أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 00:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آتّصلتُ بجدّي الحاج تركي الذي مازال يعيش في بستان نخيل منذ مئة عام
قلتُ يا جدّي هذا الغرب عجيب الشوارع مختلفة والتكنولوجية كما عندهم قطارت في السماء تمرّ فوق المدينة
ضحك الحاج تركي وقال : يا ولدي ( الدّيرة الحلوة لأهلها) ثمّ أُنظر من الشبّاك
ماذا ترى ؟ ألا ترى رجالاً و نساء ؟ عندنا هنا رجالٌ و نساء أيضاً .
قلتُ له يا جدّي لا علاقة لي بالإسلام ، العالم أكبر و أفكاري ترفض الإسلام
ضحك الحاج تركي أيضاً و قال : يا ( مهبول) هذه القضية ليست بيدك ، ستعود إلى الإسلام ، لقد غرسناه جيّداً في روحك .
لم أتغلب على الحاج تركي في نقاش أبداً
حتى بعد قراءتي لكل هذه الكتب
حتى بعد أن أصبح عمره مئة عام
هؤلاء الذين يتحدثون عن العرب و الإسلام باستسهال
عليهم أن يعلموا أن في العراق فلاحين مثل الحاج تركي
حكماء و راسخين كالأرض
أُقسم أن الحاج تركي يُطعمُ نصف أدبنا و كتبنا إلى الماعز بلا أسف
العراق عظيم بسبب رجال فقراء و حكماء كهذا الرجل
سألتُ الحاج تركي عن رأيه بالديمقراطية
طبعاً هو لا يفهم أي مفردة لا جذر لها في
التراث الإسلامي أو القرآن الكريم ، فهو لأربعة عقود
عمر النظام السابق لم يستطع أن يفهم معنى
كلمة : قوميّة ، فكيف سيفهم الديمقراطيّة ؟ كان جوابه نصّاً هكذا
إذا تقصد ما يحدث عندنا من فوضى في إدارة مصالح الناس
فكل ما أعرفه أن البقرة إذا كانتْ مربوطة ، يكون
البستان بخير و البقرة بخير ، لكن إذا أطلقتَ البقرة
تسقط في الزرع و يفسد المحصول
هؤلاء القوم أفلتَ زمامهم و سقطوا في الزّرع و فَسَدَ المحصول
ما رأيكم ؟ أليس الحاج تركي أبلغ من كل مقالاتكم ؟
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟