أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله خليفة - الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا














المزيد.....


الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 09:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سبعة أشهر وأكثر مرت وجحافلُ الجيش المسمى سورياٌّ تفتكُ بالمتظاهرين العزلِ المسالمين، الكلُ العربي يرى مشاهد المذابح، وأجسامَ الآليات الثقيلة وهي تقذفُ نيرانها على المنازل، لم تترك مدينة لم تدك بيوتها وتأسر مناضليها لتذبحهم في السجون.
الآلياتُ تتغلغلُ في الأحياء والقرى وتطلقُ النار عبر حرب أهلية غير متكافئة، وحشية لم يسجل التاريخ لها مثيلاً، إلا حين يغزو بعض الجيوش دولاً أخرى، لكن هذه دولة وشعب يعيشان معاً.
كلُ الدماءِ تسيل والمشاهدون العرب لا ينبضون، لا يتحركون، لا يفعلون شيئاً.
الموقف العربي بلغَ حدا مخزيا، خاصة من قبل المنظمات السياسية وعلى رأسها الجامعة العربية المفترض أنها عربية ومدافعة عن الشعوب.
حتى صغائر المواقف لم يقوموا بها كالتظاهر هنا أو هناك، فتعطلت لغات المشاعر، واعتادت السحل، في ليبيا كان الأمر مختلفاً فالجزارون ووجهوا بمقاتلين وطنيين وبقوى مساندة من دول عديدة ولكن هنا في سوريا العربية الجزارون يذبحون الشعب نهاراً وليلاً، وتكون الوليمة الكبرى من الجثث في يوم الجمعة حيث اعتاد أن يعطل المسلمون.
هل نضب العربُ من المشاعر؟ لا، ولكنهم عاجزون عن فعل شيء، ومنظماتهم في حالة موت سريري. وحده شعب اليمن تظاهر داخل المحنة الثنائية المشتركة، ليواجه نظامين قمعيين شرسين.
خاصةً أن هذه الدولة المتغطرسة المسماة سوريا اختارت معركة القهر الدموي إلى النهاية مهما تكن النتائج وخيمة عليها وعلى خريطة البلد الجغرافية ومصالحه وكيانه.
المدن الكبيرة السورية تُسحل فتخاف ولا تلجأ إلى استراتيجية الثورات العربية عبر المظاهرات المليونية حيث تتدفق الجموع الكبيرة فتحطم آلية القمع عبر تشتيت جهود القوى القامعة، فتلجأ بعد تكرار اقتحامات الجيش للمدن إلى القيام بتناوب الأدوار وبقيت مدنٌ معينة مستمرة في دور مقاومة أسطورية كل يوم والجيش «البطل» يتجولُ في أزقتها.
لكن الجيش العقدي الدموي يتفكك، وفي تفككه بداية لانهيار النظام. لكن التفكك ليست متسعاً، ولا منظماً، ولا يتخذ خطة الهجوم، فكلما لجأت الثورة إلى الدفاع خفت صوتها.
وثمة إمكانيات كبيرة لتطور الثورة الآن، نظراً إلى جملة من الظاهرات.
فقد ظهرَ المجلسُ الوطني كقيادة وطنية عليا تشمل المنظمات السياسية كافة فأنشأت هيئةً معبرة عن الشعب السوري المنتفض، وبهذا فإن قيادات في الخارج والداخل تستطيع أن تقوم بجملة من الوسائل النضالية المتداخلة المخططة دافعة العمل الكفاحي في جوانب عديدة لا تتوقف وتوسع الحركة وتبتكر أشكالاً جديدة.
كذلك فإن المجلس يستطيع أن يتباحث مع دول العالم ويقنعها بالاعتراف به كممثل وحيد للشعب السوري، وبالتالي يتحول إلى هيئة شرعية لها قواعد وقوى وتعليمات وقرارات يلتزم بها الشعب وتسقط الشرعية عن نظام الإبادة الراهن.
كذلك يستطيع المجلس الوطني أن يقيم علاقات مع الدول والمنظمات العربية المؤازرة للشعب السوري ومساعدته بأشكال الدعم كافة، ومحاصرة النظام ونزع الشرعية عنه.
كذلك فإن تداعيات النظام الراهنة وخفوت سلطته في انحاء عديدة من الدولة، وانتشار القوى العسكرية المتمردة، وضخامة أعداد المظاهرات التي تتزايد يوماً بعد يوم، وترنح القمع بعد امتلاء السجون وعدم خوف الجمهور، يجعل المجلس الوطني ونمو دوره السياسي بديلاً متنامياً عبر التأييد العالمي والتفاف الجمهور السوري حوله وتحويل قراراته إلى سلطةٍ تتجذر شيئاً فشيئاً في الحياة السورية.
كذلك فإن الدول الجارة المحيطة بسوريا تتأثر بالاضطرابات فيها ومصالحها تتضرر خاصة مع حماقات النظام السوري وتدخلاته فيها ولهذا فإن مواقفها السلبية الجامدة من ثورة الشعب السوري المذبوح لن تبقى كما هي.
كذلك فإن معونة الدول الغربية مهمة ولكنها ليست مباشرة، ومؤثرة بقوة، بل ذات تأثير بعيد المدى والشعب يريد مساعدة دولية راهنة في حدود القانون الدولي، ويمكن الضغط على مواقف الدول الدكتاتورية المعرقلة لهذه المساعدة عبر التضامن الشعبي الأممي مع الشعب السوري في كل مكان.
والمهم جدا للشعب السوري ألا تتوقف مساندة أشقائه العرب شعوباً ومنظمات سياسية واجتماعية، فمن العار حدوث هذا التفرج وقد كان الشعب السوري أول من يتضامن مع أي ثورة عربية وأول من يساند المنظمات والتحولات، فكيف يحدث هذا الرقاد الآن مع كل هذه المجازر وحمامات الدم؟
هذه ثورة عربية صميمة وإنسانية المحتوى ووطنية الموقف، مثلما عبر المجلس الوطني كنسيجٍ واحد للشعب السوري



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية والمراجعة التاريخية
- العربُ أمة غيرُ مركزية
- التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية
- المغامرات الإيرانية وتحديات السلام
- الثورة السورية ومصير النظام
- الصراعُ العالمي الرئيسي
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله خليفة - الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا