لقاء مع وفد القيادة الفلسطينية

الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

المكتب السياسي للحزب الشيوعي: نحو لقاء وطني منعاً

للفتنة عبر إعتماد برنامج غير فئوي لمعالجة مشاكل البلاد



ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني التطورات السياسية الراهنة، وخصوصاً السجال المتصاعد بين بعض أطراف المعارضة والموالاة، وأصدر المواقف الآتية:

1. إننا نتابع، بقلق شديد، شأن أكثرية اللبنانيين، تصاعد التوتر في البلاد خارج حدود أصول السجال والخلاف، مقروناً باستخدام السلاح التقليدي الخطير المتمثل في استنفار العصبيات الطائفية والمذهبية.

وتزداد مخاطر ذلك، أكثر فأكثر، مع تضخم دور العامل الخارجي تدخلاً أو استدراجاً وإقحاماً، في مجريات الصراع الداخلي، وعلى نحو غير عادي وغير مقبول هو الآخر في علاقات الدول، وخلافاً للأصول والأعراف السياسية والديبلوماسية.

ويكاد يستعيد كل ذلك، سيناريو بات معروفاً لكثرة تكراره ولكثرة ما عانى اللبنانيون من إنعكاساته ونتائجه الخطيرة، وهو: إندلاع الصراع على النفوذ في البلاد، ثم اللجوء الى العوامل الطائفية والمذهبية لتعزيز مواقع أطراف الصراع بعناصر الدعم الشعبي، ثم الإلتفات الى الخارج لتأمين عناصر دعم وقوة إضافيين، في مواجهة الشريك- الخصم ، في آن واحد !

2. ويستند كل ذلك، للأسف، الى تراث "غني" في هذا المجال، يتغذى بإستمرار، بمصالح مستفيدين. كما يستند الى برامج فئوية تفتقر الى الإنطلاق من روح المسؤولية الوطنية حيال أزمات البلاد المتعددة والمتفاقمة، في مجال السياسة والإقتصاد والإجتماع، وفي الشأنين الداخلي والخارجي، أي في مجال علاقات اللبنانيين فيما بينهم (وخصوصاً عبر نظامهم السياسي الطائفي المتخلف) وفي علاقتهم بالخارج، بما فيها العلاقات اللبنانية- السورية التي تحتاج الى مراجعة عميقة من أجل تصويبها وتصحيحها في خدمة إقامة علاقات راسخة بين البلدين، يشكل قيامها أحد شروط تنظيم مواجهة دفاعية ناجحة ضد ما يستهدف لبنان وسوريا والعرب جميعاً، من مخططات لئيمة أميركية وصهيونية، في العراق وفلسطين وعبرهما، وبوسائل الإحتلال والإغتصاب والقتل والدمار.

3. ويقلص هذا الجو المتوتر فرص الحوار بين اللبنانيين، وفيما بينهم وبين الأشقاء السوريين. ويكاد المراقبون للسيناريو التصعيدي المذكور، يستعيدون شريط مقدمات الحرب الأهلية اللبنانية بكل ما رافقها من مآسٍ وتدخلات ونتائج لكارثة كادت تطيح بكل مقومات البلاد وصولاً الى كيانها نفسه.

4. وبديهي أن أطرافاً في السلطة تتحمل المسؤولية الأساسية عن هذا التردي، إلا أن أطرافاً في المعارضة لا تتوقف هي الأخرى عن التصعيد وعلى طريقة "وداوني بالتي كانت هي الداء": أي اللجوء الى الإستقطابات الطائفية من جهة، والسعي الى الإستقواء بالخارج من جهة أخرى، وعلى غرار ما يمثله خصوصاً، القرار 1559.

ويتشارك هؤلاء، وان بنسب مختلفة، المسؤولية عن أزمات البلاد خلال الحرب الأهلية وما بعدها، وخصوصاً في مجالات رفض الإصلاح السياسي والتنكر لموجبات تحصين الوضع اللبناني... وصولاً الى المسؤولية الكاملة والمشتركة عن الفساد والنهب الإهدار، دون أن نستثني الإنتقاص من السيادة الوطنية رغم زعيق بعض المتشدقين بها كشعار من غير أي مضمون حقيقي.

5. ويهيب المكتب السياسي باللبنانيين في ضوء كل ذلك، التنبه لهذه المخاطر، وعدم الإنجرار الى مخططات مكشوفة لا دور لهم فيها إلا أن يكونوا قطيعاً أو وقوداً، ولا نتائج لها على حاضرهم ومستقبلهم، إلا الخراب والتقاتل والهجرة والضياع.

إن الحزب الشيوعي يؤكد، مرة جديدة، على ضرورة قيام أوسع لقاء وطني لمنع الفتنة. وهو يرى في إعتماد برنامج إصلاحي غير فئوي وشامل، مستند الى جوهر "إتفاق الطائف" لا الى موقف انتقائي منه، المدخل الصحيح لإنقاذ شعبنا مما يساق له من سوء المصير.

إننا نطالب رجالات البلاد وقواه السياسية وشخصياته المستقلة ومؤسساته الأهلية، ممن رفضوا الإنخراط في خندقي السلطة وبعض المعارضة، العمل معاً من اجل قيام إطار يقترح على اللبنانيين سبل الإنقاذ ويوحدهم من أجل مصلحة لبنان، لا من أجل الإمعان في إضعافه وتفتيته ورهنه الى المخططات الإستعمارية.



مزرعاني وقطيش التقيا محمود عباس وأحمد قريع



وكان وفد من المكتب السياسي للحزب ضم نائب الأمين العام سعدالله مزرعاني وعضو المكتب السياسي مفيد قطيش قد التقى رئيس منظمة التحرير الفلسطيني الأخ محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأخ أحمد قريع. وقد استمع الوفد الى عرض من المسؤولين الفلسطينيين حول الوضع الراهن في الأراضي المحتلة، كما أعرب عن تضامن الحزب الشيوعي مع نضال وانتفاضة الشعب الفلسطيني من أجل حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.



بيروت في 9/12/2001 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي اللبناني

#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات