أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد مبارك الكيومي - حروب الشركات الامريكية















المزيد.....

حروب الشركات الامريكية


محمد مبارك الكيومي

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 11:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



تعتبر الادارة الامريكية السابقــــة نموذجا حيا لسيطرة الشركات الامريكية الكبرى والتي احكمت قبضتها على مفاصل تلك الادارة منذ وصولها الى البيت الابيض فالرئيس جورج دبليو بوش كان رئيسا لشركة هاركن انرجي كوربوريشن النفطية والتي تتخذ من تكساس مقرا لها كما ان كوندليزا رايس والتي تشغل منصب مستشارة الامن القومي قبل تسميتها على راس وزارة الخارجية كانت مدير تنفيذي في شركــــة شفرون تكسكو العملاقــــة للنفط (1991-2000 م) بينما كان ديك تشيني والذي يعد مهندس الحرب على العراق رئيسا لشركة هاليبرتون وكاثلين كوبــــر نائبة وزير التجارة للشؤون الاقتصادية تشغل مدير شعبة الطاقة التابعة لشركة اكسون موبايل كوربوريشن , وليس ببعيدا عن الدائرة المحيطة بالرئيس دبليو بوش ايضا الرئيس حامد كرزاي والذي نصبته الولايات المتحدة الامريكية في افغانستان بعد سقوط نظام طالبان فقد كان يشغل منصبا كبير في الشركــــة النفطية الامريكية يونوكــــال بعدما اخفقت واشنطن في اقناع حركة طالبان بان تبني خط الغاز الاتي من تركمستان باتجاه بلوشستان وبحر عمان
هذا وعلى الرغـــم من الخسائر الفادحـــة والتي تكبدها الاقتصاد الامريكي عندما ارتطمت طائرة امريكان ايرلاينز بالبرج الشمالي والجنوبي والتي بلغت مليارات الدولارات عند الضربة فقط وما تبعها من خسائر فادحة سواء لشركات التامين وشركات الطيران والتي ادت الى افلاس وتصفية الكثير من تلك الشركات وبالرغم من ذلك نجد ان شركات السلاح والشركات الاعلامية والشركات النفطية حققت ارباحا طائلة من تلك الاحداث لتسجل واحدة من ازدواجية المعايير في الاقتصاد الامريكي حيث ان شركات السلاح اخذت تعمل ليل نهار وبكامل طاقتها من اجل تلبية احتياجات الجيش الامريكي الذي يخوض حربا ضروسا في كل من افغانستان والعراق .
هذاوتدور في العراق اليوم حرب ولكن من نوع اخر بين الشركات الامريكية من اجل الحصول على اكبر قدر ممكن من عقود اعادة اعمار العراق والتي تعول عليها تلك الشركات للخروج من ازمة تردي الاقتصاد العالمي في ظل الازمة المالية الحالية والتي تعصف بالولايات المتحدة والغرب معا . فالولايات المتحدة الامريكية اتبعت سيناريو قذرا في العراق يقوم على " الهدم والدمار من اجل البناء والاعمــــار" وهو سيناريو خطط له من قبل ففرض العقوبات الاقتصادية في غضون اثنى عشر عاما الماضية ادت الى خسائر فلكية تكبدها الاقتصاد العراقي وتدمير منظومة الدولة العراقية كليا كما ان العمليات العسكرية والتي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية ضد العراق في غضون خمسة عشر عاما الماضية ادت الى احراق الاخضر واليابس ناهيك عن عمليات السطو والنهب في ظل الفراغ الامني والتي عايشته العاصمة العراقية ابان دخول قوات الاحتلال بغداد اي ان العراق بحاجة الى اكثر من 300 مليار دولار على اقل تقدير من اجل اعادة الاعمار والتي سوف تقوم بها الشركات الامريكية والبريطانية على حد سواء . كما ان قرار منع منع الشركات الفرنسية والالمانية من اقتسام كعكة اعادة اعمار العراق كشف حجم دور تلك الشركات الامريكية في صياغة قرار الغزو والتي تقع تحت ادارة البيت الابيض السابقة , فمع مرور الايام بدا يتضح للعيان بان الجيش الامريكي خاض الحرب نيابة عن الشركات الامريكية والتي تقع تحت ادارة اركان الادارة السابقة في البيت الابيض اي ان صياغة قرار غزو العراق تم في اروقة الشركات الامريكية العابرة للقارات كهاليبرتون وشفرون تكسكو وبلاك ووتر والتي يهيمن عليها المحافظون الجدد .
فشركة هاليبرتون المتخصصة في التجهيزات النفطية حصدت عدد لا باس به من عقود اعادة اعمار العراق بمليارات الدولارات من الحكومة العراقية مما دعى منظمة الشفافية الدولية الى اتهام الاخير بالمحسوبية على حساب مقدرات وثروات الشعب العراقي ناهيك عن عملية تضخيم مبالغ عقود اعادة الاعمار بمليارات الدولارات على حساب الشركة الام هاليبرتون والتي سوف تقوم بها الاخيــــر . ولن نغض الطرف عن دور الشركات الاعلامية والتي تلعب دورا كبيرا في تحريك الراي العام الامريكي والعالمي من اجل تنفيذ أجندة شركات العتاد العسكري فمعظم الشركات الاعلامية في الولايات المتحدة الامريكية تقع تحت سيطرة شركات العتاد العسكري فالاخير تمتلك حصصا من الاسهم السيادية في قنوات فوكس نيوز اليمينية التوجه وسي ان ان واي بي سي وهذه القنوات السابقة ساهمت في غسيل الراي العام ضد العراق ومنها انطلقت الشرارة الاولى ضد الاخير بعدما ساقت قناة فوكس نيوز في ربيع 2002 م والتي تمتلك شركات العتاد العسكري نسبة لا يستهان بها من اسهمها ساقت الادلة الملفقة بان العراق يمتلك الاسلحة المحرمة دوليا اي عملية غسيل الراي العام الامريكي والعالمي لاشعال الحروب تحت ذرائع واهية من اجل حفنة من الدولارات فهي فرصة ذهبية لشركات السلاح الامريكية لزيادة مبيعاتها من العتاد العسكري بعد الركود الحاد والتي شهدته تلك الشركات جراء قترة السلم والهدوء والتي شهدها العالم ابان فترة رئاسة بيل كلينتون , وليس خافيا على احد المكاسب والتي تجنيها الشركات الاعلامية والقنوات التلفزيونية عند اشتعال الحروب والازمات في العالم فمصائب قوم عند قوم فوائد فقناة سي ان ان نيوز ساهمت حرب الخليج الثانية عام 1990 في بروزها وصعود نجمها وفرض وجودها على الساحة العالمية بعدما كان الامريكيون يشبهونها " بالبرجر الباردة " نسبة الى قلة مشاهديها ومتابعيها من الشعب الامريكي الغير ملم اصلا بالاحداث والتطورات في العالم بعدما حصلت تلك القناة على السبق الصحفي والحصري من الجيش الامريكي حيث ان مراسلي الشبكة كانوا برفقة الجيش الامريكي ابان تلك الازمة بعدما سمح لهم الاخير بذلك .
كما ان الولايات المتحدة الامريكية قطعت شوطا كبير فيما يسمى اليوم "بصناعة خصخصة الحروب" من خلال حرب العراق الاخيرة بعدما سمح الجيش الامريكي في العراق للشركات الامنية او ما يسمى بالمتعاقدين الامنيين او المرتزقة كما يسميها البعض القتال نيابة عن الجيش الامريكي في العراق كما هو الحال في شركة بلاك ووتر الامريكية والتي كانت لوقت قريب تتخذ من ازقة فرجينيا الفقيرة مقرا لها بعدما عانت من ازمات مالية كادت ان تعلن افلاسها حيث ان تلك الشركة تقاتل في العراق بالوكالة نيابة عن الجيش الامريكي وتقتل باسم الجيش الامريكي وبتمويل عراقي وتسويق امريكي وتتمتع بحصانة بعيدا عن الملاحقة القضائية بعدما حصلت على عقود من الحكومة العراقية بمليارات الدولارات لتوفير الحماية لاعضاء الحكومة العراقية اي ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية تسوق لترويج اشعال فتيل الازمات والحروب وتعرضها في مناقصات عامة من اجل حفنة من الدولارات بعدما كانت صناعة الحروب حكرا على الادارة الامريكية المتعاقبة لتحل محلها صناعة خصخصة الحروب بحيث ان الشركات الامنية الامريكية الخاصة سوف تخوض الحروب نيابة عن الجيوش الامريكية في العالم ليبلغ الخيال الامريكي ذروته ويصبح كما للسلم اقتصاده ايضا للحروب اقتصاد وبزنس ولكن من نوع اخر , فالرئيس دبليو بوش وفي خطابه امام رجال الاعمال في الغرف التجارية للولايات المتحدة قبيل الحرب شدد على ضرورة انصياع بغداد للقرارات الدولية منبها بالاسواق الواعدة للشركات الامريكية في العراق بعد ازالة الحظر والحصار الدولي لبغداد بعد الإطاحة بالنظام العراقي وسط التصفيق الحاد والهتافات المدوية في القاعة والتي غصت برجال الإعمال الأمريكيين وذلك بعد التقارير المتشائمة لأداء الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة وكأن الحروب أصبحت وقودا وحلا سريعا لأي أزمة يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي ووسيلة فورية لإنعاشه من جديد , بيد ان أي انتعاش اقتصادي يشهده الاقتصاد الأمريكي لا يصب إلا في جيوب المرتزقة الحاكمة في البيت الأبيض أصحاب الشركات الأمريكية العابرة للقارات أي ان تأثيرها لا يكون إلا راسيا ويكون تأثيرها على المواطن الأمريكي العادي عكسيا والذي أثقلت كاهله الضرائب والتي فرضتها الإدارة السابقة لتسديد فاتورة تكاليف احتلال أفغانستان والعراق حيث إن المواطن الأمريكي المكبل بالديون أضحى عاجزا على تامين مسكن بعدما لجأ الأخير الى الرهن العقاري كملاذ امن وحل مؤقت لتامين مسكن يقيه حر الصيف وبرد الشتاء القارص في ضواحي نيويورك ومانهاتن ونيوجرسي إلا إن الرهن العقاري أضحى سببا مباشرا في ظهور الأزمة المالية والتي أخذت تطفو إلى السطح بعدما عجز مئات الآلاف من الأمريكيين عن سداد مستحقات الإقساط الشهرية للبنوك مما أدى إلى انهيار كبريات البنوك العاملة في أمريكيا ووجد الآلاف من المواطنين انفسهم في العراء بعدما لجأت شركات التامين إلى إخلاء مساكنهم بغية معالجة القروض المتعثرة من قبل المواطنين الأمريكيين والتي تقدر بمليارات الدولارات , فليبارك الرب اللوبي الرأسمالي المهيمن على مخارج ومداخل السياسة الامريكية وليذهب الشعب الامريكي الى الجحيم . ؟؟



#محمد_مبارك_الكيومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقمة النفط على العرب
- البتروديمقراطية ... البترول والديمقراطية المعلبة
- اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية
- ثورات وثروات العرب
- خارطة شرق اوسطية بمقاسات امريكية
- الغرب يكشر عن انيابه
- تركيا .. من دولة علمانية الى دولة عثمانية جديدة
- الوجه القبيح للاسلام السياسي


المزيد.....




- قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم ...
- اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
- دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
- بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان ...
- الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء ...
- واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح ...
- صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
- إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
- محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس ...
- أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد مبارك الكيومي - حروب الشركات الامريكية