أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - أصبح يوم الجمعة مملا














المزيد.....


أصبح يوم الجمعة مملا


أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 14:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصبحتَ يومَ الجُمعةِ ذا غربةٍ ما أضيَعك
مُمِلا لا خِلَّ لك.. ولا قلبي معك

أتذكر وأنا طفل صغير أني كنت أذهب عقب صلاة الجمعة إلى منزل جدي وجدتي رحمهما الله -والذي حاولت جعله مكتبة- فتنفحني جدتي نفحة نقدية ويداعبني جدي وهو يشاهد (عالم الحيوان) ويا سلام عندما يهطل المطر فنراه من خلف زجاج الشيش الذي كان ناصعًا وقتها ليرسخ حميمية يوم الجمعة الفريدة.

الذكريات الرمادية تتداعى على ذهني تداعي زخات المطر على الزجاج. خطيب الجمعة يذكر بالموت وسنة النبي محمد ويُرجع أزمات وضعف الدول الإسلامية إلى تدخل عدو خارجي بهذه البلاد ولعبه بها لعب الصبية بالكرة الشراب فيقسم السودان ويمزق العراق.

عندما كنت سلفيًا كان هناك مسجد بطنطا شهير يعرف باسم (مسجد البخاري) كان المسجد الأشهر بالدلتا يخطب به محمد حسان ويعقوب وغيرهم من مشايخ ونجوم السلفيين. كانت خطبة الجمعة تسغرق حوالي الساعة ويصلي بالمسجد نحو ألف مصلٍ ممتدة الحُصر خارج المسجد حتى نهاية الشارع.

وكانت الخطبة أحيانا نسمعها مرة بل مرتين. أتذكر أني سمعت خطبة ما عدة مرات والظاهر أنها خطبة شهيرة لمحمد حسان مثلا حفظها بعض الخطباء ظهرًا عن قلب ليشنفوا بها آذاننا من فرط روعتها وحكمتها.

بعد ذلك تم منع محمد حسان وحسين يعقوب من إلقاء الدروس أو الخطب بطنطا فبدأ نجم المسجد يزوي وقلّ عدد مريديه ثم قامت الأوقاف بضم المسجد إلى الوزارة وجيء بخطيب جديد كان يُستبدل باستمرار. وكان أحد الخطباء تعجبني خطبه الهادئة الرصينة التي تربط بين قضية حياتية والدين. وإن كنت ناقمًا عليه بسبب طول قميصه (جلبابه) وحفه للحيته. إلا أن خطبه كانت تعجبني أيما إعجاب وكنت أحرص على حضور خطبه.

أتذكر هذا الآن وأنا أتعجب من إقبال المصلين على صلاة الجمعة على الرغم من أنهم لا يستفيدون منها ولكنها العادة وطلب الثواب. بينما إذا قمت بعمل صالون ثقافي بمكتبتي حضر خمسة أو سبعة أشخاص بالكاد وظلوا يتململون!..

انقطعت منذ زمن عن صلاة الجمعة على الرغم من حبي ليوم الجمعة والشعائر الدينية التي تقام فيه. وأعرف عددًا ليس قليلا من الأشخاص من مدن مصرية مختلفة انقطعوا كذلك عن صلاة الجمعة بعد ما جربوا عدة خطط كالذهاب لمسجد بعيد عن منزلهم لسماع خطبة جيدة ومثيرة أو دخول المسجد قبيل إقامة الصلاة أو تصفح عدد الجمعة من جريدة الأهرام والسجادة على أكتافهم خارج المسجد بانتظار انتهاء الخطبة.

في مدينة بور سعيد -حسبما سمعت- تقام صلاة الجمعة بالجامع الكبير ويقرأ خطيب الجمعة من عدة أوراق الخطبة التي تجمع بين قضية حياتية واجتماعية ما والدين. فأعتقد أن من أصغر مشاكلنا الآن عذاب القبر والتدخين والاختلاط بين الجنسين. هناك بالتأكيد وكلنا يعلم مشاكل أكبر وأعظم وأهم يجب أن نتناولها بالطرح والمناقشة ومحاولة وضع حلول عملية لها لا الكلام لمجرد الكلام والمنبر لمجرد المنبر!..

هل صارت خطبة الجمعة علينا فرضًا ثقيلا يجب حضورها واصطناع الاهتمام بها حتى تحولت عند كثير منا لمجرد عادة أسبوعية.. مملة؟..

مقترحات لتطوير خطبة الجمعة:
شخصية الخطيب: لا يشترط أن يكون إمامًا أو شيخا بل الغاية من الخطبة هي إفادة الناس لذلك يستحب أن يكون لكل جمعة خطيب من أستاذ جامعة إلى رجل أعمال إلى مهندس وطبيب ومعلم.

مكان الخطبة: يجب أن تقتصر الخطبة على الجوامع الكبيرة حتى ننتقي أفضل الخطباء ونجمع أكبر قدر من الناس في مكان واحد.

موضوع الخطبة: يجب ألا يكون دينيًا دائمًا، فأغلب الناس غير ملتزمين دينيًا. ولذلك هم لا يستفيدون من الكلام الديني ولا يهتمون بالاستماع لخطبة الجمعة لكن يمكنهم الاستفادة من كلام في التوعية الطبية أو النفسية أو السياسية.



#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة صفر: نقد نظرية الإرادة الحرة
- عن المشير اللي عامل عقله بعقل مايكل نبيل
- في الفكر المادي
- ما الهدف من الحياة؟
- علم مصطلح الحديث.. هل هو علم حقا؟
- اللا اهتمامية تغني عن اللا أدرية
- القوانين الأساسية المحركة للعالم
- البرادعي والحالمون من حوله
- الزواج المدني كي لا ننقرض
- دعوة لعمل كتاب ليبرالي مقدس
- اضطهاد الشباب
- قنا وإشكالية الحكومة المركزية
- إذا كان مبارك خان البلد
- إهانة المؤسسة الدكتاتورية
- نقابة الأطباء المسلمين
- النقد الذي نحن بحاجة إليه
- لماذا صاروا سلفيين؟
- شباب يريد إسقاط الدستور
- الشباب يريد إسقاط الدستور
- تعديلات شكلية على دستور فاقد للشرعية


المزيد.....




- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد منتصر - أصبح يوم الجمعة مملا