خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:37
المحور:
القضية الفلسطينية
يعتبر اعتقال مرشحه بسام الصالحي وتقييد حركة باقي المرشحين مخططا إسرائيليا لإفشال الانتخابات الفلسطينية .. ومحاولة سافرة للتدخل بها
يوما بعد يوم يتأكد للفلسطينيين وللعالم ، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلية غير معنية بإجراء الانتخابات الفلسطينية - الرئاسية أو التشريعية أو المحلية - وأنها تسعى لاستمرار حالة الفوضى في المناطق الفلسطينية حتى تخلق لنفسها مبررا .. وتضلل العالم كي لا يمارس عليها أي ضغوط تجبرها على إنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية وكي تواصل رفضها الجلوس على طاولة المفاوضات مع شريك فلسطيني منتخب من قبل شعبه ، وكي لا تطبق قرارات الشرعية الدولية .. ولذلك تواصل سياسة الخنق والحصار ضد الشعب الفلسطيني ، علها تجبر الفلسطينيين على القبول بقيادة جديدة ، تحل محل زعيمهم التاريخي الراحل أبو عمار .. قيادة مستعدة للتعاون مع المحتلين وتنفذ املاءاتهم .
إن الادعاء الإسرائيلي بالاستعداد لتوفير كل ما يلزم الفلسطينيين حتى يقوموا بإجراء الانتخابات ، هو ادعاء كاذب وتدحضه الوقائع على الأرض ، حيث تواصل إسرائيل سياسة التصفيات ضد المقاومين الفلسطينيين ، وتواصل هدم البيوت والاجتياحات ، واعتقال المواطنين بالعشرات كل يوم ، كما ان حواجزها ما زالت تخنق جميع التجمعات السكانية الفلسطينية ، وتتسبب في عرقلة تحرك المواطنين وتنقلهم ، وتلحق بهم اكبر الخسائر الاقتصادية ، وتعرضهم لشتى أنواع القهر والمعاناة .. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارسته لهذه السياسة الهمجية ، يجعل إجراء الانتخابات عملية شبه مستحيلة ،إذ أن معظم المرشحين لا يستطيعون الوصول إلى جماهيرهم ، واللقاء والتواصل المباشر مع ناخبيهم وعرض برامجهم عليهم ، سواء كان ذلك في قطاع غزة أو في القدس ، وحتى في كثير من المدن والقرى الفلسطينية الأخرى ، وخاصة تلك الواقعة خلف الجدار ، كما أن الناخبين الفلسطينيين هم أيضا بحاجة لحرية الحركة شانهم شان المرشحين .
إن اللجنة الرباعية الدولية مطالبة بالضغط على إسرائيل ، لإلزامها بسحب قواتها نهائيا من المناطق الفلسطينية ، وإزالة كل حواجزها البربرية الغير شرعية ، وكل ما يعيق حركة المواطنين .. وهذا شرط أساس لا بد منه لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ، وبدون ذلك تكون الانتخابات فارغة من مضمونها ومن محتواها ، ولن تعدو عن كونها مسرحية شكلية ، يقصد منها تنصيب قيادة لم يشارك الشعب بانتخابها بصورة حرة .
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
10/12/2004
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟