|
روسيا والدول العربية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذج...!!! (2-3) الجزاء الثاني ...
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 16:25
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
روسيا والدول العربية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذج...!!! (2-3) الجزاء الثاني ... الخلاف السياسي الداخلي الروسي في التعامل مع الازمة السورية: المراقب الفعلي للمواقف الروسي والمطلع على السياسة الروسية والمواكب الفعلي للإعلام الروسي وتحديدا المكتوب يستطيع أن يلمس التخبط الفعلي للسياسة الروسية مع سير الثورات العربية والتعاطي معها وتحديدا مع إدارة ملف الأزمة السورية، لذلك يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: 1-مواقف الرئيس الروسي الملتبسة : مما لا شك فيه بان الموقف الروسي الملتبس في تعاطيه مع الأزمة السورية الحالية ناتج بالأساس عن عدم إطلاع صحيح لما يحدث في سورية والمنطقة العربية بشكل عام ،فروسيا التي سيطر عليها الخوف وعلى مصالحها ،والخوف أيضا من انتشار ثورات الربيع العربي التي قد تمتد إلى روسيا، تركها تتخبط في تصريحات ومواقف تدفع ثمنها لاحقا مع شعوب هذه المنطقة التي أضحت تنظر لسياسة روسيا بعين من الشك والانتقام وعدم الاطمئنان لها. لكن المواقف التي تصدر عن القادة الروس تبرهن عن مدى التخبط السياسي وعمق الأزمة الفعلية التي أنتجتها ثورات الربيع العربي في الطبقة السياسية العليا ،فروسيا التي تقول على لسان رئيسها ديمتري ميدفيديف بان أي عقوبات دولية يجب ان تدين"النظام والمعارضة" أي الجلاد والضحية بنفس الوقت،كما قال سابقا:" بأنه في ليبيا أضحى نظاميين ويجب التفاوض فيما بينهما ومحاورة نظام ألقذافي،بالوقت الذي أضحى الثوار في طرابلس على مشارف باب العزيزية، وفي اليوم الأول من أيلول سبتمبر 2011 هو شخصيا يعترف بالمجلس الانتقالي ويذهب ميدفيديف إلى باريس للمشاركة في المؤتمر المنعقد لأعمار ليبيا بتاريخ 1ايلول سبتمبر 2011،ميدفيديف نفسه يرسل دعوة للمعارضة السورية لزيارة موسكو ،ويتهم المعارضة بأنها إرهابية ،فالرئيس الروسي بتاريخ 29 تموز "يوليو" 2011 يرسل مبعوثه الشخصي إلى سورية، نائب وزير الخارجية سرغي بغدانوف ،ويعطي مهلة للنظام السوري مدة أسبوعين لتطبيق الإصلاحات الذي وعد بها النظام ،وهو نفسه يرسل فيما بعد فريق دبلوماسي ونيابي وإعلامي إلى سورية لتقصي الحقائق والكشف الميداني عن طبيعة الإجرام الذي يمارس في سورية ،فالنظام يمنع هذا الوفد من لقاء المعارضة السورية ، بدواعي أمنية ويتم تنفذ حملات عسكرية عديدة أثناء وجود الوفد الروسي في سورية،يسقط أثناءها العشرات من القتلى والجرحى،روسيا نفسها التي تستعمل الفيتو إلى جانب الصين ضد إدانة النظام السوري ،تحول فيما بعد أن تبرر لنفسها هذا الموقف ،وتشيع في العالم ،بان استعمال الفيتو ليس تصريح اخضر للنظام بممارسة القتل والعنف ضد المدنيين،كما جاء على لسان المبعوث الروسي مرغيلوف بتاريخ 11اكتوبر "تشرين"،وإنما هو إنذار أخير للنظام السوري من اجل تنفيذ وعوده الإصلاحية بسرعة، وباء عليه قامت روسيا بتوجيه دعوة إلى المعارضة السورية في الخارج والداخل لزيارة موسكو لكي تعمل على طرح مبادرة سياسية تجمع جميع أطراف الصراع في سورية ، على طاولة مستديرة للتوصل إلى حل جدي للازمة في سورية من خلال الحوار،ولا تمانع بان تكون وزارة الخارجية الروسية مكانها ، فالرئيس ميدفيديف بتاريخ6 اب "اغسطس "2011، هو الذي قال للأسد بان يسرع بتنفيذ الإصلاحات خوفا من تلقي مصيرا محزنا ، الرئيس ميدفيديف بتاريخ 7 اكتوبر تشرين الاول 2011،هو نفسه الذي يقر، و يعترف بحق الشعب السوري بالتغير الداخلي دون الاستعانة بالخارج وبان روسيا سوف تعيق أي مشروع أممي يحاول الإطاحة بالحكومات الحالية. 2-مواقف الخارجية الروسية : فالموقف الروسي أضحى موقفا متصلبا ومتشدد نحو الأزمة السورية والذي بات يتبنها كليا ويدافع عن نظامها بعد تلين موقفه في أزمة ليبيا، والذي خسر فيها المراهنة على نظام ألقذافي ومصالح روسيا الاقتصادية فيها ،فسورية التي يشتد فيها التصعيد الشعبي ويضيق الخناق الدولي على النظام ،لكونه يرتكب فيها أبشع الممارسات الاضطهادية، فروسيا تقف إلى جانب النظام،والخارجية الروسية تعيق كل المحاولة الأممية التي تفكر بإدانة ممارسات النظام إنسانية والغير أخلاقية بحق شعبه الأعزل ،لكن مع سقوط النظام الليبي في أواخر شهر أب"أغسطس" بدأت اللهجة الروسية تزداد قسوة وشراسة نحو العالم الذي يحاول الضغط على نظام سورية ،وبالتالي باتت تشكل غطاء فعلي له وعقبة فعلية في التعامل معه، والتي باتت واضحة من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسية سرغي لافروف بناء للتالي : 1أيلول "سبتمبر" 2011 :" استعمال "القوة" ضد السكان المدنيين في سورية بـ " غير المقبول", منددا في الوقت ذاته بمواقف الدول العظمى 3 أيلول "سبتمبر" 2011 :رفض روسيا الانضمام للعقوبات الجديدة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري الذي وضعت ضد قطاع النفط ،ولا فروف يقول :"بان هذه العقوبات لا تفيد بل تزيد من المشاكل الداخلية ولا تساعد أبدا على حل الأزمة أبدا،وخاصة بان النظام بحاجة لفترة جديدة لتنفذ الإصلاحات. 5 أيلول "سبتمبر" 2011 : أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء مع نظيره البرازيلي انطونيو دي أغيارا باتريوتا في موسكو يوم الأحد 4 أيلول إن دول مجموعة دول بركس تؤيد حوار المعارضة مع النظام. 20 أيلول "سبتمبر" 2011:أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لدعم قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سورية، إلا أنه يعتبر سعي بعض الدول للتركيز على العقوبات امرأ مرفوض، 20 أيلول "سبتمبر" 2011: روسيا لا تريد تكرار السيناريو الليبي في سورية، لأنه ليس لمصلحة احد، لدى روسيا شروطها الخاصة في مجلس الأمن بشان سورية، فالسعي لإيقاف العنف والبحث في الحوار بين المعارضة والسلطة هو الأساس. 20 أيلول "سبتمبر" 2011 : نيويورك- حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين إقناع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بان قرارا في الأمم المتحدة سيكون ضروريا 21 أيلول "سبتمبر" 2011 : انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المحاولات التي تقوم بها الدول الغربية لإقرار عقوبات ضد سورية. 21أيلول "سبتمبر"2011 كسورية حجر أساس في الشرق الأوسط. في22 أيلول "سبتمبر" 2011 : وكان لافروف أكد في وقت سابق أن سورية تعتبر حجر الزاوية في بنية الشرق الأوسط ويتوقف عليها إلى حد كبير الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة. 22أيلول "سبتمبر" 2011 :جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر شبكة "سي إن إن" دعوته للمعارضة السورية إلى عدم رفض الحوار مع الرئيس الأسد، كما رفض لافروف فكرة العقوبات على سورية ... 24 أيلول "سبتمبر" 2011 : لافروف يجدد رفضه دعم الموقف الأمريكي تجاه سورية ويدعو المعارضة للحوار. 27 أيلول"سبتمبر" 2011 : أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع قناة "روسيا ـ 24" الإخبارية يوم 27 سبتمبر"أيلول أن بلاده لن تؤيد مشروع القرار الذي طرحته في مجلس الأمن . 28 أيلول "سبتمبر" 2011 : انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء النظام السوري بسبب ما سماه إخفاقه في تطبيق إصلاحات سياسية ومنع وسائل الإعلام الدولية من التواجد في سورية . 28 أيلول- "سبتمبر"2011: روسيا تقديم مشروع إلى مجلس الأمن الدولي يرفض التصويت عليه ويتم استخدام الفيتو الروسي والصيني في 5 أكتوبر في مجلس الأمن من قبل مندوب روسيا الدائم فتالي تشورين. 29 أيلول "سبتمبر" 2011:أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن بلاده لن تؤيد مشروع قرار في مجلس الأمن طرحته الدول الغربية ضد سورية. 4أكتوبر "تشرين الأول" 2011:روسيا لن تسمح بتمرير قرار في مجلس الأمن بإدانة سورية،وسوف تستخدم حقها في استخدام الفيتو. 5اكتوبر "تشرين الأول" 2011:مندوب روسيا في مجلس الأمن يستخدم حق النقض. 10 تشرين الأول "أكتوبر" 2011 : وزير الخارجية الروسي يقول إن بلاده والصين مستعدتان لاقتراح مشروع قرار لمجلس الأمن أكثر توازنا من المشروع الأخير الذي واجه الفيتو. 3-المواقف المعارضة لادارة ملف الازمة السورية: لكن لبد من التوقف أمام الخلاف الفعلي الذي يقوم بين وزارة الخارجية الروسية الممثل بالوزير سرغي لافروف ،والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي للشرق الأوسط مارغيلوف،الذي انتقد محاضرة بثينة شعبان غي الخارجية الروسية من بيروت بتاريخ 12 أيلول وبرده الساخر بان شعبان تذكرنا بمحاضرات سابق للدولة السوفيتية ،و برفض مرافقة الوفد الروسي الذاهب إلى سورية بزيارة لتقصي الحقائق وكذلك رفض النائب الثاني لوزير الخارجية سلطانوف ومندوب روسيا في منظمة المؤتمر الإسلامي اصلاخانوف مرافقة الوفد ،فموقفهم واضحة وتدل على أن النظام السوري يستخدم روسيا ،و بان النظام السوري كاذب ويناور ويحاول أيهام روسيا بأنه ينفذ إصلاحاته،كما صرح الأسد للوفد الروسي أثناء زيارته في دمشق بتاريخ 13-17 أيلول "سبتمبر2011 بقوله :"بان النظام السوري كلما سار نحو تنفيذ إصلاحات داخلية يوجه بمعارضة داخلية شديدة وضغوطات خارجية". الأسد الذي يخبر الوفد الروسي الزائر بتاريخ 13-17 أيلول "سبتمبر2011 "بأنه لن يسمح للمظاهرات السلمية في سورية أن تخرج ،لان السماح لها ستكون في اليوم الثاني ستحاصر القصر الجمهوري"فهذه المواقف من جانب النظام السوري تدل على النظام في أزمة ،وهذا حسب تعبير الخبير الروسي والمختص بالشؤون العربية اندريه ستيبانوف بتصريح لقناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية بتاريخ 19ايلول "سبتمبر " 2011 بقوله:"بأنه ليس بإمكان روسيا أنقاض النظام السوري،و ان حل الازمة في سورية بيد النظام السوري من خلال وقف استخدام القوة واللجوء الى الحوار، حيث ان جذور الازمة تقع داخل سورية بالاساس وليس بتأثير قوى خارجية كما يدعي النظام". بالطبع هناك مواقف روسيا كثيرة تعارض سقوط النظام وتسليمه لأمريكا ،كما أمثال الرفيق بريماكوف العربي الشهير والمبعوث الروسي الدائم للشرق الأوسط الذي يقول " بأننا لن نتنازل عن سورية "،وهناك أصوات تعارض حماية الأسد وفقدان سورية نهائيا بسبب السقوط الحتمي للنظام السوري ،وبالتالي الخوف الروسي على مصالحها الشخصية سوف يؤدي حتما إلى ضياع سورية وخروج روسيا من الشرق الأوسط وخسارتها لمصالحها في الدول الخليجية ،والإعلام السورية التي تحرق في الساحات ما هي إلا إنذار فعلي من الشعب السوري الذي يقول للساسة الروس ادعموا الأسد قدر ما استطعتم ،ولكن سوف اقطع علاقتي بكم ،عندما يذهب صديقكم ونظامه ويبقى الشعب. المبادرات الروسية المفقودة نحو سورية : لروسيا قلعة كبيرة من الخبراء والعاملين والإعلاميين والأصدقاء والعملاء الذين يقدمون لها كل المعلومات والأخبار لما يجري في سورية،فهي أضحت محرجة جدا من تصرفات الأسد ومن كثرة وعوده وخاصة روسيا التي ترسل دعوات لاستقبل المعارضة السورية فيها،إضافة لمحاولة دولية كثيرة تناقش مع روسيا الأزمة السورية وتحاول أن تقنعها بالسير في الخط الدولي الذاهب نحو تحجيم النظام وتصرفاته العنجهية ،و تمثلت الزيارة إلى موسكو بزيارة من الرئيس الفرنسي سركوزي بتاريخ 8ايلول "سبتمبر"،و لرئيس وزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتاريخ 12 أيلول "سبتمبر"،لكن موسكو مقتنعة تماما ومصرة على إيجاد مخرج للنظام السوري يخرجه من أزمته وعزلته ومحنته، لذلك أرسلت نائب وزير خارجيتها سرغي بغدانوف إلى دمشق بتاريخ29 تموز "يوليو" 2011، وتحميله رسالة خاصة من الرئيس الروسي ميدفيديف ،مفادها بان روسيا تمهل النظام السوري أسبوعين من اجل تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الأسد ،وإذا تعذر سوف يكون لموسكو موقف مغير،ضنا منها بان الأسد سوف يفي بوعوده أمام روسيا التي تشكل له إحدى مظلات الحماية ،لان روسيا تعرف جيدا كذب ونفاق النظام السوري، فورا قدوم وفد المعارضة الثاني لزيارة روسيا بتاريخ 8 أيلول ،وبعد دعوة ممثلة النظام السوري بثينة شعبان في 11 أيلول، والتي قررت روسيا مجددا على أثارها ، إرسال وفدا روسيا برلمانيا إعلاميا سياسيا بتاريخ 13 أيلول "سبتمبر"لزيارة سورية مهمته تقصي الحقائق والاطلاع على الأوضاع الميدانية دون وساطة النظام ،والاجتماع بالمعارضة في الداخل، إضافة لزيارة المدن السورية التي كانت تحتلها الدبابات العسكرية،لكن المهمة فشلت لان الوفد لم يسجل أي شيء ولم يلتقي بالمعارضة السورية الداخلية،خوفا على امن هذه المعارضة كما برر النظام نفسه ،فالقتل لم يتوقف بل ازداد بشكل اكبر، والقمع أضحى اشد ،فعاد الوفد بعد لقاءه مع الأسد بتاريخ 17 أيلول ،لتتلقى موسكو صفعة جامدة من النظام الحليف وعدم تمكينها من السير بالوصول إلى طرح مبادرة فعلية ،لحل الخلاف بين الطرفين حسب اعتقادها ، فالنظام الذي يبكي ويشتكي لموسكو لا يسمح لها بطرح أية مبادرة لا تعجبه ،فهو المعرقل الأساسي لأي دور تحاول موسكو أن تلعبه ،وبالتالي موسكو تفهم هذا الوضع جيدا بالرغم من إصرارها المستمر وقتالها المميت لبقى النظام السوري،لكن روسيا تعلم جيدا بان سورية بالنسبة لها ورقة تفاهم وضغط على مواضيع أخرى، فإذا تم التفهم عليها تغير روسيا موقفها سريعا من النظام السوري . روسيا التي لا تزال تحاول على الحوار بين الطرفين وجلوسهم على طاولة واحدة وهي مستعدة لاستقبالهم ،لكنها تفقد أي مشروع أو مبادرة يمكن أن تطرح وبالتالي روسيا أحالت هذا إلى جامعة الدول العربية للخروج بمبادرة قد تساندها روسيا وتسير بها ،كما هي المبادرة الخليجية التي وافقت روسيا على إقرارها في مجلس الأمن الدولي بتاريخ 21 أكتوبر 2011 . القرار الدولي لادانة سورية: لقد قطعت روسيا الطريق أمام أي مشروع في مجلس الأمن الدولي غير المشروع التي تقدمت به روسيا من خلال استخدامها للفيتو،فالمشروع الروسي الذي طرح في 28 أيلول "سبتمبر "الماضي من هذا العام ،يقوم على محاولة إصلاح النظام السوري وتشكيل حكومة من المعارضة وتحديدا من أسماء سوريين يطالبون بإسقاط النظام الأمني السوري وإبقاء الرئيس بشار الأسد ومن بين هؤلاء الأسماء الأكثر بروزا اسم هيثم مناع الحقوقي السوري.فالمشرع الروسي لا يختلف عن المشروع الأوروبي المقدم للمجلس للنقاش لا يختلفان إلا بالمضمون ،المشروع الروسي يقر المئات من القتلة الذين سقطوا في سورية بينما المشروع الأوروبي يقر بالآلاف ،المشروع الروسي يحاول المساواة بين الضحية والجلاد من خلال إدانة الطرفيين ،المشروع الروسي يحاول إعفاء النظام السوري من تطبيق قرار مجلس الأمن ،الأوروبي حاول الخروج بقرار لا يفرض عقوبات على النظام السوري إرضاء لروسيا ،بينما الأوروبي يعطي مهلة معينة لسورية ونظامها ولدول الأعضاء لتنفيذ القرار خلال شهر ومن ثم يقوم مندوب الأمين العام بتقديم تقريره إلى مجلس الأمن،والذي يفرض عقوبات سريعة من خلال المجلس بحال تعذر التنفيذ ،بينما الروسي لا يحدد مهلة معينة تلزم النظام ،وعدم إلزامه بعقوبات مستقبلية وفترة زمنية ،ويصر على تفعيل دور مجلس الجامعة العربية لتقوم بدورها بالوقت التي تعاني هذه الجامعة من مشاكلها الخاصة ، المشروع الروسي يمنع الحظر الجوي وعدم فرض حظر على بيع الأسلحة المصدرة لسورية، المشروع الأوروبي يتضمن 10 فقرات بينما المشروع الروسي يقوم على 5 فقرات مقتضبة. المشروع الأوروبي تلقى 9 أصوات من مجموع الأعضاء 15، ولكن الفيتو الروسي والصيني هما اللذان حالا دون إدانة سورية ونظامها في استعمل العنف ضد المتظاهرين السلميين. أزمة الفيتو الروسي الفيتو الروسي الذي استخدام في 5 أكتوبر "تشرين الأول" من هذا العام يدل على أن روسيا خالفت العالم كله،كي تعرف كما يقول المثل العربي"خالف تعرف" ، لكن الحقيقة الفعلية القائمة على الحقيقة المرة المطروحة بوجه روسيا وهي :"بان روسيا خسرت فعليا سورية ،وخسرت مراهناتها على النظام السوري من خلال دعوتها المباشرة بعد إعاقة قرار مجلس الأمن في استخدام حق النقض بدعوتها السريعة للمعارضة السورية لزيارة موسكو والاستماع إليها ومعرفة مطالبها وطرحها مجددا بشكل رسمي بالوقت التي زارت هذه المعارضة موسكو مرتين ضمن وفد سوري معارض ،بالرغم من الدعوة شملت المعرضة في الداخل والخارج ،لكن السؤال الحقيقي يبقى في جعبة روسيا ، فهل روسيا تحاول مفاوضة المجلس الانتقالي للإقرار بحقوقها الاقتصادية والسياسية ،والحفاظ علي استثماراتها المالية الموجودة في سورية في حقول النفط والمرافئ ،والبالغة 4 مليارات دولار.بالإضافة إلى إبقاء سوق التسليح السوري أمام روسيا بشكل خاص ،والتي يعتمد على هذا السلاح الجيش بالدرجة الأولى . لقد بدأ الصراع الفعلي مع الغرب ضمنيا وشكليا على سورية ، موسكو تحاول التفاوض مع الغرب على دمشق ولكنها تفاوض على أماكن أخرى تحقق لها مكاسب إستراتيجية كبيرة،لذلك تصر على إبقاء سورية مكان تجاذب ، لتمكينها من تحقيق مطالبها الدولية، وهذا ما برر انسحاب روسيا من اتفاقية الحد من انتشار الدرع الصاروخية المبرمة بين روسيا وأمريكا ،وهذه الاتفاقية التي تشكل للكريملين أزمة حقيقية بنشر أمريكا منظمتها الدفاعية في أوروبا والتي تهدد امن روسيا القومي،الدرع الصاروخية موجهه ضد موسكو وليس ضد امن أي دولة أو كيان أخر ،لان روسيا التي تحارب ضد نشرها في أوروبا،فكان استقبل تركيا لأجزاء منها. فان عملية استخدام الفيتو من قبل روسيا لم يستطيع احد من الخبراء والمحللون تفسيره ،أو تحليل مغزاه ،وإنما يدل على رخص الموقف الروسي وخوفه من الثورات العربية ،والذي ترك انطباعا سيئا لدى العالم كله والعربي منه، وبالتالي سوف تدفع روسيا ثمنا غاليا لهذا الموقف فيما بعد والذي يتمثل بفقدانها لموقعها الاستراتيجي الحالي في سورية ودول الشرق الأوسط،فالمعارضة السورية بدأت تهدد روسيا علنا بإلغاء قاعدتها العسكرية في مدينة طرطوس في المستقبل . لكن السؤال الذي يطرح نفسه إمام الموقف الروسي في التعامل من القضايا العربية وحمايته الحصرية للدكتاتوريات العربية ،كيف مرر قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بموسكو، وماذا وعدت موسكو المعارضة اليمنية التي كانت في ضيافتها بتاريخ19 اكتوبر "تشرين اول 2011، قبل التصويت على قرار مجلس الأمن بتاريخ 18اكتوبر "تشرين الاول "2011، الذي يجبر النظام على التوقيع السريع على المبادرة العربية التي تسحب الغطاء والشرعية الدولية عن صالح بموافقة روسية والتي حاولت موسكو استقطاب الشارع العربي المحتقن ضد سياسة روسيا وخصوصا بعد استخدام حق النقض لحماية سورية . د.خالد ممدوح العزي . كاتب صحافي وباحث في الشؤون الروسية ودول الكومنولث. [email protected] يتبع الجزاء القادم والأخير من هذا الموضوع في العدد القادم.
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإعلام الإسلامي: واقع حقيقة وتحدي عالمي...!!!
-
توكل كرمان: أمرآة بألف رجل في بلاد العرب،ومنحها لنوبل اعتراف
...
-
روسيا الاتحادية: وكالة حصرية بحماية الدكتاتوريات العربية،أو
...
-
مستقبل حركة حماس السياسي بعد صفقة الأسرى...!!!
-
دكتاتورية بشار الأسد: بين الحرب الأهلية وسفك الدماء أو حرية
...
-
حرب إعلامية ضد الفضائيات يخوضها النظام السوري،وقودها جثه مشو
...
-
فلسطينيو سورية والتعاطي مع الحراك الشعبية...!!!
-
بوتين وروسيا: فلاديمير بوتين مؤسس الدولة الروسية الحديثة وال
...
-
بشار الأسد: يقود سياسة انتحارية في سورية،تصله إلى بر الهلاك
...
-
مشعل تمو القائد الكردي،شهيد الحرية والمستقبل في سورية الجديد
...
-
فلسطين : تخرج من نوافذ أسلو وتدخل أبواب مجلس الأمن الدولي ..
...
-
قناة روسيا اليوم وتغطيتها للحراك العربي ...!!!
-
صمت عالمي على جرائم الأسد ،والشعب السوري ضحية الالتزام بأمن
...
-
الدعاية الموجهة في الإعلام الصهيوني...!!!
-
ميشال كيلو : مطران الثورة السورية وبطريرك الموارنة في لبنان.
...
-
قناة الجزيرة وفيصل القاسم ...!!!
-
سورية جرحا نازف، الأسد والنظام في حالة هستيرية والشعب مصر عل
...
-
روسيا وبوتن مصيرا واحد لمستقبل قادم...!!!
-
استقلال كوسوفو في ظل التجاذب الروسي الأمريكي:
-
قضية الإمام الصدر: خيبة دول الممانعة أو الموافقة الضمنية...!
...
المزيد.....
-
وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما
...
-
-معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
-
الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
-
بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن
...
-
مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف
...
-
مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا
...
-
هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
-
-الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال
...
-
ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس
...
-
بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|