|
رسالة غضب وتنديد واستنكار ،إلى السيد أوباما براك الذي سماه والداه الأفريقيان المسلمان : بركة حسين أبو عمامة.
محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 21:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة غضب وتنديد واستنكار ،إلى السيد أوباما براك الذي سماه والداه الأفريقيان المسلمان : بركة حسين أبو عمامة. لماذا كم أسند لك في احتجاجي هذا منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ لأن هذا المنصب كبير على أمثالك من "صنائع الأمبريالية والصهيونية واللوبيات والشركات المتعدية الجنسية" لأنه منصب شرف وسمو خصص به وحده الرئيس المحرر للشعب الأمريكي الأسود والمسترق والمستعبد من نير الاستعمار الأمريكي الأبيض.إنه قائد الثورة الأمريكية لتحرير العبيد ،وإعطائهم صفة المواطنة الكاملة ،ومنهم أنت ،هذا الذي خان وتنكر وهرب من أصله وفصله ولون أمه العظيمة:إفريقيا.إنه أبراهام لينكولن ياسيدي.فكن إبراهيميا لتكون أمريكيا.هذا الرئيس العظيم الذي رفع عنك ثوب العبودية والذل والاحتقار ،فأبيت إلا أن تكون عبدا تبيع إنسانيتك وأدميتك وبشريتك وإفريقيتك وأمك لأحفاد أحفاد من سلبوك وساموك وأهلك سوء العبودية والعذاب والازدراء. فكيف يحلو لنا أن نصدقك وأنت المفتري الكذاب الذي ارتمى في أحضان العبودية المعاصرة المريرة مضحيا بكل النبل الإفريقي والشرف الافريقي والشموخ شموخ الشجرة الافريقية والأنهار الافريقية؟إن العبودية البيضاء المعاصرة لهي أشد مرارة وملحا أجاجا من العبودية الكلاسيكية ،ومن النير الاستعماري القديم. وأية حنينية للعبودية أن يجمع حسين أبو عمامة كل قواه وجهده ليمنع حتى حق الفلسطينيين في الهواء والماء والأعظم خيانة هي اعتراضه المنهجي القطعي على حق الفلسطينيين في المطالبة بإقامة دولة فلسطينية وطنية وديمقراطية وتعددية وبرلمانية ومستقلة على أرضهم المحبوبة ،فلسطين.؟ ويا ليته وقف عند هذا الحد بل أدار وجهه-عفوا أخطأت ثانية-بل لوك مؤخرته ودبره لعهوده وأقواله ،وأجمع من حوله كل "دينصورات" العالم الاستعماري المتواطيء والمتشابك المصالح مع الصهيونية العالمية لاستعمار فلسطين ،واستئصال شعبها وتشريده وضياعه ومحوه من الخريطة العالمية.ولا أدل على ذلك من الاعتراض العنيف على حق الشعب الفلسطيني في الانضمام إلى منظمة "اليونسكو" للمساهمة في إثراء التراث الثقافي للشعوب والأمم.. هكذا أبان عن وجهه الحقيقي بعد كل المغالطات والحيل والخداع إبان ترشحه كخادم أمين للمصالح الامبريالية في فلسطين والعالم.حتى لقد بات هذا الغبي البليد لسان الصهيونية الناطق باسمها ،والمدافع العنيد اللاهث والتهافت والمبصبص والقابض على ذيلها يتمسح ويتبارك ويتعمد ب"بولها وخرائها" ومن أجل هذا أستمد من شاعر روسي هذه المقاطع الشعرية التي أجدها ،وما كتبت إلا لهذا المرتد عن إفريقيته: أيها الابن الطائش لأسلاف عظام كرام بررة. أيها العبد العائد إلى العبودية،المتباهي بكل شيء استعماري صهيوني عرقي عنصري. إنك تمشي مكبا على وجهك وترفس وتخون كل ما يخصك كزنجي أفريقي. ومع ذلك لا تبدي ندما أو أسفا أو استحياء من نفسك وعرضك و"قهوة أمك ولمسة أمك وخبز أمك" إن حب المرء لوطنه الأم لشيء جميل ورائع ،والأجمل منه هو حب الحقيقة.فمن أنت هذا الذي استبدل الذي هو أدنى و أدنأ بالذي هو أعلى وأسمى وخير؟ألا تتعلم من سيد الحكمة الافريقية ،نيلسون مانديلا الذي أعطى أروع الأمثلة في الصمود والنضال حتى حرر شعب جنوب افريقيا من حكم "الأبايرتيد" العنصري البغيض ،ثم تخلى عن الحكم،إنه الزاهد الذي حكم ضد الهوى والذات ،إنه الحاكم الذي زهد في الملك واللذات. هكذا سيظل حيا شاهدا في قلوب ،لا الافارقة ،فحسب ،بل في قلوب الملايين كوفي للخضرة والغابات والمبادئ النبيلة. هبات من الزوابع ،يا ،شعبنا،في الهواء الآن، من يدري من أين تهب وكيف ؟ عصابة من اللصوص والمارقين الذين يحزنون آباءنا وأجدادنا.كما قال بوشكين. لا..لا .. لا .كلا .ثم كلا "فلا أقسم بمواقع النجوم ،وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" أن فلسطين ستعود إلى فلسطين..لم يعد الشعب الفلسطيني العربي يسمح في ظل الربيع الثوري العربي بالرجوع إلى الخلف يا أوباما ļ حتى ولو استبدلت أنت وزمرتك من ملوك –دمى-ورؤساء-مونيكا- صلاتهم ونسكهم ومحياهم ومماتهم للرب الأمريكي الصهيوني العالمي.-أقول حتى ولو استبدلت عمامة إفريقيا بشاشية إسرائيل. لقد ولى ذلك الزمان الأسود الذي كنتم -بعد أن خلا لكم الجو- لكي تبيضوا ما شاء لكم أن تبيضوا وتصفروا ما شاء لكم أن تصفروا-أما اليوم فلم يعد شعبنا جاهلا خانعا مستسلما،"بل إنه شعب ذكي بالغ الذكاء ،وفيلسوف كبير،بإمكانه أن يفسر ويؤول لك –يا حسين يا بيه ، سفر الرؤيا" « écoute bel et bien toi tu ne croit pas aux origines africaines ,mon peuple , n’est pas ignorant , c’est une forte tête, un grand raisonneur, il vous aurait rendu claire l’apocalypse. إذا كانت القيادة الفيلسطينية العاجزة والكسيحة قد أوصلت شعبنا إلى هذا الجرف الهاري والهاوية التي لا قرار لها فإننا سوف نتجاوز هذا الوضع المأساوي بسن مقاومة نحقق من خلالها النصر الأكيد. وعليك أنت ومن معك أن تقرأوا التاريخ قراءة مادية دياليكتيكية أو بإبداع المفكر الأمريكي الفيلسطيني إدوارد سعيد" القراءة الطباقية" أو "تأويل التاريخ تأويلا طباقيا" وتقتضي القراءة الطباقية أنه علي قدر ما تكون الأمبريالية أكثر شراسة وبشاعة وغطرسة وجبروتا،بقدر ما تأتي المقاومة والمجابهة والصمود والإصرار ،وبالتالي فلا تذهب بك الظنون والأوهام أن الشعب الفيلسطيني سليل الجبارين والنشامى سيضعف أو يهن أو يتراجع عن المطالبة بفلسطين كوطن لهم يجب أن يعود. إن غباوتك صاعقة حين وقفت ضد حق الشعب الفلسطيني في الحصول على العضوية 197 في الأمم المتحدة.لقد جاءوا مجلس الأمن يستصرخون: وا أمممتحداه لم يرق أبو مازن عباس ،رئيس السلطة الفيلسطينية حتى إلى ديالكتيكية "أبو عمار ياسر عرفات الذي ذهب في عز المقاومة الفيلسطينية إلى الأمم المتحدة يصرخ فيهم"صامدون هنا ،صامدون هنا،قرب هذا الجدار العظيم. صامدون هنا ،صامدون هنا قرب هذا الدمار العظيم. وفي يدنا ،في يدنا ،يلمع الرعب ،في يدنا، في القلب غصن الوفاء النظير. لقد ذهب بشموخ القائد والزعيم الذي يمثل النظام الاجتماعي من غير منازع ،ليقول والبندقية في يد ،وغصن الزيتون الأخضر في يد ،"لا تسقطوا غصن الزيتون الأخضر من يدي. لا تسقطوا غصن الزيتون الأخضر من يدي". أما عباس الذي ليس له من كرازيمية وعصامية "أبو عمار"إلا الخير والإحسان فقد أسقط البندقية من زمان ،وذهب كفرخ مذعور بلله القطر يحمل فقط غصن الزيتون الأخضر" ومع ذلك لم تشفعوا له بما قدم لكم من تنازلات مجانية ،عبثية والتي ليست على جدوى. أقول حتى زميلكم في الطبخ والعجين سرعان ما أدرتم له بظهر المجن فكانت مكافأته التهديد والتشويش والتشويه.إنها مكافأة وجزاء سنيمار. وسحقا ،سحقا للمرتدين والانتهازيين المنبطحين على بطونهم ينتظرون رصاصة الرحمة من أعدائهم.وأعداؤهم أذكى منهم ،فتركوهم وحدهم يحملون أوزارهم ،ويصلون الجحيم ،لا يموتون فيها ولا يحيون ،جزاء وفاقا.إنهم خانوا قراءه التاريخ ومكر التاريخ ، وحاولوا بكل السبل اللاشرعية للي عنق التاريخ والحقيقة. إن الامبريالية الأمريكية لا يمكن أن تنفصل عن طبيعتها وجوهرها،إن إسرائيل هي الطليعة المتقدمة للأمبريالية في فيلسطين ،ولذلك لا يمكن أن تكون الخصم والحكم في نفس الوقت. ولذلك فهي تدافع عن إسرائيل وتحميها استراتيجيا في اختيار القوة بدلا من الحق والاغتصاب والنهب والسرقة والسلب والاختلاس ضد العدل والقانون الدولي والكراهية والحقد والعنصرية والتمييز العنصري ضد الشعب الفيلسطيني لتبرير اللا مبرر. فأي سلام وأمن في ظل استمرار الاحتلال والاستعمار وبناء المستوطنات وقمع الشعب وتهويد مدنه وقراه وتاريخه ومقدساته وتراثه ولغته وفولكلوره وفنه؟ لا تتفاءلوا أبدا باستبدال رئيس برئييس فلن يغيروا جلودهم إلا كما تغير الأفعى جلدها علما أن كل أفعى لا تغير جلدها تموت.لذلك فاختيار "كحل القلب والجلد" إلا من باب تجميل وجه أمريكا ،وتنعيم وترطيب ظاهر أمريكا حتى يستأنس السفهاء منا ويسلموا لأمريكا تسليما مصائرهم.حتى إذا استووا هم ومن معهم من أزواج وأبناء وأصهار وأزلام وأنصار ومتخاذلين ،فإذا ما هبت رياح الثورة ،ونفخ في الصور تخلت عنهم "ماماهم" أمريكا،وتركتهم وحدهم لمصيرهم المجهول. إن الأمبريالية والصهيونية وجه وجبهة لعملة واحدة ،إنهما على بينة من أمرهما ،ونية مبيتة وخبيثة ،متجانسة ومنسقة الألوان والأهداف،تشكيلة متكافئة في بلاغة سكرية ودماثة خادعة لشغل هؤلاء "العيال" لينتظروا الذي يأتي ولا يأتي والذي لا يكون أبدا أبدا إلا أن يشيب الغراب أو يدخل الفيل في سم الخياط. فماذا كانت النتيجة لقد انتظرتم 63 سنة أيها الفلسطينيون،وأنتم تتفاوضون ولم تحصلوا على شيء ، و23سنة من موافقتكم على تعايش دولتين في فيلسطين، ومع ذلك المزيد من الاحتلال والمستوطنات والالحاقات والقتل والتشريد والسجون والتعذيب. فهل الصهاينة المجرمون وشريكتهم في الإجرام الدولي :أمريكا بلداء إلى هذه الرجة التي يسمحون فيها بقيام دولة فيلسطينية مستقلة؟ هل يقدمون قادمهم للمحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب وبجرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية؟ وهم فقهاء وخبراء في الفانون الدولي وهم أدرى بما يرتكبون من جرائم بشعة ومروعة.؟ خذوا الدرس والعبرة من عدوكم الأمريكي والصهيوني في حذرهم ومن الحزم إساءة الظن بالغير ،لا حظوا كيف تجندوا وجندوا كتائبهم ولوبياتهم وعملاءهم وكلهم يدقون ناقوس الخطر ،لمجرد أن تقدم وهو من صنيعتهم بطلب الحصول على العضوية الشرعية في الأمم المتحدة .؟وكما لو أن الأمر يتعلق بحرب كبرى ضد إسرائيل.لقد اهتزت الدنيا والآخرة ،فعبأوا الأمبرطورية الإعلامية والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والتهديدات.إن هذا الطلب اعتبروه "تسونامي" سيضرب كيان إسرائيل والأمبريالية ،كمااعتبروا عباس خارجا عن بيت الطاعة الزوجية ،ولابد من العودة إلى بيت الطاعة ،وهي قضية داخلية ،فما دخل الأجانب ببيت خصوصي لأمريكا وإسرائييل؟ وهذا من تخلى عن الكبرياء الوطني لأمريكا وإسرائيل وارتضى أن يكون ضمن الحريم السياسي،والأسر لدى عدوه أفضل جزاء وعقاب.أليس من عادة وتقاليد واستراتيجيات الدوائر الأمبريالية والصهيونية أن يهلعوا من أية همسة عربية فيلسطينية وكأنها تهديد للأمن والسلم العالميين؟ وكأن الذهاب إلى الأمم المتحدة سيؤدي إلى سقوط وانهيار إسرائيل ومحوها من الوجود. إنها الحرب الحقيقية ياعباس ابن فرناس ،والحرب خدعة ليس فيها حرام أو حلال أو أخلاق أو حدود في منطق أمريكا وإسرائيل.إلا انتم أولاد .... لا تهتز لكم قصبة .إن حالكم يشبه "ذلك القواد الفصيح الذي ضبط امرأته تحت رجل غريب ،عيناه في عينيها ،يداه في يديها،شفتاه في شفتيها أيره بالكامل في فرجها،فما مدى غيرته ورجولته؟فكان رد فعله ،وببرودة "الديوثي" قال لزوجته والعدو جاثم عليها كجمل عللا ناقة" ما هذا الفعل؟من هذا الفعل "للكارو"أي للسيجار" فإلى ماذا يريد الأمريكيون أن يصلوا إليه من هذه الضجة؟إنهم يريدون الوصول بالفلسطينيين والعرب والعالم إلى التيئيس النهائي من قضية اسمها فيلسطين. ويبقى لنا أن نتساءل:وما العمل الآن؟ فلنعد إلى البندقية والكفاح المسلح كطريق لتحرير فيلسطين وباقي البلاد العربية،معتمدين على الحق وحده ،ونابذين الاعتماد لا على الأكاذيب الإيرانية والمزاعم التركية.إن اعتماد سياسة عربية وكونية هما الطريق الوحيد والضمانة الأكيدة لاسترجاع الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفيلسطيني..إن الوحدة والثورة شرطان ضروريان لأي انتصار وبالتالي دحر للمشروع الأمريكي والصهيوني والرجعي. وحتى لا يستمر دعاة الاستسلام والانهزام في طليعة القيادة بعد أن فشلت جميع ترقيعاتهم وإصلاحاتهم وسجداتهم الخاشعة أمام الإله الأمريكي والصهيوني ،فما علينا إلا أن ننحيهم ونطهر أراضينا منهم. وهنا سأتقدم برؤيا من أهلها وأجدر مفكر فيلسطيني:إنه إدوار سعيد،صاحب كتاب الاستشراق وكتاب " الثقافة والأمبريالية" يقول إدوارد سعيد في مقدمة كتابه"الثقافة والامبريالية" " وإنني لأؤمن أيضا ايمانا قويا بأنه لا يمكن إلا لاستخطاطية للمقاومة منسقة متناغمة ،بدلا من الاستسلام الجبان ، والانطراح المتملق الجاهل اللذين تمارسهما القيادة الفلسطينية الراهنة.أن تنتج سردية حقيقية لاستنهاض شعبنا من جديد ن واستنفاره وتجميع قواه، وبأن استخطاطية(استراتيجية) جديدة كهذه لهي قادرة على تحقيق التقرير الذاتي للمصير الفيلسطيني. إن تاريخ الامبريالية ليعلمنا أنه ليس في وسع شيء سوى فكرة حقيقة للتحرير والمساواة،أن يقاوم قوة الامبريالية ويصدها. و إنها لمأساة بحق أن جهلنا للتاريخ وللقوة الاستعمارية يبدو أنه علم مهندسي "أوسلو" الفلسطيني:أن الاستسلام الخانع المتذلل،مصحوبا بصرخات النصر الكاذبة،قد يحقق النتيجة ذاتها التي تحققها حملة حقيقية من الاستنهاض والاستنفار والمقاومة. بلى..إنها لمأساة وإهدار وضياع...بيد أن أجيالا مقبلة من الفيلسطينيين قد تستيقظ وتعي الواقع.وإنني لأمل أن يكون هذا الكتاب مصدر عون ومنبع أمل لها." إدوارد سعيد نيويورك. كانون الثاني1997 وأنا بدوري كمغربي لا أزال أؤمن أن القضية الفيلسطينية هي قضية وطنية لا أعتبر مسألة مستقبل فيلسطين قد تحل بهذه الطرق المخزية المسولة على أعتاب العدو الأمريكي والصهيوني وهذه الدويلات اللقيطة المعربة والمأسلمة وفي أروقة الامم المتحدة ومجلس الأمن المؤمم أمريكيا وصهيونيا، بل لا بد أن أقول: أنا لا أتصور حلا مرضيا في المنظور القريب لأن اللأمبريالية لا تعرف إلا لغة القوة والنار والسلاح والمقاومة.إن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة كما قال الرئيس الخالد جمال عبد الناصر.كما أنه من الوهم أن يتصور مناضل متمرس انهيارا لللأمبريالية والصهيونية والرجعية المعربة والعملاء وبالتالي بناء الدولة الوطنية الفيلسطينية الديمقراطية البرلمانية المستقلة ،من دون الثورة المستمرة وبقيادة وطنية ثورية حازمة وفكر مناضل نقدي ونقضي متفجر لا مهادن. فلنكن واقعيين ،ولنطلب المستحيل ،بقلب متفائل ،وعقل متشائم .فرغم الظلام وانسداد الأفق القريب ،فإن ما يشفي الصدر وما يثلج النفس ويذهب اليأس والقنوط والسقم أننا محكومون بالأمل وصار لنا معرفة أفضل بطريقة تفكير أعدائنا وطريقة تفكيرنا وتاريخ التطور الفكري والكفاحي لشعبنا إن شعارنا جميعا ما وصانا به شاعر المقاومة محمد درويش حالة حصار حــــالة حصـــار (مقاطع)
هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت، قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، وما يفعل العاطلون عن العمل: نُرَبِّي الأملْ.
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً، لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر: لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة. أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ في حلكة الأَقبية.
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحي بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.
هنا، لا أَنا هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
يقولُ علي حافَّة الموت: لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...
في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ بين تذكُّرِ أَوَّلها. ونسيانِ آخرِها.
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، علي دَرَج البيت، لا وَقْتَ للوقت. نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلي الله: ننسي الأَلمْ.
الألمْ هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
لا صديً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. لا صديً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ...
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
أَيُّها الواقفون علي العَتَبات ادخُلُوا، واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلناف. أَيها الواقفون علي عتبات البيوت! اُخرجوا من صباحاتنا، نطمئنَّ إلي أَننا بَشَرٌ مثلكُمْ!
نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ: نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا في جرائدِ أَمسِ الجريحِ، ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا لمواليد بُرْجِ الحصار.
كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له: ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ وتعالَ غداً !
أُفكِّر، من دون جدوي: بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ علي قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ، وفي هذه اللحظة العابرةْ؟ فتوجعنُي الخاطرةْ وتنتعشُ الذاكرةْ
عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ الجوِّ واللَهْو. أَعلي وأَعلي تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ حقيقيّةٌ غقال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتينف
الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ قَيْدَ التَشَابُهِ... عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا هو الوحيُ... أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها
غ إلي ناقدٍ: ف لا تُفسِّر كلامي بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور! يحاصرني في المنام كلامي كلامي الذي لم أَقُلْهُ، ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي
شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...
نحبُّ الحياةَ غداً عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة كما هي، عاديّةً ماكرةْ رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ فليكن خفيفاً علي القلب والخاصرةْ فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!
قال لي كاتبٌ ساخرٌ: لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ، لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
غإلي قاتلٍ:ف لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
غإلي قاتلٍ آخر:ف لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، فيكبر طفلاً معافي، ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدي بناتكَ تارِيخَ آسيا القديمَ. وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ). ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟ صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟ فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
لم تكن هذه القافيةْ ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ ولا لاقتصاد الأَلمْ إنها زائدةْ كذبابٍ علي المائدةْ
الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.
الحصارُ هُوَ الانتظار هُوَ الانتظارُ علي سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ
وَحيدونَ، نحن وحيدون حتي الثُمالةِ لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ
لنا اخوةٌ خلف هذا المدي. اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون. ثم يقولون في سرِّهم: ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ: لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا .
خسائرُنا: من شهيدين حتي ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ. وعَشْرَةُ جرحي. وعشرون بيتاً. وخمسون زيتونةً... بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ
في الطريق المُضَاء بقنديل منفي أَري خيمةً في مهبِّ الجهاتْ: الجنوبُ عَصِيٌّ علي الريح، والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ، والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام، وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ إنه مَجْمَعُ الآلهةْ
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي فكُنْ شجراً مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي فكُنْ حجراً مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي فكن قمراً في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا غ هكذا قالت امرأةٌ لابنها في جنازته ف
أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا. ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون. ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ علي كُلِّ شيء: علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط). ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام). ومختلفون علي واجبات النساء (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ). مختلفون علي النسبة المئوية، والعامّ والخاص، مختلفون علي كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ... ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
قال لي في الطريق إلي سجنه: عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ كهجاء الوطنْ مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ يكفي لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
علي الروح أَن تترجَّلْ وتمشي علي قَدَمَيْها الحريريّتينِ إلي جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم وكأسَ النبيذِ القديم لنقطع هذا الطريق معاً ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ: أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ فتختار أَن تجلس القرفصاء علي صخرة عاليةْ
غ إلي شاعرٍ: ف كُلَّما غابَ عنك الغيابْ تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ
يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ: هاتفي لا يرنُّ ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ فكيف تيقَّنتِ من أَنني لم أكن ههنا !
يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ: في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ. لا أَستطيعُ قراءةَ دوستوي÷سكي ولا الاستماعَ إلي أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما. في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار... إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ. في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.
يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ يقول: إلي أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟ تقول: إلي بُؤرة الضوءِ في داخلي وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ
سيمتدُّ هذا الحصار إلي أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر، أَن الضَجَرْ صِفَةٌ من صفات البشرْ.
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ. قلبي بريء مضيء مليء، ولا وقت في القلب للامتحان. بلي، لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّي أُحبَّك؟ هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي، وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟ لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ. عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ... ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !
جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل، أَو في المداخن، أو في الخيام التي نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...
علي طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ، والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ
الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ غيرِ مأهولةٍ، فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ، ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها. كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها عدَّلَتْهُ بجرَّافة. فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ، بيضاءُ من غير سوء ...
غ إلي شبه مستشرق: ف ليكُنْ ما تَظُنُّ. لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ. ولا أَلعبُ الجولف. لا أَفهمُ التكنولوجيا، ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ! أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟ لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري، لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء. أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟
في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً تحجَّرَ في أَبَدِهْ في الحصار، يصير المكانُ زماناً تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ، جغْرافيةْ !
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه، وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدي
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدي عن عذاري الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين، لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ. وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً: كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي. أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !
الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوي موقعي وأَثاثي الفقيرِ. وَضَعْتُ غزالاً علي مخدعي، وهلالاً علي إصبعي، كي أُخفِّف من وَجَعي !
سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ: داءِ الأملْ.
وفي ما تبقَّي من الفجر أَمشي إلي خارجي وفي ما تبقّي من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.
سلامٌ علي مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في ليل هذا النَفَقْ.
سلامٌ علي مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين: سلامٌ علي شَبَحي.
غ إلي قارئ: ف لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.
إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ بالرياضة والسُخْريةْ وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ
أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ وشاهدةً من رخام الزمن فأسبقهم دائماً في الجنازة: مَنْ مات.. مَنْ ؟
الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الي . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!
الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد وجارةُ عمِّ الشهيد غالخ ... الخ ..ف ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن، فالزَمَنُ البربريُّ انتهي. والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ، والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ و غ الخ ... الخ ف
هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة البُنّ في دمهم، طازجة.
هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟ قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا، فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس. عندئذٍ نتباري علي حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ. فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟ فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟
الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..
فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ مثل الغزالة. والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا من سماء. وأشياءُ أخري مؤجَّلَةُ الذكريات تدلُّ علي أن هذا الصباح قويّ بهيّ، وأَنَّا ضيوف علي الأبديّةْ. رام الله ـ يناير 2002
محمد فكاك ابن الزهراء حامل الأعلام الحمراء عاشق فيلسطين كقضية ورؤيا
#محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-توكل كرمان- سليلة بلقيس و سيف ذي يزن امرأة أجدر بالإمامة ال
...
-
في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة ش
...
-
حقوق الانسان بين الخيارين الظلاميين السيئين: الحكم الاستبداد
...
-
في البيان والتبيين ،في تعيين البصراوي والبصريين رئيسا لجهة ب
...
-
آخر رسالة إلى المرتد عبد اللطيف المنوني
-
رسالة إلى السيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتم
...
-
من أجل دولة فلسطينية حرة ،ديمقراطية ،مستقلة وموحدة
-
رسالة الى السيد محمد الساسي ’نائب الأ مين العام للحزب الاشتر
...
-
الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال
-
Lettre au président de la république française. Mr. SARKOZY
-
الثورة المصرية و الأمير عبد الكريم الخطابي
-
رسالة إلى عباس ا لفاسي ،الخادم الأوفى في حكومة الحكم الفردي
...
-
في ذكرى جمال عبد الناصر
-
رسالة من تحت الماء إلى إلهات /فينوسات السينما الأفريقية
-
نداء عاجل ،إلى عاشقات ،وعشاق الفن السابع،والجمال الإفريقي.
-
يا كل جندرمة وبوليس العالم ، تعالوا وخذوا علم الخرزولوجيا وا
...
-
رسالة إلى حركة 20فبراير :مدينة الملح والزنك والرصاص والخشالي
...
-
جهاز القضاء لا يحاكم سوى المقهورين والغلابة والضعفاء ،بينما
...
-
إنهم لن يستطيعوا وقف ثورة البروليتاريا ...فلاديمير لينين رسا
...
-
قلت للينين نم قريرا أنت نبي بعد قرون حتى وان أصبح خلفاؤك من
...
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|