أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الاء حامد - قيام المختار بين الحقيقة والخيال(3) التوابين














المزيد.....

قيام المختار بين الحقيقة والخيال(3) التوابين


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 00:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحدثنا في الجزء السابق عن إفرازات خلفتها واقعة كربلاء على الموقف الإسلامي آنذاك من عصيان مسلح في المدينة وإعلان ابن الزبير لدولته المستقلة في مكة , وفوضى واضطرابات في الشام والعراق.

كان أكثر المستفيدين من هذه الإحداث هو ابن الزبير لتخلصه أولا من المنافس الرئيسي له الحسين بن علي بعد مقتله بواقعة كربلاء. إضافة إلى استفادته المطلقة بموت يزيد ثانيا , حيث انه خرج سالما وحركته منتصرة من هزيمة عسكريه محققه من حمله عسكريه كان يقودها احد كبار القادة الشاميين هو ( الحصين بن نمير) وقد تعثرت تلك الحملة متأثرة بخبر موت يزيد الفجائي الذي ابطل مفعول قذائف المنجنيق المكثفة التي سقطت على الكعبة بعد الحصار المفروض عليها.

لم يمتلك الزعيم الحجازي الكفاءة السياسية ليستغل تلك الظروف الملائمة التي تحققت بعامل حسن الحظ لتوظيفها في الوقت والمكان المناسبين.وذلك لتردده في الاستجابة للدعوة المغرية التي عرضها عليه القائد الشامي بتأييده للخلافة المسلمين شريطة الذهاب معه إلى مركز الخلافة( دمشق ) كونها تمثل محور القوى السياسية والقبلية الفاعلة. قد يكون انه غير واثق بشكل تام من موقف الحصين ونواياه كونه مرتبط وقبيلته ارتباطا وثيقا بالبيت الأموي.أو إن المغامرة كانت خارج مألوف سلوكه ونشاطه السياسي وهذا ما أثبتته السنين اللاحقة التي عاشتها حركته مرتكبا غلطة العمر برأي الكثيرين ومنهم الحصين نفسه الذي اتهمه بقصر النظر(1)

بتخطيط ام من غير تخطيط." عموما امتد نفوذ دولة ابن الزبير إلى ما وراء شبه الجزيرة سريعا بينما تقلص النفوذ السياسي لدولة الأمويين وذلك لان معاوية الثاني الذي انتقلت إليه ألخلافه بالوراثة كان يجنح خارج السرب الأموي . ربما لحداثة سنه او لموقفه الخاص بشان الحكم الوراثي ودعوته إلى الشوروية الراشدية . وقد يكون انه ذهب إلى ابعد من ذلك بطلبه إرجاع الخلافة إلى آل علي الذين كان لهم هذا الحق قبل ان يقوم جده معاوية الأول بأنتزاعه منهم. حسب الروايات التاريخية

قلنا سابقا ان عقدت الشعور بالذنب رافقت جميع العراقيين بعد المجزرة الدموية التي تعرض لها الحسين وأهله وصحبه في العراق مما ساهمت بشكل أو بأخر الى تحفيز الرأي العام المعارض ضد الحكم الأموي بعد موت يزيد .

لقد بدأت فكرة الانتقام تشق طريقها في اغلب نفوس العراقيين الذين أرادوا غسل الآثام نتيجة الشعور الفادح بالإثم جراء التقصير في نصرة الحسين . لهذا خرجت للعلن حركة بأسم التوابين إثناء التطورات التي عاشتها الدولة الأموية. من فراغ الحكم في دمشق بعد موت معاوية الثاني الذي خلف الكثير من الغموض من بعده والكثير من التساؤل حوله.وامتداد للثورة الزبيرية إلى العراق بعد تمرد البصرة على واليها ابن زياد وطرد نائبه من الكوفة .ونتيجة لهذه الظروف والتطورات أصبح المناخ السياسي أكثر ملائمة إمام حركة التوابين فأنصرفوا الى تعبئة الأنصار في الكوفة وخارجها وجمع الأسلحة والدعوة إلى جهاد والقتال من اجل الثأر للحسين من قاتليه .

الموقف الزبيري لم يكن واضحا في دعم هذه الحركة التي أيضا كانت تحمل نفس الشعار الذي يحمله ابن الزبير في ثورته وحركته . ربما أيدهم بطريقة غير مباشره من اجل استنزاف قوى الطرفين فهم يمثلان العدو المشترك له .. فبخصومتهم وحربهم كسب الكثير من الوقت لفرض سيطرته على بعض المناطق التي لم تدخل ضمن نطاق دولته.

تجمعت حشود قواتهم في معسكر النخيلة مصطحبه معها الشعارات الحماسية الانتحارية والجهادية ثم مضوا الى مصيرهم فالتقوا بالقوات الأموية في عين الوردة وخاضوا معها معركة بطولية أسفرت عن تدمير قوتهم ومقتل زعمائهم (2)

لاشك ان حركة التوابين كانت حاملة معها بذرة الفشل لعجزها عن إقامة توازن عسكري ضد أعدائها الأمويين الذين كانوا ما يزالون ممسكين بزمام التفوق . ولكنها كحركة انتحارية في الصميم نجحت في تحقيق الحد ألممكن من أطروحتها وهو الانتقام الذاتي"

من الأسباب الأخرى التي ساهمت بفشل حركة التوابين هو تشكك المختار بهذه الحركة وعدم انضمامه لها , قد يكون لعدم تجانسه مع أفكار قادتها وزعمائها وربما انه لم يلتقي معهم مطلقا بأي توجه الا في الثأر للحسين . وما عدا ذلك فقد شن حملة دعائية واسعة ضدهم واصفا حركتهم بالسذاجة ومتهما زعيمها بقصر النظر وعدم الكفاءة لقيادة الثورة الشيعية.

قد يكون المختار فشل في إن يكون القيادي البديل لسليمان إلا انه نجح في حملة التشكيك التي ساهمت بدورها في تحجيم الحركة وتقليص الاستجابة الشعبية لها ولكنه ما لبث ان تحول من ناقد مرتاب الى مؤيد مشجع لاعتقاده إن غياب التوابين عن المسرح السياسي سيمنحه الفرصة الأفضل لتحقيق طموحة في الكوفة وهذا ما تحقق فعلا بعد نجاحه بالوصول الى السلطة عن طريق قيامه الذي نحن بصدد البحث في أسباب نجاحه ...

للحديث بقية في الجزء الرابع قريبا ... نلقاكم على خير


المصادر والاحالات
1- ابن الاثير الكامل ج4ص129-130

2- الطبري ج7ص75



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على الخلافة الإسلامية(7) نتائج مؤامرة الاغتيال
- الهوية الوطنية الواحدة الافضل حلا للاكثرية والاقليات
- الإسلام وحقوق الإنسان (2) الحرية الفردية
- الاسلام وحقوق الانسان(1) حرية المعتقد
- قيام المختار بين الحقيقة والخيال(2) ثورة الحسين
- الصراع على الخلافة الإسلامية (6) اغتيال عمر
- قيام المختار بين الحقيقة والتظليل(1)
- ساسة العراق يتغذون على الدماء!!
- كفى حقدا على العراق يا كويت!!
- التفجيرات الاخيرة من يقف خلفها ؟
- الاعتداءات الايرانية على العراق
- لماذا عليا يا كويت ان ابرر ؟
- النظام الانتخابي والشكل الفيدرالي للدولة(5)
- الصراع على الخلافة الاسلامية(5) خلافة عمر
- رحلتي الى كربلاء
- المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (4) زلة خالد بن الوليد
- تلاشى الحلم !!!
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)
- الصراع على الخلافة الإسلامية (3) حروب الردة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الاء حامد - قيام المختار بين الحقيقة والخيال(3) التوابين