مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 17:58
المحور:
الادب والفن
أقف أمام جدار من صخرْ
محاطا بالفوضى
خلفي وأمامي يترامى
حقلٌ زاهٍ أصفرْ
من قمحٍ شذري ، ريانٍ ، مُثمرْ
سنابل تتراقص ، منصتة للريحْ
سماء زرقاء مضطربةْ
أما آن الوقت
لأُرتِّب أشيائي ؟
بالأمس
رسمتُ براعمَ وزهورْ
حائلة في لون الطين
نبتت خارجةً من جسدي المقرورْ
المورى في الأرض
منذ سنين.
عروقٌ ثائرةٌ ، جذورٌ متشبثةٌ
شرايينٌ ملتهبةْ
سنابلُ صفراءْ
تتمايل متوهجةً في النورْ
تخرج مني ، من لحمي
سماء زرقاء مترعة باللونْ
حياتي تبدو مثل طريقٍ أحمرْ
يشق الحقل
يتلاشى في العمقْ
ومن الأُفقْ
تأتي الغربانْ
محلِّقة ، ناعقةً
غاق ..غاق ..غاق ..
غربان سوداء
غربان تنقر في رأسي
في ذاكرتي
تهاجم حقلي
سماء زرقاء مضطربة
سماء زرقاء مترعة باللونْ
تهبط
تمتزج بروحي
تحتضن الحقل
غربانٌ
تحلِّق شاهقةً
تتوارى في الأفقِ
أو تهبط
حتى تنقر فرشاتي
غاق ..
غاق ..
غاق..
أما آن الوقت
لأُرتِّب أشيائي ؟
أيتها الروح
أما آن الوقت
أيتها الروح
آنَ لكَ الآنْ
أن يعتقك السجّانْ
سأطلقك في الريح
بعد قليل
مثل سنونو
من قفصي الصدري
أحفر لك في حائط لحمي
ثُقبا
يكون لك دربا
فتنطلقينْ
صوب بلاد الشمس
....................
ملاحظة: العديد من مفردات القصيدة مشتقة من رسائل لفان كوخ إلى أخيه ثيو.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟