|
اورزدي باك المالكي
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 08:26
المحور:
كتابات ساخرة
سمعت خبرا وتصورت السيناريو التالي : المكان ، مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، الزمان ، الساعة الحادية عشر صباحا من يوم الخميس الموافق 20 تشرين الاول 2011 ، الحضور ، المالكي خلف مكتبه ، اثنان من المستشارين على يمينه ويساره وفي يد كل منهما ملف كبير بلون اسود ، يتضمن قرارات على رئيس الوزراء توقيعها ، مستشار ثالث يتحدث من تلفون على مكتب المالكي ، مستشار آخر يتحدث بتلفون نقال باللغة الانكليزية ويسجل ملاحظات في دفتر صغير ، الفراش يدور ويوزع عليهم القهوة العربية ، مستشارة اخرى أنيقة الملبس يتناسب لون حجابها مع طقمها ، تجلس على كرسي وثير ، تقلب اوراق ملونة . وفجأة يدخل مستشار آخر ، ذو وجه متجهم ، وربطة عنقه زاحفة الى اليسار ، ذا وجه محمر ، وبيده ورقة فاكس ، وتبدو عليه علائم الانفعال التي لاحظها الجميع ، عدا رئيس الوزراء المشغول بالتوقيع على الاوراق . ساد الصمت ، حينها انتبه رئيس الوزراء الى مايجري وسأل المستشار : شبيك حجي ابو علي ؟ اجاب المستشار : سيدي ابو اسراء ، هذولة الاكراد رافعين علمهم على منفذ المنذرية ، وهاي نقطة حدودية وسيادية ومالازم نسكت الهم ، لان زودوها هواية . المستشارون الاخرون قالو جميعا ، ولو باصوات مختلفة النبرة : صحيح سيدي ابو اسراء ، المستشارة الجالسة في الكرسي الوثير حركت عينيها بمعنى الموافقة مع رأي المستشارين الآخرين . حينها سحب رئيس الوزراء ، وبانفعالية نضالية ، كتلك التي كان يفعلها ايام لجنة العمل المشترك في سوريا ، ورقة بيضاء وكتب فيها ، بالخط الاحمر ، يتم انزال العلم الكردي فورا ، ووقع عليها ، واعطاها لمن اقربهم منه قائلا : تنفيذ فوري . تحرك جميع المستشارين ، وحدث صخب في الغرفة سرعان ما انتهى بغياب بعض المستشارين . المستشار الاعلامي علي الموسوي وحده ظهر الى الاعلام وقال ان رفع العلم تجاوز على الدستور ، وكرر ذلك على الدباغ ممتعضا ان علي الموسوي سبقه الى هذا التصريح . وظل رئيس الوزراء يوقع الاوراق ، وظلت المستشارة تقلب الاوراق الملونة ، حتى جاء موعد وجبة الغداء ، وذهب كل الى مطبخه الخاص . - لماذا ينشغل رئيس الوزراء بتفاصيل مثل هذه ؟ - لماذا لاتكون هذه القضية من اختصاص وزارة الداخلية او الدفاع ؟ - لماذا هذا التصعيد من قبل حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية ؟ - لماذا لايحتكم الجميع الى الدستور الذي خرج الشعب العراقي متحديا المفخخات للتصويت عليه ؟ - لماذا يماطل المالكي في تنفيذ اتفاقات اربيل ، والتي على اساسها منح منصب رئاسة الوزراء ؟ - لماذا لايفكر كل اطراف العملية السياسة في المأزق الحالي ويبحثون عن حلول بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية ؟ - ماذا ننتظر من مشاكل جديدة ، أو ازمات جديدة ، بين اطراف العملية السياسية ؟ - متى يرتاح المواطن العراقي ، المشمول بالانتماء الى خط الفقر ، الذي يقع ربع سكان العراق ضمنه ، ويحصل على الكهرباء ومفردات البطاقة التموينية . - متى يتخلص العراق من المفخخات وكواتم الصوت والعبوات اللاصقة . - متى يهتم المالكي بالشعب العراقي وينسى انه رئيس حزب الدعوة ؟ - وهل يدقق المالكي في اعضاء حزبه الذين دخلوا الى الحزب بعد 2003 ؟
في ايام الكفاح المسلح ضد دكتاتورية المقبور صدام ، وفي جبال كردستان الشامخة ، كانت تصل الينا صحف النظام ومطبوعاته ، ومنها جريدة الوقائع العراقية . في يوم ما قرأت قرار لرئيس الجمهورية ، المقبور صدام ، بتعيناحدهم كموظف في اورزدي باك السليمانية . في يومها ضحكت كثيرا ، وقلت لرفاقي ، اي نظام بائس نحارب نحن ؟ لكن النظام كان يمتلك آلة عسكرية كبيرة ، واستخدم السلاح الكيمياوي ضدنا ، وانتصر علينا .
تذكرت هذأ الخبر ، وانا اسمع ان المالكي مشغول بعلم على نقطة حدودية صغيرة مع ايران ، تلك الجارة التي يحج اليها المالكي وغيره ، ولكن المالكي يتميز عنهم عندما يلتقي خامنئي ، ميزته في خلع ربطة عنقه ، لان خميني لايقبل بها ، لانها علامة على الصليب المسيحي .
ليتعقل قادة العراق ، على اختلاف مسمياتهم ، ويفكروا بالعراق وشعبه ، وعدا ذلك فالمصير مظلم للجميع .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رئاسة الجمهورية ...... فقيرة
-
يوميات دنماركية 13 ، الوزارة الدنماركية الجديدة
-
يوميات دنماركية 12 ، فوز ضعيف وليس تاريخي لاحزاب اليسار
-
فوزي الأتروشي والفرقة الوطنية العراقية في حفل بهيج جنوب السو
...
-
يوميات دنماركية 11
-
نساء جارتنا الكويت
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|