أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طالب جانال - تقرير فيزيائي















المزيد.....

تقرير فيزيائي


طالب جانال

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 22:12
المحور: كتابات ساخرة
    



1.المقدمة :
قبل أن يشمله سعد الأمريكان بطيوره المتخبطة في سماء التطلعات بحثا عن رؤوس يمكن الحط عليها ، لم يسبق لجنابه ان نال من مباهج الوجود سوى التوافه الصغيرة.
توافه ، كان متيقنا دائما انها لاتفسح فضاء كافيا امام قامة أحد للتعالي – مهما قل مقداره – على قامات باقي خلق الله .خاصة ، وجلّ ما كان متاحاً أمامه في ضيق بلدته الصغيرة هو التقرفص في زاوية من سوقها . منتعلا نعلين أبلى طول الاستعمال مطاطة كعبيهما حتى تهرأتا . ومرتديا دشداشة كالحة اللون تكاد لاتفارق جسده إلا حين يعلن الآخرون تأففهم من الوسخ العالق بها . فيشعر حينئذ كمن طُعِن من الخلف غدرا . ترتبك وشائجه مع مايحيط به . فيكف مغصوبا أن يرمق مابين أيدي الآخرين بعينين نهمتين تدحرج أعواد الحسد كرتيهما من شرق الصباح حتى غرب المساء.
2.الولادة المثيرة:
أهل البلدة ، أمام ضمائرهم المشوشة لايتذكرون ان كانت سريرة جنابه قد انطوت يوما على موهبة أو ملكة خاصة أهلته ليسرح بقطيع رغباته بعيدا عن المراعي التي تسرح فيها قطعان رغباتهم . لكنهم يتذكرون اتصافه بشغف عجيب كان يدفعه دوما لمتابعة ما يعرض من أفلام سينمائية أمريكية على الشاشات بانجذاب صوفي أوشك الصاق نعت الأمريكي باسمه.
هذا الولع الغريب أكسبه لغة انكليزية - رغم ركاكتها - مهدت الدروب أمام قطعان تطلعاته المموهة للوصول الى المراعي الخصبة لقطعات الجيش الأمريكي ما أن دخل البلدة. فاختلط بافرادهم مكتسبا مختلف روائحهم . جاّب سهول معسكراتهم ناهلا عذب غدرانهم . وتسلق أخيرا تلال مقراتهم ماضغا وفرة كلأهم . حتى نصبوه مترجما رسميا بينهم وبين أهل البلدة .
3.انقلاب المكان الى زمان والزمان الى مكان
على لمعة صلعته الحمراء،انهالت صفعات الخير والنعمة حتى تورمت جمجمته درجات ودرجات.واضطرب نسق حياته الماضية مع اضطراب الكثيرمن الثوابت في البلدة وتخلخلها.
تغير مظهر مترجم الأمريكان رأسا على عقب.استبدل الدشداشة الكالحة ببدلة صارخة اللون وربطة عنق مزركشة الأصباغ . وعوضا عن النعل البلاستيكي الأسود المعاد صنعه احتذى حذاء يلمع جلده المستورد كلمعان وجهه.
وجهه النوراني . فقد بدوره الكثير من مظاهر جغرافيته القديمة وتبدلت تضاريسه بعد أن شرع بالتكوروالانتفاخ تماشيا مع الانتفاخ الملحوظ الذي أصاب تصميم هيكله العام . كما تصميم منزله.بالأحرى منزل والدته ، الذي كان بسيطا فيما مضى . فانعقدت في أرجائه خطوط ومساقط وظلال تقاطعت وتشابكت مثيرة زوابع أقاويل كادت تميد بارض البلدة لولا ان غبارها انجلى ، أخيرا، عن زوايا وخبايا كان جنابه قد كشف مبكرا، وبالهام الهي ، الغطاء عن ضرورتها لاستيعاب أنواع أخرى من الانتفاخات ما انفكت تصيب أحواله من حين لآخر.
4. تمدد الكون:
ذوو البدلات الخاكية المرقطة . بعد إعادتهم تأهيل بناية حاكم البلدة وإزالة آثار الخراب الشامل الذي لحق بها نتيجة الهيجان الشعبي الذي أعقب سقوط النظام ، لم يروا ضرورة تكتيكية ملحة لينشغلوا عن المهمات الجسيمة الملقاة على عواتقهم العريضة . أو يشغلوا رؤوسهم ،الحليقة بعناية وإتقان ، بإطالة أمد التفكير في قضية اختيار شخصية موثوق بولائها لشغل منصب حاكم البلدة الشاغر منذ التغيير. فالفتى المطيع، الذي لمعة وجهه تبز لمعة حذائه، كان بمثابة بضاعة متاحة ومتوفرة في الجوار.لذا ما شاءت أناملهم الوردية تفحص غيرها . فانتقوه على الفور .
أقاربه . الذين تكاثروا في الآونة الأخيرة ، رست بهم قوارب البطالة أمام سواحل مكتبه بعد طول عناء. وما أن مطّوا أجسادهم الكسلانة وأفردوا قاماتهم المتخشبة على مضض حتى دخلوا في جدال غير عنيف لتقرير أيهم الأحق بشغل المناصب الأمنية التي اعلن جنابه عن توفرها لتشكيل فرق حماية لمكتبه ومنزله وله شخصيا.
تطور الجدال غير العنيف الى آخر عنيف كاد يسوق الجميع نحو سرادق الفصل العشائري بين عشيرتي والده ووالدته . لولا ان الوالدة المحترمة أظهرت على غير عادتها قدرا بالغا من الحنكة . وتصرفت بطريقة لايجيدها سوى من عركتهم النائبات عندما طمأنت الجميع ،بأن ليس لولدها ان يتنكر لصلة رحمه . وان العرف أولا والواجب ثانيا ، يحتمان على طهارة الحليب الذي رضعه من صدرها ايجاد فرص عمل جديرة بلم شعث مواهبهم المتناثرة هنا وهناك . ولغرض تنفيذ ما عدته دينا يطوق عنقها الى يوم يفك الله الأطواق جميعا ، جلست مع وليدها ، الذي أفرحها ازدياد تكورات جسده ، لثلاث ليال متتاليات يهيئان قوائم بأسماء راعت في تسلسلها درجة القربى,
في صباح الليلة الثالثة . تلقف جنابه باصابع متلهفة تلك القوائم من أصابع والدته المتأنية . وثب مسرعا نحو مكتبه . ارتمى على مقعده الوثيربارتياح بالغته تلك الأجهزة الالكترونية الحديثة المرصوفة على جانبي منضدته ذات الخشب الابنوس والتي من أحد أدراجها استل قوائما ًأخرى سبق ونقش على بياض صفحاتها عناويناً ، زاهية الألوان ، لوظائف مفترضة شاغرة . خبط القوائم جميعا، قوائمه وقوائم والدته، بحركة لاعب ورق محترف ثم رصها، بأناة وحرص ، واحدة واحدة في صفوف متلاصقة . ثم شرع يرسم بينها خطوط تواصل راعى في امتداداتها وتقاطعاتها درجة الكفاءة والنزاهة والوطنية الحقة:
- أختار البليدين، ذوي الأجساد القوية، للمناصب الأمنية.
- واختار الوقحين ، الذين تطفح وجوههم بالكباحة ، لعضوية المجلس البلدي.
- واختار المحتالين والكذابين والقفاصة للأشراف على محطة تعبئة الوقود وساحات بيع الغاز السائل.
- أما الذين احتار في تشخيص مؤهلاتهم والبومات والمعتوهين فنسبهم ،عملا بنصيحة مدير مكتبه ، للعمل في مكاتب إدارية أخرى وجدها ضرورية في الوقت الحاضر لتأمين مواطئ لاقدام مطامعه المستقبلية.
5. البعد الرابع :
تقولات شتى . همستها شفاه تعودت النميمة والتقطتها آذان تربت على استراق السمع. شاعت في الأرجاء ولفتت نظر الأهالي الى ان انتفاخات أوصال جنابه تزداد باطراد مع ازدياد أعداد المقاولات التي يعلن عنها الأمريكان لاعادة ترميم وصبغ المكاتب الحكومية المدمرة.
يضيف المتقولون بصوت أعلى ، ان كفي جنابه قد تعودتا ان تفرك احداهما الاخرى جزلا في حضرة الدولارات الأمريكية .وان هذا الجزل العارم سرعان ما تنتقل عدواه إلى أكف أهل بيته . ومنها تتسرب نحو سرائرهم الولهى . تعتريهم حالة من الغشيان الصوفي تبصرهم بمفاتيح تعويذات قدسية . يقودهم ترتيلها إلى فك الطلاسم العصية لمسالك تؤدي بهم نحو أسرار هالات نورانية تغمر بنايات أخرى . مخفيات عن أعين البشر. فتهيم أرواحهم الزكية حولها . وما أن يفيقون من غشيتهم حتى يتحلقون حول حضرة جنابه . فمنهم من يحرق بخور الأمنيات ومنهم من يضرب دفوف المحفزات . ذاكرين إياه ، ان من انجذابات العبد للمعبود ان يغرف المزيد و المزيد من نهر الثواب . فليرشد ملائكة الأمريكان نحو تلك الخرابات الموعودة . فلعل أكف بركاتهم تخضبها بحناء الدولارات الخضراء .
6. التجمعات الموجبة والسالبة :
أُعلن عن عقد اجتماع دوري اسبوعي لدوائر البلدة حالما شغلت مكاتبها المرممة . في مستهله ، حمل بقسوة غير متوقعة على رقة أعطاف المدراء . ثم بنبرة تصاعدت جلجلتها ، نهر عدم جديتهم في تقديم الخدمات المثلى للمواطنين الأبرار. مستخدما عبارات دفعت الرؤوس الممشطة بأمشاط الرضى تلوذ حائرة وراء بعضها البعض في محاولة غير نافعة لتحاشي مقذوفات جنابه النابية.
انفردت الآذان صاغرة لانهيالات صوت انغرزت نبراته المعدنية ، كمليارات الدبابيس الصغيرة ، في عمق الخلايا العصبية . محفزة الانتباهات جميعا للتموضع في دائرة واحدة وحيدة احتوت ، بشكل لالبس فيه ، أوجه تقصيرهم المتعمد الذي يكاد يصل حد الخيانة.
تسائل صارخا وسط لجة الافكار المبهمة اللاطمة لرؤوس الحاضرين . كيف له الغرف من نهر سخاء الأمريكان ليكون بمقدوره توفير الوسائل الميسرة لأعمال المكاتب. تلك الوسائل التي لايعلمها الا الراسخون في علم البيروقراطيا . الغائصون في وحل أنانيتهم . المساقون بجفاء نسائهم الليلي بعيدا عن التفكير بمصالح الآخرين. أو حتى مجرد رفع كشوفات عن حاجنهم لتلك الوسائل الى مكتبه.
حاول البعض ، متلصصا خلال الفسيحات الخجولة بين الرؤوس ، إخراج همهمات تشبه الاعتراض . حاولوا توضيح إنهم لم يباشروا أعمالهم الا قريبا جدا.غير ان جنابه ، والاشمئزاز باد على محياه الطافحة بعافية وردية ، رفع كفا مفرودة الأصابع أمام الوجوه.
وجوه . كان بعضها منتكسا منذ ان وطأت أقدام أصحابها سجادة المكتب . وأخرى كانت محايدة . ووجوه كانت تشي بالجرأة أول الأمر. إلا إنها بمرور الوقت شعرت بالخوف كونها استعجلت إظهار تلك الصفة المشئومة. فجاهدت للتخلص مما يشين نصاعة سيرتها الإدارية. وعندما فعلت ، اكتست بهالة الخنوع كالآخرين وتوارت راضية وراء أقفية بعضها البعض . تلك الأقفية المنكمشة على نفسها والمنغرزة بثقل احراجاتها في عمق مخابئ الأكتاف.
لم يمروقت طويل حتى شهد أهل البلدة حرلس المكتب يعتلون قافلة شاحنات يقودها كبيرهم . متخمة بوسائل كشوفات المدراء الميسرة لأعمال دوائرهم ، وهي تجوب الطرقات مثيرة غبار الحسد في النفوس ، نحو منزل جنابه الذي ازداد انتفاخا.
7. المادة النظيرة :
انتفاخه. الذي تعاظم حتى مسّ كل حيز في جهات البلدة الأربع . أوشك أن يُفَش بشظايا أعمال عنيفة جثمت صورتها السريالية على الصدور كالجيثوم . لولا أن جنابه تدارك الأمر بحصافة هي من حصافات الوالدة الموقرة ، وذكاء عده الناقمون مجرد خبث فطري . فقد عمل جاهدا وبشكل فوري لمد وشائج ودية نحو الفاعلين. وشائج لم يتوان الأهالي من وسمها ببصاق خيباتهم حالما اكتشفوها بينما أدار لها الأمريكان ظهور لامبالاتهم مما حيَّرالعاقل والمجنون.
فعندما سربت كوى حيطان حمايته قصاصات ورقية ، مدججة بجمل هددت باعارة سواد خطوطها الغليظة إلى ملابس أهل بيته ، لم يهتز ما تبقى له من شعر على جانبي رأسه . بل طلب بمنتهى الهدوء من مدير مكتبه تأمين اتصال فوري بالفاعلين.
لم يطل عناء البحث بالاستاذ مدير مكتب جنابه ولم يهدر دقيقة من وقته الدولاري في عبثية احترازات لامغانم من ورائها . فما ان وجدهم متربصين في الجوار حتى اختلى بهم في إحدى الزوايا . باسطا أمام وجوههم المخفية باحكام خلف لثامهم الأسود ، بنود اتفاق قال ان جنابه يرى امكانية تبادل منافعه بمنتهى الوثوق . تعهد من طرفه إحاطتهم بعلم التحركات الأمنية المستهدفة لوجودهم مقابل ان يتحاشوا الدنو بسياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة من درابين حياته.
وفي خطوة حاذقة كانت دونها حذاقة حرصه على اخفاء أمر علاقاته الجديدة عن أعين أهل البلدة ، تكفل جنابه بتلبية حاجاتهم الماسة لمختلف أنواع الوقود اللازمة لادامة زخم تحركاتهم الجهادية شرط ان يكونوا له عيدانا تخزي عيون أهل البلدة . التي باتت لاتجيد في الآونة الأخيرة سوى الاتساع والاتساع لتجاري الانتفاخ الجديد الساري في أحوال وأعطاف جنابه.
8. نظائر الكاربون :
تلكأت المولدات الكهربائية عن إنتاج الطاقة لأسباب مختلفة . فقرر جنابه ان من غير المجدي بقاء الأسلاك الناقلة لها عالقة في الأعالي مرتعا للطيور البغيضة التي لامنافع تُرتجى منها سوى إنتاج الافرازات النجسة . فبادر إلى إصدار أوامر صارمة إلى حضرات الحراس بإزالتها وصهرها وتحويلها إلى سبائك معدنية . تبرع مشكورا برميها عبر الحدود تخليصا للبلدة من شرور الاشعاعات التي ربما تكون قد علقت بها.
على صعيد ذي صلة بالموضوع . تقاعدت عوادم مكائن الاحتراق الداخلي عن مهمة ثلم ثقب الأوزون بكربون مقذوفاتها الغازية . وسلمت الراية إلى أمعاء الدواب الغليظة التي من جانبها أظهرت براعة منقطعة النظير في إتمام المهمة. فرفدت الفضاء الخارجي بمقذوفات لايقل محتواها الغازي كربونية عن سابقاتها . وروائح. وانبعاثات عضوية لاذعة أدارت رؤوس الأهالي نحو الروث الطازج الذي أدهشتهم عودته للظهور والانتشار في طرقاتهم بعد أن ظنوا ، لسذاجتهم ، انه قد انقرض.
نتيجة لما ورد أعلاه. فقد ارتفعت أسعار المحروقات ارتفاعا لم يستمتع بشطحات جنونه سوى جنابه. فاحتجبت أجراس عربات بيع الغاز السائل . وحملت النساء قدور طبخهن نحو مواقد حفرنها في باحات البيوت ، يسرت شحة المياه إدامة توهج نيرانها . أما التنانير والأفران ، فقد سُجرت بالروث الذي ابتاعوه من أقارب جنابه المحترمين ، المعينين في دائرة البلدية ، والذين حلفوا أغلظ الإيمان بانهم جمعوه وجففوه بشق الأنفس.
أما الطامة الكبرى . فقد كانت الأجساد الآدمية الجميلة التي مسخها انقطاع السائل الابيض السحري عن الخزانات الصغيرة للمدافئ النفطية. فانكمشت في أعماق كهوف الشتاء . مجرد تكورات هيكلية يزاحم واحدها الآخر بغية الاستحواذ على فسحة ، ولو ضيقة ، امام مناقل الفحم التي كادت سمية انبعاثاتها الغازية تفتك بالاطفال فتكا.
9. زيادة الكتلة بتزايد السرعة :
تقاطرت على البلدة ، من كل حدب وصوب ، قوافل منظمات امتطى القائمون عليها ظهر الإنسانية. وحطت رحالها بين دهاليز الخبايا وكهوف الأسرار. عارضة أمام الغرائز مفاتن مساعدات جمة . سخية وميسرة الشروط. لكن جنابه أبى إلا ان تمر خلال أروقة وأدراج مكتبه.
انتفاخات مزمنة أعقبت أخرى كانت حادة . أصابت أعطاف جنابه بما يشبه العجز. فمنزله القديم لم يعد قادرا على الاستيعاب رغم التوسيعات. ابتاع منزلا ثانيا . ثم ثالثا. إلا أنها ضاقت جميعا وضيقت على ذهن الأستاذ مدير مكتبه. المنشغل ليل نهار بقضية ايجاد مساحات فارغة بين ما تراكم من محتويات في المنازل الثلاثة . ولولا ان انشغاله الدائب قد ولد في لياليه الطويلة احباطات محرجة شتى . ولولا ان تلك الاحباطات قد حادت رغباته الملحة من الولوج بين دهاليز مساراته الجنسية . لما تفتق ذهنه في لحظة مفترجة عن فتوق سربت ما سربت ، على متن شاحنات جُلبت من مواقعها عنوة ، نحو متاجر لم يشعر أصحابها بالامتنان طويلا رغم الاسعار المعقولة. اذ ان الحراس سرعان ما أذاقوهم مرارة عقابيله.
10. تباطؤ الزمن بتزايد السرعة :
الانتفاخات متعددة الأحجام والبارزة على مدى مساحات أحوال جنابه الشاسعة أثارت مكامن الحسد في النفوس . النفوس التي ما عاد الهمس في ظلمة الفوانيس واللالات والمشاعل المبتكرة يشفي غليلها . فأطلقت في جوف الأسواق، جهارا نهارا، ألسنة نقمة هوجاء ظلت تدور وتدور. مازجة ما تنهشه أنياب اليأس من جيف التواريخ مع لعاب اللعنات حتى سمع الجميع، ذات نهار، دوي انفجار كبير.
تقلبت الوجوه . تلفتت خائفة . تقاطعت . ثم تجمعت حول المنازل الثلاثة . فرأت التصدعات في عمق الجدران . ورأت غيوما كثيفة سوداء تنبعث منها وتتصاعد حتى تكاد تخنق الاحياء.
هطل على البلدة مطر غزير. مطر كانت قطراته : أقلام رصاص- مماحي- مقاطات- دفاتر-رحلات دراسية- كراسي- كنبات- مناضد- اجهزة نقال- كاميرات- تلفزيونات- ستلايتات- كومبيوترات- انظمة استقبال الانترنيت- برادات ماء- ثلاجات- مكيفات هواء- أدوية ومستلزمات طبية- كراسي المعوقين- قناني غاز الطبخ- براميل نفط التدفأة- حاويات وقود المركبات- وبلوكات وبلوكات وبلوكات من الدولارات الأمريكية الخضراء.



#طالب_جانال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارس
- النبأ
- الدمى - قصة قصيرة
- الكرسي
- عمامة اكس بي بروفشنال


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طالب جانال - تقرير فيزيائي