أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حضور واغتراب القضية الفلسطينية في حوارنا:















المزيد.....

حضور واغتراب القضية الفلسطينية في حوارنا:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 11:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يقرأ عناوين مقالات ومواضيع الكتاب الفلسطينيين, يخرج بقناعة ان الوضع الفلسطيني هو احدى القضايا التي تشغل ضمير الكاتب, لا القضية المركزية له, بل يمكن القول ان بعض كتابنا اغرق في هذا الاغتراب الى درجة لا تجعله يعترف بوجود الخوية الثقافية الفلسطينية فاسقط هذه الهوية من تعريفه لنفسه ونسب نفسه للهوية الثقافية العرقية العروبية. اما غيره فاختار الانتساب لهويته الثقافية الروحية الاسلامية,
هنا يحضرني فخر الشاعر والكاتب ابن طولكرم البار _وليد سيف_ بخصوصية هويته فاختار لاحد اصداراته الشعرية عنوان_ فلسطيني كحد السيف_ . وايضا يحضرني موقف شاعرنا محمود درويش رحمه الله الذي كان يرى ان السبب في استحقاق الحياة هو الانتماء للهوية الفلسطينية, ويحضرني ايضا حنظلة _ناجي العلي رحمه الله ايضا_ الذي وجه وجهه شطر فلسطين وادار ظهره للانتماءات الاخرى. ولم يكن غشان كنفاني رحمه الله اقل فخرا منهم بهويته الفلسطينية, فلم ير المعاناة في العالم سوى من خلال المعاناة الفلسطينية.
ان الشكل الخاص الذي يتجسد به اغتراب المثقف الفلسطيني عن مركزية قضيته, يتجلى في ضلال تعريفه لمواطنته السياسية, فهو بصورة رئيسية عربي ومسلم, ولا ينسى ان يذكرنا منطوقه الثقافي السياسي بذلك الى درجة نشعر معها انه يخاف ان يفقد هذه الهوية اكثر مما يخاف من فقدان الهوية الفلسطينية, الامر الذي يخلق تقاطعا بين اهدافه النفسية والاهداف السياسية الصهيونية التي تصر على انكار وجود الهوية القومية الفلسطينية وتشد الانتباه اعلاميا لترسخ في نفسياتنا اتجاه الانتماء للهوية العرقية العربية الاسلامية, وعلى نفس الدرب جاءت الدعاية النظرية السياسية الفصائلية الفلسطينية لتركز التاكيد على اولوية الهوية العرقية هذه, فكان تعريف فلسطين ارض وقف اسلامي وفلسطين حرة عربية, الاساس النظري لبناء تعبوي منهجي سياسي يضع الانتماء للهوية الفلسطينية في المرتبة الثانية من الاهتمام الثقافي النفسي, وعلى ذلك يتم تربية الشعب الفلسطيني وتعبئته, الامر الذي اضعف روح المبادرة النضالية فيه, ولم ينجو نسبيا من هذا الخلل دون فك الارتباط به جذريا سوى مقولة الخصوصية الفلسطينية المخنوقة بعباءة العرقية العربية الاسلامية
ليس غريبا اذن ان نجد تقاطعا بين العروبية والصهيونية والنازية, فجميعها مقولات ثقافية عنصرية تقوم على التفاخر العرقي والشوفينية الرجعية التي تنكر المستجد القومي في مسار التطور الحضاري الانساني وتوقف الزمن عند تاريخ مرحلة تفوق لها قضت وانتهت, وهي حقيقة يرفض مثقفونا الاقرار للزمن والتاريخ بها, ويصرون على نبش مقبرة الماضي واستخراج جثة مجدها التوسعي الاستعماري العدواني الذي طال اسيا وافريقيا واوروبا, بل انهم لا يرون ان فلسطين في مرحلة من تاريخها كانت احد ضحايا هذه التوسعية العدوانية, وان من مهمات نضالنا الان في سياق مهمات تحررنا من الاحتلال ان نتخلص من ثقافة الولاء والانتماء للمستعمر, قديمه وحديثه.
ان تقلب التوجه الفكري الفلسطيني, والذي يتنقل مترحلا بين التطورات الاقليمية, قهو مواطن تونسي او مواطن مصري, او مواطن سوري, او مواطن يمني, بحسب سطاعة الحدث في الموقع المعني, وقراءة تقلبات الحدث من موقع الاحساس بمواطنتها, كما يحدث الان مع تطورات الحدث الليبي والحوار حول مصير ليبيا,هو سلوك ثقافي خاطيء, ولا يكون مبررا الا اذا كان الاهتمام يستهدف قراءة انعكاس تطورات الوضع الليبي او غيره على الوضع الفلسطيني, وتم تبيان ذلك بوضوح وجلاء, لا تحت تبرير ترابط الاحداث عالميا,
فمن الواضح اننا نغرق في مواطنة الحدث, الى درجة اننا استوردنا صراعاتها وجعلناها من صراعاتنا, رغم اننا لا نعيشها في واقعنا, فنحن مثلا لا نعيش في فلسطين حالة صراع ديني اسلامي مسيحي, غير اننا نهاجر ثقافيا ونستوطن الخلاف القبطي الاسلامي في مصر, او نهاجر ثقافيا ونستوطن الخلاف الاقليمي المذهبي بين الشيعة والسنة ولا يوجد موضوعيا هذا الصراع في فلسطين, ولا يجرنا اليه سوى مقولة الانتماء العرقي,
ان الثقافة القومية هي الثقافة التي تقبل تعددية الاصول العرقي والتنوعية الثقافية والروحية, في حين ان الثقافة العرقية لا تقبل سوى مقولة التفرد, وهو جوهر مقولة تفرد وتفوق العرق الاري النازية وجوهر مقولة تفرد ونفوق اليهودية الصهيونية, وهو ما تصطف الى اطاره مقولة تفرد وتفوق العرق العربي الاسلامي,
ان حجم العداء الذي نجلبه لانفسنا بين هذه الشعوب بات كبيرا جدا, ولا يبرر ذلك القول باننا نقف مع الحق, فالحق هو ان علاقة قضيتنا بقضايا هذه الشعوب هي علاقة تقاطع سياسي لا علاقة تجانس مواطنة, لذلك من الخطأ الذي نرتكبه اننا نطلب اليهم صياغة مسار صراعاتهم بمنطوق أن تحرير فلسطين هو مهمتهم الاولى, اي كاننا نقول لهم اعيدوا استعمارنا واحتلالنا
ان القبلية والعرقية والقومية هي صيغ اطر تشكل انسانية مرحلية, لكل منها تعبيره الثقافي الخاص, ويكون تخلفا ان نحيا حالة العرقية مثلا وان يستمر منطوقنا الثقافي في انتاج اجترار الخطاب القبلي, او ان نجتر الخطاب العرقي في مرحلة التبلور القومي كما نفعل الان, فالحداثة الفكرية تتبلور بتناغم وتوافق الارادي مع الموضوعي, لا بمخالفة الموضوعي ومحاولة لي عنقه ومساره,
اننا لا نطلب هنا ان تنكر الهوية الفلسطينية تعددية اصولنا العرقية ولا تنوعنا الثقافي, بل على العكس اننا نطلب الاقرار بها ولا ينكر ذلك من مجتمعنا سوى الاتجاه الرجعي الشوفيني العرقي العروبي الاسلامي, لذلك لم يكن غريبا ان يكون تاريخ العداء والصراع في التنوع الثقافي الفلسطيني سببا من اسباب هزيمتنا وانتصار الصهيونية, حين دفعنا اليهود الفلسطينيين الى الانضواء تحت جناح الصهيونية هربا من اللاسامية العروبية الاسلامية ضدهم في تاريخ علاقتنا بهم,
ان التبجح بالعهدة العمرية وحالة التعايش الثقافي في التاريخ الفلسطيني, هو محاولة فاشلة لانكار اللاسامية في تاريخنا والتي كان الاحتلال الاجنبي يعيد استثارتها في مجتمعنا الفلسطيني من اجل تعميق الانشقاق والانقسام فيه, لذلك لا يمكن قراءة تبجحنا بالعهدة العمرية الا باعتبارها دليل ادانة سياسية لعلاقاتنا الوطنية الفلسطينية ومحتواها الديموقراطي, كما لا يمكن قراءة مقولات الاديان حول التسامح سوى باعتبارها دليل احساس ثقافي عنصري بالتفوق والنبالة والتميز عرقي مرفوض اخلاقيا, لانه ليس سوى الوجه الاخر لاحساس الابيض بالتسامح ازاء الاسود.
لقد بات من مهمات النضال الفلسطيني من اجل التحرر ضرورة الانتباه الى المقولة الفكرية وتصويبها وتحديثها كلبنة من لبنات بناءنا الثقافي الايديولوجي الذي يستكمله العادات والتقاليد والبناء الفولكلوري...الخ, وبات واجبنا علينا ان نحارب في هذه المقولة الفكرية حالة اغترابها عن مركزية قضيتنا التي تتاسس على سلامة تعريفنا لذاتنا القومية الفلسطينية المستقلة فنحن لسنا حالة جمع بين الارض والانسان بل ان انساننا وارضنا هم حالة انصهار ثقافي في هوية وطنية مستقلة




#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار الفلسطيني بين نهاية الحرب الليبية والاستعداد الاستعما ...
- الغباء السياسي في تصريحات ايران العسكرية:
- تنازلات حركة حماس في صفقة شاليط
- صفقة تبادل الاسرى في اطار صفقة الحرب الاقليمية المحتملة:
- ديناميكية النضال الفلسطيني:
- لا للطائفية في مصر:
- حين تكون حماس والجهاد ناطقا باسم نتنياهو:
- حول مهزلة الطيب والسيء في المنهجية الامريكية:
- عضلة القلب وقضية الوطن:
- استراتيجيتنا:
- نعم لمنهجية م ت ف في توسيع حالة المقاومة الفلسطينية:
- كما ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها كذلك القيادة الفلسطينية ادرى ...
- الاستيطان كخيار سياسي صهيوني مستقل في التسوية:
- تركيا تعاقب اسرائيل والمجلس العسكري يعاقب المصريين:
- الان وقت وحدة التوجه القومي الفلسطيني:
- مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:
- ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة
- السياق السياسي لعملية ايلات:
- الجوهر الاقتصادي للقضية الديموقراطية الليبية الراهنة:
- الدولة الفلسطينية والشرعية القومية:


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حضور واغتراب القضية الفلسطينية في حوارنا: