عشرة مرة في العراق من عام 1932-1958 ، حين ألقى أعوانُ عبد السلام عارف القبض عليه، ولم يكتفوا بقتله، بل سحلتْه الجموعُ في الشوارع، وهي ترقص طربا!!
ثم ادَّعى المسؤولون بأنه مات بعد أن قاوم معتقليه، ووصل الأمر بلجان التحقيق أن قالوا إنه هو قاتلُ نفسه، ولم يقتله أحد!!
فمَنْ يجرؤ على نبش الملفات العربية، إنْ كانتْ هناك ملفات في الأصل!!
إليكم هذا السؤالَ المزعج المُكرَّر:
إلى متى سيظل تاريخنا العربي-للأسف- تاريخا شفويا مجهولا لأبنائنا؟
أيكون ذلك مقصودا كي نعيده من جديد في كل وقت وأوان، ولا نستفيد من تجاربنا وأخطائنا؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب العرش السلطاني (6)
- وعاد الماشيح شاليت
- حروب الفايروسات الرقمية
- ثلاث صور لغلعاد شاليت
- أنشودة للقدس في عيد المظال
- شيفرة التراث الفلسطيني
- ألا نخجل؟!!
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!
- هنيئا لأوباما بتقدير ممتاز
- سوبر عنصرية
- الصراف الآلي المدرع
- وجاء دور النقب
- دليل سلاطين العرب
- ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟
- لا تلوموا السير بالمر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - قباقيب وحرق وسحل