أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 07:58
المحور:
الادب والفن
حين يفسد رجال الدين ويتحولون إلى لصوص
ينقضُّ الشعراء على الدّين
ويحملون مُحمّداً في الحدقات وفي الدّموع
سيظهر في العراق الإبداع الإيماني
وديانة الشّعراء
هذا سيجرف الشعراء الضّالّين
كما سيهدد الخطاب الديني الرسمي
أيها الشّعراء تقدّموا
هذه الغنائم كلّها لكم
أنا أمنحكم التراث الإسلامي كلّه
احملوه بلا رجال دين
بلا حسينيات وبلا مساجد
أنتم أخوان الصفا و أنتم أبطالُ المخاطبات
عن طيب خاطر أُطعِمُ الحقيقةَ لحمي
وعن طيبِ خاطر أنتبذُ مكاناً قصيّا لأنجِبَ قصائدي الحرام
عن طيبِ خاطر يخجلُ الألم من وجهي
وهو يحملني إلى الجنّة
عن طيبِ خاطر يلوذ بي الصامتون والمهانون
لأنه لا صوت في قلبي يدافعُ عن نفسي ويكترث بما سيحلُّ بي
وهبني صوتاً يستوقف الملوك لأنني لا أريد شيئاً
عن طيبِ خاطر يقلبُ حالي و أجهشُ على غيري
عن طيب خاطر يطيبُ خاطري ولا ينكسر
لأنني مسلم على طريقتي
وطريقتي حافر بحافر على النور
لَن يُميتكَ ثمّ يُحييك ليُنبئك بالخبر
لكنه يُقلّبُ أحوالك من فقرٍ إلى غنى و من غنى إلى فقر
من رغدٍ إلى شقاء و من شقاءٍ إلى رغد
حين ترى بعينيك طيب ريحك وكيف تُفتح لك الأبوب
و تبسم في وجهك الغيد
ثمّ ترى كيف تكفهرُّ الوجوه و يحتقرك المارّون
يذهب النُّقصان كلُّه و تعرف مَن هو مُقلِّبُ الأحوال
حين يضعف الإيمان يشتدُّ النفاق
هذا قانون إلهي
الشاعر الذي في قلبه مرض
لن يكتب لكم سوى المرض
لَنْ يُطعِمَك حتى تكفَّ عن إطعام نفسك
ولن يأويك مادام لك مأوى
ولن تفرّ إليه مادام لك مفرّ
ولن يمنحك ثقته حتى يخونك الجميع
ولن يشفيك مادمت تتداوى
ولن يعطيك مادام عندك ما يكفي لناقتك ولك وللصحراء
لن يهبك كلامه حتّى تفرغ تماماً وتخرس
اللغة ذاكرة
حفرتُها لأكتب شِعراً في النَّهد والجِيْد
لكنّ لي سَلَفاً صالحاً خرجَ من بين الحروف
لكأنني كنتُ أستحضره
قال أنه كان يعملُ سقاءً في المدينة
لكنّ الورّاقين علّموه قراءة الإشارات
فضعف بدنه و هجر أهله حتى قُبِض
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ماتوا جميعاً
كان آخرهم يعمل بناءً في البصرة وقد سقط عليه الجدار
بكلامي يظهر عليّ الصبيان
بكلامه يصغي أعظم الفقهاء
لا تذهب إلى الغرب و تعود بمجده إلى أهلك
الفلاحون في كربلاء والبصرة
يحملون إليك البرتقال والتمر
لأنك مجدهم ، بل أنت صوتُ الشرق وليس أم كلثوم
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟