حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 19:21
المحور:
الادب والفن
1تموز
ومضى شهر آخر
بقية العمر غامضة ومجهولة, وما يزال مصير سوريا أكثر غموضا.
هذا التشابك بين الشخصي والمشترك( كدت أقول الوطني!) يعود, في الادراك والمشاعر بعد عقود.
نصف سنة مضت بدون سكر مع وقف التدخين ومكابدة عالم الداخل.
نصف سنة هي الأجمل في حياتي, مباشرة بعد مرحلة يأس تام ودخول في فكرة الانتحار طور التنفيذ, وفقدان الجدوى والأمل الشخصي والمشترك....
" وجدني الحب ووجدته" كتبت على دفاتري في 30/6/2010
هذا ما لا تخطؤه الحواس ولا المشاعر
*
أفكر في كتابة رسالة إلى السوريين عبر صفحتي الفيسبوك
الدم يغسل بالماء_ التسامح الطريقة الوحيدة لكسر حلقة الثأر والانتقام المدمّرين.
التسامح لأجل الذات أولا. تتسامح, تزيح الموقع الكريه والمنفّر, تحضّره وتستحضره لمن تحب ولمن تستحق_ يستحق...أفرغ الكأس لتملأه من جديد صافيا
الاعتراف/الايمان بالمبدأ الأخلاقي عند الخصم, ركيزة وأساس فلسفة اللاعنف. يخبرك سوريو اليوم بالأبيض والأسود( ...متى كان السوريون يعيشون التسامح كعادة وكذلك التفكير الهادئ!)_ يخبر السوريون أن الخصم وحش يخلو من الأخلاق, بالطبع كلمة خصم غير متداولة فالعدو التهم كل ما عداه.
الخوف السوري اليوم تجاوز كل الحدود, أرى الخوف في الوجوه والعيون في الكلمات في النفس والنبرة/ هل قلت الخوف السوري! نعم. أجل
خوف عام ومعمم مثل الهواء والماء ومثل لون البشرة والعادات السورية
هل تأخر الوقت؟
_ انت أيضا تقول تأخر الوقت
تعذب نفسك بما تعرفه أكثر من أي شيء
*
نصف نجاح
هذا واقعي النفسي مع ادراك ,التأكد التجريبي وإعادة الاختبار, ستة أشهر أمضاها "المريض النفسي" بطريقة يفشل معها غالبية الأصحاء( التوقف معا عن ادمانين وبنفس الوقت انجاز تدوين يومي يتجاوز أسطرة الذات) ستة أشهر متبقية لتحقيق نجاح بالفعل.
بأية عين ترغب في كتابة النصف الثاني من هذا الكتاب؟
عين النسر التي ترى من فوق وتهمل التفاصيل لصالح المرونة والطيران, أم عين الحفّار التي تهمل المسافات والأبعاد لصالح الجزيئة والدقيقوالهش أم عين السائح التي تعشق الغرائبي وغير المتوقع وتهمل المشترك والضروري أم ترغب فعليا بتجربة "الموقف البطولي" لمرة واحدة....
هل ترغب بطول العمر الحذر أم تختار لحظة التوهّج والاحتراق؟
تراجيديا الوجود الانساني.....
*
لمن هذه القرون العملاقة؟ لهذا الحمل!
_وهذه لعبة الحياة وحتى ينتهي الزمن
لعبة أم صراع, أين الواقع؟
نحتالهويةلحظةبلحظة
*
2تموز
أستيقظ مع الثالثة وأحلام الصبا....
قبل أن أنتبه, وقبل أن اغسل وجهي فتحت التلفزيون والأخبار
خطاب القذافي بعد أكثر من مئة يوم على بدء الثورة في ليبيا....معقول!
يوجد الألوف يحبون زعيمهم, ويفضلون حكمه على حريتهم؟
لا. الصورة مغلوطة تماما. أعيد الحفر في طبقاتي النفسية_ التذكّر مع الرحلة العكسية
هل يوجد طور النضج؟ ويمكن تحديده؟ عبر العمر؟ أم خلال التجارب والخبرات؟
توجد مرحلة الطفولة وتليها مرحلة الطفالية _التي تستغرق الحياة بكاملها أحيانا, إما لتعثر النمو الوجداني أوالعقلي أوالاجتماعي أوالسياسي....
هل جميع من يختارون حكم الزعيم (أو ما يشابهه), ويفضلونه على نظام الحكم الديمقراطي طفاليون! أفلاطون, نيتشة, بورخيس,....ضد الديمقراطية
_توقف يا حسين, انظر حواليك, اخرج من دائرة انغلاقك الذاتي إلى الفضاء الاجتماعي المتعدد, ليست تجربتك كافية للحكم على ما عداها....توقف
*
ثم وصل الفجر
صياح الديك, الضوء يتقدم ويقترب أكثر, برودة منعشة, افتح الشباك
*
أكره الليل, كرر الصديق العبارة, حتى نظرت إلى وجهه وعينيه وبقية ملامحه وهو ينطق العبارة. مع وصول الصباح طفت الحادثة على خيالي وتفكيري.
هل هو الخوف أفكّر.....؟
كم يتلوّن الخوف, مرات خوف شخص واحد يبتلع حياة كثيرين غيره ويخربها.
الخوف أقدم المشاعر وأكثرها لصوقا بالحياة.
هل كان الصديق يكره الليل أم يخافه؟
لا أعرف بالضبط شعوري تجاه الليل....رهبة؟
*
3تموز يا جبار
تقارب الثامنة, غيوم على اليمين تغطي الشمس, صوت فيروز من الصالون, نفحات أثيرية, أيضا تعبر حورية الساقية.
لكن الرائحة تصل أقوى وأشدّ, لا أحد يخطئها تأتي من فوق ومن تحت وعلى اليمين والشمال, دفعة واحدة من كل الجهات تطبق, ولا يمكن تجنبها....تلك الرائحة.
*
هذا يوم غير عادي
*
4 تموز
لا أعرف تسع الكون. أعرف وأختنق بغيظي. اشعر. أدرك. مقاربة أولية للمعنى....
الحياةغيرعادلةلكنهامتوازنة
.......أفكّر بالكلمة المناسبة, العبارة_ كيف سأقرأ تعبيري بعد 10سنين وكيف يقرأه آخر
جحيم المنطق و......غوايته
بعد قليل إلى دائرة الهجرة والجوازات لاستلام جواز السفر الجديد.
هل الرغبة في السفر ماتزال على حرارتها؟
سيبقى الصغار أساتذة الخداع بقصد أولا
وهذا يوم عادي ومكرر
*
الخيبة بيتنا
*
هل تعرف(ين) كيف يراك الآخرون؟ الأهل والأصحاب والغرباء؟
كم يتشابه الحاكم والمحكوم _نفسيا؟
_أقل من التوائم وأكثر من الاخوة
منذ ساعات أنهيت معاملة جواز السفر, غدا أحمله نظامي ورسمي
ما الذي تغير في سوريا؟
_تتذاكى أم تتفاصح؟!
أتساءل بأسى وبأكثر ما يحتمله الجدّ....سوريا الذبيحة التعيسة كدت أكتب
ينبغي الفصل بين الوطن والدولة والسلطة والحكام........ بعدها نعود بشرا
ماذا بعد!
في سوريا أول ما يتحرك الخوف
ماذا عن السمعة _رؤية الآخرين والبعد الثاني للواقع؟
*
بجدّ_ بكل جدية: من يعرف كيف يراه الآخرون بغيابه, ويتعاملون؟
البعد الأقرب للهوية الشخصية....
وهذا يوم عادي آخر
*
5تموز
صفحة بيضاء مثل الذاكرة
أغمض عين إلى الداخل وركّز الثانية على نقطة_ استرخاء
تفور ثم تفيض ذكريات أحدنا, حرة, مبعثرة, خارج قيود وقوانين الفيزياء
تقارب 6 و18 دقيقة صباحا....وأنا رجل محظوظ
_هل قلت رجلا
سألت نفسي هذا السؤال وأنا أمرر فرشاة الحلاقة على ذقني لأول مرة
ما يزال السؤال وأجوبته يرن وتدور في ذاكرتي ألوان ومشاعر البكارة....
*
من ومما تتشكل مادة الندم؟
*
هل ارتكبت جريمة قتل؟
_ما هذا السؤال! كلا
هل انتابتك رغبة بقتل أحد, ولو عن طريق الأحلام والتخيلات, الأفكار؟
_ سؤال صعب, ربما فشّة خلق, ....أما أن أقوم بفعل القتل بشكل قصدي ومتعمّد, و
هل أنت واثق أنك لن تقتل يوما, ولو دفاعا عن النفس أو من تحب أو بالخطأ؟
_أرغب بقتلك ألآن وبشكل قصدي ومتعمد
(ثرثرة بين قبرين)
*
حزن شفيف ويختلف عن الوعي الشقي المتجعّد والمنكمش.
وأدرك أنني غير موجود
*
ظهرا أعود مع جواز السفر الجديد. افتحه. أتصفحه. هذا. هكذا. شكن. ذا. هت. هن. نعم...
أفكر بكتابة شكر علني لشباب الثورة. أتوقف بسبب هذه الكتابة_ اتحول إلى طرف حينها
ولو تحولت إلى طرف أخسر الموقف النقدي والمعرفي والمسافة اللازمة لرؤية المشهد بجوانبه المختلفة وزواياه الحرجة.....لكن الشكر يفيض في قلبي.
*
وهذا يوم 6 تموز
حماة, أخبار مروعة عن حماة, بسرعة قط خائف أختلس دقائق من الأخبار ....لا. كلا.
_ هل تقبل السلطة السورية بحل وسط حقيقي, فترة انتقالية وبعدها اجراء انتخابات تحت اشراف دولي وإقليمي وكل ذلك ضمن جدول زمني محدد....وكيف يمكن تحقيق ذلك
*
أتذكّر صفحات طويلة من رواية الحرب والسلام_ ليف تولستوي, بعدما يتواجه جندي روسي وآخر فرنسي تحت ضوء القمر, تبرق عيون الثاني الخائف من السيف المرفوع فوق رقبته وتصل تلك الخلجة الانسانية للأول فينزل سيفه ويفترقان بدون دم. بعدها يدخل تولستوي في تداعيات طويلة لو أن....كل جندي في الجيش الفرنسي أو الروسي توقف وفكر لدقيقة_ دقيقة واحدة فقط من التفكير_ كانت كافية لتجريد نابليون من آلة القوة الجهنمية التي تفتك وترعب وبالمقابل الروسي كذلك. أتذكّر وأحاول فهم الساحة السورية, جذور الخوف وانعدام الثقة وانفجار الغرائز البدائية.....توقف
عد إلى التفكير الايجابي يا حسين, لن تستطيع أبدا أن تفهم شعور التملك والسيطرة (....) عبر مسافة وأمان وحوار
*
من الوعي الشقي إلى الوعي........... الشعري
بعد هيجل والوعي الشقي, يكشف فرويد ينابيع الشقاء لذاك الصنف من الوعي_ عبر خضوعه الدائم لثلاثة مصادر ذات ضغوط كبرى ومستمرة أ_ ضغط الغرائز ب_ ضغط الواقع ج_ ضغط الضمير والأخلاق. لتستمر بعدهما تلك النظرة السلبية للوعي. إلى أن بدأت تتداعى مع فيكتور فرانكل ومن أكثر الأماكن التي لا تخطر على بال( معسكرات الاعتقال النازية). وهناك يكتشف الفجوة بين المثير والاستجابة_ المصير الانساني....
الوعي_ هبة الوجود الكبرى, مصدر دائم للسعادة والشغف. الوعي يبتكر المعنى يؤكد فرانكل, العلاج بالمعنى_ الانسان يبحث عن المعنى....ويمكن أن يصل.
من خلال الوعي بالملامح الانسانية الأساسية( الخيال, الضمير, الادراك الذاتي, الارادة المستقلة) يدرك المرء أنه سيد مصيره وفي مختلف الظروف والأحوال.
عبر الخيال أستحضر من أحب وأرغب, نتشارك ونتبادل الكلام_ كل يوم وكل ساعة.
والضمير بوصلتي المتوفرة, جرس دائم للتنبيه,حال افتراق كلامي وأفكاري عن سلوكي وممارستي_ صرت أفهم ترابط الأخلاق والمصلحة, على عكس تضادهما الشائع.
الادراك الذاتي, وبمساعدة الطبيب النفسي, رفعني عن حافة الهاوية.
وأما الارادة المستقلة وبفضل الحب والحبيب أولا_ أعيش وأحيا أفضل وأجمل أيامي , وفي حالة تحرر من ادمانين معا.
الحب أعمق من الخوف
.
.
نحن لا نموت مرة واحدة, ولا نولد مرة واحدة كذلك
كل لحظة يتغير العالم
*
7 أحاول فتح الفيسبوك بلا جدوى. عادت حليمة وعاد الحجب.....
أردت وضع هذه الفقرة على صفحتي من الأدب المحظور _قصص شالاموف
ترجمة وتقديم منذر حلوم وصادر عن دار الحصاد
الموتفيمملكةالشرضيفدائمفيحضرةالطاغوتيتفانىالجميعفيخدمته, ويقدمونلهمايشاءمنالأرواح. لكنالانسانعندمايحتضر, وهولايدريلماذايموت, يرتسمتساؤلطفوليفيعينيهالمفتوحتينإلىالأبد....لاذعر, ولاحقد, ولاحزن, بلسؤالتبقيهالروحفيمقلتينتنظرانإلىالله, وهيراحلةلاتدريإلىأين.
فيقصصشالاموفأوراقرهيفةتستنجدبنا, حاضنةآلامالبشرالمحتضرين. فيكلقصةمنقصصهمصنعيحولالأنبياءإلىأشخاصيتعاركونعلىاللقمة, والخرقةالبالية, وإغماضةعين, وثانيةدفء. ويحول الناس العاديين إلى خنازير تنبش ما حولها بحثا عن أي شيء يبقيها حية.
صحيح أن شالاموف لم يصبح نابليونا ولا شكسبيرا كما أراد" أنا ذلك الحذاء الذي خلق ليكون نابليونا كما عند مارك توين, كنت استعد لأصبح شكسبيرا لكن المعتقل حطم كل شيء". إلا أنه استطاع أن يلملم حطامه البشري ليقول ما يستحق القراءة, ويوجب التفكير بصانعي تلك العوالم " حيث من الممكن ان تظهر المشاعر الشريرة, الكامنة في الناس بصورها الأكثر قسوة وعريا, _ أن تتعرى اخلاقهم الذئبية, فالضوء الأخضر يفتح الطريق أمام أدنى رغبات الانسان وأقذر مكوناته. فالإنسان إن لم يكن طيبا يصبح ساديا, والأناني يزداد حقده على جاره, الذي ينافسه في صراعه من أجل البقاء....
*
كم هو جارح ومؤلم ذلك الكلام_ تلك الحالة, أعرفها أيضا, وأعرف الشعور الذي يصفه بوكوفسكي بنفس الصفحة: " من أسوأ الأشياء أن يحس المرء بفقدان شخصيته, أن تحس كأنهم ضغطوا على روحك بمكواة عظيمة, على كل ما فيها من طيبات وتجعدات وزوايا خفية وتشكيلات, فباتت مسطحة مستوية كفيشة كرتون"
.
.
هل أعيش إلى اليوم الذي تكون فيه سوريا, دولة ديمقراطية يحكمها قانون مدني يحقق المساواة بين جميع الأفراد, قضاء مستقل, إعلام حر, فصل بين السلطات, وتداول سلمي للسلطة. و تكون الحكومة خادمة لشعبها لا سيدة طاغية على محرومين وخائفين وجهلة!
أستيقظ وفي القلب غصّة
*
9تموز.....وبما أننا نتصور الأرض ثابتة فإن....آه, نعم
*
أعرف أن الأرض تدور حول الشمس, والشمس تدور حول محور_ وعلى نفسها, والفضاء والفراغ والعدم.......كلها تدور
ما الذي أريد معرفته أكثر؟
ما أعرفه هو وهم ما كنت أريد حقا
.
.
البارحة في جمعة" لا للحوار" تواجد السفيران الأمريكي والفرنسي في حماة بنفس التوقيت.
*
10 تموز وطور جديد في مشكلة سوريا
ترددت بين الكلمات: المشكلة, الثورة, الأزمة_ خصوصا أنني أقرأ كتاب "الاستعارات التي نحيا بها" وأفهم, أكثر من أي وقت مضى, كيف أننا نعيش في الكلام وحياتنا لغة قبل ان تكون مصالح وصراعات أو مشاركة وابداع.
أريد وأرغب أن أكون وكتابتي في أقصى درجات الوضوح.
وما أفكّر فيه هذا اليوم, بدء الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطة, لماذا نجح نظام الحكم في المغرب _الملكي والموروث_ في التكيف مع المتغيرات وربما يكون آخر ما يتداعى من العروش في بلاد العرب بينما سقطت بعض الجمهوريات بسرعة وتهتز البقية.....
*
متأخرا وصل الصيف.
سنة غريبة في المناخ كما في السياسة والمجتمع_ خصوصا لهذا الكيان الميتافيزيقي حسين عجيب, سنة ربما تشبه فترات: انهيار الامبراطورية الرومانية, صعود الدولة الاسلامية, انهيار الامبراطورية العثمانية, لحظة كتابة العبارة" آه, لا تنسى, هذه الحديقة كانت مسحورة" لأدغار آلان بو, أو لحظة ولادة بورخيس نفسه....
أكذب إن قلت غير" هذه السنة الأجمل في حياتي"
حتى الآن,.....هكذا إذن: الشخصية الدفاعية تخرب أسس الحياة بلا مبرر
*
من هو السوري؟؟؟؟؟؟؟
الهوية سورية أو سوري, وبدون انتماءات أخرى_ الاكتفاء بالهوية السورية.
نافذة باتجاهين_ السعي إلى الاجوبة الصحيحة
أسئلة وتداعيات, مزيج أفكار وتصورات وأخيلة....بعد ساعات من متابعة الفضائيات وهي تنشر نفس الخبر(صورة وصوت) قناة الجزيرة والدنيا تنقلان نفس الحدث وبنفس التوقيت!
هذا جديد نوعي.
أحد المتكلمين تحدث عن ولادة الجمهورية الثالثة السورية بدستور جديد
تفكيك الدولة الأمنية والتحضير لإقامة الدولة المدنية التعددية_ نادى الطيب تيزيني
هل اقترب الحلّ؟
أستمع إلى المشاركين وإلى المعترضين أكثر, وأرغب بسماع لغة المنطق البارد, اللغة التحليلية للمواقف وللمشاعر.....لست
أكثر ما يقلقني الشخصيات التي تتمركز على الخوف أو الطموح_ الشخصيات الانفعالية
أعتقد أن الحل سهل للغاية لو تحققت الشروط المناسبة
*
11تموز
أذهب إلى الشام.
لا أذهب إلى الشام.
أقابل السفير أم هي أمور شكلية واجراءات روتينية؟
قلق؟ لا, انشغال عادي
إن أعيدت الفرصة وحصلت على فيزا أسافر وأختبر حظي الجديد
وإن تعذر ذلك واعتبروا ما حصل مسؤوليتي, لا مشكلة أيضا
حياتي وسأعيشها أينما كنت باهتمام وانتباه, وكل ما يحدث أستطيع تدبره واستخلاص العبرة منه. وهي فرصة لزيارة دمشق ألتقي بعض الأصحاب ونتبادل الكلام
*
نافذة تفتح من جهتين
يجوز تسميتها رحلة حزينة أو رحلة فرح, هي حياتنا
سيمر الوقت السريع أم البطيء, يقف كل منا بمفرده
وتلك تلويحة الوداع أم الوصول؟
أمام المرآة الكبرى يوم جديد
مع السلامة
مع السلامة
*
13
السفارة الأمريكية مغلقة_ غير معروف إلى متى.
بعد يومين لطيفين في دمشق أعود عصرا. الآن عصر اليوم....
دائما في حياة الانسان اكثر مما يحتاج من الماضي
*
أفكّر بتغيير الاتجاه. الآن, ما الذي تكتبه في رسالة لنفسك. تخبر نفسك. ترغب بتلقيه.....
لطالماتبادلتالرسائلمعنفسي, الرسائلالمكتوبةوغيرها.
ورقة معطرة وحبر ملون وكلمات ,لتحمل الحب والأخبار السارة, كثيرة
في حياتي أكثر من حاجتي ومن كل شيء
*
14 تموز.....شققت عصا الطاعة
وخرجت
لا أعرف التاريخ, اليوم والساعة. مرات تعودني تلك المشاعر_ الحنين إلى دفء الانتماء.
سوريا اليوم تشب عن الطوق ومن جهة تعود إلى حضن العائلة_ الطائفة بنفس التوقيت
وأنا أقرأ كتاب" الاستعارات التي نحيا بها" ونتبادل استعارة باستعارة
*
الموقف العصابي هو أن ترغب بالنقيضين معا, بنفس الشدة والقوة
أعرفه كثيرا........الموقف العصابي
*
"كانت الوردة اسما, ونحن لا نمسك إلا الأسماء"
حاولت قراءة الرواية الشهيرة" اسم الوردة" واكتفيت بالمقدمة والخاتمة وعدة فصول....حتى أنهكني السأم.
القارئ في الحكاية لنفس الكاتب أمبرتو ايكو_ وجدتها اكثر تشويقا.
عدا ذلك, بقيت الدهشة من عدد النسخ المباعة(في عدة لغات عدا العربية بالطبع) من رواية اسم الوردة, أيضا من كتاب القارئ في الحكاية, الدهشة الممزوجة بعسر الفهم والحسرة و...ربما الحسد.
.
.
التأويل_ لا يوجد واقع بل تفسيرات, مع نيتشة ينبثق اتجاه عالمي جديد, اجتماعي ونفسي
التأويل_ لا يوجد أصل (خالص) بل صور وسياقات مختلطة, في كل لحظة يتشكل/يتغير الواقع_ العالم. للمظهر والجوهر اسم بارد, وحيد
....أحاول تذكر الكاتبة والجريدة أو الكتاب:
طلب الوزير من شاعر البلاط عبارة, تجعله يشعر بالسعادة إن كان حزينا أو التعاسة بالعكس عبر قراءتها. فأجابه: "دوام الحال من المحال"
إن تكن في وضع سيئ وصعب تدرك أنه عابر وسيزول حتما, فتسعد
وإن تكن في وضع لذيذ وهانئ تدرك أيضا أنه عابر وفي طريقه إلى الزوال, فتحزن
ما علاقة امبرتو ايكو واسم الوردة و(فلسفة التأويل!) والكاتبة ببعض؟
_ عودة أقوى للترابط بين الكلمات والأشياء, بعد المحاذاة والمخالفة
الترابط أكثر في عالمنا هذا وفي مختلف تكويناته
إذن.....كانت الوردة اسما, ونحن لا نمسك إلا بالأسماء
*
سواء وجد "ذلك الأصل" أو أنه, فقط استعارة في اللغة والتفكير, سيبقى في عالم آخر لا يمكن ادراكه خارج اللغة والتجربة.
_جميعأساتذتيعلىخلافبالرأي
*
15 تموز.....على من سأبكي هذا الصباح
أتحاشى سماع نشرات الأخبار, يوم جمعة أسرى الحرية, عندي مخزون من الكآبة يفيض على عشرة أجيال. سوريا تتشقق وتتحلل إلى مكوناتها البدائية, ونحتاج إلى معجزة لوقف الانهيار والبدء ببناء دولة.
*
بينما أتابع الفيلم الأمريكي الحاصل على جائزة أفضل سيناريو 998 _عرفت المعلومة بعد نهايته_ حكاية الهجرة لعائلة ,من هنغاريا إلى أمريكا, في الفترة الشيوعية.
مرور كلمة" سفر", تبعها انفجار لمشاعر مكبوتة ومجهولة.....بكاء, بكيت وبكيت
ثم فجأة توقفت وكأنني شخصية في فيلم.أتفرج على حياتي من خارجها
مشاعر بعيدة في الأغوار وكنت أهلها و نسيتها, الخوف! نعم أولا الخوف
ليس خوفي على حالي هذه المرة
أتذكّر محنة العراق وخيار الطاغية أم المستعمر!
وأتذكّر مختلف التفاصيل وبدقة مدهشة, ليس الاحتمال لا الخيار, فقط بين الاستبداد والديمقراطية أتذكر.
*
مضى النهار ولم أخرج_ متسمرا على أخبار الفضائيات
يكتمل الشهر الرابع للثورة السورية أل..........محزنة
ثورة _كل تغيير جذري هو ثورة
كل ثورة تفتح الجديد بعنف وتقطع القديم بعنف أكثر_ أفكّر بروعة المشهد وفظاعته معا.
كيف يفكر صانعو القرار في بلادنا!
*
16
عند البحيرة وقف الصيادون وراحوا يغسلون الشباك.
صرخ الريس: هيا ألقوا شباككم.
قالوا جميعا : نحن متعبون.
وزمجر بهم: قلت لكم هيا, علينا أن نصطاد وسنحتفل
اليوم لأن ثورا ستضع, وسيكون الطفل ابنكم جميعا.
ابتسم البعض منهم, ثم هتفوا وراء أحد الهاتفين: "عاشت ثورا..."
كانت ثورا صاحبة الحانة التي تضيئها المصابيح ليلا ويسهر
فيها الصيادون قرب طبريا....أرملة في عز الشباب, بل ليست
أرملة تماما... كانت عشيقة لصياد جميل, غرق في البحيرة
بعد أن فضّ عذريتها, وهي السمينة بعض الشيء, والبيضاء
الضاحكة, والتي تأكل السمك من غير ملح !.
وكان عشيقها الغادر والمغدور يشبه أغنية مضت في الأثير.
قالوا قتله الريس في عمق البحيرة, لكي يتم تأميم ثورا.
الأرض القديمة_ ناظم مهنا
*
عتمة القراءة, ثقل, سأم وصبر, جلد وحتى آخر نفس, الوعد.....
لحظات الاشراق الباهرة.
مرات قرأت الأرض القديمة لناظم مهنا صديقي .معها وبنفس الدهشة قرأت قراءة أحمد جان عثمان صديقي أيضا للمجموعة.
من القراءات النادرة, ألتي أتذكر معها أنني من القلة السعيدة, من القراء.
*
الفكرة والحياة_ تلك الثنائية, الأحلام والصحو, الواقع.....
ربما المسار الوحيد في حياتي قبل السنة, الذي أبقيه بدون لمس _ لو أتيحت لي حياة ثانية, حياتي كقارئ. عدا ذلك لرغبت بتغيير, استبدال حياتي بحياة أخرى مجهولة تماما.
مع أنها _ الحدّة في المشاعر والأفكار خفتت إلى درجة التلاشي تقريبا, وبديلا عنها القبول_ بصراحة أكثر, لقد تحولت إلى رجل سعيد وهانئ.
ومع ذلك, لحظة تذكر من تلك_ السنين المظلمة_ وأتوه في النسيان المروع.
*
17تموز
في سماء سوريا تجول _مصطلحات وأصولها_ في برد موسكو وعلى أرصفة باريس وفي زوايا صحراء العرب, الحقد الطبقي, عثرات التاريخ, المصير, الحق والعدالة....
وعلى أرض سوريا_ أنين مكتوم وهلع_ ولأول مرة الظاهر والباطن يتبادلان الموقع, ويختلط المزيج الذي تحلل في العتم عبر الأجيال( الخوف والثأر والشراهية), أحاول أن أتخيّل آلامهم الفظيعة القتلى والجرحى.....ليست السلطة ولا الحق أو التراب أغلى من الدم.
هل هي مقدمات حرب طاحنة! طاحنة كيف صيغت الصفة فوق طبقات القرون...
ثرثرت طويلا حول ثقافة الحياة, وبقصد ودراية تجنبت دوما قضايا الصراع, وأعرف أنه الصراع ملتصق بالحرية _جوهر الحياة, لكن المتجدد والمتنوع وبمحاذاة التكيّف والابداع دوما, يتعاكسان يتوازيان لا مشكلة.....سوريا اليوم. سوريا الغد
أستمع بحسرة إلى مؤتمرات المعارضة في الخارج, ثم أغير طريقة تفكيري
أخاطب نفسي: حسين أخفض سقف التوقع, ثم ,أدخل أكثر في تفاصيل المواقف
وتذكّر دوما" كل شخص وفي جميع الظروف والأحوال, يقدم أفضل ما لديه_ أو يرغب بذلك على الأقل. لدى كل شخص الرغبة ليكون الأفضل"
ولتفهم المواقف أكثر, ضع نفسك في موقع الطرفين بالتبادل_ نعم هي لعبة, وبالنسبة لغيرك أيضا, ولا أحد يتباهى بالجدية التي تبدو على التلفزيونات, سوى الأتباع.
للأسف
_دوما للأسف الشديد
تذكر الثورة الايرانية, البلشفية, الفرنسيةوغدا.......
عودة إلى العدم يعني؟
_اللا أعرف درجة متقدمة في الوعي
*
تقاس الأمور بخواتيمها.
ماذا عن الانتصار ,الفوز, الربح , الكسب, أل....................نتيجة؟
ما يهم, بالدرجة الأولى" الطرف الخاسر"_ هنا يتشكّل القادم والسلطات الجديدة
موقع و_ الحالة العامة للطرف الخاسر, تحددان السوية الحضارية للمرحلة التي تتشكل اليوم. ما الذي يمكن فعله بهذا الخصوص؟
المستوى الأخلاقي, الممارس وما يتمّ الوعد الصريح به, للأطراف مبتدأ الاهتمام
_الكثير من الاغراء في مصطلحات العدمية, المساواة, العماء
*
حقوق الطرف الخاسر أو الأطراف, هل يمكن تحديدها مسبقا؟
هي واجب أولي وبدئي لمقاومة حضارية, تحقق التفوق الأخلاقي_ لرفعه_ على الخصم
*
ما دور الاثارة في الحدث السوري اليوم وفي المستقبل؟
_الأمان والاثارة أهم محددان في الحياة
أختبر نقصي كلما رغبت بسؤال الأعمق ورؤاه, أشبه الكل والكل يشبهني.
_هل اختبرت الاصغاء لصوتك الأعمق.....
*
18 تموز....إلى أين تقودنا أقدامنا المسرعة
البارحة خبر مؤكد من حمص عن اقتتال بين سنة وعلويين مع سقوط قتلى من الطرفين.
حرب أهلية مسترة؟
مع النقص الدائم في المعلومات, ما يصل منها يكفي لمعرفة بؤس الوضع في سوريا.
قطاعات شعبية تطالب بالحرية والكرامة, فتواجه بفئة من الشعب وأجهزة السلطة في خلطة ديماغوجية مصدر قوتها الثاني, تهافت المعارضة الاعلامية وبؤسها في الداخل والخارج.
سلطة تحكم بأدوات القرون الوسطى وشعب منخور بالطائفية والحرمان والجهل. سوريا
*
19 تموز.....
المرأة التي تحبنيهي المرأةالتيأحبها
20
أيام كثيرة غزيرة ومتنوعة
أين الحدود؟ أين السقف وأين العتبة!
*
عرفت أنني سأتوقف هناك. لا لأسباب خارجية, بل بالحدّة التي يفرضها توضّع الشيء واسمه أخيرا. هي حركة غير مخططة مسبقا وبالكامل, بل التماعات في الذهن تتلوها خبرة الهروب. وهي خطوة في الطريق إلى الماضي.
وذلك الطيف العشوائي من المشاعر والاحتجاجات,
لاهمسة. لانفس.
وتقترب ضجة غير مألوفة, لتكاد ترى مع أول الضوء أحرف زائلة, نهايات وحدود حجر رخام. الصوت في عودته إلى أصل.....حقيقي!
شعرت أنني سأتوقف هناك, في البرد, وبدون اية امكانية للاقتراب ولو خطوة.
شعرت وعرفت أن الصفة والاسم مسافرة
*
أدخل في الزمن عددا من السنين وأعود أنا الميت.
الموت ذلك الاسم المثبت من نقطة الولادة فقط, وما عداه صيغ تتدافع في الماضي وإليه بسرعة تفوق الادراك وتفلت من الوعي والحواس, سرعة وتحجب ما عداها.
أدخل في الزمن عددا من السنين لألتقي موتي الشخصي.
_ لا أحد يعود
*
من موقف اللاغرور ذاك, تقدرين على صياغة الحكاية بنعومة, النقط والأقواس كما الظلال واللمسة والنفس, الحبّ, عسل الشفتين.....آه, نسيت:
لو ابتعدت في الزمن, فوق عتمة الخوف واليأس, لمرة؟ أو أكثر؟ لو....ابتعدت
21
يستيقظ البطل غافلا وما حوله
الثورة يزرعها الكتاب والمفكرون ويقوم بها المتحمسون ويحكمها الساسة المخادعون.
أحاول تذكر ,قراءة الفكرة( متى وكيف) في أحد روايات كازانتزاكي_ في شبابي الأول.
كنت مخدوعا لا. كنت جبانا, شخص يحكمه الخوف ويحيط بها مثل جلده,
الحياة هروب متواصل.
*
ما هو الجزء...., من حياتي, والذي أستطيع التخلي عنه الآن وبسهولة, وربما لصالحي؟
أنظر إلى حياتي السابقة باستنكار؟ كلمة مخففة ومجاملة للغاية, بفزع؟ توجد جوانب أخرى أرغب بالحفاظ عليها, الرغبة في المعرفة والرغبة في الاختبار....ام, حسنا.
النظرة التراجعية, تخيّل سنة2020 مثلا, ثم العودة ببطء_ مع محاولة تخيّل التعرجات ومساحات العتم والضوء_ ما أمكن ذلك, وصولا إلى الآن هنا.
ما الذي أرغبه, أي صورة أريد أن أكون عليها في يوم مولدي الستين!
الحياة مغامرة متصلة
*
يصبح المستحيل ممكنا أحيانا بفعل حظّ: كمثل يوتوبيا
رولان بارت_ ذكرها دريدا في (ميتات رولان بارت) ترجمة كاظم جهاد
...في حياته, لم يكن رولان بارت قابلا للاختزال إلى ما نعتقد أو نعرف, أو نتذكر عنه. فهل سيسمح باختزاله بمجرّد أنه مات؟ كلا, غير أن خطر الوهم سيكون أقوى أو أضعف, وعلى نحو آخر في جميع الأحوال". جاك دريد في نعي صديقه
*
لا شيء اسمه كذب. مبالغات فقط أو نقص في التلقي أو التعبير او انحراف.
أين المشكلة!
نتشارك أكثر من 90 بالمئة من الجينات معالفئران .وما يقارب النسبة من العناصر نتشارك بها مع كمشة رمل.
.
.
تنفر من الالتزام والقيود لتصدمك العدمية, حركة نواس من بلاد اليونان إلى الصين إلى فارس إلى الحروب الاسلامية....إلى الثورة العربية الحديثة وجدران الدم
*
22
مطر على التلفزيون
أحاول تخيل البلاد التي تتوالى صورها مع درجات الحرارة والعواصم غالبا.
اللغة, الدماغ, الكتاب, ...........اسم مكان المعرفة
*
إذن اسمها "جمعة أحفاد خالد" وانتبه إلى صعوبة الفهم, وتعذر إدراك الواقع.
تلك التجربة_ الحالة الشعورية, أن ما اختبره بالحواس والتفكير وأراه, يختلف ومرات يتعاكس مع ما يختبره شريكي أو خصمي....في كل لحظة يتغير العالم
وذاك الانعدام ليقين محدد وملموس, مع ما يستتبع من تحولات في الرؤية والرؤيا_ كيفية تحمله والتعايش معه....
كليوملهمايميزه. مثلاسم, مثلهوية, فيالتشابهوفيالاختلاف_ كل يوم نسيج وحده
*
23 تموز
توقظني البرغشات قبل الصباح, واحدة تلسع وأخرى تغني, هرش وحك.....ارحل
حزين. كلمة وسيل مشاعر
هذه المرة حزني على شبابي الضائع والمضيّع, أتذكّر الخوف وأشباح المخبرين.
23 تموز هذا اليوم الفظيع في الحياة العربية_ العسكر يقفزون إلى السلطةومعهم تتحول العربية إلى سجن من المحيط إلى الخليج......والعسكر داير مندار
*
ايقاعواحدوحلمداخلحلم_ أجملليلة
لاهمسة
لانفس يسمع
ومثل اضافة الموسيقا إلى المساء
كان الكتاب مزّينا بالرسوم المذهبة أتذكر, ملمس الورق الخشن مع انزياح الصفحة التالية والحكاية تدور وتتسع خطوة بعد أخرى تدخل في العالم السحري وتحافظ على الحد بين الحافة والسقوط خارجا
*
"الفكرة الأخرى" التي تشمل النقيض كإضافة للتوجه الأول, أيضا تغيير المركز والمنظور وبشكل تبادلي, تخيليا ومن ثم بالمشاعر والادراك و,....بالوصول إلى الفعل في الختام.
أفكّر على الشكل التالي: حسين, لا تستطيع أن تحصل على ما تريد, حسنا. غيّر طريقة تفكيرك, تستطيع. ابدأ بالرغبة في الفشل, نعم, نعم_ الفشل الفعلي, بهذه اللحظات تهجم (التصورات والأفكار أل مسيطرة, الموروثة, السلوك التنافسي) , يتشتت تركيزي ثم يعود, نعم_ كثيرا ما تكررت هذه العادة في التفكير, لكنني لم استطيع أبدا الوصول إلى أنا آخر.
ثمة اقتراب؟ ربما وضوح في رؤية العقبات, ربما ارتفاع مهارة التعبير, وربما العمى المعياري الآن_ الشخصي ككاتب.
_ تتبنى وجهة نظر السلطة وموقفهابالكامل, ما يحدث في مختلف المدن والبلدات السورية مؤامرة خارجية, والموقف الأخلاقي السليم في مقاومتها وازالتها_ مهما تكن الخسارات.
وهكذا, باللعب على الحبلين, أتجنب الفشل تماما.
_ مهلا ايها الغبي, هل تذكرت عبارة" ماجد الغبي" على موبايله؟ ثم الحديث التالي, هذه ضربة ذكاء رفيع يا ماجد, لا غبي ولا مجنون يعرف أنه كذلك_ حركة ذكاء نادرة....
أين أنت الآن يا ماجد مذحجي؟ ..........كم كانت غريبة حياتنا!
"الفكرة الأخرى" ما تزال ترافقني عشرات السنين.
بدأت في الرغبة والمحاولة الجاّدة لامتلاك مهارة الكذب, نعم الكذب الصريح والمباشر وفي صيغته البدائية الكذب بمعنى عكس الحقائق وتغييرها بوعي وقصد. ولأول مرة تخطر الفكرة ببالي_ على اثر فشل عاطفي....مبكر جدا. أتذكر تفاصيله الدقيقة, لا. لا يمكن تذكر ما حدث بتفاصيله أبدا_ وسيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد. ما أتذكر من رغبتي الأولى في الخداع, وكان مع ألم شديد, لقد هجرتني أول فتاة أحببتها مع فتى كنت أظنه أقل مني شأنا!
أتذكر الآن بمرح وسرور, ما رغبت في الموت حينها بسببه!
" الفكرة الأخرى" ان يكون قارئي أكثر ذكاء وصبرا مني اليوم وغدا.
في سوريا الغد, .......ما يحدث حقيقي وعادل
*
24 اشعر بالنعاس
الاهتمام, التركيز, الحماس, الشغف, المبادرة والانجاز......من أنت؟
_ رجل يقابل موته وجها لوجه, في كل يوم وفي كل لحظة
متى التقيت باسمك؟
أتجاوز طيف التعبير, الادراك الذاتي مع صيغ الانطباعات المبعثرة, وأتوقف
شعور بالغبش, نقص الرؤية ونقص الفاعلية, شعور مبهم باللاجدوى
اسم ميت
*
25
حياة أحدهم مع_ بعض التفاصيل, شيء من الغرابة, المنظور من النقطة الملائمة_ تشبه حياتك.
هل تعرف نفسك_ على عشرة كم تضع النسبة؟
وأنت تعدّ الثواني في عقلك بصبر, لتنتهي الزيارة_ العبء, لتنطلق إلى حريتك وراحتك
_ ماذا كنت لتغير لو عرفت حينها أنها المقابلة الأخيرة, ولن ترى ذلك الوجه ثانية؟
حول الصبر والاهتمام أدقق في الأفكار.....
الأفكار وهي تتحول إلى مشاعر وعادات, ثم هوية ومجتمع وأفراد...سيرورة الفكرة
*
26
التصورات التي تتركها الموسيقى والأغاني المحببة في النفس
*
أستيقظ ولا أجد الصباح. فكرت عبر كتابة هذه التعبيرات الكسولة_ تعبيرات الانغلاق الذاتي. ثم فكرت كيف أفكّر وأشعر وأتصور وأزعم أنني أعرف.
كأنها قسمة بالمسطرة والسكين: نصف أصدقائي في موقع السلطة وقبول الحل الأمني, والنصف الثاني في موقع العمل على اسقاط النظام. أصغي. أحاول فهم المخاوف والطموحات. أحاول الوصول إلى معلومة_ معلومات, على الاتجاهين متعذر.
سوريا اليوم بالأبيض والأسود بمجملها, أليست هذه حال سوريا على الدوام؟
المشكلة السورية ,ثقافية أخلاقية سياسية بالتزامن, ولا يمكن حلها بنجاح سوى بالتزامن.
الصراع على الحقّ, وشيطنة الآخر, والتستر على الممارسة والأسلحة والأهداف, سمات المعسكرين_ هل قلت معسكرين! أليست مساواة جائرة بين سلطة مسلحة وشعب أعزل؟
مشكلتي أيضا: في الربط بين الأفكار والمشاعر والقيم_ من ليس معي فهو عدوي....
نحتاج_ أحتاج إلى دراية وتبصّر أكثر:
التعارض الوجداني, فكرة واكتشاف فرويد الأبعد. سيّالة عصبية بالغة الصغر والقلق, وتحمل في _حركتها وطياتها_ المصير الانساني ومختلف الانفعالات والأفكار, ولا وجود لأبطال أو سفلة بيننا, الكل يقول ويفعل ما يعرفه وما تعوّد عليه.
"يوجد في كل موقف, ثلاثون طريقة على الأقلّ, لتغيير وجهة نظرك"
أردد مع سوزان جيفرز العبارة_ المفتاح للتفكيرالأبعد
*
لو كنت أؤمن بالحتمية......
وإن تكن مرجعيات السلوك, وراثية واقتصادية ونفسية وأخلاقية وثقافية_ دوما.
يبقى أن المصير الفردي يتحدد بالإرادة الحرة أولا.
ماذا عن المجتمع, الدولة,.....هل يتقرر المصير المشترك عبر الارادة الحرة؟
هنا أدخل في الهذر والشبح وبقية الكلامغير السؤول.
أحتاج في هذا المجال للإصغاء, للقراءة, للتعلم
لا أعرف كيف تبنى الدول والمجتمعات الحديثة
*
مرة أقول لكل ما يحدث سبب مباشر وخلفه سبب يسبقه وخلفه سبب....إلى أن افقد التركيز
ومرة اقول صدفة و حدث لمرة واحدة لا تتكرر
لا جديد تحت الشمس!
في كل لحظة يتغير العالم!
بالأبيض والأسود هي أفكاري وقيمي الموروثة أيضا
مختصرماأعرفه واختبرته: علىخلاففلسفاتاللاعنفوارتكازهاعلىالمبدأالأخلاقيعندالخصم, تقومالأيديولوجياتعلىالعكس, انكارالجوانبالانسانيةلدىالخصمبموازاةتضخيمعناصرالقوةوإثارةالمخاوف_ تعطيلالتفكيرالمتعددوالنقدي....
*
الأصحاء
.....أيها السوريون الأصحاء
أعرفكم واحدة واحدا
وأعرفكم واحدا واحدة
أيها السوريون الأصحاء
لقد وصل الغد, ماذا نفعل بالأمس
*
ما أحاول التعبير عنه وتضمينه رسالتي لهذا اليوم, لا يوافق ما أعرفه وما اختبرته أو اعتدت عليه_ هي مشاعر وتصورات جديدة مرفقة بالقلق والاثارة, الخوف يبتعد.
*
27 تموز
وهذا الصباح البعيد
*
حياتي التي تبدو فزاعة للبعض ومضحكة لآخرين وفظيعة لغيرهم
أنظر إليها وهي تتسرب كل يوم. وأتذكر زملائي القدامى, خصوصا الأشقياء بينهم.
فعلوا ما أرادوه بدون تأخير أو مواربة, وبقيت حياتهم هناك.
منهم لن يتجاوز الثلاثين أبدا.
زملائي علموني كل شيء, وسددوا الحساب عني!
رفاق سوء_ شتمهم أبي وأساتذتي, ثم ابتعدت الطرق بيننا وتعقدت, بعضهم انقطعت
الصلات ومنهم انتحر, مات قتلا, في حروب وحوادث....
كنتأرغببالحياةمنأوسعأبوابها
*
(الحب عمل فني مشترك)
أتوقف عن القراءة في كتاب( الاستعارات التي نحيا بها) وآتي لنسخ العبارة, الحب عمل...
مذهلة نعم, تناسب حالتي_ ما أشعر به وأرغب بالتعبير عنه ولا أفلح: الحب عمل فني مشترك. ولا كلمة زيادة أو نقصان.
بلادي!
*
البلاد التي ترجم عشاقها بالصخور
البلاد التي تشيد مقابرها بالعشاق
البلاد التي تنظرللأسفل,
كي ترى السماء
البلاد التي تكحل عيون أطفالها بالزرنيخ
بلادي
ما الذي تغيّر يا حسّون_ في بلادك؟
بلاد تصارع الخوف بالخوف لتحيا. مصر, تونس, سوريا, ليبيا, اليمن, الجزائر, الأردن, السعودية وإيران والصين وروسيا...
لكن, الحب عمل فني مشترك. الحب عمل, وفني, ومشترك:
هل يمكن أن تبنى بلادا حرة وعادلة وتصلح للعيش بدون شراكة وابداع وجهد وحب؟
*
أتخيل الأمر بمجمله مسرحية, وأنني متفرج وما يعنيه الاثارة.
ثم في مرحلة ثانية, أتخيل نفسي المخرج, ويستطيع العمل بالسيناريو_ التوجه الذي يراه مناسبا ثم جميلا. لأعود وأتخيل نفسي الكاتب, وهذا ما أنجزه بسهولة/ ولا أقول أجيده أبدا.
وفي غالب الأحيان أعرف ومنتبه وعلى دراية تامة أن رأيي مجاني, بل حياتي كلها مجان وصدف ولست أكثر من ريشة في العاصفة. وهذا يريحني من المسؤولية والقلق.
*
28
عاد التشويش نفسي وتفكيري, الشديد. عدت, شخص انفعالي_ محور تركيزه خارجه
يومخميسونهايةاسبوع.....أحاولالتذكر, بصعوبة
كل يوم أقترب من الواقع
*
الأخبار بمحصلتها تشير, في رمضان نقلة نوعية, إلى(الصراع) الجاري في سوريا.
(الثورة أم الأزمة) مع شهرها الخامس تكتسب ملامح, جديدة وخاصة بها_ استقرار دموي ربما يكون الملمح الأبرز في المرحلة, المتوسطة, القادمة.
ثلاثة قطاعات هي سوريا اليوم عشية رمضان: فريق السلطة(س). فريق المعارضة(ض). الأغلبية/الأقلية الصامتة (ص).
ماذا لو ,أن:
_الفريق (ص).....بطريقة ما, يعلن وقوفه مع الطرف الخاسر في النهاية. للضمانة , أن الوضع لن يعود إلى صيغة الدولة الأمنية والملاحقات والانتقام, وضمان من الجهة المقابلة أن الاحتكام لرأي الأغلبية وصناديق الاقتراع, سيوقف الانتقام المقابل ويفكك الاحتقان
_ الفريق(ض) يعلن وقف الاحتجاج والتظاهرطيلة شهر رمضان, ويطلب اخلاء سبيل الموقوفين مع وقف المظاهر المسلحة....
_ الفريق (س) مع صدور حزمة قوانين حديثة, ومع البرنامج الزمني المحدد للتنفيذ, يطلق مبادرة التوافق الوطني ومرحلة انتقالية, مع طلب التهدئة طيلة رمضان...
(بينما كنت بصدد اعداد هذه الوثيقة التاريخية, الكفيلة بإخراج سوريا, من عنق الزجاجة كما يقال في الأدب,...جاءني تلفون عاجل, خربط بقية مخططاتي)
وللأمانة التاريخية أترك المسودة على حالها وألتفت لانشغالاتي_ الأهم قبل المهم: تذكّر
*
30.....مضت جمعة( صمتكم يقتلنا) واليوم سبت.
غدا ينتهي تموز وبعده رمضان سوريا الأخير, وبعدهما....يرفض السوريون العنف, وينجحون بإقامة دولة الحريات والحقوق والتداول السلمي للسلطة و, ونصير بشرا!
*
31 تموز
متى تنتهي حفلة قتل الأب؟
متى ينتهي التنكيل بالأبناء؟
صباح حار يشتتالانتباه إلى البحر وأجساد الجميلات, وأنا هنا _قرب هذا الدمار العظيم أفكر وأتساءل عن الأحوال وكيف تستوي الأمور.
بعد ثلاثة ايام من نجاح عملية اغتيال القائد العسكري لثوار ليبيا عبد الفتاح يونس, وبعد مضي أكثر من شهر على محاولة قتل الرئيس اليمني_ نصف الناجحة, ما يزال الغموض حول العمليتين!
*
ما الضمانة أن التغيير نحو الأفضل
_ كل تغيير هو نحو الضرورة
*
هي حالات نادرة في الواقع. وتقوم بعمل المنارة, فجأة تضيئ الاتجاهات التي كانت حتى الآن غامضة ومظلمة, تظهر بوضوح خطوط الأمام والخلف والفوق _تحت وبقية أبعاد المشهد تتضح,أكثر من مقطع في حلم متكرر ومرغوب. نادرة وقليلة لكنها دائمة الوجود ومستمرة_ مثل لقيا قطعة من الذهب, تحضر أو تظهر في الوقت غير المتوقع, بما يشبه الصدفة والحظ النادرين. مثلها الشخصيات التي تعرف وتختبر عدم نفع الشكوى أو الفخر_ يقظة ومتنبهة دوما لوجود آخر وعنصر خارج التحكم. وفي مواجهة الخطر الشديد والشروط الاستثنائية لا تفقد المنطق, ردود الفعل المحسوبة بما فيها الصيغ المبتكرة, ربما لهذا بالضبط تجد الابتكارات والأنشطة مغامرة.
*
الحياة كذبة, يلعبها أحمق ومعتوه, ويرويها عاطل
_هل تقول الحياة كلبة؟ لا أسمع. لا أفهم....لا أعرف
"ما نحن سوى قصص تحكي قصصا"
_الفصل السابع في هذا الكتاب انتهى, وهناك بالكاد ابتدأ
"ليست المشكلة في الموت_ تقول وتكرر
الصورة هي الأصل
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟