عالم الطمر الصحي

علاء جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أطفال ونساء شيوخ وشباب يبحثون عن لقمة العيش وسط النفايات بلا ملل أو كلل !!
كان يهرول وراء (السكانيا) وكأنه شاب في مقتبل العمر على الرغم من تجاوز عمره الــ(60) عام.. يـُـسرع الخطى والى جانبه عجوز ثــُـكلت بأبنائها (الثلاث) وتتشح بالسواد ، تخفي حتى ملامح وجهها بالكامل وقبل أن تصل (اللوري) الى مكان التفريغ يفاجأ بالأطفال الذين ينقضون كالصقور على النفايات بحثا عن لقمة العيش..!
أبو سعدون (61 عام) وأم (علي 45 عاما) ليسوا الوحيدين في مكان الطمر الصحي في النهروان فهناك العشرات من الأطفال والشباب يبحثون عن لقمة العيش من خلال النفايات...
هؤلاء لا يهمهم مجلس السياسيات أو حتى رفع علم كردستان في بغداد !! ويفضلون (القوطيه) على منحة رئيس الوزراء والتي خصص بموجبها حصتين تموينيتين لم تــرَ العوائل مفرداتها حتى ألان خصوصا بعد ان ضاعت( الصاية والصرماية )واتجه اغلب وكلاء الحصة التموينية الى (لفلفة) مواعيد التوزيع ...!!
عالم الطمر الصحي مختلف تماما عن بقية العوالم ، عالم يجهل السياسية ولا يفكر بالفن عالمهم فوق أخبار منتخبنا و المليونيين دولار التي يتقاضاها زيكو على الرغم من كونه لا يتواجد مع المنتخب سوى أيام قلائل تسبق كل مبارة...
عالمهم لا يفضل سماع أخبار البرلمان أو حتى مشاريع الوزارات التي بدأت تقتصر على الأخوان و أبناء الحزب الواحد...!!
عالمهم لا يعرف النجف عاصمة الثقافة بل يعتقد انها مقبرة وادي السلام فقط!! هناك لا يعرفون مشروع بسماية ولا يتابعون اجتهادات وزير التعليم العالي والتفنن بقطع أرزاق الناس..
عالمهم لا يعرف ان تكلف كلمة رئيس الجمهورية في الجمعية العمومية للامم المتحدة كلفت ميزانية البلد نحو ملياري دينار...
هناك وسط النفايات يجهل الشباب الباحثين عن لقمة العيش أن رئيس البرلمان( مشكورا!!) يخصص في كل مرة مقاعد بالجملة لإخوانه و أقاربه للذهاب معه في السفرات الرسمية وعلى نفقة الميزانية الحكومية المسكينة...!!
عالم الطمر الصحي يختصر الوجود بالبحث عن (قوطية) فارغة أو كسرة خبز ...!
أو حتى قطعة (نايلون) بالية..!
عالم ينحسر بين(لوري) النفايات وتجار الخردة لكنهم يتابعون بشغف أخبار أمانة بغداد وقراراتها بتغيير أماكن الطمر الصحي التي يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد..!
يا ترى ماذا سيتخرج هؤلاء الأطفال..؟ علماء خردة... أم مختصين بمجال(النايلون)؟!
هل فكر قادة الكتل السياسية بالحديث عن مواضيع تخدم البلد بدلا من التحدث عن هذا لي وذاك لك..؟
ألا يستحق العراقي شيئا من التقدير ولو بربع ساعة لمناقشة موضوع توفير فرص العمل خلال اجتماعات قادة الكتل التي يرعاها المام جلال..؟!
مجرد تساؤل...؟

#علاء_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات