|
أجابات على أسئلة الحوار المتمدن
كامل كاظم العضاض
الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 08:52
المحور:
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي
1.أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على اساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي أو أثنية، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟ ج1. ما هي الغاية من بناء أية دولة؟ في التحليل الأخير تُقام الدول لخدمة مجموعات الشعوب التي تعيش في كنفها، حيث تحظى بالأمن والعيش المشترك والمساواة في الحقوق والواجبات، مع إحترام كامل للخصوصيات القومية أو الأثنية أو الدينية، مع تحقيق نمو وإزدهار وضمان لمستقبل الأجيال القادمة على ذات الأسس من العدالة والمساواة. إذا كان بالإمكان تحقيق هكذا دولة، فلماذا اللجؤ الى تشكيل دولة أو دويلة منفصلة خاصة بقومية أو أثنية معينة؟ هل المهم لديك أن تُشبع بعض النوازع النفسية لكي يكون لك علم خاص وهوية مميزة عن غيرك؟. فالتميز العرقي هو الآخر لايصبّ في مصلحة الإنسانية الطامحة الى التوّحد والتكامل وإستغلال الموارد المادية والبشرية إستغلالا أفضل وأكفأ. أما إذا كان هناك إضطهاد عرقي أو قومي ضد أقلية متميزة، عنذاك، ووفقا لحق تقرير المصير، يجوز لها أن تنشأ دولة خاصة بها، وهي مخوّلة ومحقة بذلك، خصوصا إذا كان التمييز ضد هذه الأقلية ساري بغض النظر عن تبدل الأنظمة السياسية، أما إذا إنتفى التمييز بسقوط نظام عرقي سابق، فإن الدعوة للإنفصال تحمل في طياتها تحميلا لأجيال أو لشعب الأغلبية مسؤولية إضطهادها، في الوقت الذي كانت فيه هذه الأغلبية القومية ذاتها هي مضطهدة أيضا. بغياب ذلك، قد تكون الدعوة للإنفصال هي نوع من الغلو والتعالي العنصري المتناقض مع وحدة المصير الإنساني، بغض النظر عن الخصوصيات. ثمة إشكالية أخرى للإنفصال الذي قد تنشده أقلية، (بغض النظر عن الكوابح التي ستقابلها من دول أخرى ذات مصالح وغايات)، هي إشكالية الجدوى الإقتصادية من إقامة كيان صغير منفصل!؟ الحقيقة، وفقا للمعايير الإقتصادية العالمية، أن الكيانات الصغيرة ليس لها مستقبل إقتصادي، ما لم تستحوذ على مصادر مواردية لا تنضب. أي حتى ولو حصل الكرد، مثلا، على بعض البترول، فإنه ينضب خلال ربع الى نصف قرن، وماذا بعد ذلك؟ وإن حجم السكان بحدود الأربعة ملايين، بدون موارد أخرى، وهو واقع جغرافيا بين طيات رحى ضاغطة، بل وقاتلة، قد تأتي من إيران من الشرق وتركيا من الغرب وسورية من الغرب، فضلا عن سلاسل الجبال المفرّقة بين الأكراد في أربع دول، فأية جدوى ستتحقق للكرد في شمال العراق؟ ونضيف، بأن إنفصال الكرد في شمال العراق، سيحرمهم من موارد العراق الأعظم في وسط وجنوب العراق! فالنفط والغاز في بقية العراق، عدا الشمال، يمثل ثاني أكبر إحتياطي نفطي في العالم. كما ان السوق العراقية لما يزيد عن 25 مليون مواطن عراقي سوف لا تكون بمتناول الإقتصاد الكردي. الحصافة تقتضي غير ذلك، حتى ولو كان هناك طموح وإعتزاز قومي عنصري، فلا يجب التعجل، بل المساهمة في إرساء دولة ديمقراطية، لا مجال فيها للتمييز القومي أو العرقي أو الديني أو الطائفي. وفي كل الأحوال، يمكن الصبر لحينما تتغير الظروف الدولية، ويحصل الكرد في إيران وتركية على حرياتهم وحقهم لتقرير مصيرهم، عندئذ يمكن التفكير بإقامة دولة كردية ذات جدوى إقتصادية، ونصرّ، ذات جدوى إقتصادية، وليست عرضة لمهبات الرياح، أو لإستحواذ حكام جدد، يقيمون حكما أوتوقراطيا وعائليا، والذي ربما قد يصبح أكثر فسادا. من الناحية المبدأية، من حق الكرد الإنفصال، ولكن السؤال، هل هو لمصلحتهم؟ ونحن نرقب اليوم نزوع دول العالم المتحضرة للتوحد أو لخلق كيانات فدرالية ديمقراطية. أن التنوع القومي والعرقي الأشد عمقا في سويسرة وفي الولايات المتحدة وفي الهند وفي الكثير من دول أمريكا اللاتينية، لم يمنعها من التوّحد والعيش في كنف دولة ديمقراطية فدرالية واسعة. فالغاية العليا هي التي يجب أن تكون الأساس، وليست النوازع العرقية والنفسية، أنظروا الى الإتحاد الأوربي، ففي إتحاده الحالي ألف درس للتعلم.
2. كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟
ج2. القضية الفلسطينية ليست معقدة، بل واضحة، هنا لدينا مستوطنون وافدون من الخارج، سلبوا أرضا فلسطينية وإحتلوا بقية فلسطين، وأقامو دولة عرقية إستيطانية، تقوم بقتل وسجن وتعذيب وتدمير ما تبقى من حياة بضعة ملايين من الفلسطنيين في أراضيهم وقراهم، وتقوم بالتوسع الإستيطاني، فتنهب أراض فلسطينية، وتجرف مزارع الفلاحين الفلسطنيين العزل وتقتلع أشجارهم، وتضربهم بالقنابل. فأي ضمير إنساني، وأي قانون دولي، وأي قرار دولي، وأي رأي عالمي ودولي لايقف مع حقهم بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة؟ لو كان اليهود الغزاة أو/و المقيمون أصلا فيها، من ذوي النوازع الإنسانية، وممن يحترمون المبادئ الديمقراطية العليا، ومنها المساواة الإنسانية، لنادوا وكافحوا من أجل إقامة دولة ديمقراطية علمانية، بدلا عن إقامة دولة عنصرية يهودية، دولة علمانية يعيش فيها اليهودي الى جنب المسلم والمسيحي العربي والدرزي، ولصعب القول ضد هذا الأمر. الحل الوحيد المتاح الآن هو الإعتراف الدولي الكامل بقيام الدولة الفلسطينية، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، إعتبارا من القرار 242، وغيره من القرارات والإتفاقيات الدولية، بقيام دولة فلسطين المستقلة بحدود عام 1967، وغيرذلك يصبح ضرب من الخيال في هذه المرحلة من التأريخ.
3. كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه الى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟ ج3. نقول، أساسا، أن مواقف الدول عموما وغالبا تتحدد بالمصالح الإقتصادية والجيوبلوتكية، وخصوصا بالنسبة للدول الكبرى الرأسمالية التي تستحوذ على الإقتصاد العالمي والتجارة الدولية. فدولة كبرى، بل اعظم من حيث النفوذ والسطوة العالمية، كأمريكا، وتليها الدول الغربية، لها إستراتيجية عليا، أهمها الحفاظ على مصالحها البترولية، وهذه لا يمكن تطمينها إذا أصبحت الدول البترولية في الشرق الأوسط، حيث تقع فلسطين في قلبها، إذا أصبحت قوية بما فيه الكفاية وصاحبة قرار مستقل بالتصرف في بترولها، حيث قد تقتضي مصالحها التنموية منعه عمن تشاء لخدمة أغراضها التنموية المحلية، وبهذا ستشكل خطرا على الإمدادات النفطية لإمريكا والدول الغربية، وبالتالي لا بد من إبقائها ضعيفة ومقسمة. وهذا لايتم بدون إلهائها بدولة جارة قوية تشكل ترسانة من الأسلحة الفتاكة، فلابد في هذه الحالة من دعم هذه الدويلة، أي إسرائيل، وتمكينها لتصبح قوة عسكرية رادعة أمام أي إحتمال لقيام الدول النفطية بالإستقلال بقرارتها في إمداد البترول وإيصاله للسواحل الأمريكية والغربية. ومن هنا ياتي الإنحياز بعيد النظر الى إسرائيل، وهم يعرفون أنها دولة غاشمة وعرقية وإستيطانية، وهم يعرفون أنها عالة مقبولة عليهم. وعليه لا يمكن أن يأتي الموقف الأمريكي ويتبعه الغربي لصالح الدولة الفلسطينية، لأن ذلك سينهي لعبة الإلهاء الإستراتيجية الأمريكية. وهذا على الرغم من تنامي التأييد الدولي للقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من أن هذا الموقف سيُضعف من نفوذ وسمعة أمريكا والدول الغربية المتحالفة معها لدى الشعوب العربية، فهم يريدون هذه اللعبة أن تستمر لحينما ينضب البترول، عنذاك، ليفعل العرب ما يشاؤا. وسنلاحظ بأن أمريكا لا يهمها كثيرا حصول ثورات أو إزاحات لحلفاءهم في دول فقيرة نفطيا، كمصر وتونس واليمن، وحتى سورية الى حد ما. ولكن في ليبيا الأمر يختلف قليلا، بسبب عدم الإطمئنان للقذافي كان لابد من مساندة الثورة ضده، بشرط التأكد بأن البديل سوف لا يمنع النفط الليبي من الوصول الى موانئهم. لهذا أوكلت للحلف الأطلسي دعم الثورة الليبية دعما محدودا لكسب الثوار الذين سيشكلون البديل عن القذافي. أما بشان إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، فإن إستراتيجيتهم هي تأجيله الى أمد طويل، والإلهاء بلعبة المفاوضات التي لاتنتهي إلا بإنتهاء ونضوب البترول. عنذاك، ستدير الولايات المتحدة وجهها وليفعل العرب مايشاؤن بأسرائيل، إن هم كانوا قادرين على ذلك! ولكن حتى ذلك الحين ربما ستكون جميع الدول العربية قد أقامت علاقات وإعترافات وحسن جوار مع إسرائيل، وسيكون الفلسطينيون قد حشروا في زاوية قد تُسمى دويلة لهم. فخطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه الى الأمم المتحدة تعتبر تجاوز على الإستراتيجية العليا الأمريكية، وهي قد تشكل ضغطا عالميا كبيرا جدا على الولايات المتحدة التي ربما تذعن بالنتيجة، بسبب أزماتها المالية العالمية الضخمة، فتوقيت الخطوة كان فعلا حاذقا وحصيفا، ولايمكن إلا أن تكشف النفاق الغربي والأمريكي.
4. ماهي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى إتجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقه، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي؟
ج4. مرة أخرى نجيب من منظور المصالح العليا للدول الكبرى. فتركيا دولة كبيرة ومتحالفة مع الغرب تحالفا إستراتيجيا، من خلال عضويتها بالحلف الأطلسي، وبسبب النظر إليها، كلاعب إقليمي سيحول دون قيام دول أصولية إسلامية معادية للغرب في منطقة الشرق الأوسط. ومن هنا توّجب مراعاة مصالح هذه الدولة الحليفة، إذ لديها يقطن الغالبية العظمى من الكرد، أكثر من عشرين مليون نسمة، فإستقلالهم سيجزأ تركيا، فيخل بالميزان الإستراتيجي لهذا الحليف، وبالتالي سيضعف الحلف الأطلسي. ومن هنا سوف لن يستجيب الغرب أو أمريكا لمطالب الكرد الأتراك، أو القاطنين في تركية، بالإستقلال او التوّحد مع أكراد مستقلين في أي من الدول المجاورة. أما الأكراد في إيران وفي سورية، فلقلة عددهم، أولا، ولعدم وجود موارد مهمة في المناطق التي يعيشون فيها، ثانيا، ولعدم الحاجة الى خلق حالة من الصراعات المحتملة التي قد تهدد مصالح أمريكا والغرب البترولية ثالثا، لهذه الأسباب لا تنظر الدول الكبرى بعين الرضى الى إقامة دولة كردية تضم الأكراد في أربع دول متجاورة. وحتى النظرة الى إستقلال الأكراد في شمال العراق، فهي منطلقة من وعد تكتيكي حربي أمريكي لإحتلال العراق، فإذا أصرت تركية على عدم منح الإستقلال للأكراد في شمال العراق أو كردستان الجنوبية، فأمريكا سوف تذعن. فالتسمية كردستان الجنوبية إيحائية بتحرير أو إستقلال كردستانات أخرى في الشمال والشرق والغرب، مما سيربك الخارطة الجيوبولوتيكية الغربية في المنطقة، مما قد يضعف التحالف مع دولة مهمة وكبيرة وهي تركيا أولا. أما في إيران، فالقصة مختلفة، إذ أن تحريك الكرد يصبح مهما لإضعاف الملالي، وليس لغرض الإستقلال. هذه حقائق جيوبلوتيكية إستراتيجية عليا يجب أن يدرسها المعنيون بعناية قبل التصديق او التفاؤل بتحقيق الهدف المنشود، وهو من حق الكرد طبعا ولا أحد يجادل فيه، فهم غُمطت حقوقهم تأريخيا، كما غُمطت حقوق العرب في الوحدة والإستقلال كذلك. أما المقولة المنسوبة لبعض الأوساط الفكرية والقومية بأن إنشاء الدولة الكردية يشبه إنشاء إسرائيل ثانية، فهي مغلوطة تماما، فالكرد لم يأتوا غزاة أو مستوطنين، بل نشأوا وعاشوا في أرضهم من بداية تكوين الدول وكانوا عنصرا فاعلا إبان الدولة العربية الإسلامية، لهم ما لغيرهم المسلمين، عرب أم غير عرب، وكانوا ولا زالوا مواطنين فاعلين لهم من الروابط المتجذرة ما لغيرهم من الشعوب المتنوعة والمتعايشة على مر القرون. أن حقهم بالإنفصال حق طبيعي، لو تيسرت له الظروف، أو حينما يجابهون إضطهاد أو تمييز عرقي، ولكن في غياب ذلك سوف لا يكون الإنفصال في صالحهم. ومن جهة أخرى نقول، من الخطا فرض وحدة قسرية مع شعوب لا ترى أي إنسجام في عيشها مع أغلبية غير كردية، مثلا، فهكذا وحدة ستكون مصدرا للكدر وعدم الإستقرار وتكبد الإستنزاف. في هذه الحالة ستكون من مصلحة الأغلبية أن تسمح بإنفصال الكرد، إن هم شاؤا بذلك. إذ بدون وئام ومصالح عيش مشترك سيكون التعايش في هوية وطنية واحدة مرّا وإستنزافيا، فلينفصلوا إن هم شاؤا، ولكن من منظور إنساني، ينبغي توخي تحق المصلحة والرخاء، فإن لم يتحققا، أو يحتمل أن لايتحققا، ينبغي التروي، فقد ذكرنا بمثال واضح عما سيفقده الكرد بالإنفصال عن بقية وطنهم العراق.
5. هل يمكن للتغيرات الراهنة في المنطقة- الإنتفاضات والمظاهرات الأخيرة- من أن تؤدي الى خلق آفاق جديدة أرحب للقوميات السائدة كي تستوعب الحقوق القومية للأقليات غير العربية، مثل الأكراد، الى حد الإنفصال وإنشاء دولهم المستقلة؟
ج5. ربما تؤدي وربما لا، ذلك يعتمد على جملة من العوامل؛ أولا، هل هناك أقليات بنفس حالة الأقلية الكردية في تركية والعراق مثلا؟ هل سيأتي البديل متفتحا وديمقراطيا ومؤمنا بحق تقرير المصير، ثانيا؟ على العموم، ان الحالات التي إجتاحتها التغيّرات و الإنتفاضات، ولا تزال، تختلف الى حد ما، ما عدا ربما الحالة في سورية. فليس هناك أقليات بالمعنى العرقي في تونس ومصر وليبيا واليمن، إنما هناك بعض الإنقسامات الدينية المحدودة، كما في مصر، حالة الأقباط، وفي اليمن زيدية/ شافعية، وفي سورية لدينا علوي/ سني/ مسيحي، ثم عربي كردي، ولكنها كلها ليست بنفس الحدة، كما هي في تركية والعراق وإيران. وعلى أية حال، في حالة تمكن هذه الثورات من فرز نظم ديمقراطية، تؤمن بحق تقرير المصير، عندها يمكن التفاؤل بأن نتيجة التغيرات ستكون الى جانب حق تقرير المصير في الحالات المستوجبة، كما في سورية. وفي كل الأحوال، إذا ما قامت نظم ديمقراطية إنسانية في أعقاب هذه الإنتفاضات، على أية أقلية، إن وجدت، أن تدرس حقها بالإنفصال بعناية فائقة، فقد لايكون الإنفصال لصالحها إقتصاديا وسياسيا، بل قد يجر عليها ويلات.
6. هل تعتقدون بأن المرحلة القادمة، بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبيع وحل النزاعات بين الشعوب السائدة والمضطهدة، أم سندخل مرحلة جديدة من الخلافات وإشعال النعرات القومية والتناحر الأثني؟
ج6. ليس في الإمكان التنبؤ بدقة حول هذا الموضوع، كما لايمكن التعميم، لأن ذلك سيعتمد على نوعية النظم التي ستفرزها المرحلة القادمة. إنما يمكن التفاؤل بدرجة ما، نظرا لكون التغيّرات المرتقبة لابد وأن تحقق حالة نوعية أفضل من السابق، على الرغم مما قد يعتريها من صراعات مفهومة في البداية حول السلطة والنفوذ، إلا ان الشعوب تتعلم، كما قد يتعلم القادة، وعلى ذلك، فهناك مجال للتفاؤل، ولكن ليس الى حد تصور هبوط الجنة دفعة واحدة.
7. ما موقفك من إجراء عملية إستفتاء بإشراف الأمم المتحدة حول تقرير المصير للإقليات القومية في العالم العربي، مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان، ويشمل أقليات أخرى في المستقبل, مع العلم أن حق تقرير المصير لكل شعب حق ديمقراطي وإنساني وشرعي ويضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام 1948؟ ج7. قد تكون الحاجة الى إستفتاء ضرورية في بعض الحالات، فالأمر يعتمد على نوعية النظام القائم، فإذا كان ديمقراطيا ومؤمنا بحق تقرير المصير، فلا داعي للإستفتاء، بل يتم ذلك بالتراضي وبإرادة عامة. هناك حالات تقتضي تدخل الأمم المتحدة لإسعاف حق تقرير المصير، ولكن حسب الحالة، فهو حق مضمون فعلا، وقد يكون له ما يبرره في حالة وجود إضطهاد عنصري ضد الأقلية، وكان إستقلال الأقلية مجزي إقتصاديا.
8. ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية، وكيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى، كالآمازيغ وأهالي الصحراء الغربية؟ ج8. قبل كل شئ ينبغي النظر في حالة قيام دولة كردية، هل يمكن إدامتها، وهل ستتوفر لها شروط النمو الإقتصادي، ناهيك عن الشرطين السياسي والدولي. وإذا كانت هذه الشروط متوفرة، فالمعوقات ستكون محدودة، وربما غير ذات أهمية. أما إذا كانت الدوافع الطارد ة أو الدافعة الى إنشاء دولة مستقلة ضعيفة، وأن هناك مصالح دولية كبرى تقف أمام إنشائها، عندئذٍ يمكن إعادة التفكير. وعن الحالة الكردية، ستكون هناك معوقات بلا شك، أولها المعارضة التركية، وثانيها، عدم رغية أمريكا والغرب من اضافة عامل إضعاف لحليفهم التركي. كما أن إيران، ولربما حتى سورية بعد إستقرار الوضع فيها، سيعملون على إعاقة قيام دولة كردية، سواء في العراق أو غيره من دول الجوار. كما أن إنفصال أو إستقلال الدولة الكردية سيدخلها في صراع طويل مع العراق الذي إنفصلت عنه من أجل موارد وحدود، وحقوق العبور، وتسويات كثيرة أخرى. هناك معوقات بلا شك، ولكن لابد من دراستها بعناية فائقة. أما الحالات الأخرى لإقليات أخرى، كالأمازيغ، فالوضع قد يكون مختلفا، فالأمازيغ ليسوا أقلية، ولكن لهم موروث لغوي مختلف عن اللغة العربية المتبناة طوعا من قبل الأمازيغ أنفسهم، بإعتبارها لغة القرآن. وهنا ليس أسهل من إقرار لغة الأمازيغ الى جانب اللغة العربية. أما إذا كانت هناك خلافات سياسية أو طبقية، فهذه لاتحل بالإنفصال، بل بإقامة نظام إقتصادي وإجتماعي عادل أو أكثر عدلا.
#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعالوا نفهم أخطر قضية في العراق اليوم! أنها المسألة النفطية
-
الديمقراطيون هم العلّة، وليس هي الديمقراطية
-
أصول النقد والحِرَفية الأخلاقية للناقد
-
الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثاها- مع إشارة خاصة لآثار
...
-
القسم الثالث والأخير- الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثار
...
-
القسم الثاني - الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثارها
-
القسم الأول- الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثارها
-
موجبات موضوعية وتأريخية لقيام التيار الديمقراطي الإجتماعي في
...
-
محنة المالكي في محنة العقل
-
ربيع الغضب والثورات المغدورة
-
هل سيهل ربيع بغداد في 25 شباط؟
-
-ثورة الياسمين- درس تونسي مضاف!
-
نتشبث بحطام الزوارق وشراعنا الأمل!
-
رأي في وثائق ويكيليكس المسربة
-
تكريم الحوار المتمدن هو تكريم لثقافة الحرية ولحرية الثقافة
-
بين سيّار الجميل وعبد الخالق حسين، ثمة خيوط وصل، لايجب أن تن
...
-
الحالة -الذئبية- لدى أغلبية قادة العملية السياسية في العراق
-
الكهرباء والشرارة الممكنة!
-
العهر الإسرائيلي عاريا!!
-
يا زمال إلنركبه يطلع قبة
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في
...
/ نايف حواتمة
-
نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
/ زهدي الداوودي
-
الدولة المدنية والقوميات بين الواقع والطموح
/ خالد أبو شرخ
-
الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس
/ سعيد مضيه
-
الربيع العربي وقضايا الأقليات القومية
/ عبد المجيد حمدان
المزيد.....
|