أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم














المزيد.....

أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتعشت الديمقراطية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.. وحمت الشعوب الأوربيّة الفكر الديمقراطيّ ببناء المؤسسات، وبالفصل بين السلطات، وبتقييد يد السلطة التنفيذيّة بقوانين دستوريّة، وبإقامة النقابات، وبرفع المستوى الثقافي والتربوي.
لا أنكر بأنّ اليهود الذين قدموا من أوروبا للاستيطان في فلسطين ، بعد الحرب العالمية الثانية، قد تأثّروا بالشعارات وبالأفكار الديمقراطية المتنامية في أوربا المنكوبة وقتئذ.
لكنّ غالبيتهم مرّوا بجانب الديمقراطيّة كغرباء وظنّوا أنّهم ذوّتوها، وتصرّفوا كمن يحمل عبئا ثقيلا ليبرّر اغتصاب وطن. وأصبحت حالتهم كمن أحضر سمكا إلى زوجته لتطبخه، لكنّه نام... فأكلت زوجته وجاراتها السمك، ومسحن شفتي الزوج المغفّل، وأطراف أصابعه ببقايا السمك وهو نائم، ولمّا استيقظ طلب السمك.
فقالت زوجته: أنسيت أنّك أكلتها ونمت ولم تغسل يديك؟
فقرّب الزوج يديه من أنفه فشمّ رائحة السمك فقال: ما رأيت سمكا أخفّ على المعدة من هذا السمك، وقد جعت فهيّئوا لي الطعام!
هكذا هي حكومات إسرائيل المتعاقبة تشمّ رائحة الديمقراطيّة وتطلب الفاشيّة غذاء لإشباع معدتها وسدّ جشعها السياسي!
مؤخّرا وافقت اللجنة الدستورية في الكنيست الإسرائيلي ،على تشريع قانون يكبّل حريّة الصحافة ويكمّ أفواه الصحفيين بقوانين أشدّ شراسة من مبضع الرقابة، وذلك بتغريمها بالمبالغ المالية المنهكة لصدورها ولنموّها، إذا ما ثبتت عليها دعوى التشهير.
فلنتصوّر كيف سيكون حال الإثباتات والإدّعاءات... ، خصوصا بعد سنّ "قانون المقاطعة"؛ الذي يمنع الإسرائيليين من مقاطعة المستوطنين والمستوطنات و...
مع وجود العديد من القضاة المستوطنين الذين يعملون في مختلف المحاكم الإسرائيليّة؟!
لذلك لا أستغرب أن يغرّم مستوطن-قاضٍ في محكمة العدل العليا الصحفيّة إيلانا ديّان، مقدمة برنامج "الحقيقة" (عوبدا) ، بـ300 ألف شيكل، لأنّها نشرت تحقيقا تلفزيونيّا كشف عن حيثيات جريمة مقتل الفتاة إيمان الهمس، في سنة 2004.
يعجّ البرلمان الإسرائيلي بأعضاء كنيست من اليمين المتطرّف المناهضين للديمقراطيّة، الذين يسعون إلى محو وسحق بقايا الديمقراطيّة الغربيّة والحقوق المدنيّة التي علقت على أصابع أبائهم وشفاههم كضريبة كلاميّة وكبقايا السمك! فديمقراطيتهم أفك!
إنّ الوضع الاقتصادي الصعب للصحافة الإسرائيليّة يجعلها عاجزة عن دفع غرامات التشهير الباهظة، التي تصل الواحدة منها إلى 500 ألف شيكل، هذا ما سيضطرها إلى التغاضي عن التجاوزات الدستوريّة والمدنيّة والأخلاقيّة للمسؤولين الأمنيين والسياسيين ولأصحاب رؤوس المال والمستوطنين.
من الواضح أنّ طغيان الفاشيّة الإسرائيليّة لم يكن موجة عابرة، إذ إنّه ينتشر بعمليّة هادئة وطبيعيّة وشرعيّة وبدون هزّات تقريبا، وبدون تطويق المؤسسات الديمقراطية بالدبابات.
لقد باتت الفاشيّة وقدسيّة يهوديّة الدولة الإسرائيليّة تنتمي إلى الواقع الإسرائيلي المتميّز بالقوميّة المتطرفة وبالعسكريّة، وباحتقار الديمقراطيّة والليبراليّة، وبالعداء لليسار وللعرب.
فالفاشيّة في الأوساط اليمينيّة غدت سيرورة حلّ لإشكالات الهويّة والانتماء، ومصدر نفوذ سياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ؛ يظهر هذا جليّا في المستوطنات الكولونياليّة حيث تتغذّى الفاشية وتنمو وتتطوّر كظاهرة طبيعيّة وكميزة اجتماعيّة للتميّز العرقيّ، وللتفوّق الذهنيّ الكافر بالقيم الإنسانيّة.
يعتقد غالبية اليهود في إسرائيل، كأفراد قبيلة لها حقوق تختلف عن حقوقي، أنّ حقّ تقرير المصير للشعب الفلسطيني هو خدعة للقضاء على إسرائيل!
لكنّ أفقنا الديمقراطي يمنعنا من التفكير بالقضاء على إسرائيل؛ فأفقنا غير أفكهم!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر المشتسري
- - إلّي بخجلوا ماتوا-
- بيبي ستريبتيز
- أو... ماي ... أوباما
- أيّهم أشدّ حمقا؟
- هذا هو الشعب السوري
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم