أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زهير دعيم - بالمُدرّعات يا راجل !!!














المزيد.....

بالمُدرّعات يا راجل !!!


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من حقّ المظلوم ان يصرخ ويقول بلغة جدتي : "آخ".
من حقّ المكلوم أن يتأوّه خاصّة وأنّه يتلقّى الضربة تلو الضربة على جرحه النازف، من حقّهم – حقّ الاقباط- أن يتظاهروا ويرفعوا عقيرتهم بالصّراخ واصواتهم بالتحذير ، فما عاد الوضع يُطاق ، فمسلسلات اختطاف القبطيات وحرق الكنائس وكمّ الأفواه ودوس الكرامات جارٍ منذ سنين واليوم ترتفع وتيرته تحت اللاحكم والانفلات والسلفية والبلطجيّة ، بل تحت نظر وسمع الزمرة العسكرية الحاكمة هناك ، فالطنطاوي والنطنطاوي والطهطاوي استعذبوا في ماسبيرو بالامس قتل الاقباط الشباب والاطفال تحت عجلات مدرّعاتهم بحجج واهية.
شهداء ...نعم شهداء الحرية والايمان ..وابطال واكثر .
انا لست مع العنف ، فقناعتي الايمانيّة ترفض وتأبى ، ولستُ مع الإضرار بالمصالح والمؤسسات العامّة والخاصّة ..
ولكن للصبر حدود !
فالربّ يسوع عندما دخل الهيكل في احد الايام ووجده وكرًا للصوص ولباعة الحمام والتجارة قلب موائد الصيارفة بغضب مُقدّس قائلا : "فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً، وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: "ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا. لَا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ". فَتَذَكَّرَ تَلَامِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: "غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي".
بالامس القريب كانت تظاهرة اجتماعية اقتصادية غاضبة في عدة مدن بريطانيّة ، هشّم فيها المتظاهرون وكسّروا..وتعامل الامن البريطاني مع هؤلاء المواطنين والذين في غالبيتهم من احبابنا السود ومن اصول غير بريطانية ، تعامل معهم بكرامة ..ولم يدسهم بالمدرعات وأظنّه يملك.
لقد حطّموا وكسّروا.- وانا لست في صفّهم في هذا –وما كان هناك اختطاف ولا حرق ..
تخيّلوا معي لو ان المسيحيين في اوروبا حرقوا مسجدا ومسجدا وآخر ، أما كان الشرق وغير الشرق سيقوم ويبقى قائمّا ؟
امّا في مصر المحروسة فالأمر أضحى طبيعيّا ، كلّ يوم حادثة وكل يوم تحريض بل وصل الامر الى الوقاحة السافرة من احد السلفيين الذي دعا الاقباط الى الهجرة الى استراليا فالاراضي هناك واسعة !!...اَضحكني هذا السلفي ، أضحكني حتى الدموع : " فالدّار دار ابونا ..."
بالمدرّعات يا راجل !!يا طنطاوي ..اليس الاقباط مواطنين؟ اليسوا مصريين أقحاح يشربون من النيل ويستعملون كلمة " كده".؟ أليسوا اصل مصر وعنوان حضارتها ؟ ألا يجري عشق مصر في عروقهم ؟ ألم يُصدّروا الى العالم حضارة ما زالت ماثلة حتى اليوم؟.
بالمدرّعات يا راجل ؟..ماذا دهاك..اسمعهم ..انصت اليهم ، قد يكونون على حقّ أليس من المفروض وبعد الثورة الشبابية أن تكون ابًا لكل المصريين؟
أكنت تفعلها لو كان المتظاهرون من الاخوان؟
لن تستطيع ان تُخرس المحبّة من قلوبهم ، ولن تستطيع ان تسلبهم الطمأنينة الآتية من السماء ، ولن تسرق منهم الفرح السمائيّ، حتى ولو سحقتهم عن بكرة أبيهم !
بالمدرعات يا راجل ألا تخاف الله؟
أين العالم الحرّ ؟ اين المنظمات الانسانية والامم المتحدة ؟ أين الضمير العالميّ ممّا يحدث؟
أيعقل ان يكون بناء كنيسة اصعب الف مرة من اقامة عشرين مرقصًا ؟
اين المشكلة يا طنطاوي في اناس يريدون ان يعبدوا الله ويرنّموا : " المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرّة "
أين المشكلة في اناس يردّدون خلف الههم : " أحبّوا اعداءكم ، باركوا لاعنيكم ..." .
لا انكر وقد رأيت بأمّ عيني وعبر الفضائيات ، رأيت الكثيرين من اهلنا المسلمين المتحضّرين – وهو كثر- رأيتهم يقفون الى جانب الاقباط ويسيرون معهم في المظاهرات السلمية مطالبين برفع الظلم.
لقد سرقوا الثورة ...سرقوها ولوّنونها بالاسود الاشلاء.
سرقوها وعلى الدنيا السلام !!!
ومع هذا فليعلم الطنطاوي أنّ التاريخ 2011-10 -9 سيبقى محفورًا في الضمير القبطي والبشري ، وسيكون ويبقى نقطة نور وتحوّل ، وستروي دماء الشهداء الزكية تربة الحقّ والمحبة وسينمو هناك الاقحوان وشقائق النعمان.
لن تعود الايام الى الوراء ، ولن يرضى القبطي والمصري الاصيل في الايام القادمة ان تُداس كرامته وهو صامت.
لماذا تضربني إن لم افعل سوءًا ؟ سيقولها بصوت عال كل شريف في مصر ، صوت هادر يصل الى السماء، والسماء مفتوحة والإله حيّ ويسمع.
بالمًدرّعات يا راجل ؟!! يا ويلّك من الله !!!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صِنّين أن حكى
- ظالم أنا
- رِفقًا بكِبار السِّن
- حلمي ورد
- شرَف العائلة للمرّة المليون
- ارفعوا الظُّلم
- سرقوا الثورة ...
- جواز السَّفَر دماتو
- كابري (سماء على الأرض )
- الديك المغرور - قصة للاطفال
- أنت الأحلى
- مسرحية في مشهديْن
- أينه ؟
- وترك علبة صدقاته
- الفضل كلّو
- مقتل ابن لادن لم يفرحني
- الكلاسيكو
- صلوات صغيرة
- سأبقى وفيًّا
- وينثال النّور شؤبوبًا


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زهير دعيم - بالمُدرّعات يا راجل !!!