أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا















المزيد.....

مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليتنا نرى الصورة من جميع جوانبها كي نفهم ان ما جرى في ليبيا بعد تشكل المجلس الوطني الليبي يختلف عما قبله.
في ليبيا كان القذافي الذي وصف بالغريب والمعتوه والمجنون ..الخ ,والذي استولى على الانقلاب الليبي ومن ثم استولى على ليبيا ,وبعد ان استولى عليها تعامل معها على انها ملكية شخصية ونظر لشعبها انهم مجرد مصفقين لعظمته وموحدين ومؤبدين لحكمه. فخوف وقتل ونهب ثم والاهم انه احتجز التطور في بلد غني بالنفط .
في ليبيا كان الشباب الذين امتشقوا سلاح الثورة سلمياوقاموا وقالوا لن يستمر هذا وبدأت الحركة الشعبية تلتف من حولهم مؤازرة ثم منخرطة بكل قوتها تقول "الشعب يريد...".
في ليبيا كان العديد من الشخصيات التقليدية من رجالات الحكم وغيرهم ,شاهدوا انتصار الثورة في تونس ومصر وخلال ايام قلائل ,حيث هرب بن علي واستقال مبارك .ان الامر يبدو سهلا ما دامت الجماهير هي التي تدفع الثمن وليذهب القذافي,وقد يصبح الواحد منهم رئيسا مكانهفانتقلوا الى بني غازي حيث تتمركز الثورة في البداية.
القذافي لم يوافق على هذه المعادلة كما انه لم يوافق على معادلة كل من مصر وليبيا ,وقرر القضاء على الثورة في ايامها الاولى ,فامتشق السلاح وبدأبعملية قمع هوجاء .
نظام القذافي أخذ يتفسخ وتتالت الانسحابات من طابوره.وزراء ,قادة عسكريين ,سياسيين,رجالات عامة. واخذت كلها تتوجه الى بني غازي شبه المحررة والتي اخذ القذافي يستهدفها. اصبح الامر خطيرا ,وهذه حقيقة الاوضاع الثورية فالحاكم لم يعد قادرا على الحكم بالطريقة السابق فشيء جديد حصل ,الشعب يريد ...وهذا لم يكن يسمعه من قبل وفقط القذافي هو الذي يريد وهو الوحيد مالك الارادة .اذن الموت للمتمردين.
الغرب بالمرصاد وأخذ بارسال الرسائل ورفع صوته اكثر كلما زاد دفق دماء الشعب.ان الغرب الاستعماري هو اللاعب الوحيد في الميدان اليوم وقد غير جلده ولم يغير مواقعه وسياساته .الغرب يقول انه لا يقبل قمع الجماهير بالقوة ولا يجيز استخدام السلاح في وجه حركتها ,ولكنه لا يمكن ان يكون في صف الجماهير الثائرة ولا هو مع الثورات الشعبية التي تستهدف كنس الظلم واقامة الحكم المتحرر من سيطرة الغرب الاستعماري .لقد بحث عن مدخل فوجده في رجالات الحكم الذين انسحبوا من ميدان القذافي وانقلبوا عليه,على ان يتمكن من صبغهم بصبغته وان يبرهنوا على صدقية انتمائهم الجديد وكانت الكثير من الانظمة العربية تساعد على تذليل العقبات وتنقل الرسائل والوعود بحمايتهم من بطش القذافي بل والدفاع عنهم وقهر القذافي "فاصبحوا تحت الحماية" ومستعدين بغير شروط .ثم اخذوا يتسللون الى قيادة الثورة باشكال خادعة ,وبسبب نضجهم السياسي وحيازتهم على مقدرات الدعم اصبحوا هم الناطقين باسم الثورة وتركوا شبابها ورائهم لا حول لهم ولا طول .
اصبح هؤلاء هم المتنفذون ونسجوا خيوطهم مع الجامعة العربية والانظمة الرجعية الحاكمة التي لم تطلها الثورات بعد .واخذوا يطالبون بالتدل الاجنبي والحماية الاجنبية كما نصحت امريكا واعوانها.
حدث الانتقال النوعي في السياق: فالقذافي حمل السلاح ,فتم تسليح الجماهير ودخل طور الحرب الاهلية .الغرب يدمر البنية التحتية للبلد ويدمر الاسلحة ومراكز التسليح ونقاط الاتصال لجيش القذافي بقوة تدميرية عالية ,وقد تأخر في البدء من اجل ان يبرهن على قوة دوره واهميته ,ولم يسمحوا بنشر نتائج القصف الرهيب .
اذن كانت القيادة التقليدية الليبية والجامعة العربية والانظمة الرجعية والناتو في حلف واحد ضد سلطة القذافي ,وكانت الجماهير أداة وحطبا للثورة يقع فيها القتل من طرفي القتال المدجج بالسلاح."في الحقيقة كان كل هذا الحلف يرتب اوراقه ضد حركة الجماهير أي ضد اهدافها في التحرر التي ليس لها حدود وكان لبوسهم العداء للقذافي وحماية الجماهير.
لقد كانت ليبيا حبلى بالثورة. نعم. وعلى كل الصعد الاجتماعية والاقتصادية .فالجماهير مغيبة الا للتطبيل والتزمير والتسبيح بحمد القذافي الذي كان يسكر طربا على انينها. وطبقة الكمبرادور وتالبرجوازية التجارية تطمح للسلطة ومعها جيش من الذين افسدهم النظام بطرق مختلفة ومن الذين تكرشوا من خيرات النظام ولم يعطهم ادوارا. وكان الزعيم الاوحد شبيه الاراجوز بلا ثقافة ولا اتزان . اصبح الحال كما يصفه المثل الشعبي كل مفعول جائز.وكان المفعول الجائز استدخال امريكا والناتو في صلب العملية الثورية الجارية مما افسدها وحرف طريقها وضللها وسيطر على نتائجها.
الحركة الجماهيرية المسلحة الواسعة المدعومة بقصف الناتو واستخباراته واجهزته وصلت الى النتيجة المحتومة :تمت تصفية جيوش القذافي ثم القي القبض عليه وعلى رجالاته .
يبدو ان الناتو ورجالات الناتو الليبيين والمجلس الوطني الليبي ,لم يسبق لهم ان تعاملوا مع المستهدفين الذين يستسلموا ويتم القبض عليهم ,ولم يتذكروا أن مواثيق حقوق الانسان تنطبق على الناس في ليبيا .لقد تم اعدام المقبوض عليهم بشكل بشع .
ان الذين اعدموهم يتحملون المسؤولية عن هذه الفعلة ,ولكن الغرب الاستعماري استنكر ما حصل ظاهريا ,وهو سيستعمل هذه الفعلة للضغط على رجالات الحكم تحت طائلة ملاحقتهم او يوافقوا على اشياء كثيرة في خدمة مصالح دولهم .
ان الناتو لم يقدم خدمة لوجه الله ,وهو لا يعرف هذا النوع من الخدمات.انه يقدم هذه الخدمة لوجه الدول الداخلة في هذا الحلف .ان الناتو ليس داعما نزيها للثورات بل يتدخل من اجل ان يستولي عليها بواسطة صنائعه,ومن اجل ان يحرف مسارها. فثورات الشعوب تكون عادة ضد الظلم والاستغلال والسيطرة الاجنبية وضد التبعية السياسية والاقتصادية ومن اجل كسر القيود على التطور الحر المستقل ,وكل هذا خطير على الغرب ,لذلك يسعى الغرب الاستعماري الذي يحجز تطور الشعوب يسعى لحجز تطور الثورات الشعبية ايضا ليحول دون استمرارها ما بعد سقوط الزعيم ,ومن اجل ان يعود سيف الجماهير الملتهب الى غمده .
ان القضاء على نظام حكم القذافي على ايدي الثوار الليبيين هو خطوة صحيحة لانها خطوة واجبة تاريخيا ,اما ان يتقدم الثعلب في ثياب الواعظين فهذا فقط من اجل تضليل الدجاج ليأخذ غنيمته .لقد مات القذافي وانتصروا على نظامه المتعفن؟ ولكن الثورة الليبية لم تنتصر بعد.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الام الفلسطينية
- سورياتقترب من منعطف حاسم
- نضحي من اجل شعب فلسطين
- صفقة تبادل الاسرى في وقتها
- من الدكتور عدنان جابر الى محمود فنون
- اضراب السجون والتضامن الشعبي
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس ابو مازن والى السيد عيسى قراقع ...
- عزيزي عدنان المتالم الصامت
- تعليق على رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرة على مقالتي انتفاضة ...
- على الثورة في سوريا ان لا تستدعي الغرب لتدمير سوريا واستعمار ...
- رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرةعلى مقالتي اانتفاضة الاقصى ايل ...
- انتفاضة الاقصى ايلول 2000
- احمد سعدات قائدا ومعلما
- اضرابات السجون
- جمال عبد الناصر قائدا وزعيما
- عبد الناصر 28|9|1970
- رد على تعليق ابراهيم نجاجرة على مقالتي -الملف الفلسطيني الى ...
- لماذا ندرس الفتنة
- الملف الفلسطيني الى اين؟
- تعليق على خطاب ابو مازن


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود فنون - مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا