أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - البهادل مروا من هنا














المزيد.....

البهادل مروا من هنا


طالب المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 02:20
المحور: الادب والفن
    


البهادل مروا من هنا
قراءة في جغرافية الحاكم والمحكوم
ابو نؤاس لاهل بغداد شيئا يصعب تحديده شيئا من التراث , من البهجة , شيء قريب لدجلة , اماكن لهو منوعة ... بارات , حدائق غناء , هواء عذب وحتى السمك فقيمته مختلفة تماما, مكان لا يبتعد البغداديون عنه وكلنا يعرف بأن الجانب الاخر من النهر هو القصر الجمهوري ونعرف ان هذا القصر توسع وتوسع ليصل حتى الجسر المعلق .. ولا نتجرأ ان ننظر خلف الشرك المنصوب على ضفاف دجلة صوب القصر فسرعان ما يأتيك احدهم ليرد بصرك خاسئا , كيف تجرأت لتزوغ عبر الشرك وعبر دجلة وعبر الاشجار الباسقات لترى شيئا من عرين الاسد الذي اثبتته الايام اللاحقات انه كان يوازي الارانب في توسد الجحور.
يبدو ان الياهو شعشوع قد ابى الا ان يدخل تاريخ العراق السياسي بل دخل في تراثه واصبح قصره مضربا للامثال. في عام 1920 حل الملك فيصل الاول في قصر شعشوع ثم انتقل بعدها الى قصر الزهور ورغم جمال اسم هذا القصر الا انه شهد موت ملكين وملكة, فيصل وغازي وعالية ولفهمها الخاطىء لمجريات الاحداث قامت العائله المالكه بالانتقال الى قصر الرحاب للابتعاد عن شؤم المكان وهذا القصر الذي يقع بين المنصور ونهر الخر ويقابل قصر الزهور تم انجازه في عام 1937 تحت اشراف عبد الاله, هذا القصر شهد تصفية هذه العائلة تماما . قصر شعشوع تحول الى مجلس للنواب والاعيان ثم محكمة للشعب وبعدها نادي لصيد الطيور ثم مركز لتدريب الفوج الثاني بعد تأسيس الجيش العراقي بينما تحول الرحاب ليكون مقرا لناظم كزار ثم معهدا لظباط المخابرات ثم قصفته امريكا في 1990. اتى العسكر وحكمهم ... المأسورين بالمسدس والتحية والاوامر المستعجله والثقافة القليله كمعدلاتهم التي حرمتهم من دخول الكليات التي يرغبونها فأنحشروا في الكليات العسكريه ليعبروا فيما بعد عن كل عقدهم وثأرهم من المجتمع المدني . سكن عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع ليموت في الاذاعة في غرفة الطبول, يا للتضاد . سكن عبد السلام في المجلس الوطني والقصر الجمهوري ليموت محترقا في السماء . ثم اتى عبد الرحمن ليسكن ايضا في القصر الجمهوري ليموت فيما بعد منفيا في الغربة . سكن البكر في القصر الجمهوري ليموت فيما بعد حسرة واغتيالا . اتى صدام المشحون بكل العقد عمل على توسيع قصره وتوسيع نفوذه على حساب المجتمع وهكذا كلما توسعت جغرافية صدام ضاق العراق بأهله واصبحت اقدام السلطة تدوس خاصرة المجتمع المدني فما كان من الناس الا ان يتركوا العراق وليشكلوا بداية الموجات البشريه المهاجرة رغم ان سقوط العهد الملكي ايضا تبعته هجرة شريحة من العوائل الغنية المتنعمه ايام الملوك والتي هاجرت خوفا على ممتلكاتها وقد يكون بعضهم قرأ خطر العسكر, في حين كانت الهجرات زمن صدام تحمل في طياتها موقفا سياسيا مضادا للحكم وشكلوا هؤلاء فيما بعد جهة ضغط عالمية قد تكون احد اسباب زوال ذلك النظام . طبعا الموقف السياسي ليس هو الوحيد هناك من ملوا الحروب وهربوا بأنفسهم تاركين اهلهم يتذوقون وزر فعلتهم , الضيق الاقتصادي , الضيق النفسي , وحتى ابو نؤاس هذا اصبح قاحلا وهجرته العائلات , ومقاهيه التي كانت تضم نواتات لتجمعات ادبيه وبعضا سياسيه تركته ايضا وقبل الجميع وحتى الطلبة اللذين كان يعجبهم القراءه فيه تركوه ايضا فأنفاس القصر الجمهوري وحاشيته كانت ضنكه ومخيفه توجس البغداديون منها فابتعدوا عن ابي نؤاس فيما اصبح الشط بمرور الايام ملكا مشاعا للنظام وحاشيته , بعضهم اختنق من بغداد وبكل بساطه ترك العراق ...... علماء لم يجدوا لهم مكان وسط الجهله ..... فنانون وادباء حلقوا بعيدا فيما كانت القصور الرئاسيه كخلايا السرطان تنتشر في جسد العراق بل راحت تتشكل احياء في كل المحافظات تحمل اسم الرئاسة وهكذا توسعت جغرافية الحاكم حتى على حساب الحواري فيما ضاق نفس الناس بهواء السلطة وراحوا بعيدا لاسباب مختلفه لكنها جميعا تضيق ذرعا بالجسد الرئاسي الممتد . عراقيون وصلوا القطب , بعيدا في شمال كندا حيث الثلج سيد المكان وهناك اكشاك متباعدة جدا تقدم خدماتها لهواة التزلج والمستكشفين , كتب على احد الاكشاك وبخط احمر ...... البهادل مروا من هنا ....... يبدو انهم استراحوا في هذا الكشك يوما او بعض يوم ثم راحوا بعيدا في البعد موغلين في البياض , فقد ملوا اللافتات السود في وطنهم وهي تنعي الذين ماتوا كمدا وملوا الوان العلم وهي تلف اجساد احبائهم وملوا كل الالوان وهي تنطق بشعارات كاذبه تمجد الطاغية وتبرر الموت ......... ملوا من كل هذا فأنسوا بردا واحبوا الهدوء واطلقوا لخيالهم العنان ..... حد القطب ابتعد العراقيون ليقيسوا بعدهم عن جغرافية الحاكم ويشعروا بالامان . اليوم رفع هذا الشرك المنصوب حول دجلة واصبح مسموحا ان تتجاسر بنظرك عبر الشط لتلاحظ القصور, بنايات كثيرة وقيل لي ان البناء مستمر هناك وان الرئاسة التي مقتنا حروفها اصبحت اليوم متعدده فمن رئاسة الجمهورية , الوزراء , البرلمان , الاقليم , العشيرة , الحزب , الميليشيا , العصابة , العمل , الجامع ..... وكلها تحكم ليست مجرد مسميات, كلها تحكم بهذا الشعب المسكين الذي جرته قدماه حد القطب.
الزهور سرعان ماذبلت والرحاب لم ترحب باهلها وطابوقات قصر شعشوع الصلدة والصلفة تبكي في سرها لامر هذا العراق .
وانا الان ابحث عن هذا البهادلي المغترب بعيدا عله يدلني على مناطق بكر عميقة في اخاديد هذا الكوكب لعلها تحميني من كل هذه الرئاسات



#طالب_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمه العربيه ....سلامات
- عكاز يطفو فوق الماء
- البرلماني الشبح
- ساعات
- دولة الشعر الاسود
- سيطره بلا بالونات ملونه
- نخلة لكنها محنيه
- فراشات عراقية
- ست حياة
- صباح الخيل
- سلاما على المدارس
- رسالة الى الوطن


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - البهادل مروا من هنا