|
الغرب يكشر عن انيابه
محمد مبارك الكيومي
الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 09:34
المحور:
كتابات ساخرة
ان الثورات العربية احدثت شرخا عميقا في منظومة الحكم العربي لتقطع اوصال الماضي وتحضر لميلاد نظام عربي وعلى راس هامه من العداله الاجتماعية وكرامة المواطن العربي وخصوصية الديمقراطية العربية المستوحاه من الموروث الثقافي والحضاري والاجتماعي للشعوب المنطقة, وتعطش الشرق الاوسط نحو الديمقراطية خطوة اولي في رحلة الف ميل بدأت ارهاصاتها مع بزوغ ميلاد جديد لشعوب المنطقة استذكرت في مخيلتها كثيرا ما حدث لاروبا قبيل الثورة الفرنسية في ظل حكم حديدي وديكتاتورية مطلقة اطلقت العنان لاحراق ما تبقى من كرامة الانسان الاروبي , ان الثورات العربية ليست وليدة اللحظة وانمــا جاءت على انقاض دكتاتوريات تفننت وبرعت كثيرا في تقديم صنوف الظلم والطغيان لشعوبها المقهورة والتي اعتبرتها فئران تجارب مخبرية لتجربة اخر ابتكارات التعذيب القسري والقهري ايضا في جسد المواطن العربي الشريف والبرئي , واسلوب العرب الراقي في التعاطي مع ما رافق ذلك ظهر جليا في ربيع الثورات العربية من قيم وشعارات مطاطيه تدغدغ مشاعر الانسان العربي المسحوق المكبل باغلال القيود وتكميم افواه الشرفاء وتجويع افواه الفقراء والذي كان يوما ما طئ النسيان أو الكتمان , اما فزاعة التطرف الاسلامي ونفوذه والذي استخدمه الغرب " كبعبع " لتغريد خارج السرب فقد نجح في ملئ الفراغ السياسي بعد تساقط رؤوس تلك النظم و ذهبت ادراج الرياح مقولة ان الاسلاميون هم سبب تاخر بل تخلف المنطقة وولت تلك المقولة من غير رجعة فما عاد احد يراهن على تحجيم دور الاسلاميين وتحييده في صناعة هذة الثورات المطاطيــة , ومهمــا بلغت الازمة الديمقراطية والاصلاح السياسي بالمنطقة ذروتها , ومهما طال الزمن او قصر فان شعوب المنطقة سوف تشتنشق طعم الحرية عاجلا ام أجلا وسوف تتشدق بنفسها لاسترجاع جزء من حقوقها المفقودة وكرامتها المسلوبة مع تحييد الثقل المصري وانكفاء راس الهرم الفرعوني بمصر وتنازله عن السلطة وتخليه عن سلطاتـه وسلطانه لصالح اللوبي العسكري المتنفذ على كرسي الرئاسة منذ ثلاثون عاما , فهل ما شاهدناه اليوم " مؤامرة غربية" على المنطقة ومن الطراز الحديث والمنطق ولسان حاله يقول انها " مغامرة شعبية " برسم الاصلاح والتغيير –عذرا التجديد او التطوير - وبث روح الشباب في شرايين النظام العربي المتهالك ومن هنا جاءت التسمية "ثورات الشباب" وغرس روح التحدي في نفوسنا نحن جميعا ومن هنا جاءت مفهوم " ثورات الكرامة" لا ثورة للخبز, أما حلفاء الأمس والتي" باعدت" بين الانظمة وشعوبها ها هي اليوم "باعت" تلك النظم في مزادات علنية عالمية ولم تصمت كثيرا امام المزايدات الشعبية على اعادة رسم خارطة طريق جديدة لما يعرف بمشروع الشرق الاوسط المثير للجدل, وما تحدثت عنه سلفا وما سوف اتحدث عنه لاحقا ليس غاية المراد منه التطاول علي مواقف الغرب وبطولاته من ثورات الشباب أو التقليل من الدور الغربي في صناعة الثورات العربية من خلف الكواليس وانما مقارنة ومقاربة للوضع الراهن واستنتاجات للنتائج والتي انبثقت من كيان تلك الثورات على النحو والذي شاهدناه اليوم وعلي النحو التالي :- أولا :ان الانظمة العربية اشهرت "السلاح" في وجه دعاة "الاصلاح" من الداخل والذين ينادون دائما باصلاح ما أفسدته تلك الانظمة والتي بلغت من العمر عتيا واشتعل راسها شيبــا وصدقت الحكمه الربانيه والالهيه حين قال سبحانه وتعالي " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ", سورة الرعد اي ان الله سبحانه وتعالي لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم من خنوع وخضوع للانظمة الفرعونية حتي يتملكوا من ارادة التغيير ويعزموا على اصلاح الذات ما يعينهم لتكون ارادة الله سبحانه وتعالي مؤيدة لهم وعينه وسندا للارادة التغيير وادارة منطق الاصلاح بانفسهم من دون اي تدخل اجنبي سافر , اما محاولة خلط الاوراق بين ما هو ابعد من اي حركة تصحيحية او اصلاحيه بالداخل او اي حراك سياسي من خارج القطر الجغرافي وتغييب شعوب الداخل من صناعة قرار مستقبله السياسي بنفسه فلن يقدم حلا بل يفاقم من الوضع سوءا ويقتصر ذلك على معالجة قشور المشكلة وان لب المشكلة وهي الدكتاتورية والظلامية فانها لم ولن تشعل نورا في ذلك النفق المظلم المقفر والموحش في صحراء الجزيرة العربية المحفوفه بمخاطر الانزلاق نحو نير الحروب الاهلية ولدرء مخاطر الانقلابات العسكرية والتي تهدد مكتسبات تلك الثورات . ثانيـا :ان الغرب ومن جديد يكشر عن انيابه المكسورة بالمنطقة وهو الذي تعلم الكثير من " تجاربه السابقة في العراق مثلا " او بالأحرى "تجاربه الفاشلـه" اذ استطاع الشباب العربي من اعادة تنظيم وتوحيد صفوفهم وترتيب اوراق عمل مشروعهم الاصلاحي المبعثرة من جديد بمساعدة الغرب واذنابه بالمنطقة والذي قدم يد العون لتلك الفئه المهمشه المسحوقه والمحرومه و سخر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك في يد تلك الفئة الطموحة نحو التغيير والاصلاح حيث تعتبر تلك أداة من ادوات التغيير بالمنطقة ومن الداخل قدمها الغرب بعد تنصله من التزاماته في مشروع الشرق الاوسط الجديد ووعوده المعسوله وهو الذي عزف على سمفونية الاصلاح والتغييربالمنطقة يوما ما فسحب بساط الشرعية من تحت اقدام حلفائه الحكام العرب , و ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للانظمة الفرعونية بالمنطقة في مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط الانظمة الحاكمة . ولعبت هذه المواقع دوراً كبيراً في تنظيم الاعتصامات واستمرارها, وفي الخروج بالمسيرات المطالبة بتنحي هذا الرئيس العربي او ذاك , ودخل الفيس بوك والدويتر واليوتيوب من اوسع الابواب في معترك الحياة السياسية بالمنطقة واصبح بمثابة المتنفس والموجه للشباب الراغب في التغيير بعيد عن اعين اجهزة المخابرات ومقص الرقيب , فالغرب عزف على هذا الوتر الحساس للتدخل المبكر في الحياة السياسية اليومية للمواطن العربي المثقل بالديون والذي كان جل تفكيره او اهتماماته بالامس القريب هو تامين رزقه اليومي له ولاولاده في ظل دكتاتوريات عبثت كثيرا بالمنطقة وغابت عنها مبادي الشفافيه وثقافة المحاسبة واستبدلتها بثقافة المحسوبية واحتقار واحتكار الشعوب , فكانت البداية برسالة مقتضبه للخطيب التونسي المفوه احمد الحفناوي و على قناة الجزيرة والذي ذاع صيته في خضم الثورات العربية المنمق كثيرا والمدبلج على ايقاع صوت الدبابات المجنزرة والعربات المصفحة وبنبرة تقشعر معها الابدان ويغلب عليها اللغة التشاومية حين قال وبصوتا ليس بخافتا " لقد هرمنا من اجل هذة اللحظة التاريخية وكان السبق الثوري من نصيب محمد البوعزيزي برسالة ارتجاليه مسجله في الفيس بوك لوالدته يعلن من خلالها مسئوليته اللاخلاقيه عن ثورة الياسمين التونسية او وصية خرجت من عنق الزجاجة لواقع قصة معاناة حقيقية تكابل او غلب عليها الفشل اجتماعيا و كتب لها النجاح سياسيا وغيرت مجرى الاحداث في منطقة كانت بالامس القريب مسيرة من الخارج وليست مخيرة من الداخل . ثالثـا : ان بطولات الغرب ومواقفه الارتجاليه من الثورات العربية لم تقتصر على توفير مناخ او بيئة مناسب لميلاد جيل جديد من الشباب العربي الطموح ليعبر بحرية عن انتمائته وميوله السياسي في ظل غياب الاحزاب السياسية واشهار مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كالفيس بوك مثلا كبديل للتجمعات الشبابية والنقابية الحزبية المحظورة بالمنطقة في عصر العولمة والذي اتسمت بالعمق السياسي الارتجالي , فمواقع التواصل الاجتماعية كانت أبلغ من الخطب السياسية الارتجالية في عصر عبدالناصر ها هي اليوم تلعب دورا بارز في ايصال الرسالة السماوية الربانية بلغة مطاطية يفهمها جيل الشباب الواعي والمستهدف من تلك الحملة المناهضة للحكم الرشيد بالمنطقة , واذا تحدثنا عن مواقف الولايات المتحدة واذنابه من الغرب المتحضر من ثورات الشباب بالعالم العربي ودوره في صناعة تلك الاحداث من خلف الستار فالغرب لا هم له سوى تقليله لذلك الشان واقتناصه للفرص المتاحه لديه لتطبيع علاقته المتعكرة اصلا بشعوب المنطقة وفتح صفحة جديدة من " حسن نوايا " الملبدة اصلا مع شعوب المنطقة على حساب علاقاته مع حكومات المنطقة والتي مثلت بالفعل صفعة قوية في وجهه حلفائها الحكام العرب .فالولايات المتحدة الامريكية كشرت عن انيابها المكسورة بالعراق او – عذرا اذنابها – بالمنطقة بلا ضوضاء او اضواء سياسية كاشفة بالمنطقة في خضم ثورات عربية مخملية بثمن الخبز وكرامة تدور في حلقة مفرغة او مفقودة فالسياسة الاوبامية المتزنه بواشنطن المكسورة بين جناحين ها هي اليوم تقاتل من اجل قيمها الديمقراطية الاصيلة المتأصلة في جذورها ونيابة عن مبأدئها النبيلة وبرسم التدخل الانساني والوازع الاخلاقي المقتضب والذي يحتم عليها خوض وشن الحروب بتفويض اممي ولكن باسم حلف شمال الاطلسي- النيتو- هذه المرة - الذي يخوض حربا ضروس في ليبيا ضد نظام الطاغية ونيابة عن مصالح واشنطن ومصلحتها على العرش المملكة المتحدة او بريطانيا العظمى فالجميع في خندقا واحد لاسدال الستار وطي صفحة دكتاتوريات تشبثت بمبادئها السقيمة وتتحمل جزء من مسئولية الرجعية بالمنطقة حتي تهدأ النار من أوراها وتضع الثورات العربية اوزارها , ان سياسـة " توزيع الادوار والتي اتبعتها واشنطن كحمية دبلوماسية هادئة و حالة صحية تقاسمها الاخير مع حلف شمال الاطلسي وليست استثنائية وليس بموضوع جديد على البيت الابيض من منطلق الغاية تبرر الوسيلة والضروريات تبيح المحظورات في عالم السياسة فهو وجهين لعملة واحدة او عذرا – لعملة نادرة- فبلامس القريب قامت الولايات المتحدة الامريكية المولعة بنشر ثقافتها الديمقراطية حسب مقاساتها الخاصة بملئ الفراغ والذي احدثته عند اعادة انتشارها من افغانستان والتغطية على تفاقم خسائرها المادية والبشرية في كابول باستبدال قواتها بقوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الاطلسية للخروج من اوحال المستنقع الافغاني والتي تورطت فيه حتي قدميها باقل الخسائر البشرية والمادية أيضا ,اما اليوم فانها لم تقف مكتوفة الايدي مما يحدث بليبيا ولم تكتفي بابيات الاستنكار او التنديد و " الشجب " بل تطور الموقف الى "الندب" في ضوء تسارع الاحداث المتواترة من ليبيا وانتداب النيتو نيابة عن واشنطن وبالانابة عنها وتوكيل المهمه وبصك شرعي الى حلف شمال الاطلسي بالوكالة لجس نبض الدور والذي لعبته واشنطن في" مغامراتها" بل " مؤامراتها" الخارجية على منطقة الشرق الاوسط ككل . - رابعـا : ان الغرب يكشر عن انيابه المكسورة ويفضح عن عوارته المستورة ويكشف عن مؤامراته والتي حاكها ضد المنطقة وتم اختصارها في ازدواجية المعايير في التعاطي مع مسائل الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان في خضم الثورات العربية والتي لم تستثني احد ولا تستهدف اي احد , وتناقضات ردود الافعال المتذبذبة وتقاطعاتها السياسية الارتجالية وتقاطرها علي المنطقة وانظمتها الفاسدة اعتمد بالدرجة الاولي على جس نبض مصالح الغرب بالمنطقة وخلط الاوراق السياسية بما هو ابعد من ذلك و بما يتلأئم مع تعزيز نفوذها بمنطقة مهمة للعالم وذات بعد استراتيجي , فردت فعل الغرب من الثورة المخملية بالبحرين اختلفت عن ردود الافعال للثورة الشعبية المسلحة بليبيا و اظهرت تلك الاحداث المتواترة من المنامة مدى نفاق الغرب وخبثه امام الراي العام وهو الذي يدعوا الي الديمقراطية والحرية ونشر حقوق الانسان النبيلة في ارجاء المعمورة , وأرتائ الانسحاب خجلا خلف متاريس الاسطول الخامس والذي يتمركز بالبحرين للحفاظ على ما تبقي من توازن الرعب بالمنطقة وكان تعقيب الغرب من الحراك السياسي بدوار اللولوة بمثابة- السم المدسوس في العسل- مخجلا وردت الفعل الغربية المتذبذبة لا ترتقي الى مستوى الاحداث بالمنامة ولا تلبي تطلعات الشعب البحريني ذي الاغلبية الشيعية حتي لا تهتز سواعد و اركان قواعد بيت حكم سني اخر حليف استراتيجي لواشنطن والتي تعتبر اقلية امام اكثرية شيعية مهمشة منبوذة سياسيا واقتصاديا والتي تحاول – تناضل- من اجل ابراز الهوية المذهبية على حساب الاخر, ان الولايات المتحدة ومن خلفة الغرب اسدل الستار عن اهدافه المبطنة الغير معلنة للعلن في مواقف متباينه ذات معايير مزدوجة وامسكت بعصاه السحرية – عذرا سياسة العصا والجزرة- من المنتصف بحيث لا يطغي جانبا علي الجانب الاخر وحتي لا تفقد الثورات زخمها في حين لاذ الغرب بالصمت حيال ما يحدث بالبحرين حتي لا يقع في حرج الادانة او التعاطف والتعاطي مع المسالة – عذرا المسائلة – بحكمة وعقلانية وكان اكثر ادراكا ونضجا لحساسية الموقف الداعم للربيع الثورات العربية بالبحرين وكانت اكثر حذرا من مخاطر الانزلاق وراء مشروع شيعي جديد بالمنطقة الرامي الى تثبيت نسخة مكررة لما حدث للعراق ولكن في البحرين هذه المرة في محاولة يائسه لتقويض قواعد حكم السنة وتكريس للنفوذ الشيعة بالمنطقة او محاولة اختطاف الشيعة للمكتسبات او انجازات تلك الثورة المخملية بالمنامة والتي كتب لها الفشل وذلك لاجهاض المشروع الشيعي من مهدة وقبل ان يولد, ان ثقافة الاستدراج او سياسة الادراك لواشنطـن اعتبرت ما يحدث في البحرين من حراك سياسي بين اوساط الشباب في خضم الثورات العربية ليس سوى - ضلع ثالث في مثلث شيعي بحت - لا يمكن السكوت عنه وقطع اوصال ذلك المشروع وكان وقع تطورات الاحداث المفصلية مدويا وما رافقه من سقوط قتلي وجرحي بين صفوف المحتجين والتي تمت معالجتها بصورة امنية صرفة بمباركة واشنطن والضرب بيد من حديد من قبل الاجهزة الامنية ورفض السلطات بالبحرين الجلوس علي طاولة المفاوضات جنب الى جنب مع المعارضة الشيعية البحرينية لتحؤل دون اكتمال ذلك المثلث "المذهبي" المثير للجدل وفي أوج عصره " الذهبي". - ومسك الختام ولسان حاله يقول " ان تناقض المواقف الغربية ودول الجوار من هستيريا الثورات العربية تعتبر حالة صحية في السياسة والعلاقات الدولية الراهنة تقاسمها الامريكيين مع الاروبيين بناءا على مقتضيات لغة المصالح والتي تعتبر سياسة متمرسة لواشنطن خلف متاريس الحركة التصحيحية بالمنطقة ولكن بلغة مصلحية بحته والتي نأت بنفسها عن التدخل المبكر السياسي والدبلوماسي الغير المعلن في احداث البحرين على حساب التدخل العسكري الفوري والغير المباشر بليبيا في محاولة حثيثة من واشنطن لتكريس الحكم المطلق لملكيات اكل الدهر منها وشرب بالخليج وكانت بأمس الحاجة الى غطاء الشرعية التي سحبته واشنطن من تحت اقدام منأويها في الجانب الاخر من طرابلس الغرب واسدال الستار عن حكم دكتاتوري اذاق شعبه صنوف الظلم والطغيان والتنكيل طيلة عقودا من الزمن واقتضت قيمها النبيلة والتي اختزلتها في ازدواجية من المعايير ان يكون الرد فولاذيا قاسيا من العيار الثقيل للدفاع عن حقوق الانسان المنتهكة بليبيا على عكس ما تشتهييه رياح التغيير العاتية بالمنامة و الملبدة بانتهاكات صارخة لابسط حقوق الانسان وحرية التعبير في مقايضة سياسية " بامتياز واسقاطات سياسية سقط من خلالها سهوا و نسي او تناسى قصدا ضحايا التغيير وضريبة الديمقراطية والحرية بالمملكة على حساب الدعم اللامحدود للثوار ليبيا عسكريا وفي اروقة الامم المتحدة ودهاليز السياسة من خلف الستار وهذا ليس اقل حظــا مما ترمي اليه تلك السياسة المزدوجة من تحقيق مأرب اخرى ليس لها علاقة بمخاض الديمقراطية والتغيير والحرية بمنطقتنا العربية وهذا ليس خروجا عن النص أو شذوذا عن القاعدة في رحلة البحث عن الذات – عذرا الركـض وراء الملذات –والتي يسيل لها لعاب مراكز ادارة الصراع بالغرب وشركائها من الشركات الغربية العالمية العابرة للقارات , وانتحلت تلك السياسة المزدوجة ومواقفها الارتجالية من الثورات العربية شخصية كرزمية وبارجوازية غير متزنة وتقمصت بدورها حالة من انفصام بالشخصية بالمنطقة لتعلل من خلالها موقفها الرافض الى اكتمال نصاب - ضلع ثالث في مثلث شيعي - تدعمه الجمهورية الايرانية على انقاض الملكية السنية بالمنامة والتي تهدد المصالح الغربية بالمنطقة او الدعوة ولو بشكل مقتضب الى دعم مشاهد اكتمال - ضلع رابع في مربع نفطي - في ليبيا ليس اوفر حظا من العراق والتي وضعت الولايات المتحدة يدها عليه منذ عام 2003 , ومعارك الكر والفر والتي يخوضها النيتو ضد كتائب القذافي في الهلال النفطي الليبي الممتد من راس لانوف حتي البريقة ومن الزاوية الى الجبل الغربي شاهد حيا على الاطماع الغربية وعلى مأرب الغرب المبطنة من تدخلها العسكري السافر وذلك من اجل النفط والتي يسيل لها لعاب الشركات الغربية العابرة للقارات ,وهذا سيناريو متكرر ونسخة مكررة من الحرب الحدودية الطاحنة بين العراق وايران والحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبة و من اجل تبذير مقدرات وثروات الشعوب وابقاء المنطقة على صفيح ساخن من الحروب الاهلية الطاحنة التي لا تبقي ولا تذر وهذا هو بيت القصيد ....
محمد مبــارك الكيومي كاتب ومدون عمانــــي هاتف 96899500991 Email. [email protected]
#محمد_مبارك_الكيومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركيا .. من دولة علمانية الى دولة عثمانية جديدة
-
الوجه القبيح للاسلام السياسي
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|