أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - مشعل التمو وشرف الشهادة














المزيد.....


مشعل التمو وشرف الشهادة


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريباً أن يجري اغتيال المناضل الكردي والوطني البارز مشعل التمو على عيون الأشهاد في بلد صغير نسبياً كمدينة القامشلي وفي كل عشرة أمتار من شوارعها رجل مخابرات أو شبيح، وذلك من دون أن تتمكن أجهزة الأمن تلك من القبض على الجناة أو معرفة شخصياتهم، كما لم تتمكن من قبل من معرفة المعتدين على رسام الكاريكاتير العالمي محمد فرزات في قلب دمشق وعلى بعد عشرات الأمتار من مبنى الإذاعة والتلفزيون ووزارة الدفاع وقيادة القوى الجوية وكلها مراكز حكومية حساسة جداً وتحظى بحراسة أمنية على أعلى المستويات.
إن من يعرف النظام السوري، يعرف أيضاً أن فرق الاغتيال التي لاتحتاج إلى تغطية وجهها تستطيع بعد تنفيذ مهمتها البشعة أن تعود أو يعود من أمرهم بذلك للوقوف بكل صفاقة في صف المعزين. لا بل في صف أهل العزاء أنفسهم. ومن هذا المنطلق انبرى التلفزيون الرسمي للنظام يشيد بمناقب ومواقف الشهيد مشعل التمو وهو الذي خرج للتو من معتقلات النظام المخصصة للوطنيين الشرفاء أمثاله بعد أن أمضى بسبب آرائه ومواقفه الوطنية ذاتها التي يتحدث التلفزيون الرسمي عنها الآن، قرابة سنتين وتسعة أشهر بعد عملية اختطافه حينذاك على طريق حلب والتي تمت على طريقة آل كابوني، واختفائه لمدة حتى اعترفت أجهزة أمن النظام لاحقاً بأنه معتقل لديها.
هذه هي طريقة تعامل النظام مع معارضيه السياسيين. وفي لبنان وسورية عشرات الأمثلة التي يعرفها الجميع لقيادات وشخصيات هامة جرت تصفيتها دون أن يخفي النظام متعمداً آثار تلك الجرائم بهدف أن يرتدع الآخرون.
وإذا تجاوزنا محاولات الاغتيال السابقة للشهيد مشعل التمو، وإذا علمنا أنه كان يعيش متخفياً عن أعين أجهزة النظام طوال المدة الأخيرة خوفاً على حياته، فهل هناك بعد ساذج واحد يمكنه أن يصدق مسرحية المجموعات الإرهابية في مدينة كالقامشلي؟ هذه المدينة التي طالما ركن أهلها إلى الدعة والسكينة، باستثناء الفترات التي كانت تنشط فيها عصابات النظام المخابراتية بين الفينة والأخرى لسلب الناس وقتلهم بعد وضعها حواجز أمنية طيارة على الطرق التي يسلكها المواطنون بعد أن يكونوا قد قبضوا نقداً أثمان محاصيلهم الزراعية من المؤسسات الحكومية.
أبناء الجزيرة يعرفون جيداً ماذا أعني وعمن أتحدث. وهم يعرفون أيضاً ضحايا تلك العصابات بالأسماء والتواريخ. ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً عن السابق. فقد تحولت عصابات النهب والسلب تلك إلى فرق اغتيال منظمة بدوافع سياسية. فالمناضل مشعل التمو من أقوى الأصوات الكردية التي نادت منذ بدء الثورة السورية بإسقاط النظام. ولقد استمعتُ إليه وهو يتحدث عبر الهاتف إلى المجتمعين في استانبول قبل أيام معرباً عن تضامنه وتأييده لهم ،ومتمنياً عليهم الخروج بما ينتظره منهم الشعب السوري الثائر بكل أطيافه وتياراته القومية والسياسية والدينية. وكان لكلامه ذاك وقع عميق في نفوس المجتمعين من أجل وحدة المعارضة السورية وتوحيد كلمتها وإنتاج مجلس وطني واحد يمثلها ويتحدث باسم الثورة والثائرين، بعد أن تكون قد تمثلت فيه كل مكونات المجتمع السوري وأطيافه المتنوعة لرسم وجه المستقبل لسوريا حرة وديمقراطية وتعددية.
صوت مشعل التمو ذاك كان الأكثر وضوحاً بين الحركة السياسية الكردية، في ظل المواقف العائمة والمترددة وغير الحاسمة لمعظم التنظيمات الكردية التقليدية في سوريا. والتي لم يقتنع الكثيرون بمبرراتها المعلنة، مما أثار ومازال يثير بعض التساؤلات.
لهذا فإن جريمة الاغتيال هذه جاءت لإسكات هذا الصوت الذي بات يستقطب جماهيرية متزايدة في الشارع الكردي خصوصاً والوطني عموماً على حساب التنظيمات التقليدية التي أبدت فتوراً واضحاً في الانخراط في المظاهرات. ولا شك، فقد أفقد هذا الفتور الثورة السورية الزخم الذي كنا نتوقعه في منطقة الجزيرة، في الوقت الذي يسقط فيه كل يوم عشرات الشهداء في المناطق السورية الأخرى.
وإذا كنا كسوريين نثمن لتيار المستقبل الكردي والناطق باسمه الشهيد مشعل التمو مواقفهم الوطنية هذه، ونقدر لهم تضحياتهم وفداحة الثمن الذي لابد وأن يدفعه كل وطني شريف ومخلص قال للنظام كفى، فإننا ندرك في الوقت ذاته أن طريق الحرية ليس مفروشاً بالورود، وإنما لابد أن يعبِّده المناضلون من أجل تلك الحرية بدمائهم.
لقد قرن الشهيد مشعل التمو قوله بالفعل، وقدم حياته فداء لمواقفه الوطنية الشجاعة. فامتزج باستشهادة من أجل حرية الوطن الدمُ الكردي بدم الآلاف من أبناء سورية الآخرين من شهداء الحرية. مجسداً بذلك إخوة حقيقية في الوطن الباحث عن حريته عبر قوافل الشهداء والمعتقلين والملاحقين والمهجرين إضافة إلى الملايين الذين يعيشون غرباء منفيين ومقموعين في وطنهم.
قبل أيام وردتنا تحذيرات بأن النظام بدأ يعد ويخطط لاغتيال معارضيه السياسيين وإلقاء التهمة على اختراع مخيلته الأمنية، العصابات الإرهابية. هذه النكتة السخيفة التي تثير من الازدراء أكثر مما تثير من الضحك. وهاقد بدأ تنفيذ هذا المخطط بمحاولة إقصاء الشارع الكردي عن المشاركة الفعالة في المظاهرات عبر اغتيال أبرز المعارضين للنظام. ولا نستغرب أن تطال يدُ الإجرام معارضين آخرين في الأيام القادمة. لقد عودنا النظام أن لاأمان له ولا حرمة لديه. وأعماله الإجرامية في الشارع تشهد بأن هذا النظام مستعد لعمل أي شيء يخطر أو لا يخطر بالبال من أجل أن يطيل عمره يوماً واحداً. لذا فإن الشهيد مشعل التمو ليس أول، ضحاياه ولا نظن بأنه سيكون الأخير. لكننا سنعمل بكل جهد على ألا تطول قائمة الشهداء بوضع نهاية قريبة لهذا النظام المجرم.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري
- قوافل الحرية التي لم تنطلق
- ما الذي يحصل في وللمجتمع السوري؟
- العبث الصاروخي كرسائل سياسية
- كم من السفراء ستسحب تركيا بعد بسبب الاعتراف بالمذابح؟
- حمد ... مواطن خارج التغطية


المزيد.....




- اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من ...
- حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
- ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
- حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
- تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
- الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
- بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين ...
- تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - مشعل التمو وشرف الشهادة