جاسم العايف
الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 22:37
المحور:
الادب والفن
" ما أطيب العيش لو أن (....) حجرٌ ". (تميم بن مقبل)
إلى أخي الفنان: هاشم .... امتناناً.
غادرت المكان، وأعترف أنني ولجته، عبر عَثرت شخصية ليس إلا. وبعد أن عملت فيه مدة تتجاوز الـ" ثلاثة أشهر"، دون أن يلوح في الأفق أية بادرة لتنظيم (عقد عمل )لي، وبما يضمن حقوقي وأتعابي ، مع أنهم، أشركوني في دورة فنية- إعلامية ، وبأمر إداري موقع، من قبل رئيس المكان ذاته ، و مختوم بختمه الشخصي - الرسمي. كنا (خمسة) شاركنا فيها، وتنقلنا بسيارة حكومية. لكن الأمر الإداري حمل أسماء(ستة)!؟.لم يحضر (سادسنا)، لا بل لم أره خلال عملي، و وجودي في المكان ذاته، طيلة الشهور،التي أمضيتها ، أعمل منذ الثامنة صباحاً ، والى الثالثة بعد الظهر. لكنه، نجح الأول علينا، وبموجب ذلك أضيف لراتبه(150 إلف دينار) مخصصات ثابتة لتجاوزه الدورة ، بتفوقٍ!!. وأنا دون راتب. و لتمشية بعض أموري الشخصية وحاجياتي العائلية، طالبتهم بذلك. فأكد ليَ مَنْ دعاني للمكان ذاته أن :"حقوقي مضمونة منذ يومي الأول معهم "!. وطمأنني:" بأن مخصصات الدورة ستصرف لاحقاً.."!!. قلت له:" متى..؟". وأضفت:"أتعتقد أنني عصفور ، أتجول بين البساتين، وأكل من أشجارها، واشرب من غدرانها، واحمل معي لعائلتي، ما اجنيه منها.."!؟. رد:" هي مسألة وقت ، وإجراءات لابد منها.."؟. فتمسكت بالصبر أسبوعين، بعد الأشهر الثلاثة . ذات صباح جاءني مَنْ لا اعرفه ،وهو منهم.قال لي بوضوح:" أنتَ غير مرغوب بكَ هنا.."!؟. وأضاف:" تصرف كما تشاء، فلا أثر، أو وجود إليك معنا.."!؟. جمعت حاجياتي ، وغادرت دون ندم، لكني قدمت طلباً مشفوعاً بوثائقي التي استحصلتها منهم ،والموقعة والمختومة، رسمياً، من قبل رئيسهم ، مطالباً بحقوقي وأتعابي . فكان ردهم ،نكران وجودي الإنساني كاملاً ، طيلة الـ (ثلاثة أشهر) وأكثر. عندها أدركت ، خداعهم، فحاولت اللجؤ للقضاء، لكني "..همتُ بالشجر.. تاركاً لغيري الثمر".وبت مستنكفاً في أن أقف بمواجهة، مَنْ لا يستحق أن يكون غريمي ، وتفضلت عليهم، جميعاً،بالتنازل عن كل مستحقاتي، وما يترتب عليها ليَ ، من حقوق معنوية و قانونية ومادية ، وهي حلالي وعرق جبيني، مع عوزي الذي أكمن خلفه، واستمتع وافخر جداً به، خشية أن تظل، نقودهم الملعونة، القذرة،الملوثة، والتي سأحصل عليها،منهم، تطاردني. بعدها اتصل بيَ محاسبهم طالباً حضوري ، لاستلام كل حقوقي المادية.. فرفضت ذلك ، مؤكداً له أني قد تنازلت في كتابتي المنشورة علناً عنها. ألح كثيراً على الحضور لاستلام ما يخصني، فرفضت أكثر.وها أنا ذا و مع كل ما حدث ليَ، يا عزيزي (هاشم ....) تراني، ثابت على هذه الأرض بإصرار.. ولكن من المناسب أن اعترفَ أليكَ، بأخوة، بالامتهان.. ذلك الامتهان الذي ظل يُطاردني ، طوال عمري، و الذي سرقتني فيه، بأشكال متعددة، ووسائل متنوعة، وأزمان مختلفة،(البِغال) الهرمة،اللئيمة.. ولن أستريح أبداً، لأن القلب.. يظل مجروحا.
#جاسم_العايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟