|
في حقوق المرأة ــ مواطنة كاملة الحقوق في فرنسا ، وقاصر في سوريا!!
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1046 - 2004 / 12 / 13 - 09:46
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
سأروي لكم واقعة الصدمة التي عاشتها ابنتي في زيارتها الأول ...لوطنها ـ سوريا ـ .. بعد عقدين من الزمن ، عادت لوطنها ..لتعرفه عن كثب ، فليس في مخيلتها من هذا الوطن ...سوى بعض الصور ...تحملها في ذاكرتها الصغيرة ...ربما مزودة بحكايات الأهل وقصص من يمرون بباريس ..أو عبر المراسلات ...عادت بعد تردد كبير ...فهي فرنسية الثقافة والعلم والعقلية ...لكن بين ضلوعها قلبا كبيرا ورثته وخيالا يحلم بالقمر وحب الأرض ، التي زرعت في رأسها من أسرة هاجرت ، بحثا عن الحرية المفقودة ...كانت زيارتها لأيام معدودات ..تود خلالها أن تأخذ الوطن بحضنها من شرقه الى غربه ...أن تقرأه سطرا سطرا ...لكن المفاجأآت الكبرى كانت تنتظرها ...رغم الصور الواقعية التي حاولت أن أرسمها لها قبل وصولنا ..فقد كنت أرافقها الزيارة ...لذا أصررت وأقنعتها بالذهاب مع أحد الأقارب لدائرة النفوس في محافظتنا ( درعا) والحصول على بطاقة شخصية كمواطنة ولدت في سوريا ..فهذا سيسهل لها الدخول لوطنها ثانية...ويربطها به ...لتحس بانتمائها أكثر ...فذهبت بصحبة القريب ...وفي الدائرة المذكورة ، وأمام الموظف المسؤول عن الأمر ..أبرزت له بطاقتها الفرنسية وجواز سفرها الفرنسي أيضا ..فهي لاتملك سواهما ...لتبرر أنها من مواليد هذا البلد وتبرز تاريخ ومكان ولادتها ..وكي تتمكن من الحصول على بطاقة سورية ...رفع رأسه بوجهها وقال بكل برود ...هذه اذن هي المرة الأولى التي تودين فيها الحصول على بطاقة شخصية ؟ أجابته بنعم ...حينها ابتسم وقال : ـ عليك احضار ولي أمرك !!!! فتحت ابنتي عينيها على اتساعهما وصرخت بوجهه دون وعي قائلة: ـ ماذا تقول ؟؟؟ ألي توجه هذا الكلام؟؟ ألا تراني أمامك ؟؟ ألم تقرأ تاريخ ميلادي ؟؟؟ألا ترى أني أبلغ الثامنة والعشرين من عمري؟؟؟وتود بعد كل هذا العمر أن أحضر لك ولي أمري ..ألست امرأة ناضجة كاملة برأيك ؟؟؟ضحك هازئا وقال لها : ـ هذا هو القانون ياسيدتي...ان لم يحضر ولي أمر معك ..فعليك احضار ورقة من المختار موقعة ومختومة منه مع توقيع شاهدين ( رجلين ) يثبت فيها أنك فعلا مولودة في هذا البلد وبنفس المكان والتاريخ الموجودين في أوراقك الفرنسية ...حدقت به مليا وقالت ...اسمعني و بكل الصدق أقول لك لست بحاجة لبطاقة شخصية من وطن يعتبرني فيه ـ قاصرا ــيمكنك ..الاحتفاظ بها ..وخرجت لاتلوي على شيء لحق بها قريبها وأمسك بيدها قائلا من هذه اللحظة الأمر صار مسؤوليتي وأنا وخلال دقائق معدودات سأدعك ترين بعينيك ماسيجري ..فقط اصمتي ودعيني أتصرف وكوني شاهدة على ماسيجري...ذهبت معه والحيرة والفضول يشدانها ..في باحة المجمع ..يقبع كشكا صغيرا بيافطة كتب عليها المختار...صاح به من بعيد ..ياأبا فلان ...فخرج للتو مسرعا مهرولا ..نعم ياسيدي ..طلباتك ؟؟؟فقال له نريد منك ورقة مختومة للآنسة بتاريخ ومكان ولادتها ...فماكان منه الا وهرع يقوم بعمله ..لكنه سأل عن الشهود ..قال القريب أنا أحدهما وبقي أن تتدبر أنت الشاهد الثاني ..أخرج رأسه من الباب ليرى أحد المارة فناداه وطلب اليه الحضور ففعل ..وقال وقع ياأخي هنا ففعل الرجل دون أن يسأل على ماذا يوقع!!!وقام القريب بنقد ورقة ..على ما أعتقد يعرف ثمن صاحبها !!..وحصل على الورقة المطلوبة خلال خمس دقائق فقط ...عاد معها وهي كالمنومة مغناطيسيا ..تستجيب دون ارادة ...دخلا غرفة المسؤول في دائرة النفوس وقدما الورقة المطلوبة ..فلم يستغرب ولم يتعجب من سرعة حصولهما على طلبه ...فقد تعودت عيناه على أكثر من هذا !!!!خرجا معا وأعاد لي ابنتي ..التي هرعت تسألني ..هل هذا هو وطنها ..أهكذا تسير الأمة العربية ..ولماذا تكون بعرف هذا الوطن قاصرا ؟؟..ومتى يمكن للمرأة أن تصبح مواطنة كاملة الحقوق ..اني ياأماه لاأرغب اطلاقا بهكذا وطن !!!هدأت من روعها وقلت ألا تريدين أن يكون لنساء هذا الوطن مالك أنت في فرنسا؟؟؟أجابت نعم ولكن ربما ..ان كان الحال هكذا لن أعيش لأرى ذلك واقعا قلت لها أن الأمر أكبر وأعظم مما تتصورين ..تعالي لأشرح لك وأقول ...كيف تعامل المرأة في القانون كقاصر...هناك ماهو أكثر بلاء ...أتذكرين خروجنا من الوطن في عام 1984قالت نعم قلت حينها لو لم يكن أحد أعمامك مرافقا لنا في المطار لما سمحوا لكن ...أنت وأختك بمرافقتي وأنا أمكن !!!عمك يعتبر قانونيا مسؤولا وولي أمر أكثر مني ..أنا أمكن ...من أنجبتكن !!!!فتحت عينيها وطلبت المزيد من المعرفة ووعدتها أن أفعل ..وسنلتقي معكم قراء الحوار في حلقة قادمة لتعرفون معي وتتعرفون على معاناة المرأة في وطني كمواطنة.. لا كنصف مواطن!!! مع خالص تحياتي ومودتي ..والى اللقاء في موعد قادم .. ( قاصرا)
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بـعـد من حيــاة ؟
-
زيــارة أمـــي
-
موضوع الملف - الصحافة الألكترونية ودورها، الحوار المتمدن نمو
...
-
من باب الشـام لحدود الأقصى
-
ماذا أقول لجـدتـي؟
-
همــزة الــوصـل
-
الجــراد يـأكل حكايـتـنـا
-
عربي في المنفى
-
غربــان الــوطــن
-
عـفـوك بغــداد
-
غربتي والوطن
-
لــوح القـــدر
المزيد.....
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|