أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نبيل رومايا - انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي !!!














المزيد.....

انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي !!!


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 05:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



في البدء كان الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والقائمة تستمر، ثم جاء الصيف العراقي في تظاهرات ايام الجمعة في ساحة التحرير والمحافظات الاخرى، تبعها الخريف الامريكي في نيويورك والولايات والمدن الامريكية الاخرى، ونرى اليوم بوادر الشتاء الاوربي والعالمي تأخذ مكانها في ايطاليا وبريطانيا واسبانيا واليونان وتايلاند وغيرها من دول العالم. وهذه تسميات يحلوا للكتاب والمحللين السياسيين استعمالها بالرغم من انها لا تخلو من الكثير من الحقيقة من وجهة نظر المقارنة بفصول السنة وتقلبات الاجواء المناخية، والمقصود به هنا المناخ السياسي بالطبع.

إن ربيع الشعوب العربية لم يأت عبثاً ولا صدفة, بل هو نتاج طبيعي تراكمي لدكتاتوريات وانظمة حكم مستبدة أدت الى انتفاضات شعبية تحت قيادات شبابية رافضة للواقع والاوضاع التي مرت بها دولهم. وربما كان سقوط الصنم العراقي هو الذي حفز الشعوب العربية الاخرى للتخلص من دينوصوراتهم الحاكمة ولكن بحراك شعبي داخلي وشبكات التواصل الاجتماعي وبالضد من معظم التوقعات التي كانت تقول بان الشعوب العربية غير قادرة على إحداث التغيير من الداخل وبشكل سلمي، وأن الطريق الوحيد للتغيير هو بالقوة والتدخل الخارجي. وربما اليوم لا تبدو الامور في هذه الدول بلون وردي ولكن طريق الحرية والانعتاق من الظلم قد انفتح، ولن تسمح الظروف الداخلية في تلك البلدان او الاقليمية او الدولية بالعودة للوراء.

وجاء فوز الناشطة اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام ليعطي بعدا عالميا للحراك الشعبي العربي، (بالرغم من اننا كنا نتمنى فوز الناشطة هناء ادور ايضا بهذه الجائزة لمواقفها الشجاعة ضد الاعتقالات والظلم الموجه ضد المتظاهرين العراقيين ودفاعها عن حقوق المرأة العراقية.) وصرح منظمو تظاهرات محتلي وول ستريت الامريكية بانهم متأثرين بتجربة الربيع العربي، وعليه فلأول مرة ينسخُ المجتمع الغربي تجربة سياسية واجتماعية عربية.

واتسعت الاحتجاجات في الولايات المتحدة لتشمل العشرات من المدن الامريكية مطالبة بالحد من الأطماع غير العادلة للشركات والمؤسسات الحاصلة على ارباح خيالية اثرت اقتصاديا وبشكل سلبي على أعداد كبيرة من المواطنين. فارتفعت عدد حالات الإفلاس والعجز عن سداد قروض المساكن ونسب البطالة الى اعداد غير طبيعية. واطلق المتظاهرون على أنفسهم الـ99 في المائة لأن الشركات الكبرى والمستفيدين منها لا يشكلون اكثر من 1 في المائة من السكان، بينما المواطنون العاديون يمثلون الاغلبية المتضررة.

أن هذا الحراك الشعبي الامريكي من الممكن ان يكون نقطة تحول سياسي جديدة تمهيدا لانتخابات مثيرة قادمة. الشيء الوحيد الذي يتفق علية الجميع أن الاقتصاد سيكون المحرك الاساسي للتغيرات السياسية القادمة.

وتحت شعار "متحدون من اجل تغيير عالمي" و"حان الوقت لكى نتحد.. حان الوقت لكى يسمعوا" و "يا شعوب العالم اصحوا"، خرج اعداد غفيرة من شعوب العالم بدعوة من "الغاضبون" في موقع "تغيير العالم" في حملة ضد السياسات الاقتصادية المنحازة للأغنياء في الدول الرأسمالية.

ان هذه الاحتجاجات الشعبية اذا اتخذت طابع العنف والفوضى ستخلق عدة احتمالات وردود فعل من حكومات دولها، فأما ستتحقق مطالبها، وهذا امر مستبعد بدون صراع اساسي بين مكونات المجتمع الطبقية، او ستجري تغيرات اساسية او سطحية لإرضاء بعض المطالب والمماطلة في تحقيق الاخرى، لكسب الوقت وتجاوز الازمة، او سيجري قمع واعتقال المتظاهرين مع حملة تشويه وافتراء غرضها تحويل الرأي العام للوقوف ضدها. هذا فقط اذا اتخذت هذه التظاهرات طابع العنف.

ولكن هذه التظاهرات والاعتصامات لها طابع سلمي احتجاجي بشكل عام ومدعومة من قبل شرائح كبيرة في مجتمعاتها، والاحتجاجات تقام تحت انظار الاعلام المفتوح، وتقوم الاجهزة الامنية المدنية بمراقبة التظاهرات عن كثب وبدون تدخل. واذا استمرت التظاهرات بشكل سلمي فلن يحدث أي شيء للمشاركين فيها.

وهذه الفقرة الاخيرة تعود بنا الى الحالة العراقية والى التظاهرات والاحتجاجات العراقية السلمية التي تكاد تكون مستمرة منذ شباط الماضي في ساحة التحرير وفي معظم المحافظات العراقية، والتي بدأت بالمطالبة السلمية بإصلاح العملية السياسة واصلاح النظام مرورا بالتخلص من الفساد الاداري وشحة الخدمات والماء والكهرباء والبطالة وتدخل دول الجوار... الى اخره من المطالب المهنية المعيشية. ولم يطالب المتظاهرون بإسقاط نظام او تغيير حكومة، ولكن رد فعل حكومتنا المنتخبة واجهزة الامن كان غير طبيعي وعنيف. اذ استعملت الحكومة حملة كذب وتشويه وافتراء واعطت العشرات من الوعود لإصلاح العملية السياسية مثل وعود المئة يوم والستة اشهر ... وقامت بإقالة مجموعة من المسؤولين اعادت معظمهم لوظائفهم بعد فترة قصيرة، وحركت اجهزتها الامنية وبلطجيتها للاعتداء على المتظاهرين السلميين بكل الاشكال والوسائل. وقامت بتعتيم اعلامي ونشر اكاذيب غرضها تشويه اهداف التظاهرات. واتُهمت الاجهزة الامنية من قبل منظمي التظاهرات بخطف المتظاهرين وتعذيبهم وحتى اغتيال الناشطين منهم كما في حالة الناشط الصحفي هادي المهدي والذي اغتيل في منزله بكاتمة الصوت من قبل مجهولين.

اذا كانت شعوب المنطقة قد صدّرت ربيعها العربي الى شعوب العالم والذي شجع تلك الشعوب للخروج بتظاهرات للمطالبة بحقوقهم وتحسين مستواهم الاجتماعي والمعيشي، فيجب على الحكومة العراقية اليوم تصدير صيفها العراقي لحكومات تلك الشعوب ليشاركوها في تجربتها الغنية في قمع المظاهرات السلمية والتخلص من ناشطيها، وسنقرأ قريبا في الصحف العالمية "انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي وشكرا للحكومة العراقية."

[email protected]



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نبيل رومايا - انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي !!!