|
انهيار المثلث السني
اكرم بوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 18:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
( إذا لـم يـكن في إسـتطاعـتنا تمـييز أصح الآراء ، فـإن الواجـب علـينا إتّباع اكـثرها رجحانا ) (ديكارت) من المؤكد بأن الأتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية تخص مستقبل العراق والعراقيين ، فكان من الأولى والأصح ان يكون للعراقيين كلمة الحسم في بقاء تلك القوات او رحيلها ، من خلال إستفتاء شعبي واسع يشارك فيه المواطن العراقي لتقرير مصيره ومصير بلده ، وهذا مايحصل في الدول الدستورية التي تحترم مواطنيها ، لكن الجمهورية الاسلامية فرضت اجندتها ليحسم امر الإتفاقية الأمنية في قم وطهران ، ولم يأتي الحسم من المنطقة الخضراء كما يتباهى بذلك السيد نوري المالكي وبعض مؤيديه ، أمّا الشخص الوحيد الذي إستطاع ان يبدي رأيه وبكل صراحة وبقدر كبير من الشجاعة والإستقلالية مطالبا بتمديد الإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية هو رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني . ليس خافيا على احد ما أعلنته إيران مرارا وتكرارا وعلى لسان الكثير من قادتها بانها ستملأ الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية في العراق ، هذا يعني ان إيران لا تحسب حسابا للعراقيين ، وهو بالتأكيد قول صحيح بدليل ان الحكومة العراقية الحالية وما سبقها من حكومات لم تتشكل إلا بموافقة إيرانية مسبقة ، والإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لم تمدد بسبب خوف وجبن بعض الشخصيات السياسية الشيعية من غضب رجال الدين في إيران ، رغم ان اؤلائك الساسة من اكثر المنتفعين من بقاء القوات الأمريكية في العراق ويرغبون ببقاء تلك القوات ، بإستثناء كتلة الصدر التي تنادي بخروج القوات الأمريكية لتنفذ مخططاتها في السيطرة على العراق ، وهذا ما سيحدث فعلا حسب مانراه ، حيث ان إيران قد رتبت أمورها ترتيبا جيدا لربط العراق بنظام ولاية الفقيه في إيران ، من خلال شخصية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تلك الشخصية التي يجب ان نحسب لها حسابا دقيقا ، وليس من شك بأن الرجل قد اصيب بجنون العظمة و جنونه ذلك سيجر البلد الى حرب أهلية مدمرة والخاسر الوحيد من تلك الحرب ستكون الطائفة السنّية في العراق ، وليس مستبعدا ان يمتد لهيب الحرب الى إقليم كوردستان ، فالرجل قد تم وعده بزعامة العراق من قبل أسياده في قم وطهران ، والمصيبة التي تشغلنا كثيرا والتي لاتفارق مخيلتنا هو ان الطائفة السنّية تتحاشى ان تتفهم النوايا الإيرانية في دعم الصدر وتياره ، رغم انها تدرك تماما المخطط الإيراني الساعي للسيطرة على المنطقة الإقليمية من خلال سيطرتها على العراق ، حيث يتصور البعض من الذين فرضوا انفسهم على الطائفة السنّية بأنه من السهل على السنّة إستعادة سيطرتهم على العراق في حال خروج القوات الأمريكية من البلد ، وهذه تصورات خاطئة وغير محسوبة حسابا دقيقا ، فالغالبية الشيعية لن تسمح اطلاقا بعودة السيطرة السنّية وإستلام السلطة من جديد ولا شك بأنهم محقّون في ذلك لكثرة ما عانوه من ظلم وإستبداد على يد الحكومات السنّية المتعاقبة وعبر قرون طويلة ، وعلى السنّة العراقيين ان يدركوا ويتفهموا خطورة ما ستؤول اليها الأحداث فيما بعد خروج القوات الأمريكية من العراق ، وان يعجّلوا في توحيد صفوفهم والإسراع في المطالبة بإقليم فيدرالي على غرار إقليم كوردستان وهو حق دستوري مشروع وقد يكون الإقليم السنّي نهاية للأوهام التي لاتفارق مخيلة زعيم التيارالصدري في حكم العراق ، ومن ثم ربطه بولاية الفقيه في ايران ، ولينظر سنّة العراق الى اخوتهم من عرب الاحواز والظلم الذي يعانوه تحت ظل ولاية الفقيه ، او لينظروا الى البلوش كيف يعيشون ، ناهيك عن معاناة الكورد والاذريين ، فولاية الفقيه هي ولاية الظلم والتعسف والإستبداد وهي ولاية دكتاتورية رجال الدين ، واذا ما رضي سنّة العراق بنظام ولاية الفقيه فهذا يعني انهيار االمثلث السنّي ومن غير المستبعد تغيير ديموغرافية المنطقة السنّية من قبل مقتدى الصدر وأزلامه كما فعلت االأنظمة العراقية المتعاقبة مع المناطق الكوردية ، فالمطلوب من السنّة ان يصحوا من غفوتهم وسباتهم ، وان يبتعدوا عن الشعارات الوطنية الفارغة فاذا كان الصدر يدغدغ عواطفهم بمعسول الكلام عن الوطنية فهو يخطط للسيطرة عليهم وعلى العراق برمّته وبمساعدة اسياده في قم وطهران ، واذا كنا قد ابتعدنا عن تنبيه الكورد العراقيين من خطورة التيارالصدري وزعيمه ، هذا لأن الكورد يتمتعون بإقليم آمن ومستقر وسيدافعون عن إقليمهم دفاعا مستميتا اذا ما فكر الصدر بالسيطرة عليهم ، فلماذا لايفكر العرب السنّة باقليم يسهر ابنائه على أمنه واستقراره كما يفعل ابناء الكورد ، وليكن لإخوتنا الشيعة احلامهم بولاية الفقيه كما يريدون ، وليجعلوا من السيد مقتدى الصدر زعيمهم الأوحد ان كان الرجل مناسبا لقيادتهم فأهل مكّة أدرى بشعابها .
#اكرم_بوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سنبحث عن دكتاتور
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|