حركة النهضة تحتفل قريبا بأربعينيّة غنّوشي.

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 19:59
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    

أربعينيّة!




كان الشيخ عبد الفتاح مورو (سانشو الدون كيشوت راشد غنوشي) يلقي بنكت باردة في برنامجه الرمضانيّ السخيف "صحّة شريبتكم" (1)، حين علّق جدي ضاحكا:
ــ ووه على بابا ووه (2)..
ـــ ....
ـــ "كان سيدها صار يطبّل في عرسها!" (3)
سكت جدي قليلا ريثما افرغ صحفته من بضع ملاعق من حساء ثم أضاف:
ـــ استغفر الله لم يكن هذا المهرّج السلفي سيّدها، و لم يكن يفكر في حكم تونس حين كانت تحت سيطرة بورقيبة و بن عليّ، بل كل أمله ان يكون واعظا تافها يسير في ركاب أسياده..
ـــ ....؟
ــ ثم هل تعلموا ان بورقيبة الذي يوصف بالدهاء كان أحمق الناس و أجهلهم بالدين و السياسة ؟
ـــ ...؟
ـــ فلّو كلف بورقيبة نفسه حين كان لا جئا في مصر، عناء دراسة لا تستغرق شهرا واحدا لعرف الإخوان و فكر الأخوان و تاريخ الأخوان و مواقف الأخوان من السلطة، لسارع الي احتضان غنوشى و مورو بمجرد إعلانهما عن تأسيس حزبهما الإخواني، و إعطائهما تأشيرة عمل، بل كراسي وزارية ما دم سقف مطالب النهضة هو المشاركة في حكم تونس لا أسلمه دستورها.
ـــ ...
ـــ لو فعل الزعيم المغفل ذلك، لبقي يحكم الى مدى الحياة.
تابع جدي وهو يفصل فخذ دجاجة عن جذعها:
ـــ و كذلك الشأن للحمار الأميّ زين العابدين بن عليّ
ـــ ...؟
ـــ فلو اعترف بحركة النهضة ثم أشركها في بعض وزارات لا تغني من ديكتاتورية لما انتهي شريدا طريدا في السعودية، و ما كانت أمريكا لتأمر جنرالات تونس بعدم إطلاق الرصاص على الشعب التونسي و الغنوشي (الذي يعتبر انجح وسيلة أمريكية لمنع الحمل) وزيرا في حكومته .
ـــ ...
حين لاحظ استغرابنا تابع جدي شارحا:
ـــ اقصد منع غنوشي لحمل فكر أبي ذر الثوري المعادي لأمريكا ثم حمل السلاح ضد بن عليّ.
ـــ...
ــ لأنّ، حركة النهضة الإخوانية لم تكن تشكل أي تهديد لدكتاتورية بورقيبة و لا بن علي.

حين نظر جدي الى عبد الفتاح مورو وهو يتابع موعظته السخيفة علّق قائلا:
ـــ فمورو يعتقد بفعل سلفيته المميتة، ان بورقيبة رئيسا شرعيا لا تشوب إسلامه الموروث شائبة.
ــ ..
ـــ حتى انه قال قبل ايام قلائل انه " لما زارتني قناة الجزيرة لتعرف رأيي في موت بورقيبة وجدوا دمعتي على عيني!"
قذف جدي التلفزيون بعظم دجاج ثم صاح
ــ ليتهم وجدوا فحلا على ظهرك ..لأنك ستظل مسلما... و لو مسلما مأبونا .. خير من بلاش!!.. اما ان تبكي على هلاك من عطل الشريعة و اغتصب الرجال في السجون فذلك يعني انك لا تملك مثقال ذرّة من دين محمد!

ظل جدي مطرقا، ثم تطلع فجأة الى التقويم السنويّ قائلا بين ضحكتين:
ــ لعلّ قيادة حركة النهضة قد بدأت منذ الآن تجهزّ نفسها و تحشد مريديها المفتونين، للاحتفال بذكرى أربعينيّة مؤسّسها راشد غنوشي.
ـــ...؟!
ـــ فبعد أشهر قليلة ستحلّ سنة 2012.
ـــ...
صحت بجدّي مشفقا:
ـــ و هل مات راشد غنوشي، حتى تحتفل النهضة بذكرى أربعينيته؟
ـــ...؟
ـــ ثم و لو فرضنا انه قد مات اليوم.
ــــ ...
ـــ فكيف يعقل أن يحتفل بذكرى أربعينيته بعد أشهر؟!
حك جدي شيبته ثم سألني:
ـــ و هل هو حيّ حتى يموت؟
ــــ ..؟!!
ـــ ألم يمت غنوشي كمسلم حين استهان بالعقيدة و أعتبرها " صخرة تتحطّم عليها آمال الشعب التونسي في الحرية و الإنعتاق"؟ ألم يمت كمسلم حين رضي بإسلام إخواني يسرّ اليهود و الأمريكان، ألم يمت غنوشي كعربي، حين أثنى على أداء مجلس الحكم العراقي تحت احتلال أمريكا؟
ـــ...
ــ أم لعلك قد إنخدعت بالإسلام الوسطي الذي تدعو إليه حركة النهضة بحجة مراعاة مقاصد الشريعة ؟
ـــ ...
ضحك جدي ثم استمر متعجبا:
ـــ و الله زين هذه المقاصد التي يسعى غنوشي لتحقيقها!
ـــ ...
ـــ "فمن شدّة معرفته بالصّحابة ترضّى على عنترة!"(4)
ــــ ...
ـــ اعلم بني أن من حب حركة النهضة للمقاصد،" انهم ينسفون النصوص القطعية الواضحة و ينقضون القضايا الكلية" وصولا إليها!
ـــ
ـــ كمن يقف على ظهر أمه عائشة و هي تغرق، لإنقاذ مايكل جكسن!
ــــ...
ـــــ " لأن مقصد الدين الأصليّ، هو العقيدة التي لا يعمل له النهضويون، و كذلك توحيد الله تعالى بعبادته و الإحتكام الي شرعه العادل و التسليم له في كل حال، و على كل حال"
ـــ...
ــــ" و أن من أوكد معاني العقيدة، الكفر بأكبر طاغوت هذا العصر و هو الطاغوت الديمقراطي الذي يعبده النهضويون و يقدّمونه على أوامر الله عز وجل"
ـــ
ـــ يا أبا كشّاشّ(5)، ألم يصرّح غنوشي الخفّاش، بأنه و فيّ للمدرسة البرقيبية؟، و ان بورقيبة قد اجتهد في الدين حين شرع ما جاء في مجلة الأحوال الشخصية؟!
ـــ ...
ـــ يا فأرا بلا أذنين. هل من اجتهاد بورقيبة في الدين تحريم تعدّد الزوجات؟ و منع الزوج الذي طلق زوجته ثلاثا من أعادتها الي عصمته حتى لو تزوجت غيره؟
ـــ ..
ـــ و هل من اجتهاد بورقيبة في الدين، معارضة النص القرآني الصريح الذي يحرّم التبني؟
ـــ ...
ـــ و كل هذه الدواهي و غيرها قد ورد ت في مجلة الأحوال الشخصيّة!
ــــ ...
ـــ ثم هل كان هذا الراشد الغنوشي يعقل حين صرح بهذا؟
ـــ ...؟
ـــ الا يعلم، وهو دون شك يعلم، ان الإجتهاد يكون عند عدم وجود نصّ، و ان لا اجتهاد مع النص الصريح الواضح الدلالة؟
ـــ ...
ـــ ألم يرسل غنوشي (الذي تصر على حياته) صاحبه حمّادي الجبالي الى واشنطن، حيث احتفلوا به هناك، ثم ألم يصرح حمّادي الجبالي بان حركة النهضة التونسية ستكون حليف أمريكا الإستراتيجي لحفظ السلام!، قبل ان يصرّح عقب مقابلة له مع شخصيات صهيونية انّ الكيان الصهيوني نموذج للديمقراطية!؟
ـــ ...
ـــ كل هذا يرتكب باسم الإسلام؟
سألت جدي حين هدأ قليلا:
ـــ كيف سوّلت لك نفسك تسمية الشيخ راشد الغنوشي خفاشا؟
أجاب جدي حانقا:
ـــ هذا شرف لا ادعيه فقد سماه غيري قبل ان يجتمع أبوك بأمك؟
ــــ...
ـــ و قد شبه بالخفاش، لأن الخفاش اذا لقي الطيور قال انا طائر مثلكم، و اذا لقي الفئران، قال انا فأر مثلكم!
ـــ ..
ـــ و كذلك الشأن بالنسبة للحربائي غنوشي.
ــ..
ـــ فحين يقابل العلمانيين يقول انا علماني، و حين يقابل الإسلاميين، يقول انا اسلامي.
ــــ...؟؟؟
حتى انه قال "انا ناصريّ" في آخر زيارة له الى القاهرة!

و أنا أغادر جدي استوقفني قائلا:
ــ و لكنك لم تحط علما بعد، بسرّ تجهيز حركة النهضة نفسها للإحتفال باربعينية مؤسسها التعبان راشد غنوشي؟
ـــ ...
ـــ فبحلول سنة 2012 سيكون الدكتاتور المعمّر راشد غنوشي، الذي طالما استنكر طول بقاء رؤساء العرب في السلطة، قد أتمّ أربعين سنة بالتمام و الوبال في رئاسته الكارثية لحركة النهضة الإخوانية التي تأسّست فعليا سنة 1972 و بإشارة، و على الأقل بتشجيع من السفارة الأمريكية التي ساءها بقاء تونس دون خلية سرطان اخوانية تنفعها لخداع الشعوب العربية حين تلوى يد العلمانية و تحتاج الي تطعيمها بفيروسات اخوانية.
ـــ...
كنت استدبر جدي ضاحكا حين سمعته يتضرع قائلا:
ــ يا خالق أم الأربع و الأربعين، أكفنا شرّ أبي أربعين.. غنوشي المهين!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحّة شريبكتم:بمعنى هنيئا أكلكم .كلمة تونسية تقال بعد الإفطار.
(2) كلمة تونسية تقال للتعبير عن خيبة الأمل.
(3) مثل تونسي معناه انحطّ من مقام رفيع الى آخر وضيع.
(4) مثل.
(5) حيوان منزلي زاحف متسلق للجدران من فصيلة السحليات.
أوسلو 20 أكتوبر 2011

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات