عبد الاحد متي دنحا
الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 04:11
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
العنف التربوي ومعالجته 4
رابعا: أنواع وأسباب العنف التربوي
كما ذكرنا سابقا في اهمية المدرسة بان الأسرة تعتبر المصدر الأساسي للعنف التربوي, فالسنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات التي تحدد الإطار العام للشخصية الإنسانية، وحيث أن الاستبداد والعنف السياسي والحروب والحصار الاقتصادي الجائر والتشريد والطائفية المقيتة والقتل على الهوية وعلى مدى أجيال عديدة فقد انتقلت أثار ذلك على الأسرة العراقية وبالتالي أصبحت الشدة والقسوة تتغلغل في نسيج وتوجهات التنشئة الاجتماعية لها في تربيتها لأطفالها.
مما ادى الى زيادة الشدة والقسوة والعنف الاسري, وبديهيا سوف ينقل الطفل كل ذلك الى المدرسة ويكون احد الأسباب الرئيسية للعنف التربوي.
كما إن العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومعلميهم. حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية، ولذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.
ومن العوامل الأخرى والتي تسبب العنف التربوي:
العنف اليومي الذي تبثه وسائل الإعلام السمعية-البصرية (عنف الصورة، حروب ،أفلام العنف…) ألعاب الفيديو العنيفة، العنف في الشارع، العنف في بعض الإدارات، ضغط متطلبات الحياة وغلاء المعيشة، البطالة حيث أصبح العنف في مجتمعنا المعاصر كنمط حياة يومي في كل الفاءات والمؤسسات الخاصة والعامة، المحلية والعالمية؛ كما نجد أسبابا اجتماعية ونفسية تدفع بالمتعلمين إلى ممارسة العنف داخل المؤسسات، ومنها: صعوبات مرحلة المراهقة، الضغط الكمي الكبير للمواد والبرامج والواجبات المدرسية، التنافس والصراع الحاد وغير المتكافئ بين المتعلمين لإثبات الذات.
هناك أربعة أنواع من العنف التربوي:
1. العنف الجسدي، كالضرب، الصفع، شد الشعر، الدفع، القرص...
2. العنف النفسي (أو المعنوي) مثل الإهانة، الإذلال، السخرية من التلميذ أمام زملاءه، نعته بصفات مؤذية، احتجازه في الصف، القسوة في التخاطب معه، انتقاده باستمرار، التمييز بين طفل وآخر، البرودة العاطفية في التعاطي معه، عدم احترامه، عدم تقدير جهوده...
3. العنف والاستغلال الجنسي و يقصد به:
ملامسة أو ملاطفة جنسية, تعريض الطالب الى صور جنسية، أو أفلام, أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ جنسية, وأحيانا اغتصاب.
4. الإهمال والتهميش والتفريق بالمعاملة:
أ- مقصود
ب- غير مقصود
إن مظاهر العنف التربوي لا تقتصر حصراً على ما سبق ذكره، وإنما قد تشمل الأبنية غير الملائمة والملاعب والصفوف التي لا تتمتع بالمواصفات المناسبة، وطريقة إجراء الامتحانات، والوسائل التعليمية، والخدمات المدرسية.
ويحدث العنف عادة:
1- من داخل المدرسة :
أ- بين الطلاب أنفسهم ويشمل على:
- الضرب, عادة ما يكون الطفل المعتدى عليه ضعيف لا يقدر على المواجهة او يجتمع عليه أكثر من طفل.
- التحقير من الشأن والنعت بألقاب معينة, لكونه مثلا غريبا عن المنطقة أو لأنه أضعف جسما أو لأنه يعاني من مرض او له إعاقة أو سمعة سيئة لأحد أقاربه.
- السب والشتم.
ب- أحيانا بين المعلمين أنفسهم.
ج- بين المعلمين والطلاب.
د- تغييرات مفاجئة داخل المدرسة, كتغيير او نقل معلم او أكثر او المدير.
ه- في بعض الحالات الشديدة, التخريب المتعمد للممتلكات, وتحدث نتيجة العنف بين: طلاب والمعلمين و طلاب وطلاب وأحيانا معلمين و معلمين مما ادى الى تسميتهما بالعنف التربوي الشامل حيث نظام المدرسة مضطرب بأجمعه وتسوده حالة من عدم الاستقرار، ويصعب السيطرة على ظاهرة العنف المنتشرة بين الطلاب أنفسهم أو بينهم وبين معلميهم، وتسمع العديد من الشكاوى من قبل الأهل على العنف المستخدم بالمدرسة.
2- من خارج المدرسة
أ- شقاوة واستهتار:
هو العنف القائم من خارج المدرسة إلى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي، حيث يأتون في ساعات الدوام أو في ساعات ما بعد الظهر من اجل الإزعاج أو التخريب و في بعض الحالات يسيطرون على سير الدروس.
ب- عنف من قبل الأهالي:
عنف أما بشكل فردي أو بشكل جماعي ( مجموعة من الأهالي)، ويحدث ذلك عند مجيء الإباء دفاعاً عن أبناءهم فيقومون بالاعتداء على نظام المدرسة والإدارة والمعلمين مستخدمين أشكال العنف المختلفة.
إن الأسباب التي تدفع بالمعلم الى ممارسة العنف هي:
- الجهل التربوي بتأثير أسلوب العنف, يحتل مكان الصدارة
بين الأسباب فالوعي التربوي بإبعاد هذه المسالة أمر حيوي
وأساسي في خنق ذلك الأسلوب واستئصاله.
- جهله بقواعد النمو السليم وبحاجات التلاميذ وإمكاناتهم.
- إن ما يعزز استخدام الإكراه والعنف في التربية, الاعتقاد بأنه الأسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظة على الهدوء ولا يكلف الكثير من العناء والجهد.
- وجود إدراك خاطئ لديه عن قدرات طلابه وإمكاناتهم ما يجعله يفسر معارضتهم لأوامره على أنها إشارة نبذ، يردّ عليها بالعدوان.
- يضاف الى ذلك وجود الإحباط في سيرة المعلم أو تعرّضه في طفولته الى شكل من أشكال العنف أو الى مشاهدة العنف في أجوائه الأسرية. فاختبار العنف هو عامل مؤسسا لاستمرار هذه الحلقة في مرحلة الرشد.
بعض المعلمين وبتأثير من خلفياتهم الثقافية التربوية يلجئون إلى أسلوب العنف في تعاملهم مع التلاميذ وذلك للأسباب التالية :
1- إن الأسلوب يعد انعكاسا لشخصية المعلم بما في ذلك جملة الخلفيات التربوية والاجتماعية التي أثرت عليهم في طفولتهم أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغارا.
2- بعض المربين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهيل تربوي مناسب, أي منهم ليتابعوا تحصيلهم العلمي, فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة.
3- المعلم بشكل عام يعيش ظروف اجتماعية تمتاز بالصعوبة
الحياتية, إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية, إذ يتعرض للاستثارة السريعة والانفجارات العصبية أمام التلاميذ.
4- إن الفكرة السائدة سابقا أن المعلم المتسلط هو الذي يتحقق لديه مستوى الكفاءة العلمية التربوية معا.
ولكن هذه النظرية أثبتت خطأها فان المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن المؤهل وهو وحده الذي يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابه وتعليمهم, دون اللجوء إلى العنف.
5- بعض التربويين يدركون التأثير السلبي للعقوبة الجسدية يمتنعون عن استخدامها لكن ذلك لا يمنعهم من استخدام العقاب المعنوي من خلال اللجوء إلى قاموس المفردات النابية ضمن إطار التهكم والسخرية والاستهجان اللاذع, والعقوبة أثرها في النفس أقوى من العقوبة الجسدية بكثير.
هناك أطفال أكثر عرضة للوقوع ضحايا أعمال العنف التربوي منهم:
- الطفل ذو الطباع الصعبة.
- زيادة الحركة عند بعض التلاميذ والذين يصعب ضبطهم.
- التلاميذ الذين ينحرفون بنموّهم عن النمو الطبيعي، أو المصابون بإعاقة تعليمية.
وما يسبب العنف هنا ليس الإصابة بحد ذاتها، وإنما خيبة أمل المعلم من توقعاته وتباعد الصورة التي يتمناها للتلميذ عن الصورة الواقعية له.
و من الأسباب والتي تؤدي إلى تمرد التلاميذ وقيامهم بإعمال العنف هي:
1- عدم التعامل الفردي مع التلميذ، و مراعاة الفروق الفردية في داخل الصف.
2- لا يوجد تقدير للتلميذ ولا اعتراف بكيانه ولا يحترم رأيه.
3- عدم السماح للتلميذ بتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم المعلمون بإذلال الطالب وأهانته إذا أظهر غضبه.
4- التركيز على جوانب الضعف عند التلميذ والإكثار من انتقاده.
5- الاستهزاء بالتلميذ والاستهتار من أقواله وأفكاره.
6- رفض التلميذ من قبل زملائه مما يثير غضبه وسخطه عليهم.
7- عدم الاهتمام والاكتراث بالتلميذ مما يؤدي إلى استخدامه للعنف حتى يلفت إليه انتباه الآخرين.
8- وجود مسافة كبيرة بين المعلم والتلميذ، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول علاماته او عدم رضاه من المادة. كذلك خوف الطالب من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة.
9- الاعتماد على أساليب التلقين التقليدية.
10- عنف المعلم اتجاه التلاميذ.
11- عندما لا توفر المدرسة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن مشاعرهم وتفريغ عدوانيتهم بطرق سليمة.
12- المنهج وملاءمته لاحتياجات التلاميذ.
ومن مظاهر عنف الطالب على المعلم او الإدارة:
- تحطيم أو تخريب متعلقات خاصة بالمعلم أو المدير.
- الشتم والتهديد والوعيد سواء إمامهم او في غيابهم.
- الاعتداء المباشر.
من أهم المصادر
http://www.gulfkids.com/vb/showthread.php?t=5014
http://shifa.ahlamontada.com/t152-topic
http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=10198
http://saly.ahlamontada.net/t1852-topic
مع تحيات
عبدالاحد
يتبع
#عبد_الاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟