|
قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 01:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في حوار شيق ومفيد مع الأستاذ أمير الغندورحول مقالي المعنون ب:الماركسية والماركسويون وبالدقة حول القانون الرابع من قوانين الجدل -الصدفة -حيث تعريف الصدفة لم يكن بالدقة التي تعبر عن مضمونه وهو على حق فطلب مني تسمية بديلة تحمل المعنى الدقيق لهذا القانون كما أطرحه فلم أجد أفضل من تسميته قانون العامل (س) ولإيضاح ما هو القصد من هذه التسمية التي لم أجد أفضل منها لابد من الشرح قليلاً
لنفرض اننا أطلقنا قذيفة من فوهة مدفع فحسب قوانين نيوتن نستطيع وببساطة شديدة وبعد معرفة وزن القذيفة وزاوية ميل الإطلاق وسرعتها في لحظة الإطلاق وسرعة الريح وإتجاهها ومقدار مقومتها لحركة القذيفة أقول نستطيع ببساطة تحديد الإرتفاع الذي ستصل إليه القذيفة وبعد نقطة سقوطها عن مكان المدفع وسرعة وصولها إلى نقطة الهدف وإذا لم تنفجر القذيفة لسبب ما وهي المُعدٌة كي تنفجر أقول نستطيع معرفة العمق الذي ستصل إليه في حال عدم إنفجارها في مكان سقوطها وذلك بعد معرفة الخصائص الفيزيائية للمكان الذي ستسقط فيه وذلك عن طريق حل ما يسمى معادلة حركة القذيفة والتي نأخذ فيها كل المعطيات السابقة الذكر
نلاحظ في عملية الإطلاق هذه أننا أمام عدم دقة مقبول من ناحية علم الرمي بإصابة الهدف بنسبة مائة بالمائة وأيضاً قد نجد أنفسنا أمام نسبة في عدم الدقة مرتفعة إلى درجة غير مقبولة
هنا يطرح السؤال المهم لماذا وعلى الرغم من معرفتنا لكل العوامل المؤثرة على القذيفة حسبما نعتقد تحيد عن هدفها بهذه النسبة غير المقبولة في علم الرمي ؟
لنورد ما نراه مناسباً في مثل هذه الحالة من إحتمالات كتبدل مفاجىء في حركة الريح بعد الإطلاق مباشرة كتغيير السرعة أو الإتجاه أو الضغط الجوي المرتبط بكثافة الهواء أو تبدل سريع ومفاجىء في درجات الحرارة أو زيادة غير مقصودة في مقدار حشوة البارود التي بإنفجارها تعطي للقذيفة سرعة إنطلاق أكبر مما هي مقدرة أو عدم تماثل دقيق في صناعة القنبلة من حيث الوزن والشكل الذي سؤثر بكل تأكيد على طيرقة طيرانها نحو الهدف
كما نلاحظ فإن عدم إصابة القذيفة للهدف بخطأ غير مقبول فتح الباب على مصراعيه للإنتقال من القول بحتمية الإصابة الدقيقة إلى القول بإحتمال أن تكون الإصابة دقيقة ما سبب هذا الإنتقال ؟
إن عدم قدرتنا على معرفة المعطيات الشاملة لظروف أية حركة أكانت حركة قذيفة أو حركة شعب يدخلنا في مجال التخمين المعبر عنه علمياً بمفهوم الإحتمال مثلاً عنما حرق محمد البوعزيزي نفسه إحتجتجاً على إهانته من قبل شرطية وإندلاع الحراك التونسي وإزاحة بن علي بسرعة قياسية بدأ الحراك المصري على ذات القاعة وتم عزل مبارك ثم بدأ الحراك في اليمن وليبيا والبحرين وسوريا وهلم جرا .......
وكقراءة تعتمد الرياضيات ومنطق الجدل قلنا وقتها أن العرب ذاهبون إلى الهاوية لأنهمم عمموا الظروف والمعطيات وقد نشرت مقالاً أثار زوبعة على صفحات هذا المنبر المحترم بعنوان الحراك السوري ومنحني غاوس وبدأت تنهال علي من كل الذين لاعلاقة لهم لابعلم السياسة ولابالعلم الرياضي ووعابوا علي مفترين في ذلك أني أدافع عن النظام غير ملاحظين أن قراءتي في إعلامهم جعلتني أدخل إحتمالاً لم يروه في إندفاعتهم المضادة للنظام وللأسف وقع كبارهم في هذه الخطيئة فما هو هذا الإحتمال ؟
لنقارن مقارنة بسيطة بين ساحتين للحراك أرهما أنموذجيتان بسبب التخل الغربي الفاضح والمستعر فيهما أعني سوريا وليبيا ليبيا مركز نفطي مهم للغرب وخصوصاً أوروبا ولايعني روسيا والصين كثيراً ليبيا بلد غير متعدد المذاهب بل متعدد القبائل وهذا أقل أهمية من المذهبية ليبيا تودع أموالها في الغرب بكميات كبيرة عدا عن أن سياسة القذافي تجاه الغرب كانت زئبقية في كل ماله علاقة بسياسة ليبيا الداخلية والخارجية ليبيا لاتملك جيشا معتبراً صحيح لديها أسلحة كثيرة لكن لاوجود لمن يستطيع إستخدامها
سوريا بلد له أهمية جيواستراتيجية خطرة وبالغة الأهمية إن كان بالنسبة للغرب أو لروسيا والصين كونها قلب العالم القديم وممر طرق مواصلاته وموقع عسكري هام وخطير بالنسبة لكل منهم سوريا بلد المسيحيين المشرقيين ومركز ثقلهم الذين هم على علاقة وثيقة مع إخوانهم في المذهب في روسيا عدا عن طوائف أخرى ينوف عددها العشرين سوريا جارة إسرائيل وهي تملك جيشاً أقوى مما يظن من يقارعونها بكثير وفي حالة اليأس تستطيع جعل إسرائيل أرضاً منكوبة لاتصلح للعيش بكل ما في الكلمة من معنى سوريا بلد فيه علمانية مقبولة كفلت سلاما إجتماعياً محترماً سوريا يحكمها شكلا أقلية طائفية ولكن الحقيقة غير ذلك سوريا عاصمتها دمشق التي عرف سكانها كيف يحافظون عليها حية لم يمسها الضر منذ أكثر من أربعة آلاف عام وعرفوا عبر تاريخهم كيفية التعامل مع العدو والإنتصار عليه سورياهي في الميزان الإستراتيجي كانت دائما شرقية الهوى حتى عندما يرأس وزارتها رأسماليون أو إقطاع سوريا دولة لها تأثير إقليمي كبير بسبب تحالفاتها التي أتقن صنعها الرئيس الراحل حافظ الأسد سوريا بلد شعبها لم يؤمن في تاريخه بسياسة العنف سوريا ومنذ اللحظة الأولى تعرضت لضخ إعلامي وشعارات ساعد كثيراً النظام من حيث لايدري سوريا لشعبها تجربة مرة لم تزل في الذاكرة مع أكبر فصيل معارض وهي تجربة أليمة للشعب بأكمله ولاأحد سوى الحمقى يريدون تكرارها ثانية
ماذا نستخلص من هذه المقارنة ؟
الإستخلاص هو أن الحتمية التي جرت فيها الأحداث في ليبيا لن تحترم في سوريا بل وسيأخذ منحى لم يتوقعه المعارضون في أسوأ تقديراتهم تجاه النظام ما السبب ؟
إن دراسة إنحراف القذيفة عن مسارها يشبه إلى حد بعيد دراسة الحراك في سوريا والسبب في الإنحراف عن الحتمية الوهمية وعدم نجاح الحراك في سوريا هو المعطيات غير المأخوذة بعين الإعتبار وهو ما أسميه قانون العامل (س)
إذا إن قانون العامل (س) هو جملة المعطيات التي ربما نعرفها إلى درجة كبيرة ولكن يستحيل علينا معرفتها بالكامل وهذا هو السبب في أن كل حركة تبدوا وكأن لها قانوها الخاص بها وبذلك يسقط قانون على يد قانون العامل (س) أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة على سؤال الأستاذ المحترم أميرالغندور في إيضاح معنى قانون العامل (س) البديل لقانون الصدفة
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
-
المثقف وتفسير الظاهرة
-
المنهج الماركسي والماركسويون
-
كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
-
نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
-
علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
-
مثقون سوريون وبكاء عرعوري
-
المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
-
لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
-
لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
-
أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
-
أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
-
ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة
-
نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح
-
الله إسرائيل أمريكاوبس.....
-
الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
-
نحن والتاريخ والفيزياء
-
التفكير غريزياً
-
كيف نساعد الغرب على أنفسنا
-
هل يدرك الله ذاته؟
المزيد.....
-
-الشامي- يغني شارة مسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
وزير داخلية فرنسا يحذر من -تسونامي الكوكايين-
-
الجيش السوداني يهاجم القصر الجمهوري لحسم معركة السيطرة على ا
...
-
ليبيا تقتاد مهاجرين إلى سجونها وتحذيرات من كارثة قرب مالطا
-
كتاب عبري يكشف ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة
-
مصراتة الليبية تستعد لإطلاق سفينة إغاثية ثانية إلى قطاع غزة
...
-
إسرائيل.. كاتس يجري مشاورات أمنية حول خيارات تهجير سكان قطاع
...
-
وزير الكهرباء السوري يبحث مع وفد إماراتي مشاريع توليد الكهرب
...
-
السفير الروسي لدى هلسنكي: السلطات الفنلندية تحث مواطنيها على
...
-
مصر.. حبس راقصة متهمة بالتحريض على الفسق من خلال فيديوهاتها
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|