أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية البطرانيين ... !!!















المزيد.....


ديموقراطية البطرانيين ... !!!


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 21:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البطران كالطفل المدلل ’ اذا اراد شيئاً ’ لايفكر بالممكن وغير الممكن وان كانت يد الأبوين طويلة ام قصيرة’ يصرخ ويرفس ويكّسر وتتسع مطاليبه حتى يقلب الطاولة على رأسي الوالدين ’ المثقف والسياسي البطران ’ لايقل عن الطفل الأرعن جهلاً وتجاهلاً وسذاجة وهوساً لتحقيق ما يحلم بـه ويتمناه ’ فهو يطالب بالحريات الديموقراطية وحقوق الأنسان ومثالية النظام المؤسساتي مثلما هي عليه السويد او المانيا ’ وغير معني بالفوارق بين عراق ولد بالأمس مشوهاً من رحم المظالم البعثية والتي ولدت قبله بأكثر من مائـة عام ’ يتظاهر ويحتج ويعتصم ويشهر ويرفع من سقف مطاليبه ويحاول قلب الطاولة على رأس الناس والوطن ’ لأن ما هو على الأرض لايشبه ما في مخيلته ’ والأسوأ ما في الأمر ’ عندما يقبل ان يكون ورقـة يلعبها ويخسرها الأخرون .
مهما كان الأمر واستحالة اقناع المتبطرين والمدللين ’ بأن احلامهم لا مكان لها الا في مخيلتهم ’ وان صراخهم لايحقق المستحيل وعاجلاً ستبح اصواتهم وتستهلك منطلقاتهم وتسفه اقلامهم وتجف مخيلتهم ويتركهم الزمن العراقي كعلب فارغة عالية الضجيج فارغة المحتوى ’ مرمية على قارعة النسيان او ارثاً لايشرف ذاكرة الأجيال القادمة ’ ومن واجب الخيرين هنا ان يذكروهم بما هم عليه من ظلال واعوجاج سينعكس متاعب على الواقع العراقي المتعب اصلاً .
من الحماقة ان نتجاهل’ كون العراق استورث واقعاً مريراً بعد جمهوريتا البعث ’ الأولى التي ابتدأت مع نقلاب 08 / شباط / 1963 الأسود والثانية التي ابتدأت اكثر سواداً في انقلابها الأبيض في 17 تموز / 1968 ’ كلاهما دمويتان وضعتا العراق شعباً ووطناً في محارق الطائفية والقومية العنصرية ’ ووجدناه رماداً بعـد السقوط في 2003 .
جمهوريتا البعث ’ كانتا مجزرة بشعة للقيم والأخلاق والوعي والثقافة والتقاليد والأعراف الحميدة ’ افرغتا المجتمع من كل ما هو ايجابي استورثـه من الأجداد عبر مئآت والاف السنين وتركتاه انقاضاً خلف مربع الصفر ’ ومن تلك النقطة البائسة ’ وجد العراقيون انفسهم ملزمون ان يبدأوا ويتحملوا معاناة الأصلاح واعادة البناء ’ وليس بأستطاعة المخيلة والوهم والترقب السلبي ان يصنع بديلاً جاهزاً او مستورداً من خارج واقعهم ’ ولا خيار لهم الا ان يكون لهم نموذجهم النابع من احشاء تجاربهم .
للديموقراطية تفسيرات عديدة ’ فهي عملية تطور حضاري معقدة ’ ومنظومة تراكمية لتجارب وتغييرات اجتماعية اقتصادية سياسية وثقافية نوعية وتقاليد وممارسات تكتسب قوة العادة والتقليد العفوي داخل مؤسسات دولة مدنية واخرى مجتمعية ’ تتفاعل مع بعضها وطنياً وانسانياً ’ فالديموقراطية حالة انسجام مستقبلي بين الدولة والمجتمع ’ تمر بمراحل وتجارب وايجابيات وسلبيات وعثرات ونهوض وانتكاسات وانتصارات وفشل هنا ونجاح هناك ’ حالة متداخلة لا تقبل الأنتقائية والمزاجية واللاابالية ’ بل نهضة وعي وفعل هادف ورغبة اصلاح وتغيير ’ مجرى تلتقي عنده كل ما في المجتمع والدولة من طاقات بناءة ’ اما محاولة تسطيح الأمر وتسفيه الواقع وتعويم الحقائق من داخل المخيلات المقعدة والحالمة في الجاهز من المكاسب والأنجازات على اصعدة الحريات الديموقراطية وعدالة القانون والسلوك المتمدن والممارسات الحضارية ’ انه امر يفتقر الى الجدية وصدق النوايا وحالة كسل واتكالية وتعجيز وابتزاز وطفولية مدللة .
ـــ هل ان العراق الراهن ’ هو ذلك العراق الديموقراطي الذي تمنيناه وحلمنا به وفصلناه في مخيلتنا جاهزاً كحلوى الأطفال ... ؟؟؟
ـــ ( لا ... ) فهكذا خطوة عملاقة ليس بأستطاعة العراق ولا اي بلد آخر يعاني نصف مأزقه ان ينجزها ’ هكذا امر يمكن ان نصادفه فقط على مخيلة الذاتيون الحالمون الكسلاء ’ تماماً كأفلام الكارتون ( المكي ماوس ) .
ـــ هل في العراق هامشاً جيداً من الحريات الديموقراطية ’ يمكن للعراقيين ان يمارسوه ويطوروه ويرسخوه تراكم انجازات باتجاه مستقبلهم الديموقراطي ..؟؟؟ .
ـــ نعم بكل تأكيد ’ والعراقيون قد سبقوا مثقفيهم وسياسييهم في التأقلم مع الظروري والممكن والراهن والمستقبلي من الأنجازات الوطنية والأنسانية ’ وجادون في اعادة اصلاح حاضرهم والتقدم بـه لأعادة بناء مستقبلهم الأفضل .
ــــ هل يحتاج العراقيون حقاً الى اكثر من ( 50 ) عاماً حتى يستيقظوا من غفوة تخلفهم ’ ليصبحوا بيئة مثالية جاهزة يمكن لمخيلة مثقفيهم وسياسييهن ( الكبار !! ) جداً ان يتحركوا وينتجوا مستقلاً زاهراً من داخلها ... ؟؟؟ .
ــ العراقيون استيقظوا يوم سقوط صنم الدمار والتخلف في 2003 وهم ينتظرون بلا جدوى ان يستقظ البطرانين من غفوة نرجسيتهم ويغادروا مقبرة الأوهام الميتة .
محترفي المعارضة والمعترضين حتى على ذاتهم ’ اللاغون لبعضهم المستعينون بشرطي الثقافة البليد للتحقيق مع المقالة التي لاتجاملهم واستجواب الفكرة التي قد تخترق جداد معبدهم وقطع لسان وجهة النظر التي قد تغرد خارج سربهم ’ تلك الهياكل المعجبة بنفسها حـد اللعنـة ’ والأسوأ ما استورثه الواقع العراقي من سكراب الأنحرافات والأنتكاسات والهزائم ’ تطالب بالحريات الديموقراطية .. ؟ واطلاق سراح ... ؟ وتفتعل الأحداث وتتصدر ( النضالات !!! ) ضد ومع .. مـن .. ؟؟؟ في حين لم نشاهد اغلبها في تظاهرة واعتصام ’ ولم نقرأ لها مقالة رافضة او مذكرة احتجاج يوم كان العراق بين فكي مثرمـة النظام البعثي ’ حيث كان البعض منها يعتبرها مثرمـة ثوريـة .
لم يبق امام الدولة ’ الا ان تتبضع لتلك الهياكل قطعـة مجتمع من السويد او المانيا لتمارس من داخلها ديموقراطيتها وتبتكر تياراتها وتحالفاتها واشيائها الكثيرة الأخرى ... من هناك فقط ’ تحقق للأنسان حقوقـه وتطلق سراح من لم تتلطخ مفخخاته وعبواته واحزمته ولاسقاته الناسفة بدم العراقيين !!! .
ما اسهل ان يبتكر المرء تواريخاً ويلغي اخرى ’ ويزور فساد ذاتـه ليعرض بضائعه منقذاً ويشوه ما للآخرين ليبرر صلاح ما لديه ’ يتصدر الأفعال النبيلة ليعود بها الى الوراء ’ نعم : يستطيع كل ذلك ’ لكنه غير قادر عبور ( گنطـرة ) التقدم حتى نهايتها ’ فالسقوط المحتم يترصده في كل خطوه .
11 / 10 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن الذهب الأسود تمشي حافية !!!
- انا وانتم والمالكي ...
- نادي الرافدين في مهرجانه الثقافي ... ؟؟؟
- طغم كالقراد في الجسد العراقي ...
- زغار جنه ...
- منظمات المجتمع المدني : بين الأستقلالية والتبعية ...
- العراق ما بعد الأنسحاب الأمريكي ... ؟؟
- حنان الفتلاوي : نقطة نزاهة في فساد مجلس ...
- شباط لكم وتموز لأهله ...
- عنق العراق ولا قطع الأرزاق ..
- العراق : بدون تعليق
- العقد لا تحل العقد ...
- اي جيل سيبدأ الأصلاح والتغيير ...
- طيور الفساد على اشكالها وقعت ..
- يومها كنت نائباً ..
- حنان الفتلاوي : تستبدل الشك في اليقين ...
- المصارحة ثم المصالحة ...
- 14 / تموز : ثورة في الوعي العراقي ...
- بين السلطان والقطيع ...
- حصار يفرضه المثقف على المثقف ...


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ديموقراطية البطرانيين ... !!!