جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 13:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نحن اليوم في عصر المعلومات نغرق في المعلومات حولنا والذي ينظر حوله و يرى الاجهزة المتطورة الحديثة في بيته او في اماكن اخرى و يسمع بالتطورات العلمية في مجال الطب و التقنية و الهندسة و الاقتصاد و الفيزياء..او عندما يدخل المستشفى يرى كيف ان عصر المعلومات و التطور غيرت حتى مستشفاياتنا لا يسعه الا ان يؤمن بان عالمنا الحاضر قطع اشواطا بعيدة في التقدم و بالمناسبة اني شخصيا الى جانب سحر و جمال المرأة الاوربية كنت اعد قائمة طويلة بجميع التطورات الغربية بالمقارنة مع التخلف الشرقي و لكني و كلما زادت المعلومات و التطورات وارتفع الجمال زاد اقناعي بان جاهليتي ترتفع معها.
و السؤال هو لماذا هذه الكمية الكبيرة من القرارات الخاطئة في جميع النواحي سواء كانت اقتصادية او مالية او سياسية او تربوية اذا كنا اكثر ذكاءا من السابق؟ و لماذا توجد هذه الكمية الهائلة من معلومات الزبالة و الاسلحة و الشرطة و العسكر و الفاسدين والغشاشين و الفقراء و الارهاب و الجرائم و المخدرات؟. كيف يمكن لامرة انجليزية جذابة عاطلة عن العمل تكتب قصص هاري بوتر التي هي اكثرها مسروقة ان تصبح اغنى امرأة على المعمورة؟
ماذا فعلت المعلومات بنا؟ كلما تعرضنا الى الاخبار و المعلومات بكثرة زادت جاهليتنا و تشوشنا لان العرض طغى على الطلب و بذلك نزلت قيمة المعلومات الى اسفل السافلين.. سوف لا انظر من اليوم فصاعدا الى تأريخ اصدار كتاب لان التاريخ لا يعني بالضرورة تطور بالمقارنة مع كتاب اصدر في القرن السابع عشر. بعض مجلات المعلومات الخاصة كمجلات التي تهتم بالكومبيوتر توقفت عن نشر التأريخ و انك لا تعلم هل هي حديثة ام قديمة الا من خلال ارقام برامج وندوز و بعض الكتب تغير او تبدل فقط غلاف الكتاب بصورة تخدع العين.
كلما زادت المعلومات ارتفع الغش معها و في عصر المنافسة عندما تريد ان تبيع مسحوقا للبشرة وسط ملاين المساحيق المجودة في السوق لا يبقى امامك الا طريق الكذب و الحيلة و الغش الذي يسمى بلغة الاقتصاد USP اي unique selling point او بعبارة اخرى اكذب و قل ان مسحوقنا يختلف او ينفرد بميزاته لانه يرد اليك بشرة الطفولة اذا استعملته. بماذا تتفوق على الاخرين؟ ماذا تعمل اذا تقدمت الى وظيفة في شركة و معك ايضا 100 شخص ينافسونك على هذه الوظيفة المسكينة؟ الجواب: اكذب بقدر ما استطعت اليها سبيلا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟