أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامان كريم - الحرب ضد العراق ليس حتمية!















المزيد.....

الحرب ضد العراق ليس حتمية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 236 - 2002 / 9 / 4 - 05:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

كثيراً ما نسمع دق الطبول للحرب ضد العراق، في الجرائد و الإذاعة والتلفزة والفضائيات، نقرأ ونسمع ونرى الصيحات للحرب وللتوفيق بين اللاحرب و إدامة الحصار الإقتصادي، بشكل أو بأخرى، بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق. هذا هو كل مانسمعه ونقرأه ونراه يومياً أو على مدار الساعة، حيث أصبح شأن العراقي، مصَدِرة الإخبار العالمي والمحلي، اينما كان.

الحرب ضد العراق ليس حتمية، نظراً لوجود معضلات وموانع عدة، للولايات المتحدة الأمريكية؛ أهمها هي كالآتي: أولاً/ الصراع العربي-الإسرائيلي، لاتحسد عليه، وتطلق شظاياها كالإنفجار الباروت إلى كافة الإتجاهات، هذه الصراع الذي أصبح جرح عيمق في جسم العالم العربي، والحركة القومية العربية، يستوجب بتر هذا الجرح، وذلك بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة الحقوق. فبدونه من الصعب للحكومات العربية، والأهم من ذلك الشارع العربي، يقبل أو يرضى بفتح جبهة أخرى، وتمزيق كياناتها واحدة تلو الأخرى. ئانياً/ المعارضة القوية نسبياً من جانب حلفاء الأمس، اي من جانب القوى الكبرى في العالم المتمثلة في الاتحاد الأوروبي وخصوصاً ألمانيا و فرنسا، وروسيا من جانب آخر. هذه المعارضة للحملة الأمريكية ضد العراق، تشكل مصالح هذه الدول على صعيد الأستراتيجية السياسية، وليس مرتبطة بالجماهير العراق( أوضح أدناه هذه النقطة). ثالثاً/ من المعلوم أن ازاحة دكتاتور العراق، لن تكون تتم بإطلاق الصواريخ والقصف الجوي، بل يستوجب الزحف العسكري للقوات الأمريكية، عليه أن تهيئ الأرض لإسكان جيشها، و والميناء لإرساء بوارجها و المطارات لإقلاع طائراتها و... كل ذلك لن تكون عملية سهلة في حالة عدم قبول دول الجوار للعراق، بإعطاء الإذن للامريكان لدخول قواتها وطائراتها و... أي تستوجب مساندة ودعم الوجيستي من الدول الجوار، فلي حد الآن لم تتمكن الولايات المتحدة من بلوغ هذا الهدف. وبالنسبة للإردن لا أرى أن توافق على ذلك ابداً حتى إذا نفرض موافقة  السعودية و الكويت، ذلك نظراً لوجود نسبة كبيرة من الفلسطنيين في الاردن، اي ان الأردن بالنسبة للقوات الامريكية، اراضي ملغومة. رابعاً/ الاهم؛ هي وجود معارضة جماهيرية قوية على صعيد العالمي ضد الحرب على العراق، هذه المعارضة كالنار تحت الرماد، وهم، اي الحكومات الغربية والأمريكية تعرفون ذلك جيداً، أن عالم مابعد 11 سيبتمبر تغيرت كثيراً، والناس لا  تعطون ضريباتهم وعرق جبينهم للحروب والقتل والدمار، بل لإدامة حياتهم بصورة أفضل. بإعتقادي أن الرأي العام العالمي، شكلت ضغطاً قوياً على حكومات الغربية، كما نراه الآن في بريطانيا، لدرء دخول بلدانهم و أولادهم  إلى الحرب.

ولكن لماذا هذه المعارضة من قبل حلفاء الامس والبلدان العربية المجاورة للعراق أيضأ التي طالما اتبعوا السياسة الأمريكية دون نقاش؟! هل هي من أجل عيون ألأطفال العراق وشيوخه ونساءه وجماهيره المتعطشة للحرية والمساواة؟! قطعاً لا. ان معارضة دول الأوروبية لهذه الحملة، هي اساساً معارضة من نوع آخر، معارضة لردع تهميشهم من قبل الأمريكا، من دورهم ونفوذهم السياسي والأقتصادي على صعيد العالمي. حتى بدون وجود الصراع الفلطسيني- الإسرائيلي، ليس بإمكان الإتحاد الاوروبي إتباع الولايات المتحدة في مسعاها لإزاحة دكتاتور العراق و تنصيب حكومة موالية ومطيعة لها، لأنه ببساطة إذا تابعت فرنسا و ألمانيا أو حتى بريطانيا السياسة الأمريكية، حينذاك، ستصبحوا فريسة سهلة لاية مطالبات امريكية أخرى، و ستصبح الأمريكا قائدأ مغواراًه دون منافس على صعيد  عالمي ، اي يقبلون بتفرده في قيادة عالم مابعد الحرب الباردة، هذه القيادة التي سماه بوش السابق " النظام العالمي الجديد، التي لم تتحقق لحد الآن، وبإعتقادي أن إتحاد الاوروبي، لا ترضخ لمطالباتها، فإذا رضخت ستكون إقتصادياتها و أسواقها و أموالها تحدد حسب المصالح الأمريكية.  ومعارضة روسيا من نوع نفسه، ولو بصورة أخرى، وهي تلوح بإستخدام الفيتو، لانه تخاف من موقعها ومكانتها في الشرق الأوسط، الموقع الذي هو مهتزة اصلاً، و الجرح الذي شكله وجود الأمريكي في أطراف بحر قزوين، في جسمها، هذا ناهيك عن التبادلات التجارية والصفقات الإقتصادية المبرمة مع العراق. أما بخصوص رفض السعودية كثيراً ماتشابه موقفها موقف تركيا، وهما تخافان من موقعهما وبعدهما الأستراتيجي لدى الولايات المتحدة والغرب عموماً. لأنه أذا وقعت الضربة و إذا أزحيت دكتاتور العراق عندئذٍ، ستصبح الحكومة العراقية المقبلة، حكومة موالية ومطيعة للأمريكا، حينئذٍ ستصبح هذه الحكومة ركيزة من الركائز الاساسية لسياسة والأستراتيجية الأمريكيتن مع الأسرائيل، في ذلك الوقت سيخضع أمن الخليج ونفطه تحت رحمة سلطان العراق، السعودية تخاف من ذلك، تخاف من تهميش دورها في الخليج والمنطقة، لذلك فهي غير راضية ومعارضة، هذا ناهيك عن بعض المسائل العالقة الأخرى بعد الأحداث 11 سيبتمبر. وتركيا ايضاً ومن المنطلق نفسه ترفض إزاحة الدكتاتور و الحرب، و ترى في ذلك نفي لعمقها الأستراتيجي في المنطقة(حول مسألة تركيا و رفضها للحرب، أرجو قرأءة مقالنا المنشور في مواقع، الكتابات والبرلمان و الحوار المتمدن)  أما الأردن كما ذكرت أعلاه، فهي اساساً دولة مصنعة من قبل الغرب وخصوصاً البريطانيا والأمريكان، ليس بإمكانها أن ترفض اوامرهم، ولكن في حالة كهذه، ترى في قبولها حرباً دموياً شرساً داخل الأردن، لسبب الذي ذكرناه. على العموم أرى أن الدول العربية مثل مصر أو بلدان الأخرى تحاولون مقايضة القضية الفلسطينية بالشأن العراقي، اي حل القضية الفلسطينية، قبال ضرب العراق و تغير حكومته.

المعارضة العراقية وهرولتها قبال السياسة الامريكية، من الإسلاميين الشيعيين جماعة المجلس الأعلى الإسلامي إلى القومويين الكرد إلى الوفاق والحركة الملكية الدستورية وإلى... كلهم يركضون وراء نصائح ولوائح الأمريكية لعراق المستقبل، لأنه بدونها ليس بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً وهذه هي فرصتهم الأخيرة. مع ذلك أقول لهم توهمتوا من قبل وسيخذلكم الامريكان مرة الأخرى، فهي لا تعطي كعكتها الطرية لهذه الجماعات التي لا تشكلون معارضة منسجمة ومتناغمة حول الرؤية و النهج والبرنامج الموحدة، فكل واحدة منهم تغني و تعزف على أوتارها، ولكن لهم دورهم في وفت الحاضر وقبل الحملة، كورقة الضغط؛ مثلهم مثل باقي القرارات المجلس الأمن في جيب الأمريكي، على الحكومة العراقية، ولحين تثبيت كل شئ وحسب رغبة الامريكية وعندئذٍ، ستكون في نصيبهم بعض الكراسي الوزراية وبعضٍ منهم كرسي بلا وزارة. الأمريكان ليست لديهم مشكلة ما مع الحكومة البعثية، مشكلتهم فقط مع " صدام حسين" ، جعلوا منه عدواً لهم، لذلك هي ترغب في إزاحة رئيس العراق، لتحقيق استراتيجيتها و إستدامة تفردها في قيادة عالم الرأسمالي، فبدونه ستصبح قزماً مثل ما اصبحت بريطانيا وفرنسا و ألمانيا قبالها. فبديل حكومة الامريكية هي لا ديمقراطية!! ولا لصالح الجماهير في العراق، هدفها الأصلي هي حكومة موالية لها بالكامل.

الجماهير في العراق و الطبقة العاملة هم وحدهم مع التحرريين والتقدميين في العالم بإمكانهم  ان تحققق أهدافهم وآمالهم و عالمهم الافضل ، عالم فيه المساواة الكاملة ليس فقط المساواة الحقوقية، بل المساواة في التمتع بالثروات الإجتماعية وبالإمكانات المادية والمعنوية للمجتمع، المساواة في كافة الأصعدة الحياتية. الحرية ليس فقط الحريات السياسية بل "ومن الإرغام والإخضاع الإقتصادي ومن الإستعباد الفكري، الحرية في ممارسة جوانب المختلفة وفي إزدهار القدرات الخلاقة والعواطف الإنسانية السامية"، والسبيل الوحيد للوصل إلى هذا الهدف الإنساني هو إسقاط حكومة القومية البعثية، وآتيان بنظام إنساني، أي الحكومة الأشتراكية أو العمالية، فالجماهير المتعطشة للتحرر من كافة الانواع الظلم والإضطهاد، وضعت على طاولتها هذه الأهداف مع الحملة الأمريكية أو بدونها.

 

 2/9/2002

 

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!
- الخطة العشرية للنهوض الاقتصادي والإجتماعي والطبقة العاملة في ...
- الشيوعية العمالية والإئتلافات في المعارضة البرجوازية العراقي ...
- لجنة تقصي الحقائق الدولية لجنين ضحية لرَفع الحصار على الرئيس
- جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامان كريم - الحرب ضد العراق ليس حتمية!