تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين
الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بمناسبة مرو ذكرى ثورة اكتوبر التي اجهز عليها التحريفيون الخروتشوفيون .
ثورة اكتوبر واجهت هجمة الإمبرياليين والتحريفيين الشرسة
رويدا رويدا شهد النظام السوفيتي تحـولا سلبيا سريعا بعـد صعود
الزعيم
التحريفي النصـاب خروتشوف الى قيــادة الحزب والدولة ، وكان ذلك
دافعا استراتيجيا بالانتقال الى بيروقراطية نظام القطاع الخاص ، فكيف
يتعايشـان النظامين النقيضين في دائرة سياسية ذات البعـد الواحـد
وبالاندماج المباشر حصيلته جاءت بالانتقال من دولة اشتراكية الى
دولة
امبريالية اشتراكية، مـن الغريب جــدا النقيضيـن يصبـان في حالة
الاندماج الكلي او ذوبان البنيتين ببنية سياسية وطبقية واحدة ، كانت
انذاك الاتحـاد السوفيتي في مرحلة تحول من دولة اشتراكية التي
شيدوها
لينين وستالين الى مستنقع الدولة البوليسية والمخابراتية كانت تؤشر
بنمو القطـاع الخاص والتسلط البيروقراطي الوظيفي بظل سلطة خروتشوف
البوليسية بطريقها تتجه على نحو تبني سياسة قمع الشيوعيين الثورييـن
المحبيـن للرفيقيـن ستاليـن وماوتسي تونــغ والمناهضين للتحريفيــة
الخروتشوفية اللقيطة ، بعـد اجهاز الخروتشوفيين على مؤسسـات الدولة
الاشتراكيـة وتخريب هيكلهــا الاشتراكي الذي صانه ستالين بعــد
وفاة
لينيـن وطور هيكلته الاقتصادية وعزز هيكلة الحزب وسلح الجيش
الاحمر
تسليحا ايديولوجيـــا وعسكريا لحماية الاتحــاد السوفيتي من الهجمة
الشرسة التي يخططون لها الاعداء الداخليين والخارجيين .
هكذا تعرضت ثورة أكتوبر إلى مؤا مرات وهجمات شرسة قبل اندلاعها
وبعد
اندلاعهــا على التوالي ، هـذا هـو محور حديث الساعة ، ليست
ثـورة
أكتوبر قد تعرضت إلـى هجمـات ومؤامرات شرسة بمفردها في المعمورة
وانما الهجمة تلك شملت انظمة بعض اقطار اوروبا الشرقية التي حررها
ستالين العظيم من مخالب النازيين وبعض منها خاضت ثوراة بروليتارية
بعد قبضة الحركات التحريفية على مقاليد الحكم التي كانت انذاك محسوبة
على حساب الانظمة الاشتراكية غير انهــا خرجت من شرنقتهــا ومن
رحم
الاستراتيجية الخروتشوفية كي تجهز علئ الطبيعة الاشتراكية لتلك البلدان
.
ففي عشرات البلدان قبرت الحركات التحريفية الثـوراة البروليتارية
بتحالفهٍٍٍِا المشين مع الأنظمة الرأسمالية من خلال تبنيها فكرة
الليبرالية التي بدورها اجهـزت علئ نهظة الثوراة البروليتارية
وقبرتهـــا في المهد ذلك بفعل الانصهــار في بنية الانظمة
الراسماليــة تحت ستار الديمقراطية ، ذات النكهة النتنة التي تشكل
خطـرا راسماليا قائما.
اقدمت الحركات التحريفية على تخطيط ورسم استراتيجيــة عفنة التي
اتاحت الفرص لظهور سياسة التحالف والتوافق مع استراتيجيــة
الانظمة
الراسمالية والتي من شانها ان تصب في مصب انظمة القطاع الخاص
انظمة التجار من الطبقة الثالثة . هل قدم التحريفيون الاعتذار
لماركس
ولينيـن هل يعتذروا لثـورة اكتوبر بسبب هدمهـم التام لاؤسسها
وما
الفائدة حتى لو اعتذروا بعد ان احرقوا الاخضر واليابس وفتحوا
الابواب
بمصراعيها امام للراسمالية ؟
لقـد توقفت العملية التاريخية في ثنايا الاخطاء والانحرافات
الجسيمة
فـي طريق واضح لايسوده الظـلام لماذا نعاتب كبوة التاريخ ولا
نرصد مؤامراة التيارات التحريفية ، اليوم المسارات متعرجة اقرب الى
الشلل يصعب تقدير التوازنات وميلها في الظروف الحاسمة بسبب وضع
الراس
بين الرمـال ودفن الراس بالبركة الموحلــة فمـا زالت ترتكب
التحريفيــة حماقاتهـــا تحت رداء الماركسية . فالتاريخ هو عبـارة
عن امكانيـة مفتوحة على العقل البشري هذه الامكانية تبقى مادام
الطبقة
البروليتاريا عائشة موجودة فالثـوراة البروليتارية المعاصرة مقبلة على
العالم بفعـل قوتهـا ونظالها الثوري التي يمكنها انقاذ البشرية من
الالام والكوارث المحدقة والصعبة .
التحريفيون المضللون يسلطون الضوء على قراءة الاشتراكية من باب
سياسة
التعاون الطبقي وتطلعات يمينية ليبرالية ، يعكسون قراءة الافكار
الاشد
تحيزا لليبراليـة كمنهـج وفكر وممارسة كاختيار وفرضية ، ذلك من
شدة
حماوة ثوريتهم الفارغة بمستوى حماوة سيارة موسوفيج الروسية .
باي حق يعلنون انفسهم وكلاء او مرشدين يملكـون حق تشويه جوهر
الفكر
العمالي الثوري وزج العمال والفلاحين في معمعة سياسة التعاون
الطبقي
ويشطبــون على كل ما يتعلــق بالفلسفة والفكــر الماركسي ,
وتقيـــم
الفلسفة الماركسية كعمل اختياري وعشوائي وكيفي يقبل اختياراتهم
ويخضـع
لاحكـام تياراتهـــم الليبرالية فالى أي منزلق انزلقـــوا ،
فالمنظومة
التحريفية وبتكثيف المقالات في اعمدتها الاعلامية تتزعم حول بطلان
اسس الفلسفة الماركسية وبطـــلان العلم والصراع الطبقي
فالتحريفيــة
اشبه بالمنظومة الدينية والقبليـــة فالاشتراكيــة والثــوراة
البروليتارية والبروليتاريا بالنسبة لهم لا تعني شىء .
لاحياد في الشيوعية العلمية ان الماركسيين اللينينييـن ليسوا
محايدين
وانما متحيزين بصورة مطلقة للطبقة البروليتاريا ، لايمنح حزب
شيوعي
الحـق لنفسه كي يسيء لمبادىء الشيوعيــة العلميــة او يزور او يحرف
محتواها على الاطلاق كيف يسعده ان يخون الطبقة البروليتـــارية
مقابل
بعض المنح التافهة من الدولارات اذا لم يكن مرتزقا وتحريفيــا
ذيليا
وهو يخوض انتمـائه للجبهـة العريضة التي تقودهـا انظمة قطـاع
الخاص
الراسمالية وهي تعمل ما بوسعها ليل نهار في معادات الشيوعية ،
حينمـا تندلع حركة شيوعيـة حقيقية في بلـد ما هي وليدة
الصراعات
الطبقية في ذلك المجتمع كطليعـة واعيـة وكممثـل حقيقي تقود
الطبقة
البروليتارية نحو خوض الثورة البروليتـارية لدحر الاعـداء الطبقيين .
التحريفية ثورة مضادة:
ـــــــــــــــــــــــــ
بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى بقيــادة لينين علي
الاعـداء
الطبقيين من فلـول قياصرة الروس ودهاقنة الحكومة المؤقتة
والتيارات
التحريفية من المناشفة والسحبيين المتحالفيٍِِن مع الحركة
البرجوازيــة السلطويـة الفاسدة سلطـة اللصوص والتجار والكولاك ،
صاغ
لينين العديد من المشاريع السياسية الثورية فوضع في الصدارة تلك
الخطط والمشاريع بعد تصفية الحساب مع اركان الثورة المضـادة
التي
كانو يقودونهــا التحريفيــون بالهندسة الوراثيــة الخروتشوفية
والتروتسكية ، المشروع الاساسي تبنى ازالة الفـوارق القومية
والتميـز
بين الرجـال والنساء ومعالجـة التميـز العرقي وسد منافــذ مؤامرات
من بهــا قائـد ثورة اكتوبر اتم إسقاط كل المعادلات التي استند
عليها النظام الراسمالي من عوامل التخلف .
عملت ثورة اكتوبر بداب على دمقرطة الحيــاة السياسية
والاجتماعـية
والاقتصادية بدرجة فائقـة جـدا وذلك ببناء اقتصاد اشتراكي تفاديا
لامكانية أي صدام بين القوميـات المتعددة القاطنة في روسيا
وبالتالي
خلف الاقتصـاد المشترك لجميــع الامم السوفياتية في المجتمع
الجديد
هناك حقيقـة لابــد من وعيهــا جميـع النزعات التحريفيـة تنطوي
على
عيـوب كبيرة ، وتحويل مسار الحركة التحريفية في اروقة الماضي او
الى
متاهات جماعيـة والبـذاءة والعفة ، وهل في المخيلة التحريفيـــة
السوداء ما يشبه الواقع لكي يستنجد به ؟
في عهد خروتشوف دخلت الدولة الاشتراكيـة الى متاهات غريبة وخطيرة
جدا
حتى ضاقت الخنـــاق على سوفيتات العمال والفلاحين ، حيث تنامت
فكرة
الانفصال القومي الشوفيني عن سوفيتات الام بمخيلة المسؤولين
البرجوازيين
الخروتشوفيين التحريفيين في مجموعة الجمهوريـــــــات السوفيتيــة ،
تم
ذلك بمباركة الغـرب الامبريالي ودق الطبول عـلى وتر التقسيم
منهــا
تشظي جمهوريــات هــذا البلاد الشاسع ، كما تم تصدير العدد
الهائل
من يهـود الجمهـوريات السوفيتية وحلف وارشو الى اسرائيل دعما
للمخطط
الامبريالي بغية ترسيخ اركان دولة عنصرية صهيونيـة في الشرق
الاوسط
كي لاتقـل عنصريتهــا وشوفينيتهــا عن شوفينية الانظمة العربية ،
وفي
مجـال اخر حيث مدت يد التعـــاون العسكري للانظمة الشوفينيـة
العربية
حتى تم تسليحهــا بالتــوازن مع التسليح الاسرائيلي كل ذلك تم
وفـق
مخطط تجـاري مبرمج لهيمنة الإمبريالية الشرقية والغربية على
الاسواق
العسكرية في الشرق الاوسط هكـذا حيث لعبت الإمبرياليــة
الاشتراكيـة السوفيتيـة لعبتها التجارية اسوة بالامبرياليـة الغربية
وفي طليعتهـا الإمبرياليــة الانكلو امريكيـة فتولت القوتان
الامبرياليتـان المتنازعتان ممارسة لعبة النفـوذ للهيمنة على
المنطقة
استهدفا الاجهـاز على المد الثوري البروليتاري في المنطقـة والعالم
باسره .
:كتب لينين :
في مخطوطته ضد التحريفية دفاعا عن الماركسية .ان المضمون السياسي
للانتهازية والاشتراكية الشوفينية واحــد التعاون بين الطبقــات ، رفض
ديكتاتورية البروليتارية ، رفض الاعمال الثورية الاعتراف بلا قيد
ولاشرط
بالشرعيـة البرجوازية عدم الثقـة بالبروليتـاريا ، الثقـة بالبرجـوازية
ان الصراع بين التيارين الاساسيين في الحركة العمالية بين الاشتراكية
الثورية والاشتراكية الانتهازية ص 129 يقول لينين : فان الاصلاحية
انما
هي خداع برجوازي للعمال الذين يبقون دائما عبدا ماجورين . رغم
مختلف التحسينــات ما دامت سيـادة الراسمال قائمة مخطوطة لينين
الاصلاحيون موجودون في جميع البلدان لان البرجوازية تحاول في
كل
مكـان ان تفسد العمــال بنحو اخر وان تجعــل منهـم عبيدا راضين
بعبوديتهـم يرفضون فكرة القضاء عليهـا ، والاصلاحيون في روسيا انما
هم التصفويون الذين يتخلون عن ماضينا لكي يخدروا العمال باحــلام
عن حزب جديد علني شرعي .
في اوروبا تعني الاصلاحية بالفعــل التخلي عن الماركسية
والاستعاضة
عنهـا ( بالسياسة الاجتماعية ) البرجوازية . اما عندنا ، فان اصلاحيـة
التصفويين لاتعني هذا وحسب ، بــل تعني كذلك القضاء على التنظيــم
الماركسي . ( لينين ) ضد التحريفيـــة دفاعا عن الماركسية ص 86
ـــ 87 ـــ 89 .
#تجمع_الماركسيين_اللينيين_الثوريين_العراقيين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟