|
هل يمكن الوثوق بجماعة - الاخوان - السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 12:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم أكن أتمنى الاضطرار للانشغال بأمور جانبية أخرى في هذا الظرف البالغ الدقة والخطورة خلاف استمرارية التصدي لنظام الاستبداد على الأرض عبر الانتفاضة الثورية أو بالفكر والكلمة الحرة لأنه يشكل العدو الأول الرئيسي لكل السوريين يجب اقتلاعه مهما كلف الثمن كما أنني لست هاويا لاثارة النقاش من أجل النقاش مع أي طرف ينادي ولو نظريا بازالة الاستبداد فلكل مرحلة تحالفاتها علينا الالتزام بموجباتها ونحن الآن كمعارضة سورية نجتاز وقتا عصيبا نحصي فيه شهداءنا الكبار الميامين من أمثال رفيق دربي أبو فارس ونواسي جرحانا الشجعان ونتابع أخبار معتقلينا من أعزائنا الغالين ونتضامن مع مهجرينا الذين ضاقت بهم السبل جراء قمع وبطش نظام الاجرام االمتسلط ونقف بكل ماأوتينا من قوة مع صفوف شبابنا وثوارنا المثابرين على التضحية والفداء داخل الوطن ونرحب بكل جنود وضباط جيشنا الوطني من الأحرار الخارجين على سلطة النظام الاستبدادي العائلي وفي مقدمة المهام الكبرى البحث عن اطار سليم يلملم صفوفنا ويوحد ارادتنا وينظم حراكنا وقبل أي أمر آخر يوفر الثقة بين مكوناتنا وتياراتنا السياسية المعروفة بالمعارضة والمتمايزة التي تشكل الأساس والمنطلق والشرط الذي لابد منه لأي عمل سياسي مشترك لتنفيذ خطوة استراتيجية سامية من حجم اسقاط نظام الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي لبناء الدولة السورية الحرة التعددية لكل مكونات شعبنا . من السهولة بمكان مواجهة العدو الرئيسي نظام الاستبداد وحزبه الشمولي الحاكم وأدواته ومؤسساته القمعية وخطابه السياسي وثقافته الآيديولوجية واعلامه حيث الحدود واضحة والآفاق معلومة والمواقف معلنة ولكن من الصعوبة بمكان أن تنشغل المعارضة الوطنية بجماعات الاسلام السياسي الشمولية وفي مقدمتها حركة الاخوان المسلمين التي لاتحمل مزايا تذكر في تاريخها الحديث – المعارض – المطعون أصلا لانعدام الثقة بسلوكها الاشكالي خلال التعامل مع أكثر من طرف وجبهة خاصة خلال عهدي الأسد الأب والابن ومسيرتها الملتوية في اخفاء الحقيقة عن – حلفائها – المفترضين بالسير في طريق التحاور مع ممثلي أجهزة النظام عبر وسطاء من التنظيم الدولي لحركات الاخوان في مصر والأردن ومانتج عنه من – تجميد معارضتها – بذريعة التفرغ لتحرير غزة !! وأخيرا عبر الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا المستمر حتى الآن ومن دون توضيح ما جرى ويجري أو ممارسة النقد الذاتي أو الاعتراف بما اقترفتها من أخطاء وخطايا سابقا ولاحقا ومما يزيد الطين بلة وفي هذه المرحلة بالذات وماتحمل من أخطار وتحديات لامثيل لها نلمس لمس اليد استمرار قيادة الاخوان المسلمين ومن يلف لفها في السير في مسلك اللف والدوران وطريق التكاذب والنفاق مع حلفائها المفترضين مما يؤكد بما لايدع أي مجال للتردد بأن حركة الاخوان السوريين ماضية في نهجها السابق من دون أي تغيير أو مراجعة أو تصحيح رغم كل مايصدر عنها على الصعيد الاعلامي من ادعاء بالالتزام بالديموقراطية والمدنية وموقف الغالبية الشعبية وما شعاراتها الا محاولة لذر الرماد في العيون وفي حقيقة الأمر انها كحركة شمولية تعتقد أنها ظل الله على الأرض ومن حقها وواجبها ممارسة كل شيء بما في ذلك اقتراف الخطايا في مواجهة الضالين والخارجين على سنة الله ورسوله فالوسيلة لديها مشروعة مهما كانت لاأخلاقية من أجل تحقيق الهدف وهو الاسلام هو الحل بحسب زعمها . نحن لانجافي الحقيقة ولانخترع جديدا في ادانتنا لسلوك قيادة جماعة الاخوان السوريين فكل طرف سياسي سوري معارض يحمل شيئا من التجارب المريرة والمشاعر المحبطة خلال التعامل سابقا ولاحقا مع قيادة هذه الحركة وآخر مهازلها ظهرت عارية في أيام الشهرين الأخيرين التي شهدت محاولات حثيثة لتشكيل اطار تنظيمي سياسي يوحد صفوف أطياف المعارضة خلال المفاوضات والمشاورات التي تمت خصوصا في استانبول والقاهرة والدوحة وقد كانت جماعات الاسلام السياسي وأفرادها العائق الأساسي في تحقيق الخطوة المنشودة وتأخير ولادة الاطار المناسب المطلوب وعرقلة الجهود الخيرة المبذولة من كتل وتيارات وأفراد وناشطين من القوى الوطنية الديموقراطية والليبرالية لقد نسفت تلك الجماعات عن سابق اصرار وبدفع ودعم مباشرين من أوساط الحزب الاسلامي التركي الحاكم – وليس الدولة التركية - لانبثاق مجلس وطني شرعي جامع لكل المكونات والتيارات ويحظى بدعم واسناد وتأييد كل تنسيقيات الانتفاضة الثورية في الداخل وليس قسما منها عندما ناورت وتهربت من التزامها في اللحظة الأخيرة من مشروع اقرار لجنة تحضيرية من مراكز ( أنقرة واستانبول والدوحة والقاهرة وباريس ) بمعرفة ومباركة الداخل وبتمثيل حقيقي لكل المكونات الوطنية السورية بما في ذلك التمثيل الكردي النضالي المقبول من الحركة الكردية وتنسيقيات شبابها وليس عبر التعيين من جانب الاسلاميين ومن ثم عقد اللجنة اجتماعها في القاهرة والتوصل الى انشاء مجلس وطني شرعي موحد واعلانه من هناك وليس من أي مكان آخر ولكن قيادة الاخوان وعبر المناورات الرخيصة والقفز البهلواني على الحبال وعملية ابتزاز غادرة والتنصل من كل وعودها نجحت بالاستقواء بالحزب التركي الحاكم على تنصيب نفسها حاكما للمعارضة السورية ومركزا لاستقطابها ووصيا عليها وذلك بجر أطرافها الى الآستانة والقيام بدور المنظم والمقرر والراعي لترتيب مجلس ( الأمر الواقع ) تحت قبضتها بغالبية اسلامية واضحة وحاسمة تمكنها من فرض أجندتها وتنصيب من تشاء في لجانه القيادية مستثمرة بذلك توق السوريين وانتفاضتهم الثورية الى انبثاق اطار سياسي خارج الوطن كعنوان ومعبر عن طموحاتهم وارادتهم ولكن وكما تدل النتائج السريعة فقد ظلت مراكز وأطياف وقوى خارج مجلس استانبول وقد تتطور الأمور لشرعنة أكثر من جهة وخاصة ما يستشف الآن من مجرى الأحداث في ولادة – الطريق الثالث – كحل وسط ضروري بين معارضة الاسلاميين من جهة ومعارضة القوى الداعية للحوار مع النظام من الجهة الأخرى . من الواضح أن قيادة الاخوان والجماعات الاسلامية تجاوزت حجمها الحقيقي عندما تنطحت لتنفيذ مبادرة " مجلس شوراها " الخاصة وفرض تشكيلة مجلس استانبول على الجميع لتنطلق بعد ذلك في توجيه الرسائل الى أكثر من جهة : الداخل السوري والنظام وتركيا والعرب والغرب تتضمن معاني عديدة من أهمها أن الاسلام هو الحل وأنها هي من ستقرر مصير سوريا وبذلك تكون قد وجهت اهانة شديدة الى شباب الانتفاضة الثورية السلمية الديموقراطية العلمانية وضربة باتجاه تبديل وجهة النضال السياسي نحو التغيير والمساواة والوحدة الوطنية والتلاحم بين المكونات في مواجهة الاستبداد الى صراع ديني مذهبي عنصري يعزز مواقع السلطة أولا داخليا وخارجيا ويوهن أواصر الانتماء الوطني ويزيل الطمأنينة من قلوب المكونات غير العربية وغير المسلمة وغير السنية مما يؤخر ساعة الخلاص ويزيد من معاناة السوريين ومن المفارقات المضحكة ماصرح به المرشد العام للاخوان السوريين لجريدة الشرق الأوسط قبل أيام " لا وجود لنا على الأرض تنظيميا. نحن فقط داعمون. قد يكون أنصارنا مشاركين مع الناس نحن جزء من هذا الحراك، لكننا لا نتواجد تنظيميا على الأرض. وكل ما نقوم به هو الدعم السياسي والمعنوي والإعلامي، ونقوم بالدعاء، وأحيانا بعض الدعم اللوجستي .. " واذا كان الأمر كذلك بحسب المرشد فلماذا القيام بحمل أثقال أكبر من وزن الاخوان ؟ .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن مصادرالثورات المعاصرة .. سوريا نموذجا
-
المسألة القومية في عصر الانتفاضات
-
أبو فارس في ذمة الخلود
-
التغيير في سوريا .. آفاق وتحديات
-
الانتفاضة الثورية السورية وتحديات - الاسلام السياسي -
-
السر الدفين في دعوة - الاخوان المسلمين -
-
مخاطرالنزعة الانقلابية في اعلان - المجالس -
-
الأخ - الرئيس - برهان غليون : نقطة نظام
-
سوريا بين الانتفاضة والردة المضادة
-
- اسبوع مصري - للتضامن مع الشعب السوري
-
محاولة في اعادة تعريف - الحركة الكردية - السورية
-
دموية النظام السوري من ضعفه
-
- العصيان المدني - سبيلا لاسقاط نظام الأسد
-
تعقيبا على رسالة - نارين متيني -
-
في تحديات الانتفاضة السورية
-
عندما - يمثل - الرئيس
-
وتبقى الانتفاضة السورية مصدرالقرار
-
الانتفاضة – السلطة - اعادة بناء الدولة
-
معارضة سورية بلا - اسلام سياسي - ( تصور للنقاش )
-
المعارضة السورية ومهام التحضير للمرحلة التالية
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|